عرض مشاركة واحدة
  #796  
قديم 20-12-2010, 11:13 AM
الصورة الرمزية essamabukabar
essamabukabar essamabukabar غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 1,001
معدل تقييم المستوى: 17
essamabukabar is on a distinguished road
Mnn


وقع الخبر المحزن "إعدام الشيخ"،على أبناء الأمة العربية والإسلامية كالصاعقة . ورثاه أمير الشعراء أحمد شوقي بقصيدة طويلة, جمعت بين صدق العاطفة وجمال التصوير .





المفردات :
الرِّكاز : ما يدفن في الأرض من الأشياء الثمينة .
ركزوا
ما يبقى من جسم الميت
الرفات
الراية
اللواء
وادي برقة
الوادي
علامة مضاءة في مكان مشرف لهداية السفن ليلاً إلى الميناء .
المنار والمنارة
الأرض الواسعة .
الفلا
قراب السيف ، بيته .
غمد السيف
سيف مصنوع في الهند .
المهند
برج من أبراج السماء
الجوزاء
المكان الحصين .
المعقل
شمال البحر المتوسط
الشمال
الأندلس ـ إسبانيا
الخضراء
بغداد
دار السلام
دمشق
جلق
الجوع ، قلة الزاد
الطوى
العطش
الظمأ
شرب الماء بكثرة .
عبَّ الماء
أحد فرسان الجاهلية المشهورين
زيد الخيل
لقب عنترة العبسي
الفلحاء
دراسة النص :
أولاً : حول النص والشاعر والمناسبة
هذه القصيدة هي مختارات من قصيدة شوقي في رثاء شيخ المجاهدين ، عمر المختار. وهي من الجزء الثالث من الديوان ، الذي خصصه شوقي لرثاء الزعماء ورجال السياسة والحكم وغيرهم .

وقد أبرز أحمد شوقي في رثائه لهم : أهم الأعمال وأبرز المزايا الخلقية والعملية التي كانوا يتمتعون بها . وقد قصد من وراء ذلك تخليد جميل خصالهم ، وتخليد أعمالهم في ذهن المواطن العربي .

وفي هذه القصيدة ، يشيد شوقي بزعيم عربي ليبي – هو عمر المختار – الذي قاد حركة التمرد والثورة على المستعمرين الإيطاليين ، الذين غزوا وطنه قبيل الحرب العالمية الثانية ، وحرض أهل مقاطعته – برقة – وغيرهم من أبناء القبائل الليبية الأخرى على مقاومة الغازين .

ولم يمنعه كبر سنه ، من مواصلة الكفاح بهمة عالية ، فقد كان في أواخر الثمانينيات عندما قام بثورته ، وكان في التسعين من العمر عندما أُسر في إحدى المعارك ، وحكم عليه بالإعدام في محاكمة صورية ، وبدافع حقد القادة الإيطاليين الأسود ، ولم يكتف المستعمرون بشنق شيخ المجاهدين ، بل ألقوا بجثمانه من طائرة حملته بعد شنقه إلى الأجواء – وكأنهم بهذه الفعلة الشنعاء قد انتقموا من المجاهد مرتين! ولم يكونوا يعلمون أنهم بذلك ، يصورون وحشيتهم وقسوة أحكامهم ، ضد المناضلين الشرفاء من أبناء الأمة العربية . وأنهم بذلك يخلدون ذكراهم ويمجدون أفعالهم في أعين أبناء أمتهم ، وفي نظر من يحترم الشجاعة ، ورموز الدفاع عن الوطن والأمة من أبناء شعوب الأرض الأحرار .

وانطلاقاً من تقدير جهاد عمر المختار ، ووقفته وأبناء شعبه في وجه الغازين الطامعين في أرض وطنهم . وتخليداً لعمر المختار وكل المناضلين في سبيل دفع الأذى عن أرض الأمة ، حاول شوقي تصوير مشاعره ومشاعر الأمة العربية والإسلامية حيال بطولات هذا الزعيم الشيخ ، ووفائه لما نذر نفسه له ، وصلابته وشموخه أمام أعدائه بعد أسره وإعدامه . وقد اختيرت هذه الأبيات من قصيدة شوقي الطويلة ، في عمر المختار ، للتدليل على صفات المختار التي ذكرنا .

ثانياً : فهم النص وتذوقه
في البيت الأول يقارن شوقي بين الركاز وهو الشيء الثمين الذي يدفن في الأرض لقيمته ، وبين بقايا جسد المختار الذي دفن في وادي برقة . فما وجه الشبه بين الاثنين !

النداء موجه في البيت الثاني ، للمستعمرين الإيطاليين : الذين جعلوا من قبر المختار منارة دامية ، تدعو أجيال أبناء ليبيا ، واخوانهم في الوطن العربي إلى كراهية أفعال المستعمرين الشنيعة ، واستذكار شرورهم على مدى الدهر .

وهو لا يزال في البيت الثالث ، يُعَنِّف المستعمرين ، الذين يتسببون في تسميم العلاقات بين الشعوب – بدلاً من أن يؤسسوا هذه العلاقات على الحب والمودة والتقدير !

وفي البيت التالي ، ما زال شوقي يركز على تصوير جرائم الإيطاليين الذين جعلوا من مقتل عمر المختار ، جرحاً أبديا مفتوحاً ، وضحية ، يتلمس أبناء شعبه الطريق للثأر من الطغاة ، ويتخلص من ظلمهم وعسفهم وقهرهم بالانتقام والثأر للشهيد ولأبناء الوطن من هؤلاء الطغاة !

ثم يلتفت شوقي في البيت الخامس وفي بقية الأبيات لتصوير مآثر الشهيد عمر المختار – مركزاً على قيم أخلاقية عربية وإسلامية وجاهلية من أجل إظهار امتلاك المختار لهذه القيم الأصيلة ، والدفاع عنها والاستشهاد في سبيل الحفاظ عليها .
فالمختار سيف من سيوف الأمة ، سيف مسلول من غمده ، وهو مشرع في البيداء وهو ذو ديمومة خالدة ، تزيد أسياف الأمة على المدى مضاءً وقوة وعزيمة – قيمة الديمومة والاقتداء –.

وعلى الرغم من أن هذا السيف – المختار – هو سيف مشرع دائم التأثير في عزيمة أبناء الأمة ، إلا أنه لا يضيره أن تكون الصحراء العربية غمداً – وبيتاً – له . فلن يعدم بريقه واشعاعه ومضاءه ، إن هو احتوته الصحراء العربية ، وغدت غمداً له ، لأنها ضمت في صدرها سيوفا عربية كثيرة ، على مدى الأزمان ، مما جعلها غمداً مجازيا – ظاهريا – للسيوف المزروعة في رمالها !

فالصحراء العربية ، وأرض العرب ، ملأى بأجساد أبطال هذه الأمة ، من أمثلة فتيان وشيوخ ، بني أمية الذين قضوا على هذه الأرض . والذين ما تزال أرواحهم وأفعالهم حية ، ماثلة أمام أبناء الأمة .

وهؤلاء العرب الأمجاد اعتادوا على ارتياد شرق العالم وغربه ، حاملين رسالة أمتهم وحضارتهم إلى هذه الأصقاع - فهم لو شاؤوا الوصول إلى أبعد أبراج السماء ، لما توانوا عن فعل ذلك . ولعل انفعال الشاعر الشديد بسوء فعلة المستعمرين بعمر المختار ، هو الذي قاد إلى هذه المبالغة الظاهرة !

وهؤلاء العرب ، لم تستعص عليهم أي بقعة في العالم ، وخير مثال على ذلك وصولهم إلى أبواب فرنسا ، وإخضاع إسبانيا وما جاورها لقوتهم ، عندما أسسوا فيها دولة عربية استمر بقاؤها أكثر من سبعة قرون .

ولم ينس الشاعر أن يُذَكِّرَ أعداء الأمة العربية ، المستصغرين شأنها ، بحضارة العباسيين في بغداد ، وحضارة الأمويين في دمشق .

ويعود الشاعر إلى امتداح عمر المختار ، بالقيم العربية الأصيلة . فهو لم يطمع في مواجهة المستعمرين من أجل نيل الثروة المادية – لكنه آثر الثورة عليهم – مع بؤس حالته المادية – على الاستكانة لهم ، رغم ثراء أسرته ، ومكانتها الاجتماعية .
وهذه هي شيم كرام العرب ، الذين يرتضون بالصبر على المصاعب مع الكرامة والشرف ، ويرفضون الرفاهية مع الذل والاستكانة .

وفي الأبيات الثلاثة الأخيرة ، يصور شوقي أثر واقعة استشهاد عمر المختار على افريقيا ، الواقعة بلده ضِمنها ، فأفريقيا مثوى الأسود ولحدها ، هز نبأ استشهاد المختار كل سكانها رجالا ونساء !

ولم يكتف الشاعر ، ببيان أثر الفاجعة على أهل إفريقيا ، بل يستحضر أثر فقد المختار ،على المسلمين في كافة أرجاء وطنهم ، الذين لا يدرون كيف يتعزون بفقده .

وحتى أهل الجاهلية ـ فقد اهتزوا في قبورهم لهول الكارثة وقد ذكَرَّهُم موته ، بموت أشهر فرسانهم وأشجع فرسانهم الفارس زيد الخيل وشاعرهم وفارسهم المعروف عنترة العبسي !

ولئن كانت العاطفة الرئيسية الشائعة في النص كله هي عاطفة الحزن والأسى على مجاهد عربي ذي مكانة اجتماعية ودينية في قومه ، أهلته لحمل لواء الكفاح ضد من أرادوا احتلال وطنه ، وإذلال شعبه . فإن هذا الأسى وذاك الحزن ، لا يلبثان أن يتشكلا في عاطفة جديدة هي عاطفة الاعتزاز والافتخار بموقف البطل المرثي ، ذاك الموقف البطولي الذي يشكل امتداداً رائعاً للبطولات العربية على مدى عصور تاريخ هذه الأمة . وعبر رموز أبنائها الذين قصروا همهم على الدفاع عن حياضها إزاء الأعداء والطامعين ، والذين لم تقتصر أفعالهم على هذا الجانب وحده ، وإنما كانوا في الوقت ذاته ، يبنون أركان دولتهم و ينشرون حضارتهم وثقافتهم في جميع الأرجاء .
كمانلمس عاطفة الحقد والغضب على المستعمرين الذين نَكَّلوا بأبطال الأمة ، وأبنائها، جلية واضحة في النص .

ثالثاً : أسلوب النص
اعتمد شوقي في تصوير المصير الذي آل إليه الشهيد عمر المختار وبقيمة جهاده العظيم في وجه المستعمرين الإيطاليين ، ووصل هذا الجهاد بأعمال الفرسان الأبطال من أبناء الأمة العربية ، عبر حياة الدولة العربية منذ أقدم العصور . فقد عمد الشاعر إلى الاتكاء على عدة أساليب ، من أجل بيان ما يريد فقد لجأ إلى أسلوب التقرير ـ ذكر الواقع كما هو ـ وإلى أسلوب النداء الأقرب إلى الدعاء على الإيطاليين ، ثم استعمال أسلوب الاستفهام الاستنكاري ـ الذي يراد به السخرية من سلوك المستعمرين ولا يُراد به تلقي صاحبه إجابة عنه .

ثم عاد إلى استعمال أسلوب النداء والذي هو أقرب إلى تعظيم شأن المنادى ، كما اعتمد التصوير الجميل القريب من الواقع ـ الصحراء وما تحتويه ـ ثم لجأ إلى أسلوب الوصف الأقرب إلى المدح منه إلى الوصف المجرد، والذي يتعلق بالمرثي وبأبطال الأمة الذين كانوا القدوة والمثل لعمر المختار .
رابعاً : قيمة النص :
النص بطاقة رثاء وذكرى وفاء ، لفارس من فرسان ليبيا الأحرار– يمجد الشاعر فيه مآثر الشهيد ، وتضحياته ويربط ذلك بقيم عربية أصيلة عرفت عند العرب في جاهليتها وإسلامها .

وفي المقابل فهو وسط توصيفه للبطل وما صادف من صعاب ووفائه لشعبه وأمته ، فالشاعر يندد بسلوك المستعمر الهجمي واللاحضاري وبالمصير الأسود الذي سيواجهه على أيدي أبناء العروبة .

وفي هذا النص اعتزاز بالشهيد ، واعتزاز بالشجاعة العربية . وتقدير لكل من يحمل راية الذود عن الأرض والشعب.

أنشطة إضافية للطالب
عد إلى النص الذي يرثي فيه شوقي عمر المختار في ديوان أحمد شوقي الشوقيات الجزء الثالث من أجل القيام بالأنشطة التالية :
أولاً :ابحث عن البيت الذي يدل على سن عمر المختار ، عندما أعدمه الإيطاليون .

ثانياً : ابحث عن البيت الذي يدل على الوسيلة المهينة التي أعدم بواسطتها المختار .

ثالثاً : ابحث عن الأبيات التي تدل على شجاعة المختار في القصيدة كلها .

رابعاً : ابحث عن الأبيات التي تعتز ببداوة المختار ، واعتماده وسائل القتال غير الموازية لوسائل الأعداء .

خامساً : اجمع الأبيات التي يوجهها الشاعر إلى الشعب الليبي مُعزياً بالمختار ، ومستنهضاً همة هذا الشعب .

سادساً : حدد من خلال الأبيات جميعها في النص ـ العواطف التي أظهرها شوقي في رثاء المختار .

سابعاً : كما يرجى أن توضح الأساليب المختلفة التي اعتمدها الشاعر في رثاء المختار في النص كله .

ثامناً : حاول أن تختار أجمل الأبيات التي أعجبتك في القصيدة ـ من خلال النص الكامل ـ وعلل سبب اعجابك بها .
تاسعاً : شكراً لجهدك الإضافي .