تطوير الهجوم المصرى يوم 14 تكتوبر
اساتذتى الأفاضل
لنتذكر معا أن الجزء الثاني من (الخطة بدر) خطه القتال
المصريةكان يقضى أن تتقدم الخمس فرق مشاه المصرية
التي عبرت القناة بعد دعمها بالفرقتين الرابعة والواحد وعشرين
المدرعتين لتقوم بالتقدم إلى المداخل الشرقية للممرات على
عمق سبعين إلى ثمانين كيلو متر شرق القناة ولكن
هذا التقدم كان مرتبط بشرط هام هو تطور أعمال
سير
القتل وقدرات وإمكانيات القوات المصريةوفى يوم 10 أكتوبر
وعندما تحرك اللواء الأول مشاه المصري لتنفيذ مهمته
والتى كانت تقضى بوصوله إلى مدينه رأس سدر بسيناء
لتحريرهاولكن بمجرد خروجه من تحت حماية شبكه صواريخ
الدفاع الجوى المصري تعرض لقصف عنيف من الطيران
الاسرائيلى وفى ليله 10/11 أكتوبروصلت إلى مركز
القيادة المصري بالقاهرة رسالة من قائد اللواء تفيد انه غير قادر
على التقدم لتنفيذ مهمته وان اللواء فقد تسعين
بالمائة من قدراته القتالية نتيجة القصف الجوى الاسرائيلى
وكانت اشاره في منتهى الخطورة أمام القيادة المصرية فلم
تشارك اى قوات بريه إسرائيليه في معركة التصدي
للواء الأول المشاة المصري وكانت إشارة إلى المصير الذي
ينتظر اى قوات مصريه تخرج بعيدا عن حماية شبكه صواريخ
الدفاع الجوى المصري خاصة والطيران المصري غير
قادر على توفير الحماية للقوات البريةالمصرية
وأيقن كل من بالقيادة المصرية أن تطور سير القتال طبقا
لما حدث للواء الأول المشاة يحتم عدم التفكير في تنفيذ
الجزء الثاني من الخطة المصرية وإلاستتعرض كل القوات
المصرية للاباده على يد الطيران الاسرائيلى بمجرد
خروجها من تحت حماية شبكه صواريخ الدفاع الجوى
المصري كما حدث للواء الأول المشاة ولكن على الجبهة
السورية كانت تحدث أشياء غريبة فقد تقدمت القوات
السورية وحررت جزء كبيرمن هضبة الجولان السورية
حتى وصلت إلى مشارف بحيرة طبرية في بداية القتال
ونظرا لقرب هضبة الجولان السورية من الكثافة السكانية
في إسرائيل وإشرافها على العمق الاسرائيلى قامت
إسرائيل بتركيز قصفها الجوى على الجيش السوري
كما هو متوقع وتراجعت القوات السورية أمام الهجوم المضاد
الاسرئيلى واقتربت القوات الاسرائيليه من دمشق وانطلق
الإعلام العربي ليهاجم الرئيس المصري أنور السادات
ويطالبه بتطوير الهجوم المصري ليخفف الضغط عن سوريا دون
أن يتوقف احدهم ليتساءل
وهل تمتلك مصرالقدرة على ذلك ؟؟؟؟
وتوالت اتصالات القادة العرب لتطالب الرئيس السادات
بالضغط على إسرائيل وتطوير الهجوم دون أن يتساءل احدهم أيضا
وهل تمتلك مصرالقدرة على ذلك ؟؟؟
وهم يمتلكون مراكز الأبحاث التي تضع أمامهم الموقف الحقيقي
للقوات المصرية وقدراتها ويعلمون جيدا أن إسرائيل لن
تسحب اى قوات من الجبهةالسورية لتواجه الهجوم
المصري فهي ليست في حاجه إلى ذلك فهي تمتلك القوات
الكافية لتحارب على الجبهتين خاصة في وجود الدعم الامريكى غير
المحدود لإسرائيل وفى يوم 11 أكتوبر وصلت الفرق المدرعة
العراقية إلى الجبهة السورية وشاركت في القتال
وأجبرت الجيش الاسرائيلى على التراجع بعيدا عن العاصمة
السورية دمشق واستقرت الأوضاع على الجبهة السورية
ولكن الضغط العربي على الرئيس السادات استمر
وأمر الرئيس السادات بتطوير الهجوم استجابة للضغط العربي
الرسمي والاعلامى واعترض الفريق سعد الدين الشاذلي
رئيس أركان حرب القوات المسلحةالمصريةواعترض اللواء
سعد مأمون قائد الجيش الثاني الميداني واعترض
اللواء عبد المنعم واصل قائد الجيش الثالث الميداني
وكانت المبررات التي قدموها أن إسرائيل لديها ثمانية الويه
مدرعة في مواجهه الجبهة المصرية ولن تحتاج إلى
سحب اى قوات من الجبهة السورية لمواجهه الهجوم المصري
( وهو ما حدث فعلا )
وان الموقف قد استقر على الجبهة السورية بوصول الفرق المدرعة
العراقية وان سير أعمال القتال كما أتضح من معركة اللواء
الأول المشاة يجبر مصر على عدم التفكير في تطوير الهجوم
وإلا ستتعرض القوات المصرية للاباده بمجرد خروجها من تحت
حماية صواريخ الدفاع الجوى المصري كما حدث للواء الأول
المشاة
( وهو ما حدثفيما بعد )
ولكن تحت الضغط العربي الرسمي والاعلامى أمر الرئيس السادات
بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة المصرية أن يتم تنفيذ تطوير
الهجوم وفى ظل اعتراض القادة العسكريين الذين يخوضون
القتال فعلا بقواتهم تقرر أن تظل الفرق المشاة متمسكة
بأوضاعها داخل رؤوس الكباري تحت حماية شبكه صواريخ
الدفاع الجوى وان يقتصر تطوير الهجوم على دفع أربعه الويه
مدرعة ولواء مشاه ميكانيكي في أربعه اتجاهات كالت الي لواء
مدرع في اتجاه ممر متلا ( القطاع الجنوبي )في مواجهه السويس
لواء مشاه ميكانيكي في اتجاه ممر الجدي
( القطاع الجنوبي )في مواجهه السويس لواءان مدرعان
في اتجاه الطاسه ( القطاع الأوسط) في مواجهه الاسماعيليه
لواء مدرع في اتجاه بالوظه ( القطاع الشمالي )في مواجهه
بورسعيد وهكذا نتيجة الضغط العربي الرسمي والاعلامى
ووسط معارضه من القيادة العسكرية المصريةتم دفع أربعه
الويه مدرعة مصريه بقوة حوالي 400 دبابة لتهاجم ثمانية
الويه مدرعة إسرائيليه بقوة حوالي 900 دبابة تحت سيطرة
الطيران الاسرائيلى بعيدا عن حماية صواريخ الدفاع الجوى المصري
وتقررأن تتحرك الفرق المدرعة المصرية من الغرب إلى الشرق يوم 13
أكتوبر على أن تبدأ هجومها يوم 14 أكتوبر وفى يوم 13 أكتوبرقامت
طائرة استطلاع امريكيه تطير على ارتفاع عالي
( 30 كيلو متر ) خارج مدى صواريخ الدفاع الجوى المصري
باستطلاع وتصوير الجبهة المصرية ورصدت تحرك الفرق
المدرعة المصرية من غرب القناةإلى شرقها وأدركت القيادة
الامريكيه ما يحدث وهكذا تقدمت الفرق المدرعة
المصرية في صباح يوم 14 أكتوبر لتجد الجيش الامريكى
ينتظرها في سيناء تحت العلم الاسرائيلى وخسرت مصر في يوم
واحد (250 ) مائتين وخمسون دبابة وصدرت الأوامر بعودة القوات
المصرية إلى داخل رؤوس الكباري لتكون تحت
حمايةشبكه الدفاع الجوى المصري وفشل تطوير الهجوم
كما توقع القادةالعسكريين ودفعت مصر ثمن ذلك غاليا
من أرواح ودماء أبنائها ولأول مرة منذبداية الحرب تكون المبادأة في
يد إسرائيل وتصبح تصرفات القوات المصرية مجرد رد فعل
وقد نشأ عن فشل تطوير الهجوم وتدمير الدبابات المصرية خلل في
الاتزان الاستراتيجي للقوات المصرية فلم يعد هناك احتياطي للقوات
المصرية غرب القناة لتواجه به اى مفاجأة تحدث في الحرب
وقد دفعنا ثمن ذلك أيضا غاليا فيما بعد
نلتقي لنكمل معا قصه ثغرة الدفرسوار
أو المعركة التليفزيونية كما اسماها
الجنرال الفرنسي اندريه يوفر