السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحلقة السابعة
جلست فى غرفتى بعد ان غيرت ملابسى وارتديت الطقم الجديد –اللى ماما دافعة فيه الشىء الفلانى !!- واحترت هل أضع ماكياج أم لا ؟ فى العادة انا لا أضع الا قليلا ولكن فعلا انا نفسى الجوازة دى تكمل بأى شكل ....يعنى هى ح تكمل بالماكياج يا سلمى ؟ ما تعقلى كده !!
قررت أن أضع ماكياج خفيف جدا فقط يخفى الهالات السوداء تحت عينى من قلة نومى بالأمس .....
ياسلام لو دى تكون آخر مرة أتعرض فيها للمسرحية دى ويكون فعلا هو ده العريس المنشود اللى المواصلات أخرته شوية
!! ربنا يجعله آخر العرسان !!
هو كل اللى سمعته عنه كويس محاسب اسمه مجدى وعنده 36 سنة وعنده شقة فى بيت أهله ....
.يعنى مالكيش حجة ياست سلمى وسيبك بقى من حواديت البنات الفارغة ....أصله قصير اوى ....اصلع فلة ! ....فتحات مناخيره مش مريحانى !.......طوييييييييييل أوى والجزء التانى منه نازل فى الاسواق قريب .........!!
المهم الشخصية والتدين والاخلاق وحتى لو كان غتت شوية على رأى ماما غمضى واتجوزى كلهم زى بعض فى الآخر !!
اتأخروا نصف ساعة وأخذت أنتظرهم من وراء شباك اودتى أحسن يكونوا غيروا رأيهم وفلسعوا يا رجالة !!
وأخيييييرا لمحت الست والدته وهى تنزل من عربية ميكروباص أمام منزلنا (ايه ده مش يركبوا تاكسى؟) ومعها انسان طويل وعريض ولابس بدلة كحلى أكيد هو المغفور لشبابه العريس !
شكله من بعيد كده كويس طول بعرض بارتفاع على رأى عادل امام عريض المنكبين شلولخ !!!!!!! آدى اول حاجة تفتح النفس ربنا يستر !!
وجاءت رويتر البيت ملك هانم وهى تزف البشرى والدم يتقافز من وجنتيها وقالت وهى تلهث ( العريس جه ياابلة سلمى
.......ده كبير اوى على فكرة عاوز له سلم علشان أسلم عليه !! ماما بتقول لك هاتى صينية الحاجة الساقعة والجاتوة وتعالى بسرعة!)
ذهبت الى المطبخ وانا اتمتم فى تعجب اشمعنى العرسان اللى اول ما بيقعدوا بنلزق لهم الحاجة الساقعة فى وشهم على طول ؟ ما اى ضيف بيقعد شوية وبعدين يشرب حاجة ! الظاهر ان دى طريقة تكتيكية من الامهات علشان العرسان ما تطفش بسرعة !!!
حملت الصينية الميمونة ودخلت ودقات قلبى مثل مزيكة حسب الله ودخلت الصالون لأجد ماما وبابا والعريس وأمه..... والحمد لله ماما لحقتنى وأخدت منى الصينية قبل ما أوقعها على أم العريس وتبقى مصيبة من أولها !!
(اهلا اهلا بعروستنا الحلوة .....ايه الجمال ده كله ؟ ) قالتها أم العريس وكأنه أكلشيه محفوظ بتقوله كل الحموات فى الحالات دى !
وأخيرا جلست وانا أكاد أذوب من الخجل وأنا أشعر أن كل العيون تتفحصنى وتعاين كل مللى فى جسدى وبالعافية اختلست نظرة الى العريس لأجده أضخم مما رأيته فى الشباك حتى تقاطيع وجهه من الحجم العائلى !
حاجة كده من الرجالة بتوع زمان الجامدين يعنى لو شخط فى شخطة ح يبعتنى السنبلاوين !!
وقعد بابا يستجوبه كالعادة ولاحظت انه يرد بكلمة او كلمتين على الاكثر ويحمر وجهه وتلحقه الست والدته وتجاوب بداله ولما لاحظت تعجب بابا ردت بسرعة
: ( أصل مجدى مش بيعرف يتكلم مع الناس كويس أصله بيتكسف !! )
ومصمصت ماما على شفتيها من انسان الغابة اللى بيتكسف ده وسألتها ( هو وحيد ولا ايه يا أم مجدى ؟ )
فردت باشفاق ( أيوة ياختى ده وحيد على أربع بنات ومن كتر خوفى عليه من الحسد ربيته زى ما ربيت أخواته البنات تمام ....ما يعرفش يروح ولا ييجى لوحده أبدا ولازم ياخد رأيي فى كل حاجة حتى فى أكله ولبسه انا اللى باختار له كل حاجة بنفسى .......لما انا نفسى ومنى عينى اجوزه علشان أرتاح من مسئوليته شوية !!)
واصطبغ وجه عريس الغفلة بالحمرة وانقلب الوضع انا اللى باتفرج عليه وهو يمسح عرقه .......وبعدين قلت فى بالى اوعى تفركشى الجوازة ياسمسم اهو أحسن ما يكون شرس ويورينى العين الحمرا والبرتقالى كمان .....اهو اربيه على ايدى أحسن !
وكأن اجابة حماتى المصونة وقفت فى زور بابا فسأل العريس ( وحضرتك ما اتجوزتش ليه لحد دلوقتى يا أستاذ مجدى ؟)
فرد بخجل وتلعثم : ( أصل ماما ما وافقتش على العرايس اللى قبل كده !! ولا اقول لك اسألها حضرتك هى تقولك أحسن !!)
فتمتمت أمى باستغراب : عرااايس ؟!!!
فأجابت امه بكل ثقة : ( والله ما اكدبش عليكى انا خطبت له قبل كده 6 مرات .....مش عارفة البنات حصل لها ايه ؟ مابقاش ينفع معاهم الراجل الطيب السكرة زعلانين انه يعتمد على فى كل حاجة هو انا مش امه برضه ولا ايه ؟.....طيب ده ابنى دودو ده بالدنيا كلها لو أطول انى أخبيه جوا عينيا من الهوا الطاير كنت عملت والله !!!!)
جلست أراقب انفعالات سوسن ... أقصد دودو.... يوووة عريس الغفلة !!وهو يراقب أمه بانبهار مثل الطفل الذى يراقب امه وهى تطبخ وكأنها تسوى الاعاجيب !!
اه يانى يا خيبتك يا سلمى .. يعنى اتجوزه وأخلى أمه تختار لنا ح ناكل ايه النهاردة ولا تختار ليه ماهى اكيد بتأكله بايديها وكمان شقته فوقها فى نفس العمارة يعنى ح يرفع صباعه يستأذنها لو حب يقعد معايا فى البلكونة بعد الشر ولا حاجة .....!!
تبادلت ماما نظرات خيبة الامل مع بابا الذى احمرت أذناه وارتفعت صفارات الانذار واستعد لهجوم أرض أرض على دودو ووالدته العزيزة .....وانقذت ماما الموقف قبل أن يطلب لهم شرطة المسطحات ...!!!!
.وقالت على عجل لأم العريس وهى تنهى اللقاء الكارثة : والله شرفتونا اوى يا أم دودو !! بس ادينا فرصة نفكر ونرد عليكم .......وحاسبى على دودو وانتم ماشيين احسن يتكعبل ولا حاجة بعد الشر عليه !!!
__________________