عرض مشاركة واحدة
  #14  
قديم 14-06-2011, 10:45 AM
الصورة الرمزية محمد حسين الشربينى
محمد حسين الشربينى محمد حسين الشربينى غير متواجد حالياً
مشرف سابق ومدرس دراسات اجتماعية
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
العمر: 43
المشاركات: 6,027
معدل تقييم المستوى: 22
محمد حسين الشربينى is on a distinguished road
افتراضي

سماحة الإسلام رد الاعتبار لرجال الدين المسيحى
المصدر: الأهرام اليومى
بقلم: هبة عبدالستار



كان موقف عمرو بن العاص من البطريرك بنيامين بعد فتح مصر من أبرز الأمثلة على احترام الإسلام للآخر وسماحته الدينية معه، وعن ذلك يتحدث الدكتور عبد الرحمن أحمد سالم أستاذ التاريخ الإسلامى بكلية دار العلوم جامعة القاهرة قائلا : كانت حدة الخلاف المذهبي بين الروم الذين كانوا يحكمون مصر قبل الفتح الإسلامى وبين أهلها من القبط شديدة العمق رغم وحدة الدين الذى كان يعتنقه الطرفان وهو المسيحية . ومن أقوى الأدلة على ذلك ان بطريركية الإسكندرية كان يتولى رئاستها اثنان فى وقت واحد :أحدهما ملكانى على مذهب الروم يعينه امبراطور الروم والثانى يعقوبي « أرثوذكسي» يختاره الاقباط ولا يعترفون بسواه . ولكن العلاقة لم تكن متكافئة بين الطرفين فقد تمكن البطارقة الملكانيون من الهيمنة على كنائس مصر واضطهدوا الاقباط وحاولوا فرض مذهبهم الدينى بالإكراة .وقد تصاعدت حدة الاضطهاد قبل الفتح الإسلامى لمصر بوقت قصير وكان بطريرك القبط فى ذلك الوقت يدعى بنيامين ، وقد اضطر إلى الاختفاء فرارا من ظلم الروم وجبروتهم ، وأخذ يتنقل من مكان إلى آخر فى صحراء مصر حتى استقر أخيرا فى دير صغير بالقرب من مدينة قوس بصعيد مصر، وظل مختبئاً ثلاثة عشر عاما حتى فتح المسلمون مصر .وعندما علم الفاتح عمرو بن العاص بمشكلة بنيامين أعلن أنه يضمن له الحماية والأمن ، فخرج بنيامين من مخبأه وتوجه إلى عمرو بن العاص بناءً على استدعاء الأخير له. وقد استقبله عمرو بكل مظاهر الحفاوة والتكريم و رده إلى منصبه الذى كان يشغله قبل اختفائه فأصبح مرة أخرى بطريرك الكنيسة القبطية فى الإسكندرية وقد كان اليوم الذى عاد فيه بنيامين إلى كرسيه بالإسكندرية يوماً مشهوداً من أيام الكنيسة المصرية ، فقد غمرت الفرحة الطاغية أهل مصر جميعا بعودة راعيهم إلى منصبه . وكان الكثيرون من الاقباط قد تخلوا عن مذهبهم اليعقوبي تحت وطأة الاضطهاد المذهبي البيزنطى ، فعاد هؤلاء إلى مذهبهم القديم وقد أمنت نفوسهم فى ظل الحكم الإسلامى وبمباركة راعيهم بنيامين .