ليس بالفم وحده .. يشرب الإنسان !
إذا وجهت السؤال التالي لتلاميذك : كيف نشرب ؟ فقد يقول معظمهم وهل هذا سؤال يستحق التفكير ؟
ولكنه – رغم ما يعتقدون خطأ – يستحق ، فعندما نشرب نقرب الكوب أو الملعقة المحتوية على السائل من الفم ثم نرتشف السائل منها ،
والواقع أن ارتشاف السائل بهذه الطريقة البسيطة التي اعتدنا عليها يحتاج إلى تفسير ، لماذا يندفع السائل إلى فمنا ؟ .
السبب هو أننا عند الشرب نوسع القفص الصدري وبذلك نخلخل الهواء الموجود في الفم ، وتحت تأثير الضغط الجوي يندفع السائل إلى الفراغ الذي يكون فيه الضغط أقل وبذلك يدخل إلى الفم .
وهنا يحدث للسائل نفس الشيء الذي يحدث له في الأواني المستطرقه
إذا خلخلنا الهواء فوق أحد الأواني المذكورة لأن السائل سيرتفع في هذا الإناء تحت تأثير الضغط الجوي ، وعلى العكس من ذلك ،
لو وضعنا عنق الزجاجة في فمنا وأردنا أن نرتشف منها الماء لما استطعنا القيام بذلك مهما بذلنا من جهد ، وذلك لأن ضغط الهواء في داخل الفم يساوي ضغط الهواء الموجود في الزجاجة فوق الماء .
وهكذا فإننا على وجه التدقيق لا نشرب بالفم وحده بل وبالرئتين أيضاً ، لأن توسع الرئتين بالذات يؤدي إلى اندفاع السائل نحو الفم ! .
بإمكانك التحكم في وزنك .. بدون ريجيم !
ليس في استطاعتك أن تجد وزنك الصحيح بالضبط إلاّ إذا وقفت على منصة الميزان دون أن تتحرك البتة ،
فإذا انحنيت فسيقل وزنك حالما تفعل ذلك ، لماذا ؟
لأن العضلات التي تحني النصف العلوي من الجسم تعمل في نفس الوقت على رفع النصف السفلي من الجسم إلى أعلى مقللة بذلك الضغط الذي يؤثر به الجسم على القاعدة .
وعلى العكس من ذلك ، ففي اللحظة التي ينتصب فيها جسمك تعمل العضلات على دفع كل من نصفي الجسم أحدهما بعيداً عن الآخر . وهنا يشير الميزان إلى زيادة ملحوظة في الوزن بناءً على زيادة ضغط النصف السفلي من الجسم على منصة الميزان .
وهكذا حتى أن رفع اليد يجب أن يؤدي إلى تذبذب مؤشر الميزان الحساس طبقاً للزيادة القليلة التي تطرأ على الوزن الظاهري للجسم ، ذلك أن العضلات التي ترفع اليد إلى أعلى ترتكز على الكتف ومن ثم فهي تدفعه مع الجسم إلى أسفل وبذلك يزداد الضغط على منصة الميزان ،
وعندما نتوقف عن رفع اليد تتحرك العضلات المقابلة التي ترفع الكتف إلى أعلى محاولة تقريبه من طرف اليد وبذلك يقل وزن الجسم أي يقل الضغط المؤثر على القاعدة .
وعلى العكس من ذلك، عندما نخفض اليد إلى أسفل فإننا نقلل من وزن جسمنا أثناء تلك الحركة فنزيده حالما نتوقف عن خفض اليد ، وباختصار فإننا نستطيع بتأثير القوى الداخلية أن نزيد أو نقلل من وزننا ، والذي نعني به الضغط المؤثر على القاعدة .