أعتقد أنه قد تم تعيين يحيى الجمل لعدة أسباب
أولا : أنه كان من اكثر الشخصيات اعتدالا فى مصر ، و تاريخه يشهد له بذلك .
ثانيا : أنه من أهم الفقهاء الدستوريين فى مصر ، و هذا باعتراف فقهاء الدستور المصرى أنفسهم .
ثالثا : لأنه كان لديه قبول كبير لدى الشارع المصرى والمثقفين فى مصر ، فهو لم يكن من المنافقين أو الموالين لحسنى مبارك ،
- فأنا أذكر له مقال منذ حوالى ثلاث سنوات ، و كان بعنوان رسالة الى الرئيس ( على ما أذكر ) ، فى هذا المقال صرح بأنه أصبح من الضرورى لحسنى مبارك
( أ ) أن يعلن أنه لن يترشح لفترة أخرى .
( ب ) أن يقوم بتشكيل لجنة دستورية عامة تتألف من جميع القوى المصرية لعمل دستور جديد للبلاد
( جـ ) أن تكون هناك فترة لانتقال السلطة وتحول مصر الى نظام ديموقراطى حقيقى ، و هذه المدة لا تزيد عن عامان
وطبعا هذا المقال بمجرد نشره تم حذفه فىالطبعات الأخرى ن وكان من يريد الحصول عليه عليه أن يبحث فى النت عنه
- كذلك كان يحيى الجمل أول من رفض فكرة أن يستمر رؤساء الأحزاب فى مناصبهم دون تغيير
- حين تاسس حزب الجبهة الديموقراطية ، تم تعيين الدكتور يحيى الجمل كئيس للحزب ، و كان هذا قوة دفع كبيرة للحزب
- و كانت المفاجا’ حين بلغ الدكتور يحيى الجمل السبعون عاما ،طرح مادة للنقاش فى الحزب ، أن لايزيد عمر رئيس الحزب عن سبعون عاما ، وذلك لتجديد دماء الحزب ، و بالفعل بعد نجاحه فى أخذ الموافقة على هذه المادة ، قدم استقالته من رئاسة الحزب ، ذلك حدث فى الوقت الذى يتمسك فيه جميع رؤساء مصر برئاستهم لأحزابهم
الحقيقة هذه بعض المواقف فى الفترة الاخيرة التى تنصف الرجل ، و قد توضح لماذا تم ترشيحه لمنصف نائب رئيس الوزراء .
عيوب ترشيحه للمنصب
أعتقد أن الدفاع عنه وعن تاريخه لا يلغى خطأ توليه المنصب
أولا : من الواضح كبر سن الدكتور يحيى الجمل ، ودخوله مرحلة الشيخوخة ، فمن الواضح أنه اصبح غير قادر على هذا المنصب
ثانيا : ظهور التيارات الاسلامية و التى استخدمت اسلوب الترهيب عن طريق مبدأ التكفير ، فتعرض الرجل لحملة من تشويه السمعة ، و كأنه رجل كافر لا دين له ، رغم أن ماينادى به من مدنية الدولة ، هذا مطلب عام لمعظم الأمة ، و أن المجلس العسكرى نفسه أكد على مدنية الدولة
ثالثا : مطالبته لإلغاء المادة الثانية من الدستور ، و رغم أنى لست مع ذلك ، و لكن من المؤكد أنها ليست خاصة به فقط ، فهناك بعض ااتجاهات التى تطالب بذلك ،
و فى النهاية كان هناك اعتقاد بعد ثورة 25 يناير بأنه ستسود حرية التفكير ، فما من مشكلة أن تطرح كل الأفكار ويتم مناقشتها و طرحها على الرأى العام ، و فى النهاية الرأى سيكون للأغلبية ، و لكن ماهو حادث فى مصر شئ يثير الدهشة ، أصبحت نغمة التكفير هى النغمة السائدة ، حتى أنه تعرض لاتهام أنه يسب الله ، و لكن الحمد لله أن بدأت تتلاشى دعاوى التكفير والتخوين ، و عاد مرة ثانية الهدوء فى النقاش وتقبل جميع الآراء
و أخيرا أنا حاولت على قدر علمى أن أعطى الرجل ماله وماعليه ،و فى النهاية هو مجرد رأى شخصى