خبراء:
أمريكا وإسرائيل وراء مؤامرة دول حوض النيل ضد مصر
محيط – علي عليوة
ندوة الدور الاقليمي لمصر في حوض النيل
حذر الدكتور هاني رسلان رئيس برنامج دراسات السودان وحوض النيل بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية من انفصال جنوب السودان في دولة منفصلة عن الشمال وخطورة ذلك علي حصة مصر من المياه .
وأكد في كلمته أمام ندوة "مدخل إلي العمل الإقليمي لمصر في حوض النيل" التي عقدها مركز البحوث والدراسات السياسة بجامعة القاهرة الخميس علي أن انفصال جنوب السودان قائم بالفعل.
وان هذا الانفصال لاينقصه سوي الإعلان القانوني عنه في يناير من العام القادم عندما يتم الاستفتاء وإذا لم يتم الاستفتاء فسيتم إعلان الاستقلال من جانب واحد .
ونبه إلي أن دولة جنوب السودان ستكون معادية لمصر وستصبح مصدرا إضافيا لتهديدنا مائيا وستضع المزيد من التعقيدات في ملف المياه بسبب العلاقات القوية بين حكومة دولة الجنوب بإسرائيل وأمريكا وان هذه الدولة ستصبح قاعدة إسرائيلية أمريكية في خاصرة مصر .
وكشف النقاب عن أن حكام جنوب السودان طالبوا أمريكا بإقامة قواعد عسكرية لها في جنوب السودان والأكثر من ذلك أنهم طالبوا أمريكا بإدارة الجنوب في الفترة القادمة.
والسبب في ذلك أنهم يرون أنهم مقبلون علي حرب أهلية في الجنوب وقاموا بالطلب من إسرائيل بالوساطة لدي الأمريكان للقبول بالقيام بتلك المهمة !!.
ووصف حكام جنوب السودان بأنهم يكذبون وأنهم سيعرقلون مشاريع المياه التي تتبناها مصر مثل قناة جونجلي مؤكدا علي ضرورة أن تتخذ مصر مواقف أكثر حسما وفاعلية في معالجة قضية المياه خاصة بعد أن دخلنا حيز الفقر والشح المائي .
القانون الدولي لن ينفعنا
د هانى رسلان
وكشف رسلان النقاب عن أن تبدل موقف كينيا من رفض الاتفاقية التي تم التوصل لها بدون مصر والسودان إلي الموافقة والتوقيع عليها جاء نتيجة ضغوط إسرائيلية
واشار إلي أن نفس هذه الضغوط ستدفع باقي دول الحوض للتوقيع علي تلك الاتفاقية لافتا إلي أن القانون الدولي لن ينفعنا .
ومن جانبه شدد الدكتور محمود أبو العينين أستاذ العلوم السياسية وعميد معد الدراسات والبحوث الإفريقية علي أن قضية المياه هي قضية حياة او موت بالنسبة لمصر .
واكد ان أمريكا وإسرائيل هما من يلعبان في منطقة حوض النيل وان اللوبي اليهودي هو من يحرك الإدارة الأمريكية تجاه إفريقيا وحوض النيل تحديدا .
وقال نحن مع الحكومة الشرعية في الخرطوم وينبغي التنسيق معها في ملف المياه والوقوف معها لأنها دولة تتعرض للتقسيم داعيا إلي التحرك الإقليمي بكل قوة وفاعلية ومن الآن وليس غدا .
واشار إلي أن السد العالي ومخزونه من المياه يعطي مصر فترة لالتقاط الأنفاس حتي تؤتي التحركات الدبلوماسية وغيرها النجاح المطلوب ويتم إجبار دول الحوض علي التراجع عن خططهم للإضرار بمصر .
وقال الدكتور مغاوري دياب شحاتة أستاذ المياه والرئيس السابق لجامعة المنوفية إن كميات المياه التي تهطل في حوض نهر النيل تبلغ أكثر من 162 مليار متر مكعب تعادل عشرات الأضعاف ما تحصل عليه مصر والسودان يضيع معظمها في منطقة الأحراش والمستنقعات ولايصل منها إلي مجري نهر النيل سوي كميات قليلة .
ونبه إلي أن السودان ليس دولة مصب إنما هو من دول المنبع وان دول المنابع في حاجة إلي دول المصب لان طاقة هطول الأمطار الغزيرة هي فوق طاقة تلك الدول علي تخزينها ومن هنا فإن طبيعة نهر النيل تكاملية تجبر أعضاءه علي التعاون فيما بينهم مائيا .
اتفاقية دول الحوض خطر
السدود في حوض النيل وراءها اسرائيل وامريكا
وانتقد دياب طريقة التعامل مع أزمة مياه النيل نافيا أن يكون لدينا بدائل للتعامل الجيد معها وارجع ذلك إلي أننا نعمل بعقلية فردية ومنهج يقوم علي الشللية وليس علي المنهج العلمي
وشدد علي ضرورة تغيير سياسة مصر المائية تغييرا جذريا وتغيير طريقة تعاملنا مع مواردنا المائية وترشيد استخدامها .
واكد علي ضرورة تغيير الأشخاص الذين يديرون ملف المياه إذا لزم الأمر حتى نحسن إدارة تلك الموارد مشيرا إلي انه قادم من محافظة تعاني من العطش وعدم وصول المياه إلي نهايات الترع لري الأراضي الزراعية .
وانتقد تلويث مياه النيل بإلقاء المخلفات الصناعية ومياه الصرف الصحي والآدمي فيها مؤكدا إننا نتلف ما في أيدينا من ثروة مائية .
ولفت إلي أن قيام دول الحوض بوضع اتفاقية لتقسيم المياه بعيدا عن مصر والسودان فيه خطر شديد علي حصة مصر مشيرا إلي انهم بذلك قد سلكوا طريق التحدي لمصر والذي ساعدهم علي ذلك فقدان مصر لدورها التاريخي ومكانتها في إفريقيا .
ونبه إلي أن هناك اقتراحات بتفعيل اتفاقية الدفاع العربي المشترك إذا حدث واضطررنا للحل العسكري الذي ينبغي أن يحسب بكل دقة ولم يستبعد وجود ضغوط خارجية علي دول الحوض خاصة إثيوبيا مشيرا إلي أنه علينا أن نلعب بأوراق التناقضات الداخلية لدول الحوض.
فإثيوبيا في حالة صراع مع الصومال وداخل إثيوبيا توجد قضية إقليم اوجادين الذي تحتله إثيوبيا والعلاقات الإثيوبية الارترية وغيرها مشيرا إلي أن عدد السدود الذي تنوي إثيوبيا بناؤه يمكن أن يخزن كمية تقدر بـ 72 مليار متر مكعب من المياه وهي بالتأكيد سيؤثر سلبا علي حصة مصر.
وقال الدكتور عبد العظيم القوصي الأستاذ المتفرغ بالمركز القومي لبحوث المياه إن الدول التسع التي يتكون منها دول حوض النيل ومن يبنها السودان ليس لديها مشكلة ندرة في المياه بل لديها وفرة مائية كبيرة من الأمطار بينما مصر تعتمد بنسبة أكثر من 97 % علي مياه النيل .
ولفت إلي آن دول الحوض هي من أفقر دول العالم مشيرا إلي انه يشعر بالذهول بسبب تسارع وتيرة الأحداث من جانب دول الحوض رغم أن مصر أرسلت وفودا عديدة إلي إثيوبيا للتفاوض ولكن كل هذه الوفود عادت بدون أن تحقق أي شيء بسبب التعنت الإثيوبي.
واضاف بأننا فوجئنا بأن وزارة الزراعة الإثيوبية قامت بعرض مساحة مليون وستمائة ألف هكتار للاستزراع والاستثمار علي الدول الاخري وهذه المساحة تتركز في منطقة النيل الأزرق إلذي يغذي نهر النيل الذي نحصل منه علي حصتنا من المياه .
واشار إلي أن الهكتار الواحد يحتاج لـ 15 ألف متر مكعب من المياه ومن هنا ندرك حجم الخطر الذي سيلحق بمصر نتيجة زراعة هذه المساحات الشاسعة من الاراضي بمياه النيل .
اسرائيل وراء مؤامرة دول الحوض
وتساءل القوصي من الذي يضغط علي دول حوض النيل لتحدي مصر والسودان ؟ لافتا إلي أنه تم الإعلان عن أن كينيا ترفض التوقيع وأن رئيس وزراء كينيا سيأتي إلي مصر لتقريب وجهات النظر ثم حدث العكس .
حيث قامت كينيا بالتوقيع علي الاتفاقية المنفردة التي وقعتها الدول الأربع بدون مصر والسودان وهذا يؤكد أننا نتعرض لمؤامرة حقيقية .
وشدد علي أن الانسحاب من المفاوضات مع دول حوض النيل خطأ جسيم لاينبغي الاستمرار فيه متسائلا كيف نلقي وراء ظهرنا مفاوضات مستمرة منذ أربعين عاما ؟؟
وكشف السفير نبيل بدرمساعد وزير الخارجية المصرية الأسبق وعضو المجلس المصري للشئون الخارجية النقاب عن مسئولا إثيوبيا أكد له أن أمريكا تقف بكل قوة خلف إثيوبيا وهي التي تدعمها إقليميا وان الأمريكان صرفو النظر عن مصر وان من مصلحة مصر السعي للاتفاق مع إثيوبيا عبر التفاوض والوسائل الدبلوماسية .
وتساءل كيف تكون هذا التكتل من دول الحوض ضد مصر ولماذا في هذا التوقيت بالذات وما هي القوي المحركة لهذا التكتل المعادي لمصر وهل قوي داخلية ام خارجية ؟
وأين كنا طوال هذه الفترة ؟؟مشيرا إلي أننا ليس لدينا معلومات كافية عن الحوض وما يجري فيه لافتا إلي أننا نريد دراسة قانونية تعزز موقفنا التفاوضي عندما تعود المفاوضات وهل يمكن تحقيق نوعا من التكامل مع دول الحوض ؟؟
واختتمت الدكتورة هدي ميتكيس مديرة مركز البحوث والدراسات السياسية بجامعة القاهرة الندوة قائلة : لقد استوقفني الصورة السلبية لمصر لدي دول حوض النيل والحملة الاعلامية التي تتعرض لها مصر داخل تلك الدول .
واعربت عن استياءها من الدور الأمريكي والإسرائيلي في تلك المنطقة مؤكدة علي ضرورة وضع البدائل والسيناريوهات للتحرك العاجل لحماية حقوق مصر في مياه النيل والسعي لتحسين علاقاتنا مع الدول الإفريقية خاصة دول حوض النيل .
الرابط:http://www.moheet.com/show_news.aspx?nid=376785&pg=1
__________________
اللهم اغفر لوالدى ووالدتى واصلح حالى وحال جميع المسلمين
|