عرض مشاركة واحدة
  #80  
قديم 26-11-2010, 01:17 PM
ابو عمر علاء ابو عمر علاء غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: Oct 2010
المشاركات: 173
معدل تقييم المستوى: 14
ابو عمر علاء is on a distinguished road
Impp

[quote=ببهاء الصيني;2867770]
المحاضرة الثالثة
تأثير الوارثة والتكوين البدنى والسن على ارتكاب الجريمة
سوف نتناول في هذا الباب كل من العوامل الإجرامية الداخلية والعواملالإجرامية الخارجية الدافعة إلى ارتكاب السلوك الإجرامي، وذلك في فصلينمتتاليين :
العوامل الإجرامية الداخليةالدافعة إلى أر تكاب الجريمةيقصد بالعوامل الداخلية المفسرة للسلوك الإجرامي مجموعة العوامل الفرديةالمتعلقة بشخص المجرم من الناحية البدنية أو النفسية أو العقلية والتي يكونفي توافرها أو توافر أحدها لدى هذا الشخص دوراً هاماً في تحديد السلوكالإجرامي كما وكيفاً.وأهم هذه العوامل الداخلية أو الفردية والتي اهتمت دراسات علم الإجرام بياندورها في مجال الظاهرة الإجرامية وعلاقتها بالإجرام نذكر ما يلي:
الوراثة، التكوين البدني، الجنس، السن، الإمكانات الذهنية، الحياةالغريزية، المرض، إدمان الخمور والمخدرات.الوراثـةيقصد بالوراثة انتقال خصائص معينة من السلف إلى الخلف عن طريق التناسل. وإذا كان انتقال بعض الأمراض أو انتقال بعض العوامل المهيئة للإصابة ببعضالأمراض من الأصل إلى الفرع لا يثير مشكلة من الناحية الطبية، إلا أن الأمرليس بنفس الصورة من ناحية علم الإجرام. فالمشكلة التي تثار في مجال البحثفي علم الإجرام تنحصر فيما إذا كان الإجرام أو الاستعداد لارتكاب الجريمةيمكن أن ينتقل من الأصل إلى الفرع؟ وإذا كان الوضع يختلف من حالة إلى أخرى،فما هو المعيار الذي يمكن على أساسه معرفة ما إذا كان الاستعداد الإجراميقد انتقل بالوراثة؟ وقبل البحث في علاقة الوراثة بالإجرام، يتعين الإشارةإلى أن المقصود ليس وراثة الجريمة ذاتها ولكن المقصود هو وراثة بعضالإمكانيات أو الاتجاهات التي تعتبر مهيئة لارتكاب الجريمة إذا ما صادفتهاظروف معينة.وقد اختلف العلماء القدامى إلى اتجاهين، الاتجاه الأول يرى أن ميراث خصائصإجرامية معينة بدنية أو عقلية أو نفسية هو الذي يقود حتماً إلى ارتكابالجريمة وذلك هو فحوى نظرية لومبروزو عن المجرم بالميلاد الذي يولد حاملاًخصائص تجعله حتماً مجرماً. وفي مقابل هذا الاتجاه ذهب اتجاه آخر إلى إنكاردور الوراثة في ارتكاب الجريمة، مؤكداً على أن ارتكاب الجريمة يرجع إلى بعضالعوامل البيئية المحيطة بالفرد.وقد شاب كلاً من الاتجاهين السابقين التطرف في الرأي، فمن الصعب إغفال دورالبيئة المحيطة بالفرد في تكوين شخصيته الإجرامية، كما أن ما ينتقلبالوراثة ليس خصائص إجرامية معينة وإنما مجرد إمكانيات أو اتجاهات قد تولدلدى الفرد – وهذا ليس يقينياً – الميل أو الاستعداد لارتكاب الجريمة.وترتيباً على ذلك يرجع العلماء المعاصرون ارتكاب الجريمة إلى مجموعة منالعوامل من بينها وراثة بعض الإمكانيات التي قد تولد لدى الفرد الاستعدادلارتكاب الجريمة، مع ملاحظة أن تأثير هذه الإمكانيات ليس حتمياً وإنماتنحصر أهميتها في أنها تشكل أحد العوامل الإجرامية.وفي دراستهم للعلاقة بين الوراثة والظاهرة الإجرامية يلجأ الباحثون إلى أحدأساليب ثلاثة: دراسة شجرة العائلة والدراسة الإحصائية لبعض العائلاتودراسة التوائم.
أولاً : دراسة شجرة العائلة
هذا الأسلوب يستند إلى دراسة عائلة معينة لمعرفة مدى انتشار الإجرام بينأفرادها ولتحديد مدى إمكانية انتقاله من الأصول إلى الفروع في هذه العائلة.
وكانت أولى هذه الدراسات وأهمها في هذا المجال تلك الدراسة التي أجريت علىعائلة "جوك Jukes" الأمريكية والتي قام بها "دوجدال Dugdale"، حيث لاحظأثناء زيارته لسجون ولاية نيويورك ارتفاع معدل الجريمة بين مجموعة منالأفراد المنحدرين من أصل واحد. وأوضحت الدراسة التي أجريت حول هؤلاءالأفراد أن أصلهم المشترك كان مدمناً على الخمر وكانت زوجته مشتهرة بارتكابجرائم السرقة. وأوضحت الدراسة أن ذرية هذه العائلة على مدى سبعة أجيالمتعاقبة ضمت 709 شخصاً، كان بينهم عدد كبير من ال***ة والسارقين والداعراتومدمني الخمر والمتشردين وعدد آخر من المتسولين والمصابين بأمراض عقلية.ومن الأبحاث الأخرى في هذا المجال تلك التي أجريت على تاريخ عائلة "كاليكاك Kalikak" والتي قـام بها العالم الأمريكي "جودارد Goddard". وقد تبينللباحث أن الجد الأكبر لهذه العائلة قد أنجب ابناً من امرأة سيئة السمعةوأن هذا الابن قد أنجب بعد ذلك ذرية من 480 فرداً كان بينهم عدد كبير منالمنحرفين والمجرمين ومدمني الخمور والبغايا والمصابين بمرض عقلي. في حينأثبتت الدراسة أن الجد الأكبر كان قد تزوج من امرأة أخرى طيبة السمعة وأنجبذرية مختلفة أثبتت الدراسة أنه لم يكن لديها نفس الانحرافات السابقة،الأمر الذي دعا إلى التأكيد على دور الوراثة في مجال الإجرامٍ.وفي اتجاه مقابل أجريت دراسة على عائلة شريفة كان كبيرها واعظاً ويدعى "جوناثان إدوارد Jonathan Edwards" وقد بينت هذه الدراسة عدم إقدام أي فردمن هذه العائلة على ارتكاب الجريمة، بل إن بعض أفرادها قد تقلد مناصب هامةمن بينها رئاسة الولايات المتحدة وحكام لبعض الولايات وقضاة بالمحكمةالعليا.ومن أهم ما يؤخذ على هذا الأسلوب في دراسة تفسير السلوك الإجرامي أنه أغفلتماماً دور البيئة في ارتكاب الجريمة. فإذا كان الأب أو الجد مجرماً فإنإجرام الأبناء أو الأحفاد قد يرجع للتأثير السيئ للبيئة التي يعيشون فيهاوهي بلا شك بيئة مهيئة في الأغلب لارتكاب السلوك الإجرامي. ثم أنه وبنفسالمنهجية في التفكير لم تبين هذه الدراسات لماذا لم يكن للوراثة دور فيالابتعاد عن طريق الإجرام عندما كان أحد الأبوين غير متصف بالإجرام أي أنالدراسة أغفلت العوامل الداخلية الخاصة بأحد الأبوين.
ثانياً : الدراسة الإحصائية لبعض العائلات
هذه الوسيلة لدراسة العلاقة بين الوراثة والظاهرة الإجرامية لا تركز علىدراسة الإجرام في ذرية فرد معين وإنما تمد الدراسة إلى أقاربهم كالأخوةوالأعمام والأخوال، كما أنها تتسع لتشمل مجموعة غير منتقاة من المجرمينوذلك لتفادي تأثير البيئة الواحدة عليهم. وتقوم هذه الوسيلة على أحدأسلوبين: إما اختيار مجموعة من المجرمين لمعرفة مدى انتشار الإجرام بينأسلافهم وأقاربهم، وإما اختيار مجموعة من الشواذ وبيان مدى انتشار ظاهرةارتكاب الجريمة بين أسرهم وأقاربهم. ومن أشهر الدراسات في هذا الشأن تلكالدراسة التي قام بها العالم الألماني "ستمبل Stumple"؛ حيث أجرى دراستهعلى عدد من المجرمين العائدين وعدد من المجرمين الذين ارتكبوا الجريمة لأولمرة وعدد من غير المجرمين، كما شملت الدراسة حوالي 20 ألف من ذوي قرباهم.وكان من نتائج الدراسة أن نسبة الإجرام أعلى في عائلات المجرمين منها فيعائلات غير المجرمين وأن الجرائم الخطيرة يكثر ارتكابها في العائلاتالإجرامية الخطيرة.وفي دراسة أخرى قام بها العالم الإنجليزي "جورنج Goring" أكد فيها على دورالوراثة في نقل الاستعداد الإجرامي من الأصول إلى الفروع. وقد دلل هذاالعالم على هذا الدور بأن الأبناء الذين عاشوا منذ سن مبكرة بعيداً عنآبائهم لوحظت لديهم نفس النسبة من الإجرام التي وجدها لدى الأبناء الذينعاشوا في كنف عائلاتهم. وقد لاحظ كذلك نفس النسبة من الجرائم الجنسية لدىالآباء والأبناء وهي جرائم يخفيها الآباء عادة عن أبنائهم.ومع كل هذه الملاحظات التجريبية إلا أنه من الصعب الجزم بدور الوراثة فيهذا الشأن وإغفال باقي العوامل خاصة دور البيئة المحيطة بالفرد وما لها منتأثير في سلوك الفرد وميله نحو ارتكاب الجريمة.
ثالثاً : دراسة التوائم
تنقسم التوائم إلى نوعين: الأول ينشأ من تلقيح بويضة واحدة بواسطة حيوانمنوي واحد ثم انقسام هذه البويضة الملقحة إلى جزأين ويطلق على هذا النوع "التوائم المتماثلة" حيث أن هذا النوع من التوائم يتشابه أفراده في اغلبالخصائص. والثاني ينشأ عن تلقيح بويضتين مختلفتين ويسمى "التوائم غيرالمتماثلة" وتكون نسبة التشابه بين أفراد هذا النوع في الخصائص أقل مندرجته بالنسبة للتوائم المتماثلة.
وقد أجرى الباحث الألماني "لانج Lange" وكان طبيباً للأمراض العقلية دراستهعلى عدد من التوائم المتماثلة وعدد آخر من التوائم غير المتماثلة. وكانالهدف من هذه الدراسة وغيرها في هذا المجال هو إظهار مدى التشابه أوالاختلاف بين التوائم من حيث السلوك الإجرامي.وقد أظهرت نتائج هذه الأبحاث أن التشابه في السلوك الإجرامي بين التوائمالمتماثلة بلغ نسبة مرتفعة في حين كانت النسبة منخفضة فيما يتعلق بالتوائمغير المتماثلة.وقد أكد الباحثون في هذا المجال على دور الوراثة في الدفع إلى سلوك سبيلالجريمة خاصة فيما يتعلق بالتوائم المتماثلة.هذا وإن كانت هذه الدراسات تبرز دور العامل الوراثي في تفسير السلوكالإجرامي إلا أنه يجب الحذر من تعميم هذه النتائج خاصة إذا أخذ في الاعتبارعدم تقديم تفسير للحالات التي لا يتحقق فيها التوافق في السلوك الإجراميبين التوائم ومنها المتماثلة، الأمر الذي يدل على أن البيئة المحيطة بالفردتلعب دوراً هاماً في هذا المجال.وما يمكن استخلاصه من كافة الدراسات التي أجريت لبيان دور الوراثة فيالظاهرة الإجرامية أن العوامل الداخلية تلعب دوراً ما في مجال تفسيرالظاهرة الإجرامية وذلك عن طريق انتقال بعض الخصائص أو الإمكانيات وراثياًمن الآباء إلى الأبناء تجعل لديهم استعداداً ما إلى ارتكاب الجريمة إذاتضافرت مع هذه الإمكانيات أو الخصائص الداخلية عوامل أخرى مستمدة من البيئةالتي يعيش فيها الفرد. ولأن هذه الإمكانيات أو الخصائص لا تنتقل بالضرورةبنفس الدرجة من الأصول إلى الفروع، فإن احتمال ارتكاب الجريمة يختلف فيالفروع عن الأصول وعليه فإن انتقال الاستعداد الإجرامي من الأصل إلى الفرعلا يتحتم أن يتحول بالضرورة إلى سلوك إجرامي إذا لم يصادف هذا الاستعدادبيئة محفزة ومهيئة لترجمة هذا الاستعداد الإجرامي إلى سلوك إجرامي بالفعل.التكوين العضوي يقصد بالتكوين العضوي مجموعة الخصائص الجسدية أو البدنية الظاهرة التي تميزالشخص منذ ولادته. والتساؤل الذي يطرح نفسه في هذا الخصوص يتعلق بما إذاكان لهذه الخصائص الجسدية الظاهرة دور في دفع الشخص إلى ارتكاب الجريمة منعدمه؟ وعما إذا كان المجرم يمكن تمييزه عن غيره بتوافر مجموعة معينة منالخصائص الجسدية أو البدنية يمكن من خلال ملاحظتها الاستدلال على شخصيتهالإجرامية؟
وفي سبيل البحث عن تفسير لما يمكن أن يوجد من علاقة بين التكوين البدنيللفرد وبين ارتكاب الجريمة ظهرت العديد من النظريات. وكان أولى النظرياتالتي ظهرت في هذا الخصوص تمثلت في الأفكار التي تبناها العالم الإيطاليلومبروزو، حيث كان من بين أفكاره أن هناك نوع من المجرمين يتميز بخصائصجسدية معينة تجعل بينه وبين الإنسان البدائي الوحشى شبهاًُ كبيراً.وذكر أن من بين هذه الخصائص الجسدية وجود شذوذ في شكل الدماغ والوجه مثلكبر حجم الجمجمة وفرطحة الأنف، بالإضافة إلى كثافة شعر الصدر، اتساع في مدىطول الذراعين بالنسبة للبنية، البطء والخمول اللذين يغلبان على حركةالوظائف الداخلية لأعضائه، مناعة ضد الأمراض، عدم التأثر بالجروح وقلة فيالإحساس الجلدي بالألم.وقد وجهت لهذه النظرية العديد من الانتقادات حيث أنها لم تنجح في وضع قانونعام يصلح أساساً لنظرية علمية في تفسير الظاهرة الإجرامية حيث أن ما قدينسب من خصائص إلى المجرم بطبيعته قد يتوافر لدى غير المجرمين، وبناء عليهفإن من الصعوبة بمكان أن يتم الربط بطريقة حتمية بين وجود خصائص جسديةمعينة وبين ارتكاب الجريمة. وفي محاولة للربط بين الخلل في أجهزة الجسموبين الظاهرة الإجرامية ذهب "دي توليو" إلى أن الاستعداد الإجرامي لدىالشخص ينتج عن الاختلال أو المرض وبصفة خاصة الخلل أو الاضطراب في الغددعلاوة على ما يصاحب هذا الخلل من تأثير على الحياة النفسية.
ولا يرجع "دي توليو" ارتكاب الجريمة لوجود هذا الخلل أو المرض كنتيجةمباشرة له وإنما يعتبر ذلك من قبيل توافر الاستعداد السابق أو الوضع المهيئلارتكاب الجريمة، وعليه فإن ارتكاب الجريمة يرجع إلى وجود تفاعل بين هذاالخلل وبين الوسط أو البيئة المحيطة بالشخصية المصابة بالخلل؛ أي أن ارتكابالجريمة يرجع إلى حالة من عدم التكيف بين التكوين الفطري للشخص والوسطالخارجي المحيط به.
الجنـسإذا كانت الدراسات التي أجريت عن العلاقة بين الجنس أو النوع وبين الظاهرةالإجرامية قد أثبتت اختلافاً واضحاً بين إجرام كل من المرأة والرجل سواء منحيث الكم أو الكيف، فإن التساؤل المطروح يدور حول السبب الذي يقف وراء هذاالاختلاف؟ وإذا تجاوزنا الجدل الذي ثار حول حقيقة هذا الاختلاف الكميوالنوعي بين إجرام الرجل والمرأة، نجد أن هناك اتجاهين أساسيين في تفسيرهذا الاختلاف.يعتمد الاتجاه الأول على الاختلاف البيولوجي أي الاختلاف في التكوين البدنيوالنفسي لكل من الرجل والمرأة، في حين يعتمد الاتجاه الثاني في تفسير هذاالاختلاف على ظروف البيئة الاجتماعية التي يعيش فيها كل منهما.
أولاً : التفسير البيولوجي أو التكويني
وهذا التفسير يقوم على أساس أن المرأة تختلف عن الرجل من ناحية التكوينالبدني والنفسي، فإذا ما نظرنا إلى أن تكوين المرأة أضعف بدنياً من الرجل،دل ذلك على قلة إقدامها على ارتكاب جرائم ال***، أو على التجائها إلى وسائلسهلة إذا ما أقدمت على ارتكاب هذه النوعية من الجرائم مثل ال*** بالسم. ومن الناحية النفسية فإن التغيرات الفسيولوجية التي تمر بها المرأة فيفترات مختلفة من حياتها والمرتبطة في الأصل بطبيعتها كأنثى كالحمل والوضعوالرضاعة وفترات الحيض، هذه التغيرات تقف وراء ارتكابها نوعية معينة منالجرائم. ورغم وجاهة هذا التفسير فإنه يجب النظر إليه على أنه تفسير جزئي للاختلافبين إجرام الرجل والمرأة حيث أنه لا يجب إغفال دور البيئة الاجتماعيةوالظروف التي تعيش فيها المرأة والتي قد تدفعها إلى ارتكاب نوعية معينة منالجرائم. وهو ما سيتضح من دراسة التفسير الاجتماعي لاختلاف إجرام المرأة عنإجرام الرجل. ولكن قبل استعراض التفسير الاجتماعي لاختلاف إجرام كل من الرجل والمرأة،فإنه تجدر الإشارة إلى أن هناك رأياً يرى أن اختلاف الجنس في حد ذاته لايمكن اعتباره سبباً للإجرام، وأنه رغم التسليم بوجود اختلاف في طابعالإجرام عند الرجل عنه عند المرأة فإن هذا الاختلاف لا يعكس سوى حقيقة مسلمبها وهي اختلاف التكوين البيولوجي لكل من الرجل والمرأة. فاختلاف طابعالإجرام أمر مختلف تماماً عن البحث في سبب الإجرام. ويخلص هذا الرأي إلىأنه يجب بحث الاختلاف بين إجرام الرجل والمرأة ضمن عامل التكوين البدنيوالنفسي. وهذا الرأي في نظر قائله يصدق كذلك على دراسة عامل السن باعتبارأن اختلاف كل مرحلة عمرية للشخص تصاحبها اختلافات بيولوجية تتعلق بالتكوينالبدني والنفسي للشخص.
ثانياً : التفسير الاجتماعي
يستند هذا الاتجاه في تفسير اختلاف إجرام الرجل عن إجرام المرأة إلى طبيعةالظروف الاجتماعية التي يعيش فيها كل منهما. فضآلة الدور الذي تلعبه المرأةفي المجتمع وعدم خروجها إلى الحياة العامة هو الذي يقلل من فرص ارتكابهاللجريمة. وعليه فإن الفجوة بين إجرام كل من الرجل والمرأة تضيق كلما لعبتالمرأة دوراً كبيراً في المجتمع وشاركت بصورة إيجابية في نواحي الحياةالمختلفة لأن ذلك يجعلها عرضة للاحتكاك بالغير.ومن ناحية أخرى يرجح البعض اختلاف إجرام المرأة عن إجرام الرجل إلى طريقةتربية الأولاد الذكور والإناث؛ حيث يتم التركيز على ضرورة احترام البنتللعديد من القواعد الأخلاقية والاجتماعية مما يقلل لديها القدرة على انتهاكهذه القواعد وبالتالي انخفاض نسبة ارتكابها للجريمة.وما يمكن أن نستخلصه من استعراض الاتجاهات السابقة في تفسير اختلاف إجرامالمرأة عن إجرام الرجل هو أنه يجب عدم إغفال أي من الاعتبارات أو التفسيراتالسابقة، بل إنه يجب النظر إليها نظرة تكاملية وعدم الاستناد إلى أحد هذهالتفسيرات على سبيل الانفراد. فقد خلص الفقه الحديث إلى أن اختلاف إجرامالمرأة عن إجرام الرجل يرجع في حقيقة الأمر إلى اختلاف التكوين البدنيوالنفسي لكل منهما وفي نفس الوقت إلى طبيعة الظروف الاجتماعية التي تعيشهاالمرأة والتي تحدد حجم الدور الذي تلعبه في المجتمع.الســنيمر الإنسان في حياته بمراحل عمرية عديدة، وتختلف خصائص الفرد من حيثالتكوين البدني والنفسي في كل مرحلة من هذه المراحل العمرية. كما أن للبيئةالمحيطة بالفرد دور هام في تحديد اتجاهات سلوكه في كل مرحلة عمرية. ومن أهم المراحل التي يمكن التعرض لها لبيان مدى ارتباطها بالظاهرةالإجرامية كماً وكيفاً مرحلة الطفولة، مرحلة المراهقـة، مرحلة النضوجومرحلة الشيخوخة.
أولاً : مرحلة الطفولة
تمتد هذه المرحلة حتى سن الثانية عشرة، وتتميز الفترة من التاسعة إلىالثانية عشرة بخطوات نحو الاستقرار النفسي والانتظام في الحياة المدرسية. وخلال هذه المرحلة لا تظهر أفعال إجرامية إلا على سبيل الاستثناء، ويرجعذلك للضعف الذي يميز الطفل في هذه السن، بالإضافة إلى محدودية الوسطالاجتماعي الذي يعيش فيه الطفل في هذه السن المتقدمة.وفي حالة رصد حالات إجرامية في هذه السن فإنها غالباً تتركز حول ارتكابجرائم الأموال مثل السرقة التي تتم داخل محيط الأسرة.
ثانياً : مرحلة المراهقة
تمتد هذه المرحلة من الثانية عشرة إلى الثامنة عشرة، وأهم ما يميزها هوالبلوغ الجنسي بما يصاحبه من نمو بدني وذهني وتغيرات نفسية نتيجة الزيادةفي إفرازات الغدد.هذه التغيرات البيولوجية والفسيولوجية، علاوة على ما يصاحبها من اتساعمساحة العلاقات الاجتماعية للحدث وتنوع الوسط البيئي والاجتماعي الذييتعامل معه الحدث، تزيد من نسبة ارتكاب الجريمة. هذا من ناحية الكم، أما منناحية الكيف فإن جرائم الحدث في هذه المرحلة تدور حول ارتكاب جرائمالأموال وكذلك ارتكاب الجنسية الأخلاقية مثل هتك العرض وال******.
ثالثاً : مرحلة النضوج
تمتد هذه المرحلة المركبة من الثامنة عشرة إلى الخمسين. وداخل هذه المرحلةيمكن التمييز بين ثلاثة مراحل،الأولـىوتعرف بالنضج المبكر وتمتد من الثامنة عشرة إلى الخامسة والعشرين،الثانيــة :وتعرف بالنضج المتوسط وتمتد من الخامسة والعشرين إلى الخامسةوالثلاثين،والثالثــة :وتعرف بالنضج الكامل وتمتد من الخامسة والثلاثين إلى الخمسين.وفي مرحلة النضج المبكر تصل الاضطرابات الفسيولوجية والنفسية المتصلةبمرحلة المراهقة إلى نهايتها حيث تبدأ مرحلة الشباب. وفي هذه المرحلة يستمرارتفاع معدل جرائم الأموال وذلك بظهور نوعية جديدة من هذه الجرائم مثلالنصب وخيانة الأمانة.وكذلك يلاحظ ارتفاع نسبة جرائم الاعتداء على الأشخاص مثل الضرب والجرحوالضرب المفضي إلى الموت وجرائم ال***، كذلك جرائم ال*** الخطأ المرتبطبقيادة السيارات. كما ترتفع نسبة جرائم الفعل الفاضح إلى أعلى معدلاتها.
أما في مرحلة النضج المتوسط، فإن ملامح الشخصية تقترب من صورتها النهائيةحيث يتجه الفرد إلى النشاط والحيوية في عمله لتحقيق الاستقرار المهنيوالمالي مع شعوره بالحاجة إلى الحياة العاطفية لتحقيق الاستقرار العائلي.ويأخذ منحنى الإجرام في بداية الهبوط خلال هذه المرحلة مع استمرار ارتكابنوعية معينة من الجرائم مثل جرائم النصب والسرقة وال*** الخطأ المرتبطبحوادث الطرق وقيادة السيارات.
أما مرحلة النضج الكامل فهي تتميز بذروة النمو في الإمكانات الذهنيةوالنفسية، وكذلك تأخذ الحياة طابع الاستقرار على كافة المستويات المهنيةوالاجتماعية والعائلية.ويلاحظ على هذه المرحلة هبوط نسبة الإجرام بصفة عامة مع ملاحظة أن جرائمالاعتداء على الشرف والاعتبار تبلغ ذروتها في هذه المرحلة خاصة وأن هذهالنوعية من الجرائم لا تحتاج إلى مجهود عضلي لارتكابها.
رابعاً : مرحلة الشيخوخة
وداخل هذه المرحلة يمكن التمييز بين مرحلتين:
الأولـي :وتعـرف بمرحلة السن الحرجة وتمتد من الخمسين وحتى الستين أوالخامسة والستين في بعض الأحيان،
الثانيـة : مرحلة الشيخوخة بالمعنى الضيق وتمتد من الستين أو الخامسةوالستين وحتى نهاية العمر.وفي مرحلة السن الحرجة يبدأ الضعف من الناحية البدنية والذهنية وكذلك تضعفالغريزة الجنسية، ويصاحب هذه المرحلة عدم الإحساس بالأمان وعدم الرضا عماحققه الشخص في حياته.أما في مرحلة الشيخوخة فإنها تتميز بهرم الخلايا وضعف الحواس وهبوط فيالعاطفة مع استقرار الشعور باليأس.ومرحلة الشيخوخة بمعناها الواسع يصاحبها هبوط حاد في معدل الجرائم خاصة تلكالتي تحتاج إلى مجهود بدني وعضلي كجرائم الاعتداء على الأشخاص وكذلك جرائمالسرقة بإكراه.
ولكن يلاحظ ارتكاب بعض الجرائم المرتبطة بما قد يحدث خلال هذه المرحلة منانحراف في سير الغريزة الجنسية مثل جرائم هتك العرض وال****** خاصة ما يقعمنها على أطفال صغار السن.ويستخلص من هذا التقسيم لمراحل العمر أن هناك علاقة بين السن وبين الإجرامحيث لوحظ أن كل مرحلة عمرية تتميز بنوع معين من الإجرام كما أن نسبةالإجرام من حيث الكم تختلف انخفاضاً وزيادةً حسب المرحلة العمرية التي يمربها الفرد. ولكن بالتدقيق في هذا الشأن نجد أن كل مرحلة عمرية تتميز بخصائصبيولوجية وفسيولوجية معينة تنعكس بدورها على التكوين البدني والنفسيللفرد، بحيث يمكن القول أن هذا التغير البيولوجي باعتباره عاملاً داخلياًدافعاً لارتكاب الجريمة هو الأساس في تفسير اختلاف نوع وكم الإجرام منمرحلة عمرية إلى مرحلة عمرية أخرى في حياة الفرد.ورغم صحة هذا التفسير إلا أنه يصعب الأخذ به كلية وإهمال دور البيئةالمحيطة والعامل الاجتماعي وتأثيرهما على توجيه سلوك الفرد نحو الجريمة بمايتلاءم مع المرحلة العمرية التي يمر بها. ويمكن التدليل على أهمية دورالبيئة الاجتماعية والوسط الذي يختلط به الفرد بدراسة مرحلتين هامتين منالمراحل العمرية وهما مرحلة المراهقة ومرحلة الشيخوخة.
1-
إجرام الأحداث
من أهم العوامل البيئية الاجتماعية التي تساعد على انحراف الحدث ما قديتعرض له الحدث في هذه المرحلة من تشرد وفقر وجهل وغياب للقدوة الحسنةومصاحبة رفقاء السوء. فعندما تصادف هذه العوامل الخارجية ما يصيب الحدث فيهذه المرحلة العمرية من اضطرابات نفسية وتغيرات فسيولوجية مع عدم النضوجالذهني والرغبة الجارفة في الاستمتاع بالحياة، كل ذلك يدفع الحدث إلىارتكاب الجريمة، ولذلك نجده يبحث عن إشباع نزواته وغرائزه باللجوء إلىالسرقة من منزله أو من الخارج، كذلك ارتكاب الجريمة الجنسية رغبة في إشباعغريزته الجنسية في هذه المرحلة المضطربة جنسياً، كما أنه قد يلجأ إلىارتكاب جرائم الاعتداء على الأشخاص خاصة التشاجر مع الغير وهذا قد يعوضلديه شعوراً بالحرمان مما يجده متوافراً لدى الآخرين.
2-
إجرام الشيوخ
إذا كان للتغيرات البيولوجية الداخلية دور كبير في تحديد نوع وكم إجرامالشيوخ، فإن إجرام الشيوخ يمكن تفسيره كذلك على أساس اجتماعي نابع منالبيئة الخارجية المحيطة بالفرد في هذه المرحلة العمرية.فالملاحظ أن العلاقات الاجتماعية للفرد في مرحلة الشيخوخة تتقلص بشكل ملحوظويقل نشاطه المهني وقد يتوقف تماماً، وهذا كله يجعله حبيس نوع معين منالعزلة عن المجتمع.وإذا أضفنا إلى ذلك الضعف العام الذي يصيب الفرد في مرحلة الشيخوخة منالناحية البدنية بصفة خاصة، نجد أن الشيخ يلجأ إلى ارتكاب نوعية معينة منالجرائم رغبة منه في إثبات الذات أو التأكيد على أن وجوده وبقاءه في الحياةمازال له أهمية – وذلك كله قد يدفعه لارتكاب جرائم معينة مثل النصب وخيانةالأمانة أو الاشتراك في بعض الجرائم مثل إخفاء الأشـياء المسروقة أوالمتحصلة من بعض الجرائم التي يرتكبها الغير.وفي ذات التوجه يلجأ الفرد في هذه السن المتأخرة إلى ارتكاب جرائم اعتداءعلى العرض خاصة مع صغار السن وتفسير ذلك أن انهيار قوته الجنسية تجعله يخجلأو يجبن عن التعبير عنها بصورة طبيعية مع امرأة تقترب من سنه


اعداد ببهاء الصيني رجاء وضع القواعد العامه في العروف والمحذوب في الشريعة ]اليوم 26-11.
اخى الحبيب بهاء السلام عليكم وعلى كل الزملاء والزميلات ولكن لم ارى احد غيرنا ربنا يسهل والكل يجتمع ويدخل على الموقع حتى يكون نشط المحذوف من مادة الشريعة الاسلامية الاتى :-
من صـ 137 حتىصـ 143 - من صـ157 حتى صـ 162 ماعد الفقرة التى تتكلم عن مرتبة السنه من القران مطلوبه
ومن صـ 163 حتى صـ 187 - ومن صـ 192 حتى صـ197 بدايه من وقد ناقش العلماء - ومن صـ 205 حتى نهاية الكتاب
والكتاب الثانى غير مطلوب بمعنى ان الكتاب الثانى الذى لم يتم استلامه بعد لا يأتى فيه اسئلة فى الامتحان.
* اما المحذوف من مادة النظم السياسية فبيانها كالتالى:-
من صـ 23 حتى صـ 28 - ومن صـ 51 حتى صـ 68
ومن صـ 98 حتى صـ 106 - ومن صـ 171 حتى صـ 179
ومن صـ208 حتى صـ 218 - ومن صـ 234 حتى اخر الكتاب0
وبالنسبه للاقتصاد فالدكتور نبه علينا على ان المحاضرة القادة ستكون الاخيرة وللمراجعه ولتوضيح بعض الموضوعات الصعبه وطرح الاسئلة من الزملاء وستكون مهم فيرجاء التنبيه على الجميع بضرورة الحضور يوم الخميس بعد القادم
ومعذرة الان مضطره لعدم الاستكمال بسبب انشغالى وساعود انا شاء الله لاستكمال بعض المعلومات والسلام عليكم
اخيكم ابو عمر علاء
رد مع اقتباس