أخيراً رحلتَ ومن غـيـــرِ زادْ ** ومنكَ أرحتَ قلــــــوبَ العبادْ
أخيراً كسرنا حجاباً سميـــــكاً ** من الخوف حتـى بلـغنا المُرادْ
أخيراً سيسكتُ صوتُ الكـلابِ ** ويأتي زمان صهيــــلِ الجـيـادْ
فمَ الشّرق ِيا من تثاءبت حيناً ** من الدّهر .. ولّـى زمانُ الرُقادْ
أراقَ الشبابُ دماءَ الخنــــوع ِ ** بنا وهدانا سبيـــــــــلَ الرشادْ
ففي الشرق جندل كهف النّيامِ ** وفي الغرب ناشد أهل السّـدادْ
إلـــى أن أطاح برأس النظــام ** وبالغـار كلّـل رأس الجهــــــادْ
فيا من صبرنا عقوداً عليــــك ** تمصمصُ مـن دمنا كالـقـُــرادْ
حياتك مـرّت عليــــــنا دهوراً ** كأنك تحكمُ مـن عهـــــــدِ عـادْ
ظللـــتَ تعانـــدُ قبل الرحيــــل ** فماذا تريـــــــــــــد بهذا العنادْ
ومن دامَ قـبـلك حتـــــى تدوم ** وهل في حــقولك غيـــرُ القتادْ
رحيلك أضحى كعيــدٍ كبيــــــرٍ** بلحم ٍوحلـــــوى وشمـع ٍيُــقادْ
رحيــلك ألّف بيــن القلـــــوب ** فــدعـنا نصافــــــح كفّ الودادْ
فكل الذيــــــن تباكوا عليـــــك ** أرادوا الأصابع فــوق الـــزنادْ
أرادوا الخراب ولكن قريـــــباً ** عليــــهم ستأتـي سّنيــنٌ شّدادْ
رحلتَ ولا مَن يناجي الرسومَ ** ولا مَن يـُـردّدُ : بانـت ســــعادْ
رحلـــــتَ وما بالمآقي دموعٌ ** عليـكَ .. تبلّل ريـــــــــقَ الفؤادْ
رحلتَ ليـــبقــى مذاقُ الكنـانةِ** أشهــى بغيــــر صحافِ الفسادْ
رحلتَ ذليـلاً كفرعونِ موسى** وكلِ الذيـــن "طغوا في البلادْ"
رحلتَ ذليـــلاً وهذا المصيـــرُ** لمن لا يرى الجمرَ تحتَ الرمادْ
********
شعر
عبدالناصر أبوبكر
أسوان - مصر