عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 07-01-2011, 08:37 PM
الصورة الرمزية كريمة فوزى
كريمة فوزى كريمة فوزى غير متواجد حالياً
عضو مجتهد
 
تاريخ التسجيل: Sep 2009
المشاركات: 82
معدل تقييم المستوى: 15
كريمة فوزى is on a distinguished road
افتراضي

لا أعلم كم من الدقائق مرت على وأنا غائب عن الوعي ، ولكنى عندما أفقت أبصرت أمي المسكينة مازالت تبكى وتأكدت أن ما حدث ليس حلم بل انه كابوس لا بل انه واقع أليم ..


وجريت نحو الخارج أبحث عن أبى المسكين لعلى استطيع إنقاذه أو ربما أودعه الوداع الأخير ..


ورأيته بداخل ذلك الصندوق المعدني المسمى بالمصيدة يجرى يمين وشمال يحاول الخروج ولكن دون جدوى ، حتى لمحنى من بعيد ابتسم لي وقال لا تحزن يا صغيري فأنت الآن فاراً كبير وتستطيع أن تتحمل المسئولية وأتى عم برعي حمل المصيدة وشق طريقة إلى خارج الدكان .. لا اعلم إلى أين .. وهرولت خلفه اصرخ .. أبى أبى لا ترحل أبى إلى أين أنت ذاهب ..


حتى تعثرت قدمي فى بقايا الصابون الملقى فوق الأرض ..


ونظرت إلى أبى وجدت فى عيونه قطرات من الدموع .. دموع الفراق ، واختفى عم برعي ومعه أبى وعدت إلى المنزل جريح القلب بائس ، فوجدت امى مازالت تبكى ارتميت بين أحضانها ابكي معها ..


وأشرقت شمس الصباح .. كانت امى المسكينة مازالت نائمة أو ربما تتظاهر بالنوم لتخفى حزنها عنى ، ولكنى جلست أفكر ماذا افعل ..؟


وقررت الانتقام من المدعو برعي ، قررت أن اجعله يجرب قسوة الحزن ومرارة الألم ..


وكان قراري لا رجعة فيه ، وبالطبع لم اخبر امى بما قررت حتى لا تجعلني أتراجع عنه لخوفها الشديد أن يصيبني أذى من ذلك الوحش برعي .


ومع ظلام الليل وبعد أن عادت امى وخلدت إلى النوم وخروج عم برعي ن الدكان وإغلاقه ، تسللت إلى الخارج وجدت كل شئ يغلفه الظلام ولكنى لم أتراجع وتسللت فى هدوء اشق طريقي إلى اعلي المكتب وبصعوبة وصلت إليه وظللت ابحث عن ذلك الصندوق الذي يحوى الأموال التي يكتسبها المدعو برعي ..


وبالفعل نجحت فى الوصول إليها وبدأت فى تنفيذ خطتي فى قرقضة تلك النقود الورقية من الجوانب ومن الوسط بشكل لا يجعلها مهما طال الزمن لا يمكن أن تصرف من جديد ..


واستمريت فى تنفيذ خطتي حتى الساعات الأولى من الصباح وكم كنت أعانى من ذلك المذاق السيئ للتك النقود ولكنى قررت أن أكمل حتى النهاية ، ونظرت إلى نتيجة خطتي وابتسمت ثم عدت من جديد متسللاُ إلى حجرتي وتصنعت النوم ولكنى كنت أتشوق إلى معرفة نتيجة خطتي الانتقامية .


حتى أتى موعد المدعو برعي لفتح الدكان وممارسة أعمال البيع بداخل الدكان الصغير ..


ومرت بعض الدقائق والجو يسوده الهدوء حتى ترامت إلى أذني صرخات عم برعي وهو يتوعدنا بأشد العذاب ، وضحكت من كل قلبي وأنا أراه يصرخ ويبكى حظه التعيس ، حتى أتت امى تلومني على ما فعلته وحاولت جاهدة أن تجعلني أتراجع عن ما نويت فعله ولكنى لن أتنازل عن قراري بالانتقام ..


ومر اليوم بهدوء فعم برعي لم يفعل اى شئ جديد أكثر مما تعود فعله كل يوم ومضى اليوم بسلام ..


واتى اليوم الجديد وأنا مازال أفكر بكيفية مواصلة خطتي فى الانتقام ، ولكن ما جعلني اندهش هو عم حضور عم برعي كعادته ومر يومان على هذا الحال ولم يأتي ، حتى أن الشك بدا يدب بقلبي أن يكون قد أصابه مكروه بسبب ما فعلته ، ولم تدم حيرتي طويلا حتى أتى عم برعي فى اليوم الثالث كعادته كانت امى خرجت لتبحث عن طعام لي ولها . ولكن ما هذا الذي احضره عم برعي ، انه شمشون نعم انه هو ذلك القط الذي *** جدي نعم اعرفه ..


يا ويلي ..


هل سيبقى هنا ..


وتلفت حولي فلم أجد أحدا يسمع صرخاتي ..


أين انتى يا أماه ..؟


وارتعدت فرائصي خوفاً من ذلك الوحش شمشون ورايته وقد بدأ فى البحث عنا فى أرجاء الدكان الصغير وبدا يدس انفه الكبير بين الشقوق بحثا عنا ..


وشعرت أن نهايتي قد اقتربت وأنى سأموت على يد ذلك الوحش بل سأموت خوفا قبل أن يلمسني ، كل ما كنت أفكر فيه كيف أرى وجه أمي قبل أن القي حفتى . وشعرت به يقترب منى ، دس انفه الكبير بداخل بيتنا الصغير ، شعرت بأنفاسه تحرقني وشواربه الطويلة سيوف تطعنني .


وبدأ شمشون فى إطلاق صيحاته المعروفة عندما ينجح فى العثور على احدي ضحاياه المسكينة وبدأت عقارب الساعة تعلن النهاية . وبدأ شمشون فى محاولة القبض على بمخالبه القوية ..


وفجأة تراجع شمشون وصوت المواء يملأ المكان كأنه زئير احد الأسود ، ولكن لما تراجع وتركتني ولماذا يصيح هكذا ..؟


وحاولت التحرك لاستطلع الأمر ..


فوجدت شمشون يعدو خلف امى المسكينة وهى تحاول الهروب والمدعو برعي تعلو وجه علامات السعادة ويردد عبارات التشجيع للوحش شمشون ويحمسه أن يفتك بامى البائسة ..


وفى ثواني معدودة كانت امى بين أنياب شمشون ..


أماااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا اااااااااااااه


.............................................

يتبع
رد مع اقتباس