عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 08-04-2011, 12:03 AM
T!to T!to غير متواجد حالياً
عضو خبرة
 
تاريخ التسجيل: Feb 2010
المشاركات: 2,682
معدل تقييم المستوى: 18
T!to is a jewel in the rough
افتراضي



كتاب الدعوات ..1
1. حدثنا إسماعيل قال: حدثني مالك، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لكل نبي دعوة مستجابة يدعو بها، وأريد أن أختبئ دعوتي شفاعة لأمتي في الآخرة)

2. وقال لي خليفة: قال معتمر: سمعت أبي، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (كل نبي سأل سؤالاً، أو قال: لكل نبي دعوة قد دعا بها فاستجيب، فجعلت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة).

كلام الشيخ:
بسم الله الرحمن الرحيم
قال المهند رحمه الله تعالى: كتاب الدعوات:
الدعوات جمع دعوة، والمراد بها: دعوة الله عز وجل، وهو من باب دعوة الله من باب إضافة المصدر إلى مفعوله يعني دعاء إنسان ربه، ودعاء الله تعالى ينقسم إلى قسمين:
• دعاء مسألة
• دعاء عبادة
فدعاء المسألة سؤال الإنسان ربه ما يحتاجه في دينه ودنياه.
ودعاء العبادة أن يتعبد الإنسان لربه بامتثال أمره واجتناب نهيه.

ووجه كون العبادة دعاءاً أن المتعبد يدعو بلسان الحال، لإنك إن سألت الإنسان لم يدعو الله لقال رجاء ثوابه وخوف عقابه، إذا فهو وإن لم يسأل بلسان المقال، سائل بلسان الحال، لذلك قسم العلماء الدعاء إلى دعاء مسألة ودعاء عبادة وكلاهما عبادة لقوله تعالى: _وقال ربكم ادعوني استجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين_ غافر:60
ادعوني: فعل أمر، واستجب لكم جوابه، ولهذا جزمت استجب لكم
والدعاء هنا يشمل دعاء المسألة والعبادة وإن كان في دعاء المسألة أظهر لأن الاستجابة إنما تكون لمن دعي بالطلب وقوله إن الذين يستكبرون عن عبادتي يدل على إن الدعاء من العبادة. والذي لا يرى نفسه محتاجاً إلى ربه ولا يهمه أن يلجأ إلى الله فهذا مستكبر وجزاءه أن يدخل جهنم داخراً أي صاغراً، ولهذا نقول في كل صلاة (إياك نعبد وإياك نستعين).

الكلام على الحديثين:
يعني أن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام دعوا الله بدعاء فاستجاب لهم.
أما النبي صلى الله عليه وسلم جعل الدعوة العظيمة التي يهتم بها ويعتني بها مدخرة يوم القيامة في الشفاعة لأمته، في من استحق النار أن لا يدخلها ومن دخلها أن يخرج منها. وهذا لا يعني أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يدعوا أبداً ولم يستجاب له، بل دعى بدعواتِ كثيرة واستجيب له، لكن الدعوة التي لها شأن عند الرسول صلى الله عليه وسلم والعامة للأمة ادخرها ليوم القيامة.
الشفاعة قسمان: عامة، وخاصة.
والخاصة به صلى الله عليه وسلم ثلاثة شفاعات:
1. شفاعته في أهل الموقف أن يقضى بينهم
2. وشفاعته في أهل الجنة أن يدخلوا الجنة
3. وشفاعته في عمه أبي طالب أن يخفف عنه من العذاب وأنه أهون أهل النار عذاباً، ولكن أبو طالب لا يرى أن هناك من هو أعظم عذاباً منه.


ثم اعلم أن الدعاء لا بد فيه من أمور:
1. صدق الإلتتجاء إلى الله بحيث يسأل الإنسان ربه سؤال مضطر لا سؤال مستغني عن الله.
2. أن تدعوا الله تعالى وأنت تأمل الإجابة غير مستبعد لها ولا مجرب، فمن دعا على سبيل التجربة أو مستبعداً إجابته فهو حري إلا يجاب لهذا جاء في الحديث: ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة.
3. ان لا يعتدي في الدعاء، فإن اعتدى بالدعاء بأن سأل ما لا يكون شرعاً أو ما لا يكون قدراً فإن ذلك اعتداء في الدعاء، فإنه لا يجاب. مثال: أن يدعوا بأن يضع الله عنه فرض صلاة الظهر، أو أن يدعوا على شخص بغير حق، لذلك قال صلى الله عليه وسلم في أهل الكتاب: يستجاب لنا فيهم ولا يستجاب لهم فينا، لأننا على حق وهم على باطل.
4. أن يجتنب التغذي بالحرام، لأن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب يارب ومطعمه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب لذلك يعني بعيد أن يستجاب لذلك. (ملاحظة: ذكر الشيخ أن المظلوم مجاب بكل حال، لإن إزالة الظلم من عدل الله عز وجل، وقال صلى الله عليه وسلم: اتق دعوة المظلوم فليس بينها وبين الله حجاب، والمضطر أيضاً يستجاب بكل حال: لإن الله تعالى قال: أمن يجيب المضطر إذا دعاه).
رد مع اقتباس