فتح الأندلس وجهود طارق بن زياد
... كان الفتح الإسلامي لشبه الجزيرة الايبيريَّة (أسبانيا
والبرتغال) أمراً طبيعياً حسب الخطة التي اتبعها المسلمون أثناء
فتوحاتهم، وهي تأمين حدودهم ونشر دعوتهم وذلك بالمضي في
جهادهم إلى ما وراء تلك الحدود، لنشر العقيدة الإسلامية التي
تقتضي أن يستمر المدُّ الإسلامي ما دامت فيه القوة على
الاستمرار، وبعد أن أرسى موسى بن نصير، ومن معه، كلمة
الإسلام بجهودهم في المغرب الكبير، كانت الخطوة التالية
الطبيعية هي فتح الأندلس وقد عمل موسى على إكمال جهود من
سبقه من الجند الدعاة ـ قادة وجيشاً ـ في ترسيخ قدم الإسلام في
الشمال الإفريقي، فقد عمل على تثبيت الإسلام في قلوب الناس
ونشط في تعليمهم وتربيتهم على مبادئ الدين الحنيف، وآتت
جهوده الدعوية ثمارها الزكية فقد أصبح البربر في تلك الديار من
أخلص الناس للإسلام والدعوة إليه والجهاد في سبيل نشر
تعاليمه، ولقد كانت أكثرية جيش طارق إلى الجزيرة الايبيريَّة من
المسلمين البربر، الذين تحمسوا لدعوة الإسلام، حباً لها وتضحية
من أجلها، لا طمعاً في مغنم أو حرصاً على جاه، فهذا هو هدف
جميع الفتوحات الإسلامية التي يكفي الاطَّلاع عليها ومعرفة
طبيعتها لرفض الإدعاءات وإسقاط المفتريات المزوّرة، التي
تشير ـ تلميحاً أو تصريحاً ـ إلى إعتبار الغنائم سبب هذا الفتح،
وهو أمر عاري من الحجج والبراهين والأدلة، وإنما هي أوهام لا
تحمل أي رائحة من الطابع العلمي أو السند التاريخي.
فكرة الفتح
: يمكن القول بأن فكرة فتح الجزيرة الايبيريَّة هي فكرة إسلامية
تماماً. بل يُروى بأنها فكرة قديمة تمتد إلى أيام الخليفة الراشد
عثمان بن عفان، فقد كان عقبة بن نافع الفهري يفكر في إجتياز
المضيق إلى أسبانيا لو استطاع وسبق للمسلمين نشاط على
شواطئ أسبانيا الشرقية وبعض الجزر القريبة منها، وهي
مَيورْقة ومَنورقة، واليابسة، يذكر الذهبي أنه في سنة 89هـ:
جهز موسى بن نصير ولده عبد الله، فافتتح جزيرتي مَيورْقة
ومَنورقة، أما الإتصال بيُليان حاكم مدينة سبتة أو بغيره من
الأسبان فإنها جاءت مواتية على ما يبدو وفي الوقت الذي كان
موسى بن نصير يفكر في تنفيذ فكرة الفتح ولكن كيف تم الاتصال
بالجانب الأسباني ((يُليْان وأنصار الملك المخلوع وغيرهم،؟
اختلفت الأقوال فيما إذا تم الأمر بالمراسلة أو باللقاء الشخصي
وأين؟ إذا كان هذا الاتصال أصلاً قد تمّ وبهذا المستوى على كل
حال فإن اتصالات الجانب الأسباني بموسى ومساعداتهم ـ أثناء
عمليات الفتح ـ ربما كانت عاملاً مساعداً سهّل سير الفتح أو
عجّل به. لكن المبادأة ومردّ العمليات وإنجازها كانت من الجانب
الإسلامي الذي اندفع مع الفتح بقوة فائقة معتمداً على الله في
تحقيق ما يصبوا إليه من هداية الناس وقد استشار موسى الوليد
بن عبد الملك (86 ـ 96هـ) قبل اتصالاته بليُليان، أو اتصال هذا
الأخير بموسى. وقد ترددت الخلافة ـ بادي الأمر ـ بالقيام بمثل هذا
العمل الكبير، خوفاً على المسلمين من المخاطرة في مفاوز أو
إيقاعهم في مهالك، ولكن موسى أقنع الخليفة بالأمر، ثم تمّ
الاتفاق على أن يَسبق الفتح اختبار المكان بالسرايا أو الحملات
الاستطلاعية.
الحملة الاستطلاعية ، أو حملة طريف
... نفذ موسى أوامر الوليد بأن جهز حملة استطلاعية مؤلفة من
خمسمائة جندي منهم مائة فارس بقيادة طريف بن مالك الملقب
بأبي زُرعة وهو مسلم من البربر وجاز هذا الجيش الزُّقاق ـ اسم
يطلق أحياناً على المضيق ـ من سبتة بسفن يُليْان أو غيره، ونزل
قرب أو في جزيرة بالوما في الجانب الأسباني وعرفت هذه
الجزيرة فيما بعد باسم هذا القائد: جزيرة طريف، وكان إبحار هذه
الحملة من سبتة في رمضان عام 91هـ )تموز 710م) وقد جال
طريف في المدينة والنواحي المحيطة بها واستطلع أخبار العدو
في تلك الجهات، وعادت حملة طريف بالأخبار المطمئنة
والمشجعة على الاستمرار في عملية الفتح،، فقد درس أحوال
المنطقة وتعرّف على مواقعها وأرسل جماعات إلى عدة أماكن ـ
منها جبل طارق ـ لهذا الغرض فكانت هذه المعلومات عوناً في
وضع خُطة الفتح ونزول طارق بجيشه على الجبل.
... لما رأى موسى بن نصير ما حققته حملة طريف، وصحّ عنده
ما نقل إليه من أحوال الأندلس، بعث طارق بن زياد في سبعة
آلاف من المسلمين أكثرهم من البربر والموالي وأقلهم من العرب
ولما احتاج طارق إلى أعداد في فترة تالية أمدّه موسى بخمسة
آلاف فتمّ جيش طارق من السفن لنقل الجنود إلى بر الأندلس وقد
حرص القائمون على الحملة لاستكمال عملية نزول الجند أن
يُعموُا أخبار الحملة على الناس، لذلك أحضر يوليان السفن إلى
سبتة ليلاً وأخذت تنقل الجنود تباعاً، ويبدو أن عملية إبحار الجند
اقتضت أكثر من ليلة، فقيل أن الجند الذين نزلوا بر الأندلس كانوا
يكمنون في النهار حتى لا يشعر بهم أحد، وكانت السفن تختلف
بين سبتة والأندلس وأهل الأندلس لا يظنون إلا أنها تختلف بمثل
ما كانت السفن تختلف به من المنافع والمتاجر، ولما علم أهل
الأندلس بالحملة كانت عملية الإبحار قد تمت بسلام في رجب من
عام اثنين وتسعين للهجرة، ونزل طارق، بالجند عند جبل كالبي،
وهو الجبل الذي أخذ اسم طارق وصار يعرف بجبل طارق، وقيل
لما ملك رئيس الموحدين عبد المؤمن الأندلس وعبر جبل طارق
أمر ببناء مدينة على الجبل وسماه جبل الفتح ولكن الاسم لم يثبت
له وظل اسم جبل طارق جارياً على الألسنة، وسار طارق
بالجيش نحو الجزيرة الخضراء ففتحها، وكان لذريق في شمال
الأندلس مشغولاً في محاربة البشكنس، وقيل في محاربة
الفرنسيين، فأرسل خليفته تدمير يُعْلِمُه بالهجوم الإسلامي، فعاد
__________________
قالوا كذبا : دعوة رجعية -- معزولة عن قرنها العشرين
الناس تنظر للأمام ، فما لهم -- يدعوننا لنعود قبل قرون؟
رجعية أنّا نغارُ لديننا -- و نقوم بالمفروض و المسنون!
رجعية أن الرسول زعيمنا -- لسنا الذيول لـ "مارْكسٍ" و " لِنين" !
رجعية أن يَحْكُمَ الإسلامُ في -- شعبٍ يرى الإسلامَ أعظم دين !
أوَليس شرعُ الله ، شرعُ محمدٍ ------ أولى بنا من شرْعِ نابليون؟!
يا رب إن تكُ هذه رجعيةً ------ فاحشُرْنِ رجعياً بيومِ الدين !
|