عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 15-01-2011, 07:40 PM
الصورة الرمزية كريمة فوزى
كريمة فوزى كريمة فوزى غير متواجد حالياً
عضو مجتهد
 
تاريخ التسجيل: Sep 2009
المشاركات: 82
معدل تقييم المستوى: 15
كريمة فوزى is on a distinguished road
افتراضي

وصعدت درجات السلم المؤدية إلى حجرات النوم خلفهم .. وقبل أن أصل سمعت صرخات عالية من صفوت بيه .. ووجدت اللصوص يهرولون سريعاً وخلفهم يعدو صفوت بيه وما أن رأى حتى صرخ بوجهي مرة أخرى ، وتزحلق من فوق السلم الطويل ، ليسقط جثة هامدة ..
وقفت حائر شارد الذهن لا اعرف ماذا يحدث فكل الأحداث تحدث بسرعة البرق ، ووجدت الخدم جمعيا يصرخون ويبكون على وفاة صفوت بيه . وحاول احدهم ضربي بالعصا ولكنى هرولت سريعاً وعدت إلى حجرتي الصغيرة .. وأنا لا اعلم لماذا كان يريد ذلك الشخص ***ى ..
وما هي إلا ساعات وامتلئ المكان برجال الشرطة ليحققوا فى الأمر ، كنت أود أن اصرخ للجميع اللصوص هم السبب ، ولكنى فؤجئت بالجميع يلقوا بالتهمة على شخصي الضعيف ..
نعم الفار هو السبب هو من جعل البيه يخاف ويحاول أن ي***ه فانزلقت قدمه من فوق السلم ولقي حفته .. نعم الفار هو السبب ..
كان هذا حديثهم جمعياً ..
أصبحت أنا القاتل .. يا ويلي ..
ولم أجد اى شئ افعله سوى أن اهرب من قصري الكبير إلى العالم الواسع من جديد ..
واتعبنى السير وحدي فى الطرقات وقد بسط الظلام جناحه على السماء ، حتى أحسست بخطوات تتبعني فى سيرى ، وبدأت دقات قلبي تعلو خوفا ونظرت خلفي فوجدته نعم هو بأنيابه الحادة ومخالبه القاطعة وشواربه السوداء ..
انه شمشون ، ولكن يا ويلي انه ليس وحده بل هناك العشرات من القطط .
وتحجرت الدماء بعروقي ولم تقوى ارجلى على حملي وظللت ساكناً انتظر أن يفتك بى احدهم حتى يخلصني من عذابي ووحدتي وأغمضت عيني فى انتظار اللحظة الأخيرة .
ولكنه ترامى إلى اذنى صيحات عالية ، أبصرت حتى وجدت شمشون يتعارك مع باقي القطط ، الكل يتشاجر والقوى هو من سيفوز بى .
وبينما هم غارقون فى الكدمات واللكمات وجدت أن الفرصة تسمح لي بان أغادر هذا المكان .
وأطلقت لساقي العنان وهرولت بكل قوتي لا اعلم إلى أين ولكنى قررت أن أعود من حيث أتيت .
إلى دكان عم برعي ، وبمجرد دخولي الحارة الضيقة شعرت بحنين جارف إلى كل شبر فيها وتملكني ذلك الإحساس ، إحساس الغريب الذي ترك أرضه ووطنه إلى البلاد البعيدة سعيا وراء بعضا من اللقيمات التي تسد جوعه ثم عاد أخيرا إلى دفء حضن أرضه ، حقاً كم هي الغربة مريرة .
وبدأت ابحث عن دكان عم برعي ووجدته كما هو لم يتغير فيه شيئاً وبمجرد أن وقع نظري على عم برعي كم وودت أن أجرى عليه لارتمى بين أحضانه وأبث إليه اشواقى الجارفة ولكنى تذكرت انه إذا لمحنى ستكون نهايتي .
وانتظرت حتى حان المساء وتسللت خفية إلى داخل الدكان ومنه إلى بيتي الصغير ..
ولكن ترامى إلى اذنى ضحكات رقيقة فخشيت أن يكون شمشون من جديد .
ولكنى نظرت فأبصرتها .. تعجبت كثيرا فانا لم اعلم أن الشق المجاور لبيتي قد سكنه أحدا فى غيابي ..
واقتربت منها وألقيت عليها تحية المساء فهمست بصوت أعذب من تغريد الطيور ودار حوار قصير بيننا علمت أنها تسكن مع والدها السيد فارو فى الشق المجاور لي وإنها سعدت كثيرا بوجود جار لها ، ولكن لم تكن كسعادتي بوجود تلك الرقيقة هنا وشعرت كم أخطأت عندما تركت بيتي ورحلت يوماً .
ومع عودة السيد فارو بدا الحوار بيننا وتعرفت عليه وعلى قصة ورويت له أحداث حياتي واتفقنا على العمل سويا من اجل مستقبل أفضل لي وله ولابنته الرقيقة فرفرة ولكنى أحب أن أناديها بفيفى ، ومرت الأيام وأنا انعم بكل السعادة والحب .
حتى حانت اللحظة المنتظرة وتقدمت إلى السيد فارو طالبا الزواج من فيفي .
وكانت ليلة الزفاف من أروع الليالي وقررنا قضاء شهر العسل فى باريس ، ومع أول سفينة مبحرة إلى هناك ركبنا أنا وفيفى مودعين السيد فارو ..
وبدأنا حياة جميلة سعيدة ومر شهر العسل كأنه ثواني قليلة وعدنا إلى ارض الوطن الحبيب وأصبحت اعمل ليلا ونهارا لأوفر حياة كريمة إلى أسرتي وخصوصا بعد وفاة السيد فارو على اثر حادث تسمم فظيع وعلمي بان فيفي حامل ..
وبعد أيام وضعت فيفي تام رقيق الشوارب .
وقتها شعرت بكل السعادة ولكن كان هناك ما يقلقني دوما وهو خوفي على إصابة اى من أفراد اسرتى باى أذى ، ولكي اعلم أولادي كل ما تعلمته بحياتي كتبت تلك المذاكرات لتكون لهم منهج وطريق ، فالتعلم من تجارب وأخطاء الآخرين هو أول درجات النجاح .
النهاية
رد مع اقتباس