-----1------
فى مدينة موسكو وفى ساعة متاخرة من الليل كان الجو عاصفا والسماء تمطر بغزارة ويبدو ان القدر قد اختار السيد كرستوفر حتى تكون هذه اخر ايام سيرى فيها ابنته الوحيدة اومجا التى تبلغ من العمر العشرين والذى طالما حلم بيوم عرسها ولكن القدر كان اقسى عليه من ذلك ولم يمنحه نشوة هذه الفرحة. كان السيد كرستوفر يعانى من مرض الدفتريا الذى اصيب به من بعد الاربعين
ظل يقاومه حتى هذه الليلة إلى ان اشتد به الالم ووصل إلى ذروته
واصبحت اومجا وحيدة حائرة فى هذه الليلة تفكر وتتساءل فى ظنون
عن الحل لهذه الورطة.. ؟
لم تجد سبيل إلا ان تذهب به إلى المصحة فى هذه الليلة الموحشة
فلم تجد هناك سوى الطبيب تشارلز الذى وهب حياته من اجل خدمة ومساعدة البشرية فلم يكن يتاخر او يظهر على وجهه من الامتعاض شئ فى ان يزعجه احد فى ليلة كهذه
وفى عجالة اخذ يفحص المريض حتى يطمئن على حالته ولكن يبدو ان الوقت قد ولى وفات وان اومجا منذ هذه الليلة ستصبح وحيدة فى دنياها لا تملك فى هذه الدنيا الصغيرة سوى اصدقاءها
خرج تشارلز من الغرفة وهو يمشى ببطى واثار الحزن تملا وجهه وبينما هو فى طريقه اذ اندفعت اليه اومجا والخوف فى عينيها وكانها قد علمت مصير ابيها
فسالته عن حالته فى لهفة واسراع
فقال فى نبرة مليئة بالحزن والاشفاق
انه..... قد.... توفى
وهنا وقع الخبر عليها وقع الصاعقة فانفجعت واجهشت فى البكاء طويلا وتمنت بان تكون من عالم الاموات فلاول مرة تشعر بمدى مرارة الحياة وقسوة ايامها وادركت بعد ذلك انها سوف تعيش اتعس ايام حياتها
كل هذه الاحاسيس تجمعت فى لحظات
ولكنها رغم كل ذلك استطاعت ان تصبر على الايام
ومرت الايام والايام وازدادت علاقة كلا من تشارلز واومجا
وفى مساء الاربعاء قرر ان يصارحها عن من ما يضمره قلبه لها
ولم لا وقد كان الجو مهيئا لذلك
اذ كانت الشمس فى لحظات غروبها وكان الجو مليئا بالدفء والرومانسية
فها هو يسرد عليها كلماته فى تأنى فيقول :
اومجا....انى احبك...نعم احبك بل واعشقك
فإنى وجدت فيكى ضالتى ورايت فيكى ما لم اراه فى نساء العالم
فالله حسبه يعلم انك كالزهرة فى بستانى وكالقمر فى سماءئ
وكل ما اقوله صدق لا يخالطه شك...
واخذ يغدق عليها سيل من الكلمات المرهفة فاستطاع فى هذه اللحظات ان يمتلك قلبها وعقلها بكل كيانها كله وفى النهاية طلب منها الزواج
-----1------