" يا ريتك سنة يا رمضان واخرك النهاردة "
هذه جملة يتفوهها بعض الناس فيما بينهم وسمعتها بأذني في أكثر من مكان وهذه الجملة وإن كان أولها حسن وهو تمني ان يدوم الشهر العام كله ولكن سرعان ما يأتي أقبح الكلام بكلمتين قد تودي بقائلها في النار اعذانا الله منها ... البعض يقول لي انت هتفتي .. اقول لهم : أنا لا افتي فأنا لست أهلا لها ولكن اسوق لكم حديثين يدلان على ما اقول :
ففي الصحيحين من حديث أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - : إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالا ؛ يرفعه الله بها درجات ، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا ؛ يهوي بها في نار جهنم ، وعند مسلم : إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين ما فيها يزل بها في النار أبعد ما بين المشرق والمغرب .
وعند الترمذي من حديث بلال بن الحارث المزني عن النبي - صلى الله عليه وسلم - : إن أحدكم ليتكلم بالكلمة من رضوان الله ما يظن أن تبلغ ما بلغت ، فيكتب الله له بها رضوانه إلى يوم يلقاه ، وإن أحدكم ليتكلم بالكلمة من سخط الله ما يظن أن تبلغ ما بلغت ، فيكتب الله له بها سخطه إلى يوم يلقاه ، وكان علقمة يقول : كم من كلام قد منعنيه حديث بلال بن الحارث .
اعتقد الآن وضح صحة قولي
فهذه الجملة ينطبق على قائلها هذين الحديثين الشريفين ، فمن يقولها إنما هو يستهزأ بالشهر الكريم وبفريضة الصوم ومن يستهزأ بما فرضه الله علينا فكأنه استهزأ بالذات العلية سبحانه وتعالى .. تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا .
وهو بذلك يشبه اليهود الذين قالوا على الله انه فقير وهم اغنياء وقالوا ايضا بأن الله يده مغلولة كما وردت الآيات بالقرآن الكريم
حاش لله ان اكون هذه الصفات صفاته .
والآن يا اخواني من كان قد تلفظ بهذه الجملة من قبل على سبيل السخرية او المزاح او الهراء فهو مندرج تحت هذا الحديث فليسارع بالاستغفار والعزم على العودة اليها من جديد وخاصة ان الشهر الكريم انقضى وكم كنت أود ان اذكر هذه الموضوع في مطلع الشهر الكريم ولكني شغلت كثيرا عن هذا الموضوع هذا والله تعالى اعلى واعلم وهو وحده من وراء القصد .
ولنا عودة بإذن الله مع امثال وأقوال أخرى
تقبلوا تحياتي ..