عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 21-08-2010, 09:54 AM
العابد لله العابد لله غير متواجد حالياً
عضو قدير
 
تاريخ التسجيل: Dec 2009
المشاركات: 493
معدل تقييم المستوى: 16
العابد لله is on a distinguished road
افتراضي إن أردتم نصرته فكونوا أمثالهم

الحمد لله الذى أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليكون للعالمين نذيرا وصلاة وسلاما على خاتم النبين وقائد الغر الميامين ورحمة الله للعالمين .
فإن الكلام عن النبى صلى الله عليه وسلم لا يحتاج إلى بليغ تهتز له المنابر ولا إلى خطيب تحمل صدى صوته المناور ولقد تزاحمت المواضيع على خاطرى فيما أسطر عنه ولكن نظرت إلى الموضوع فأردت أن أعالج قصورا فينا تجاه نبينا ونجيب على سؤال لكم طرأ على الذهن لماذا تجرأ أعداؤنا على سبه صلى الله عليه وسلم ؟
إن المتأمل لأحوال المسلمين الآن يجد الجواب جليا ظاهرا فلقد اتسعت الفجوة جدا بين المسلمين ونبيهم فقليل منهم من يطالع سيرته فضلا أن عن يطبق سنته بل ونجد فى ديارنا المسلمة من يعترض على سنته بل تعدى الأمر ذلك ووجد من يسبه صلى الله عليه وسلم فسبه من أعدائه أمر وارد أما سبه ممن ينتمون اليه فهذا هو الخطب الجلل إن المطالع لصفحات الجرائد يجد سيل هامر من الاعتراض على سنة النبى بل وانكارها وحتى الذين رفعوا شعار محبته نجد معظمهم لا يتجاوز مرحلة الكلام الا من رحم الله فمعظم أهل الأرض أدعياء لمحبته ولو أحبوه حقا لما خلص اليه أعداؤنا ولما استطاعوا إن الداء الأعظم يكمن أحبتى فى أننا لانحب الرسول حقا لذلك أردت أن أطوف بقلمى لأنقل لكم من حياة صاحبته كيف كان يحبونه ويفدونه بأبائهم وامهاتهم وابنائهم وعذرا على التطويل فى المقدمة

لما كان الصحابة رضي الله عنهم أصحاب أفضل نبي عليه الصلاة والسلام ؛ كانوا أفضل الأصحاب ، وخير هذه الأمة ، فهم السابقون إلى الإيمان والهجرة ، والجهاد والنصرة..صدّقوا حين كثر المكذبون ، واتبعوا إذ قل المتبعون ، وتحملوا في سبيل ذلك هجر الأوطان ، ومفارقة الأهل والولدان ، ومعاداة العشيرة والخلان ، ومهما عمل من بعدهم فلن يبلغوا مبلغهم ، ولن يحوزوا فضلهم ، أو يدركوا سبقهم ؛ ولكنهم يلحقون بهم في الفوز والجنة ، لا في الفضل والدرجة،نهم رضي الله عنهم أعظم هذه الأمة بعد نبيها صلى الله عليه وسلم إيماناً ويقيناً ، وأكثرهم تضحية وبذلاً ، فاستحقوا ما نالوا بفضل الله تعالى عليهم ، ورحمته بهم ، واصطفائه لهم ؛ ليكونوا أحباب خاتم رسله عليه الصلاة والسلام.
وأخبارهم رضي الله عنهم غزيرة في تصديقهم ومحبتهم ، ووفائهم وفدائهم له عليه الصلاة والسلام ، ودفاعهم عنه ، وتقديمه على كل محبوب سوى الله تعالى
سئل علي رضي الله عنه كيف كان حبّكم لرسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقال:كان والله أحبّ إلينا من أموالنا وأولادنا وآبائنا وأمهاتنا ومن الماء البارد على الظمأ)
تفضيلهم له صلى الله عليه على من سواه بل وعلى أنفسسهم |:
من شدة محبتهم رضي الله عنهم للنبي عليه الصلاة والسلام فإنهم قدموه على آبائهم وأمهاتهم وأزواجهم وأولادهم، ومن أمثلة ذلك:
1- أن عبد الله بن عبد الله بن أبي بن سلول كاد أن يقتل أباه لما بلغه أنه يؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم، مع أنه كان من أشد الناس براً بأبيه.
لم تكن هذه المحبة العظيمة من الصحابة رضي الله عنهم للنبي عليه الصلاة والسلام زعماً كاذباً، أو ظناً مشكوكاً فيه ، أو مجرد دعوى ليس عليها برهان ؛ إذ لما جدَّ الجد ، ودارت رحى الحرب ، وحضرت المنايا ميدان المعركة تخطف من أمرت به كانت أجساد الصحابة رضي الله عنهم فداء لنبيهم عليه الصلاة والسلام ، وسيوفهم أسبق إلى المشركين من أن يصل الأذى للنبي صلى الله عليه وسلم ، وفي المغازي من بدر إلى حنين مواقف مشهورة ، وبطولات مشهودة ، تبرهن أن القوم صدقوا في محبتهم للنبي صلى الله عليه وسلم.
وليست تلك المحبة ، والتضحيات في سبيلها موقوفة على مواطن العز والانتصار ؛ بل ظهرت حتى في حال الهزيمة والانكسار، ومن أمثلة ذلك:
1- ما وقع في غزوة أحد إذ استمات سبعة من الأنصار رضي الله عنهم في الدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم لما أحاط به المشركون حتى قتلوا عن آخرهم ، ولهم الجنة بقول النبي صلى الله عليه وسلم ( من يردهم عنا وله الجنة أو هو رفيقي في الجنة )(8) فكان هؤلاء السبعة هم ممن ردوا المشركين عنه حتى جادوا بأرواحهم فداء له عليه الصلاة والسلام.
وللصحابيات الأخريات رضي الله عنهن حظهن من محبة النبي صلى الله عليه وسلم ، وتقديمه على الآباء والأزواج والأبناء والإخوان ؛ كما فعلت إحدى الأنصاريات لما قتل أقرب الناس إليها في أحد فما سألت إلا عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال أنس رضي الله عنه لما كان يوم أحد حاص أهل المدينة حيصة قالوا: قتل محمد حتى كثرت الصوارخ في ناحية المدينة فخرجت امرأة من الأنصار متحزمة فاستُقبلِت بابنها وأبيها وزوجها وأخيها لا أدري أيهم استقبلت به أول ، فلما مرت على آخرهم قالت: من هذا ؟ قالوا: أبوك أخوك زوجك ابنك ، وهي تقول: ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فيقولون: أمامك ، حتى دفعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذت بناحية ثوبه ثم قالت: بأبي أنت وأمي يا رسول الله لا أبالي إذ سلمت من عطب)(13).
ومن صدق حبهم له أنهم كانوا يتلذذون بأصناف العذاب في سبيل نجاة النبي صلى الله عليه وسلم وسلامته من الأخطار. بل إنهم لا يكادون يتصورون راحتهم وهناءهم حال إيذائه وتعذيبه . ومن ذلك قصة زيد بن الدثنة ، عندما ابتاعه صفوان بن أمية ليقتله بأبيه ، فبعثه مع مولى له يقال له نسطاس إلى ( التنعيم ) ، وأخرجه من الحرم ليقتله ، واجتمع رهطاً من قريش ، فيهم أبو سفيان بن حرب ، فقال له أبو سفيان - حين قدم ليقتل - : أنشدك بالله - يا زيد - أتحب أن محمداً الآن عندنا مكانك نضرب عنقه ، وإنك في أهلك ، قال : والله ما أحب أن محمداً الآن في مكانه الذي هو فيه تصيبه شوكة تؤذيه وإني جالس في أهلي !! فقال أبو سفيان : ما رأيت من الناس أحداً يحب أحداً كحب أصحاب محمد محمداً ثم قتله نسطاس .
ومن حبهم لهم مراقبة حاله وعدم الصبر على ما يرون فيه من الألم
في غزوة الخندق رأى جابر رضي الله عنه بالنبي صلى الله عليه وسلم الجوع فانكفأ إلى امرأته وقال :( هل عندك شيء فإني رأيت برسول الله صلى الله عليه وسلم خمصاً شديداً )(24) وإذ ذاك كان النبي صلى الله عليه وسلم قد عصب بطنه بالحجارة ، ولم يذق طعاماً ثلاثة أيام مما جعل جابراً يقول لامرأتهرأيت بالنبي صلى الله عليه وسلم شيئاً ما كان في ذلك صبر فعندك شيء )(25), ثم ضيفه جابر فضيف النبي صلى الله عليه وسلم أهل الخندق كلهم على وليمة جابر وطرح الله تعالى البركة في طعامهم فشبعوا.
2- في غزوة أخرى أمرهم النبي صلى الله عليه وسلم بالمسير كل الليل ، قال أبو قتادة رضي الله عنه فبينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يسير حتى إبهار الليل وأنا إلى جنبه قال: فنعس رسول الله صلى الله عليه وسلم فمال عن راحلته ، فأتيته فدعمته من غير أن أوقظه حتى اعتدل على راحلته ، قال: ثم سار حتى تهور الليل مال عن راحلته قال: فدعمته من غير أن أوقظه حتى اعتدل على راحلته ، قال: ثم سار حتى إذا كان من آخر السحر مال ميلة هي أشد من الميلتين الأوليين حتى كاد ينجفل فأتيته فدعمته ، فرفع رأسه فقال: من هذا ؟ قلت: أبو قتادة ، قال: متى كان هذا مسيرك مني؟ قلت: ما زال هذا مسيري منذ الليلة ، قال: حفظك الله بما حفظت به نبيه
ومن حبهم رضوان الله عليهم له خوفهم من فراقه ، ومن يألفه عليه الصلاة والسلام ، ويتعامل معه فلا شك أنه سيجزع لفراقه فهو مصدر أمن وأمان لأصحابه كيف لا وهو الذي قد أنقذهم من جاهليتهم العمياء إلى نور الإسلام المبين ، وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يعاملهم كل حسب طبعه وسنه فهو الأب الحاني لكل طفل وهو الأخ العائن لكل مسلم ، وهو النصير المساعد لكل محتاج وهو السند والذخر لكل يتيم .

أخرج أحمد عن معاذ بن جبل رضى الله عنه قال : لما بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن خرج معه رسول الله صلى الله عليه وسلم يوصيه ومعاذ راكب ورسول الله صلى الله عليه وسلم يمشي تحت راحلته فلما فرغ قال : " يا معاذ إنك عسى أن لا تلقاني بعد عامي هذا ، ولعلك أن تمر بمسجدي هذا وقبري " فبكى معاذ جزعاً لفراق رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ولم يكن خوفهم من فراقه يقتصر على الدنيا بل تعداه إلى خشيتهم من فراقه في الآخرة ، أخرج الطبراني عن عائشة رضى الله عنها قالت : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ، إنك لأحب إليَّ من نفسي ، وإنك لأحب إليَّ من ولدي ، وإني لأكون في البيت فأذكرك فما أصبر حتى أتي فأنظر إليك ، وإذا ذكرت موتي وموتك عرفت أنك إذا دخلت الجنة رفعت مع النبيين ، وإني إذا دخلت الجنة خشيت أن لا أراك ، فلم يرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم شيئاً حتى نزل جبريل عليه السلام بهذه الآية : ] وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُوْلَئِكَ رَفِيقًا [ [3] .
ونختم بقصة سعد بن الربيع واستشهادة فى غزوة أحد

يقول زيد بن ثابت رضي الله عنه قال: "بعثني النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد اطلب سعد بن الربيع فقال لي:إن رأيته فأقرأه من السلام، وقل له يقول لك رسول الله صلى الله عليه وسلم: كيف تجدك؟

فطفت بين القتلى فأصبته وهو في أخر رمق، وبه سبعون ضربة فأخبرته فقال: على رسول الله السلام وعليك، قل له: يا رسول الله أجد ريح الجنة، وقل لقومي الأنصار: لا عذر لكم عند الله إن خلص إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيكم شفر يطرف، قال: وفاضت نفسه رضي الله عنه.

ونقل ابن عبد البر عن مالك بن أنس: "أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من يأتينا بخبر سعد؟ فقال رجل: أنا فذهب يطوف بين القتلى فوجده، وبه رمق، فقال بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتيه بخبرك، قال: فاذهب فأقرأه مني السلام وأخبره أنني قد طعنت اثنتي عشرة طعنة، وقد أنفذت مقاتلي، وأخبر قومك أنه لا عذر لهم عند الله إن قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم وواحد منهم حي.

ويعلق صاحب فرسان النهار من الصحابة الأخيار بقوله: فإنه ـ وهو في تلك اللحظات التي يودع فيها الدنيا لم يفكر في زوجته ولا في أولاده وإنما ظل فكره مشغولاً بمصير الرسول صلى الله عليه سلم فقد أنساه حبه العظيم لنبيه صلى الله عليه وسلم كل شئ حتى نفسه وظل حتى فارق الدنيا وهو شديد الخوف على النبي صلى الله عليه وسلم وشديد الحرص على أن لا يمس بسوء.ولا أدل على ذلك من أنه قبل أن تصعد روحه إلى بارئها حمل الأنصاري رسالة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ملؤها المحبة، والإخلاص، والوفاء.

أيها الأحبة إن هذا غيض من فيض وقطرة فى محيط عجت أمواج الحب فيه وتلاطمت وظهرت فى أفعالها قبل أقوالها لم يستطع أحد أن يخلص الى النبى صلى الله عليه وسلم فى حياة هؤلاء ولم يجرؤ والسبب أنهم أحبوا حقا فليتنا نكون أمثالهم رسالة أهيم بها وأحملها على أعناقكم أحبوا نبيكم وحبه امتثال أمره والعمل بسنت إلى كل اخت كونى كما أمرك الرسول وكما يحب لك وإلى كل أخ كن كالصحابة وزد عن رسول الله بامتثال أمره وقتئذ ولو حققنا ذإلى منهج اتومناه فى حياتنا وهو ان يعيش كل مسلم والنبى الأكرم فى حياته هذه ورقة عمل وروشته علاج أقدمها لنفسى وأخوانى ولا سبيل لنصرته الا بنصر دينه وأختم بقول حسان بن ثابت :
هجوت محمدا فأجبت عنه ... وعند الله في ذاك الجزاء
هجوت محمدا برا تقيا ... رسول الله شيمته الوفاء
فإن أبي ووالده وعرضي ... لعرض محمد منكم وقاء
ثكلت بنيتي إن لم تروها ... تثير النقع من كنفي كداء
يبارين الأعنة مصعدات ... على أكتافها الأسل الظماء
تظل جيادنا متمطرات ... تلطمهن بالخمر النساء
فإن أعرضتمو عنا اعتمرنا ... وكان الفتح وانكشف الغطاء
وإلا فاصبروا لضراب يوم ... يعز الله فيه من يشاء
وقال الله قد أرسلت عبدا ... يقول الحق ليس به خفاء
وقال الله قد يسرت جندا ... هم الأنصار عرضتها اللقاء
لنا في كل يوم من معد ... سباب أو قتال أو هجاء
فمن يهجو رسول الله منك ... ويمدحه وينصره سواء
وجبريل رسول الله فينا ... وروح القدس ليس له كفاء
هذ وأسأل الله أن يجعلنا ممن يتبع سنته ويسير على دربه إنه بكل جميل كفيل وهو حسبنا ونعم الوكيل وجزاكم الله خيرا