عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 28-03-2011, 01:56 PM
المفكرة المفكرة غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 1,413
معدل تقييم المستوى: 18
المفكرة is on a distinguished road
افتراضي

(3)أرد .. لا أرد ؟!
أجلس إلى حاسبي دأبي التردد مثل كل عاداتي المزمنة ، يفر الوقت بعيداً ولم أحسم أمر الكتابة ، و إذ أهم .. يأمر الصغير: انصرفي عن الحاسب و افتحي ملفي لأكتب اسمي . هل حدثتهم عني؟ حدثيهم عني مرة أخرى. يلفني حول أصبعه و يعكس اتجاه حركتي.
ألومني فتعرض عني، تستنكر شكواي تزعم أن نصيبي في نفسي أقل من أنصبة من حولي ، متى رأيت للمرأة أمراً غير ذلك كي تعتريك الأنانية فتطاوعيها ؟ للكتابة وقتها.
و عندها أكمل ذاك النقاش عن عمل المرأة . يروعني أنني طرف في نقاش ، لم اعتد أن تناقش النساء ، و من تناقش ، تكسر إجماع نسائي غير منظور بأن لا نناقش . لا تراعِ ، فالنوازل فرضها الصبر و التأسي لعل ذلك يفضي لموضع و لو أني أشك بقوة !
لأتحدث إذاً عن المرأة ، عن عملها .. فقط لأوشي مقالتي أولاً بخيوط الخيال و المحسنات . بعض كياني أو لعله ما اعتدته فقط .
قرأت رداً على ما كتبت.. كلمات كطلقات مدفع ، روعتني قليلاً . نادت الأشياء في حجرتي: لا تراع ِ. أنظري ، كلنا بعض أيادي رجال، القوة و الحيوية ، لا تنكري ! أو لو كانوا كما ضعفك و وداعتك تلك ، أكان يكون لك ما تفخرين به و تنتفعين ؟ أشقاهم صنعه عمراً مديداً ، أما أنت فاكتفيت بالإشارة فجئناك على عجل.
أصابني حماسه بشأن القضية بنظيره فذهبت إلى عملي أتوقد لنقاش القضية المهمة مع زميلاتي. قطعت ورقة صغيرة و نقشت بخط منمنم أسئلة مهمة: لماذا تعملين؟ و ما الأمر الذي يجعلك تتركين عملك؟
طالعن الورقة برهة باهتمام و أنا أجلس لمكتبي أؤدي ما تكرر من العمل لزوم ما لا يلزم. تناهت إلي ضحكاتهن و همساتهن ثم تركن الهواء يضيعها ، جزاؤها العادل لأنها جعلتهن يقطبن قليلاً قبل أن تنفرج أساريرهن مرة أخرى.
أأعيد طلبي، ألح عليه؟ لو كان الأمر يعنيهن حقاً لأبدين اهتماماً أكثر و الإلحاح في عالم النساء جريمة لا تغتفر فالأمور مسارها الراحة ، لا نتدخل لنشكلها ، لعله كسل و تراخي و لعله بعض طبيعة النساء.
أتدري لماذا كتبت ؟ فقط لأخبره إذ يكبر . خشيت أن يضل بين كتابات الرجال، قلت عقل إمرأة حانية يحفظه ، ينتهي أمره بالنسبة لي ، فتعترض أصابعي مطولاً ثم تعلن الإضراب يكتمل شهوراً و أطول ، تتساءل بعمق : لمن أخط حروفي؟ لمن لا أعرف في عالم افتراضي غير موجود في حسي.
يزعمون أني أودها مساواة . و لا لفظ كهذا في قاموس عقلي . أفتش عنها مجدداًُ في تشابكات أعصابي ، تعود إجابته بلا لبس ، لم تمر بي قبلاًَ ، أطلب منه أن يكرر البحث مجدداً .
_ إليك إذاً حيثيات بحثي و أصدري ما شئت من الأحكام ما دام حكمي لا يرضيك.
ملايين ملايين الخلايا في الجسم البشري ، لا تتطابق اثنتان منهما و إن تشابهتا . تغيير مستمر كيف يستوي هو و المساواة التي تقتضي الثبات ؟ أما أفعال أهلك فإليك الصورة الآتية مما اختزنته : تنتوفة مال طلبتها من والدي آخر الشهر ذاك الذي يحيل الراتب كالعصف المأكول .... رفض فتحفظ فمناولة بعد وعد مني بردها حين ميسرة. صورة أخرى، زمن قريب من هذا يضاعف لأخي العطاء ألف ضعف.
******************
رد مع اقتباس