عرض مشاركة واحدة
  #26  
قديم 10-12-2010, 11:29 PM
الصورة الرمزية صوت الامة
صوت الامة صوت الامة غير متواجد حالياً
نجم العطاء
 
تاريخ التسجيل: Mar 2009
المشاركات: 6,280
معدل تقييم المستوى: 22
صوت الامة has a spectacular aura about
افتراضي


تتمة فى صفات المجيز



قال الإمام مكى بن إبى فى كتابه(الرعاية)( ) ( باب صفة من يجب>طالب ,المتوفى سنة 437هـ رحمه الله تعالى أن يُقرأُ عَليهِ ويُنقَلُ عَنهُ
)
يجب على طالب القرآن أن يتخير لقراءته ونقله وضبطه أهل الديانة والصيانة , والفهم فى القرآن , والنفاذ من علم العربية والتجويد بحكاية ألفاظ القرآن , وصحة النقل عن الأئمة المشهورين بالعلم . فإذا إجتمع للمقرئ صحة الدين , والسلامة فى النقل , والفهم فى علوم القرآن والنفاذ فى علوم اللغة العربية , والتجويد بحكاية ألفاظ القرآن , كمُلت حاله , ووجبت إمامته .
وقال فى كتابه( منجد المقرئين ومرشد الطالبين )(>الإمام ابن الجزرى رحمه الله تعالى )
( والذى يلزم المقرئ أن يتخلق به من العلوم قبل أن يُنَصِب نفسه للاشتغال ) :
1- أن يعلم من الفقه ما يصلح به أمر دينه , ولا بأس من الزيادة فى الفقه , بحيث إنه يرشد طلبته وغيرهم إذا وقع لهم شئ( )
2- ويعلم من الأصول قدر ما يدفع به شبهة من يطعن فى بعض القراءات .
3- وأن يحصل جانبا من النحو والصرف , بحيث إنه يوجه مايقع له من القراءات , وهذا من أهم ما يحتاج إليه و إلا يخطئ فى كثير مما يقع من وقف حمزة للإمالة ,ونحو ذلك من الوقف والأبتداء وغيره .
وما أحسن قول الإمام أبى الحسن الحصرى المتوفى سنة 468هـ :
لقد يدعى علم القراءات معـشر وباعهم فى النحو أقصر من شبر
فإن قيل : ماإعراب هذا ووجه؟ رأيت طويل الباع يقصر عن فتر

4- وليحصل طرفا من اللغة والتفسير.

أقول :إن بعض إخواننا القراء لا يتعدى طلبه عن علم التجويد والقراءات طوال حياته ، ويترك تعلم الأولى والأهم من أصول الدين كالعقيدة التي هي أشرف العلوم الشرعية على الإطلاق ،فتراه في مسائل العقيدة في واد والقرآن في واد آخر فيحلف بغير الله ، ويطلب المدد والعون والاستعانة والاستغاثة من غير الله فيقول مدد يا فلان أغثني يا فلان ، وفلان هذا ميت لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنهم شيئا ، فينبغي على المسلم أن يتعلم منها ما هو فرض عين عليه، وكذلك من الفقه وغير ذلك ، قال – - : " طلب العلم فريضة على كل مسلم " ، والفرض إما عين وأما كفاية ، وفرض العين لا يسقط عن المرء إلا بتعلمه ، والأشياء التي لا تسقط عن المرء ولا يسع المسلم فيها جهله مبسوطة في كتب العقيدة والفقه فليرجع إليها لأهميتها ، والله أعلم .

هل لابد أن يكون الشيخ المجيز على دراية وإلمام بقواعد اللغة العربية ، وكافة العلوم الأخرى المتعلقة بكتاب الله ؟، نرجوا بسط الكلام عن ذلك .

الأفضل لطالب القرآن أن يتعلم قواعد اللغة العربية وإن لم يستطع فيتعلم الأساسيات ،إما أن يترك ذلك بالكلية فلا ، وذلك لأن هذه الأساسيات تعينه على القراءة ، مثلا : بعض المشايخ يقول للطالب صل " أُخر" من قوله تعالى ( فعدة من أيام أخر ) فأكثر إخواننا يقفون على " أخر " فعندما يصلها يقرأها بالتنوين المجرور إلى غير ذلك ، وهذا الوصل خطأ ، فالصواب " أيامٍ أخرَ " بالفتح ؛ لأنها ممنوعة من الصرف ،والممنوع من الصرف ينصب ويجر بالفتحة نيابة عن الكسرة ، فلو كان القارئ يعلم أنها ممنوعة من الصرف لم يخطأْ فيها ، وأيضا لو قرأها بالتنوين المجرور أو المرفوع ، وقلنا له قف بأوجه الوقف على " أخر " لوقف خطئا ، لأنه سيبني على أنها مجرورة ، والوقف على المجرور غير الوقف على المضموم غير الوقف على المنصوب من حيث الحكم ، وهناك الكثير والكثير مثل ذلك ، عموما الإلمام بالأساسيات يعين الطالب على القراءة . هذا من حيث قواعد العربية ، والله أعلم .

أما لبقية العلوم : فعلى الإنسان أن يبدأ بفرض العين الذي لا يُسقط عنه ، مثل :
1- العقيدة : يتعلم من هو ربه ، ودينه ، ونبيه ؟ ، فهذه هي الأشياء التي


سيسأل عنها كل مسلم في قبره ، ولا ينبغي له معرفة كل جزئية بدليلها ، ويدخل في هذا التعلم معرفة أركان الإيمان الستة المذكورة في حديث جبريل على وجه الإجمال ، فأقول أخي الكريم :
اقرأ" الأصول الثلاثة" للشيخ محمد عبد الوهاب مع شروحها ، ثم " كشف الشبهات " و " كتاب التوحيد " مع شروحهما وهما للشيخ محمد أيضا ، ثم "الواسطية" لابن تيمية ، و "لمعة الاعتقاد " للمقدسي ، ثم " الطحاوية " للطحاوي "، مع الشروح ثم " سلم الوصول " مع شرحه "معارج القبول: للشيخ حافظ حكمي ، والله أعلم.
2-الفقه : يتعلم ما يصلح أمر دينه كمعرفة الصلاة وشروطها وأركانها وواجباتها ، وكذلك الصيام والزكاة إن كان من أصحاب الأموال ، والحج إن استطاع إليه، هذا في العبادات، أما المعاملات فإن كان تاجرا فيتعلم أحكام البيوع ، وإن كان متزوجا فيتعلم أحكام النكاح والطلاق وغير ذلك ، وغير ذلك من الأحكام التي لابد لكل مسلم أن يتعلمها فضلا عن صاحب القرآن ، عموما صاحب القرآن أحق بهذه العلوم ، فيحاول أن يجعل له وقتا يقرأ فيه شيئا من العقيدة والفقه والتفسير والحديث وغير ذلك ، إما أن يظل طوال حياته يقول : رقق فخم مد اقصر قلقل إلى غير ذلك ، فأقسم بالله العظيم أن القلب يقسو ، كما ذكر ذلك شيخ الإسلام ، والله أعلم .

5- ويلزمه أيضا أن يحفظ كتابا مشتملا على ما يقرئ به من القراءات أصولا وفرشا , وإلا دخله الوهم والغلط فى كثير .
كمن يريد أن يقرأ القراءات السبع فلأفضل له حفظ متن الشاطبية ليقرأ بمضمنه حتى يسهل عليه معرفة القراءات ، وكذلك من أراد العشر الصغرى فعليه أن يحفظ " الشاطبية والدرة " ، ومن أراد العشر الكبرى فليحفظ متن " طيبة النشر " لابن الجزري، وكما قالوا : "مَن حفظ المتون حاز الفنون" ، واعلم – أخي لكريم – أن حفظ المتن أسهل وأفضل من حفظ كتاب يحوي القراءات ، فمَن مِن الناس الآن يحفظ كتاب " التيسير " لأبي عمرو الداني ويقرأ بمضمنه القراءات ؟ أظن لا أحد ، وإن وجد فقليل جدا ، وإنما الذين يحفظون متون القراءات كالشاطبية وغيرها ويقرؤن بمضمن ذلك القراءات عددا لا يحصون ، وحفظ المتن أفضل وأقوى في استحضار الدليل .
6-ولابد للمقرئ من التنبه بحال الرجال والأسانيد ، وهذا من أهم ما يحتاج إليه .
وكم من الناس الآن معهم أسانيد ولا يعلمون عن أحوالها شيئا من العلو والنزول، فترى الواحد منهم يقول : أنا شيخي من أعلى الأسانيد ، وشيخه ربما يكون سنده نازلا ؛ لأنه لا يعرف علو السند من نزوله ؛ بل ربما بعضهم في سنده سقط وهو لا يدري ، وبعضهم لا يعرف العلو المطلق من العلو النسبي إلى آخر هذه الأمور المهمة التي ينبغي على من أُجيز عموما أن يعلمها وعلى المقرئ خاصة لأهميتها ، وقد بين ابن الجزري – رحمه الله – أهمية ذلك في " المنجد " ً 57 فقال :
" وقد وقع لكثير من المتقدمين في أسانيد كتبهم أوهام كثيرة ، وغلطات عديدة من إسقاط رجال ، وتسمية آخرين بغير أسمائهم ، وتصاحيف ، وغير ذلك " ا.هـ .
وقال الصفاقسي – رحمه الله – في غيث النفع ص 22 :
" علم الأسانيد وهو الطرق الموصلة إلى القرآن وهو من أعظم ما يحتاج إليه لأن القرآن سنة متبعة ونقل محض فلا بد من إثباتها وتواترها ولا طريق إلى ذلك إلا بهذا الفن " ا.هـ
واعلم أخي الكريم أنَّ علو السند قربى من رب العالمين؛ لذا كان السلف الصالح يتسابقون في الإجازة وعلو السند، قيل ليحيى بن معين في مرض موته: ما تشتهي؟ قال: أشتهي إسناداً عالياً وبيتاً خالياً.
ولقد ورد عنهم أنَّه كان عندهم الرحلة في طلب الحديث والقرآن والإجازة أحلى وأفضل من كلِّ الشهوات والملذات، قال الحافظ المحدث ابن عساكر الدمشقي:
لقول الشيخ أنبأني فلان ** وكان من الآئمة عن فلانِ
إلى أن ينتهي الإسناد أحلى** لقبلي من محادثة الحسانِ
ومستمل على صوت فصيح**ألذ إلى من صوت القيــــــانِ
واعلم أخي الكريم -رحمني الله وإياك- أنَّه كلما قلَّ عدد الرجال


فإنَّ السند يُعتَبَرُ عالياً، وكلما زاد العدد بينك وبين الرسول نزل السند أو قلَّ كما يقول البيقوني في منظومته :
وكل ما قلت رجاله علا ............. وضده ذاك الذي قد نزلا

فالضابطُ في مسألة العلو هو: قلةُ أو زيادة سلسلة الرجال الموصلة للرسول إسناداً في العالم اليوم في القراءات السبع من الشاطبية هو شيخنا العلامة المقرئ الفقيه/ بكري عبد المجيد الطرابيشي؛
لأنَّه أقل النَّاس عدداً من الرجال بينه وبين الرسول-عليه الصلاة والسلام - ستة وعشرون رجلاً،.
واعلم – أخي الكريم – أن العلو نوعان : 1) علو مطلق : وهو قلة عدد الرجال بينك وبين النبي – صلى الله عليه وسلم -.
2)علو نسبي : وهو قلة عدد الرجال بينك وبين إمام من الأئمة كابن الجزري – رحمه الله - ، والشيخ الطرابيشي بينه وبين ابن الجزري إحدى عشر رجلا فقط ، فهو بذلك يجمع بين العلو المطلق والعلو النسبي من طريق الشاطبية ، والله أعلم .

قد يقول قائل ما الفرق بين الإجازة والسند ؟ بعض الناس يقول معي سند والبعض الآخر يقول معي إجازة ،فالإجازة هي شهادة من الشيخ المجيز إلى الطالب المجاز في القراءة والإقراء ،وهو تعتبر شهادة وتزكية من الشيخ للطالب المجيز بأنه متقن في القرآن وأنه وصل إلى مرحلة تجنب الأخطاء .
أما السند : فباعتبار أن الشيخ يعطي للطالب هذه الشهادة مع ذكر سلسلة الرجال الذين يحملون السند إلى النبي – صلى الله عليه وسلم - ، والله أعلم .


7)وشرط المقرئ وصفته أن يكون مع ما ذكرناً حراً , عاقلاً , مسلماً, مكلفاً , ثقةً , مأموناً ضابطاً , متنزهاً عن أسباب الفسق ومسقطات المروءة .
أقول : وألا يكون صاحب بدعة ؛ لأن البدعة من أوجه الطعن في القارئ والمقرئ، فإن كانت بدعة المجيز مكفرة فلا يجوز الأخذ منه ، وإن كانت غير مكفرة فالأولى والأفضل عدم الأخذ منه والبحث عمن هو أفضل منه في عقيدته وسلوكه وأخلاقه وعلمه ،هذا وقد جنح إلى ما قلته الشيخ العلامة محمد بن العثيمين – رحمه الله – في شرحه على حلية طالب العلم للشيخ بكر أبو زيد – حفظه الله - ، وكذلك شيخنا العلامة عبد الرحمن العياف ، وشيخنا مشعان بن زيد الحارثي ، وشيخنا القاضي عبد الله بن عبد الرحمن بن مانع ، وكذلك شيخنا الدكتور / يحي بن عبد الله الثمالي وغيرهم من أهل العلم ، قال بعض السلف : "إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذوا دينكم " والله أعلم .
8) وينبغي للمقرئ أن لا يحرم نفسه من الخلال الحميدة المرضية , وليحذر من الرياء والحسد , والحقد والغيبة , واحتقار غيره , وإن كان دونه , وليحذر العجب وقل من يسلم منه .
هذا ما يلزم المقرئ أن يتأدب به . فهل كل من جلس للإقراء يتحلى بهذه الآداب . نسأل الله التوفيق

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
وكتبه ،،
حسن بن مصطفى الوراقي المصري
عضو هيئة التدريس بقسم الدراسات القرآنية – كلية المعلمين بالطائف
والمقرئ بالمعهد العلمي الأزهري بمساكن كورنيش النيل – روض الفرج – القاهرة

</B></I>
__________________

قلب لايحتوي حُبَّ الجهاد ، قلبٌ فارغ .!
فبالجهاد كنا أعزة .. حتى ولو كنا لانحمل سيوفا ..
رد مع اقتباس