عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 13-01-2008, 01:31 AM
الصورة الرمزية عاطف خليفة
عاطف خليفة عاطف خليفة غير متواجد حالياً
مدرس الكيمياء للثانوية الازهرية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2007
المشاركات: 1,960
معدل تقييم المستوى: 0
عاطف خليفة is an unknown quantity at this point
افتراضي

القصة القصيرة
* نشأة القصة القصيرة
القصة القصيرة شكل من أشكال الأدب الحديث له ملامحه الفنية المتميزة متى ظهرت ؟
وأين ؟ وعلى يد من ؟
ظهرت في منتصف القرن التاسع عشر 1850 في روسيا وأمريكا ومن بعد في فرنسا وإنجلترا وازدهرت في القرن العشرين إذ تعددت اتجاهها.ويعد (جوجول) الروسي أبا للقصة القصيرة على المستوى العالمي لأنه دعا الكتاب إلى أن يستمدوا موضوعات قصصهم من حكايات العامةولا يقل عنه مكانة (إدجار آلن بو) لأنه مارس كتابة قصص تستهدف الفن القصصي وحاول أن يقنن للقصة كشكل مختلف عن الرواية في البناء والشكل والهدف ووضع القواعد والأصول وارتفع (موباسان) الفرنسي و (تشيكوف) الروسي بهذا الفن.
* القصة القصيرة وسماتها الفنية (من خلال المقارنة بينها وبين الرواية)
مفهوم القصة القصيرة :
هو الفن الأدبي الذي يكتفي بتصوير جانب واحد من حياة الفرد أو زاوية واحدة من زوايا الشخصية أو موقف واحد أو تصوير خلجة نفسية تصويرا مكثفا يساير روح العصر وهى بهذا أقرب الفنون الأدبية إلى روح العصر ذي الإيقاع السريع
ويمكن التعرف على
السمات الفنية للقصة القصيرة من خلال مقارنتها بالرواية :
1-فالرواية تتناول قطاعا طوليا من الحياة* بينما القصة تتناول قطاعا عرضيا2- والرواية أقرب إلى التوغل في أبعاد الزمن
* بينما القصة أقرب إلى التوغل في أبعاد النفس
3- طول الرواية يحدد قالبها بينما قالب القصة يحدد طولها4- كاتب الرواية ينظر إلى الحياة من مختلف أقطارها نظرة شاملة مستوعبة تسمح بتعدد الشخصيات وكثرة الأحداث وتداخل الأزمان والانتقال من مكان إلى مكان ومناقشة أكثر من قضية وأكثر من فكرة لأنها أقرب إلى حياة كاملة كما تتيح الفرصة للوصف المكاني التفصيلي وتقسيم إلى مشاهد ومواقف، وقد يكشف الكاتب عن وجهة نظره فيما يجرى.*أما كاتب القصة القصيرة فإنه يثبت نظرته في ناحية واحدة ويلتقط موقفا واحدا أو ينتقى الشخصية أو يحلل النفسية ويسلط الضوء ويصوره في إيجاز بكلمات مختارة تؤدى إلى جلاء الحقيقة أو تحديد رأى معين أو نقل انطباع خاص في إيقاع سريع
* الأسس البنائية للقصة القصيرة
1- مبدأ الوحدة :
أساس جوهري، ويشمل وحدة الدافع ووحدة الحدث ووحدة الفكرة ووحدة الموقف ووحدة الهدف ثم وحدة الانطباع.
والوصول إلى تلك الوحدة يمنح القارئ لذة جمالية خاصة لأنها تبدأ من الجملة الأولى حتى آخر جملة
2- مبدأ التكثيف :
فالقصة فن شديد التكثيف والتركيز والموضوعية لكي تحدث أثرا واحدا قويا وسريعا
3- تفاصيل الإنشاء :
إن الحرص على تأكيد مبدأ الوحدة والتكثيف يتطلب عناية في كل ما يتصل بتفاصيل بنائها وإنشائها ضمانا للإحكام الفني فإن التفاصيل يجب أن تكون جزءا في البناء الكلى وإن تعددت الشخصيات يجب أن يكون في التحام بعيدا عن الوصف الطويل
عناصر أخرى :
4- الحوار :
قد تشمل القصة حوارا وقد لا تشمل وإذا حدث فيجب أن يكون جزءا من البناء العضوي أو من عوامل الكشف عن أبعاد الشخصية والتطور بالحدث أو تجلية النفس أو الفكرة
5- الصراع :
العمود الفقري في بعض القصص القصيرة الحديثة لأنه يضفى عليها حرارة وحيوية وقد يكون الصراع خارج الشخصية في البيئة أو المحيط وقد يكون داخليا يعتمل في أعماق الشخصية
6- التشويق :
يجب أن يكون هناك ترقب من جانب القارئ ومن ثم اشترط التشويق أساسا للمتعة الفنية
7- الصدق :
يعنى أن تكون القصة صادقة مع الواقع وأن تكون كل عناصرها وأجزائها وتفصيلاتها مقنعة فإذا لم نقتنع فلن نصدق
* القصة القصيرة وتراثنا العربي

-إن التراث العربي الأدبي النثري لم يعرف هذا الشكل من أشكال الأدب.
- وفى تراثنا العربي المقامة التي تدور حول مغامرات يقوم بها بطل واحد وتعتمد على الحيلة لبلوغ الهدف وهو التكسب كما يتوفر لها الراوية الذي ينقل أخبار البطل الذي يتسم بسمتين :-

1-أنه صعلوك جوال متسول ماكر محتال
2- وأنه أديب بليغ حاضر البديهة يرتجل الكلام شعرا ونثرا مستشهدا بالقرآن والحديث كما يزخر أدبه بالمحسنات والصور وتقدم على الاستشهادات الطويلة المملة والمباشرة والخطابية والإسراف في اللغة.
- وبديع الزمان الهمذانى 358 هـ هو الذي أصل هذا اللون الأدبي وقد اعتبر المقامة حديثا أدبيا بليغا غايته التعليم ووسيلته أسلوب فصيح
-وجاء بعده بنحو قرن الحريري 446 هــ الذي احتفظ في مقاماته الخمسين بالقواعد التي أرسلها الهمذانى لكنه تفوق عليه في الألاعيب والألغاز والعقد البلاغية.

الخلاصة
(هام جدا)

والخلاصة فكل من المقامة والقصة فن له أصوله وقواعده وشكله ومضمونه ولا يمكن أن تكون القصة امتدادا للمقامة لا في الشكل ولا في المضمون ولا في الهدف ولا في الوسيلة فالمقامة تقوم على الاستشهادات الطويلة المملة والمباشرة والخطابية والإسراف اللغوي الذي يجعل اللغة والنحو والبديع هدفا يحول دون سريان تيار شعوري وفكري واحد ويفقد العمل وحدة التأثير ووحدة الانطباع وتماسك البناء الفني بل أنه يلغى ميزة التكثيف والتركيز والإيجاز وهى سمات فنية تنفرد بها القصة القصيرة
* بداية القصة العربية القصيرة
-عرفت القصة القصيرة في مصر قبل البلاد العربية الأخرى لأن مصر مركز الإشعاع الفكري والثقافي والأدبي في العالم العربي- ولا شك أن الصورة التي وصلت إليها القصة القصيرة الآن تختلف عما كانت عليه منذ بزوغ فجر القصة سنة 1910 في صحيفة (القلم) فقد كانت طرفة أو أحدوثة آنذاك.-أول عمل أدبي نثرى يمكن أن نطلق عليه مصطلح قصة قصيرة كتبة حمدي حماد سنة 1910 وكان كاتب القصة يعتبر متطفلا على موائد الأدب لمكانة الشعر......
* العوامل والأسباب التي ساعدت على انتشار القصة القصيرة

ساعدت بعض العوامل والأسباب على انتشار القصة القصيرة منها:-
قوة الطبقة المتوسطة بعد ثورة 1919 وفى المناداة باستقلال مصر سياسيا وفكريا واقتصاديا وفى الدعوة إلى الحرية والديموقراطية وانتشار التعليم واشتراك المرأة وتعدد الأحزاب السياسية التي اجتذبت صحفها القصة القصيرة وجعلت لها بابا ثابتا فضلا عن الترجمة إلى جانب المنفلوطي الذي مهد لكتابة القصة
_ كتب محمد أحمد تيمور 1892 - 1921 ست قصص جمعت في كتاب (ما تراه العيون) وكان هذا الكاتب واعيا بأصول القصة القصيرة وتعد محاولات محمد تيمور بلورة لكل التجارب التي سبقتها.
* الرواد الأعلام

انتقلت القصة القصيرة المصرية بعد ثورة 1919 إلى مرحلة جديدة لأن الثورة أثرت في الحياة الثقافية والاجتماعية وعملت على بلورة الشخصية المصرية في كل الميادين المتمثلة في ظهور قوة العمل والتأثير في القيم الأخلاقية وقوة الانتماء إلى الوطن وقد دعا عيسى عبيد وشحاتة عبيد إلى نوع من الواقعية الساذجة القائمة على النقل الحرفي من الواقع
* المدرسة الحديثة
تمهيد:

- في مطلع سنة 1925 أصدر مجموعة من الشباب المثقف صحيفة أطلقوا عليها اسم الفجر وجعلوا شعارها الهدم والبناء ،هدم القديم البالي ، وبناء الحديث المتطور ، وثاروا علي الأشكال التعبيرية القديمة وعلي رأسهم احمد خيري سعيد ومنهم يحي حقي ، وحسين فوزي ، ومحمود طاهر لاشين ، ومحمود تيمور وإبراهيم ناجي ، وطه حسين ……………………

- يعتبر محمود طاهر لاشين أبرز كتاب القصة القصيرة طوال
العشرينات حتى منتصف الثلاثينات إذ بدأ إنتاجه سنة 1924 ، ونشر أول قصصه بعنوان (صح) وانتهي سنة 1932 (تحت عجلة الحياة)-أثرت هذه القصة تأثيرا واضحا في حركة القصة القصيرة فطغت علي الفنون الأدبية الأخرى.- تبلورت المحاولات عند الكاتب محمود تيمور 1894 - 1973
الذي عاصر نشأة هذا الفن وواكبه في مسيرته فأصدر 25 مجموعة قصصية، وجاء بعده كثير نبغوا من تحت معطفه.- في ظلال المدرسة الحديثة بدأ يحي حقي كتابة القصة القصيرة، وأول قصة نشرتها له صحيفة الفجر سنة 1926 ، وكان مهتما أول الأمر بتصوير النماذج البشرية من صعيد مصر ، ثم انتقل إلى المدينة فاختار شخصيات قصصه من الأحياء الشعبية الوطنية في السيدة زينب وسيدنا الحسين ومجموعته (أم العواجز ) دليل علي ذلك ، ويبدو في كل قصصه مسيطرا علي اللغة ، ويستهدف العلمية و الموضوعية فيها فلغته حادة بلا ثرثرة
* القصة القصيرة والمجتمع :
القصة نتاج ظروف :
القصة القصيرة هي نتاج تفاعل الظروف الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والفكرية فطوال الثلاثينات كان الحكم استبداديا مطلقا، حيث تتحكم طبقة قليلة في ملكية المجتمع وثروته، وساد الفكر الاقتصادي الرأسمالي، وغلبت قيم الطبقة البرجوازية المستمدة من البرجوازية الفرنسية وغلب الاتجاه الرومانسي.ومن الرومانسية ما تتناول موضوعات القصص مشكلة الحب والعلاقة بين الرجل والمرأة من ساكني المدينة وذلك في قصص محمد كامل السحامي و يوسف جوهر وإبراهيم ناجي ، ومن بعد يوسف السباعي وإحسان عبد القدوس.ومن الرومانسية تلك التي يلوذ صاحبها وجدانيا ومكانيا بالقرية مثل محمد عبد الحليم عبد الله الذي كان مولعا بالتعبير عن الإنسان الريفي الذي تقتله الأوبئة والأمراض الاجتماعية، وغالبا ما تنتهي قصصه نهاية حزينة، وتكتب بلغة عربية فصيحة منتقاة مثل المنفلوطي وهناك الرومانسية الثورية ويمثلها عبد الرحمن الخميسي الذي وقف مع المظلومين ونقد الأوضاع الطبقية.والي جانب الاتجاه الرومانسي ظهر الاتجاه التحليلي النفسي الذي لا يخلو من بعد اجتماعي عند الكتاب الذين اثروا الاهتمام بدراسة علم النفس، وتصدوا للكشف عن عيوب الطبقة المسيطرة باختيار شخصيات ومواقف تدفع إلى الازدراء و الاحتقار كما في قصص إبراهيم المصري ومحمود عزت موسى و إبراهيم العقاد.
* القصة القصيرة والواقعية :
العوامل التي ساعدت علي الواقعية :- ( هام )

1- تغير الظروف و الأوضاع السياسية و الاجتماعية والاقتصادية والفكرية في أعقاب الحرب العالمية الثانية.
2- التحول إلى الاشتراكية.
3- ثورة الثالث و العشرين من يوليو سنة 1952 وتدعيمها لهذا الاتجاه من خلال القرارات الاشتراكية سنة 1960 وترجمة القصص العالمي.
4-انحياز بعض الكتاب إلى طبقة الفلاحين يصور معاناتهم حتى أصبح الفلاح بطلا كما في قصص عبد الرحمن الشرقاوي و سعد مكاوي و أحمد رشدي صالح.
وانحياز بعض الكتاب كلية إلى لعقيدة معينة أو فكر مسبق أو طبقة بذاتها ، كما وجدان من وضع الإنسان عموما في اعتبارهم الأول دون أن يغفلوا الفن وقواعده مثل محمود البدوي الذي تناول عمال التراحيل ، وشكري عياد ومحمد أبو المعاطي أبو النجا ، كما أفاد فاروق خورشيد من السير الشعبية .
* خصائص القصة القصيرة الواقعية :
من خصائص القصة القصيرة الواقعية أن تكون القصة نبض الواقع تمجد الجماعة وتشيد بالبطولات النضالية، تسخر من السلبية و تدفع إلى العمل والإنتاج، وتجعل الإنسان منبعا للقيم.
* يوسف إدريس و القصة الواقعية :
ترك الطب من أجل القصة، يعتبر أبرز جيل الستينات، يمثل الاتجاه الواقعي، بدأت قصصه في الظهور سنة 1950. صدرت له أول مجموعة قصصية سنة 1954 بعنوان (أرخص ليال) ومنها قصة نظرة. شغل القراء والنقاد بقصصه التي ثار حولها الجدل أثرت في جيل كامل من الكتاب.
قدم يوسف إدريس عددا من كتاب القصة القصيرة علي صفحات مجلة (الكاتب) مثل يحي الطاهر عبد الله الذي كتب القصة القصيرة أشبه بقصيدة يشرح فيها الأسطورة بالشعر بالتصوف بالواقع.
* خصائص قصة يوسف إدريس
( هام )

1-التفت إلى زوايا لم يلتفت إليها غيره.
2-اختار لصياغتها أسلوب الحكي.
3-اجترأ علي اللغة فاستعان باللهجة العامية التي تحولت عنده لغة فنية.
4- كان منطلقه ثوريا تقدميا
5- كانت رؤيته الفنية شاملة
6- ارتبطت كتاباته بإنسان المجتمع و حركة المجتمع
وندرس له هذا العام
قصة نظرة

__________________

دكتور عاطف خليفة
كيميائي

500 امتحان كيمياء