عرض مشاركة واحدة
  #11  
قديم 17-08-2010, 11:33 AM
عمروعبده عمروعبده غير متواجد حالياً
مدرس لغة عربية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 4,766
معدل تقييم المستوى: 22
عمروعبده is on a distinguished road
افتراضي

دعوة للمصارحة أسباب ضعف العمل الدعوي


دعوة للمصارحة:
إن مما يفرح القلب ويثلج الصدر مانراه من إقبال فئات المجتمع وخاصة الشباب على التمسك بكتاب الله وسنة النبي عليه الصلاة والسلام مع كثرة المحاضن التربوية التي تحتضنهم لكن هذه الأفواج تتلمس من المربين الرعاية والتوجيه وبذل النفس والنفيس والأوقات والأعمال والطاقات حتى تستقيم حق الاستقامة وتثبت على هذا الطريق إلى أن تلقى الله ، منضبطة بقواعد الشرع ونهج من سلف ، الحكمة سبيلها والكتاب والسنة دليلها ، والسلف الصالح قدوتها ، بعيدة عن التهم التي توجه إليها من كل حدب وصوب ، فهي أمانة في الأعناق ، لا نجعلهم عرضة للمز والهمز وتصيُّد الأخطاء وحديث المجالس والعوام والركبان ، لا توضع بأيدٍ لا تتقن فن التربية والتوجيه فيُنشؤا جيلاً هزيلاً ، صورته ضياء وباطنه خواء ، فلا قرآن يُحفظ ولا دروس للعلم تُحضر ولا كتب تُقرأ ولا همٌّ للدعوة يُحمل ، تجرؤٌ على الفتوى وعدم انضباط في المواعيد وتساهل في الأوقات وتقصير في النوافل وتأخر عن الصفوف الأولى في الصلوات ويوم الجمعة ، ضعف في التعامل والأخلاق مع العوام وقلة إفشاء السلام،تعلق برواسب الماضي وعد م تحرر من أصدقاء زمن الغواية والحنين إليهم وتأثيرهم عليه لمعرفتهم نقاط الضعف فيه (36) ، في بدايات الدروس والدورات العلمية إقبال يعقبه إدبار ، في البداية يكون الحرص على فعل السنن وترك المكروهات والقوة في التمسك ثم يدب الضعف ، التفكك والضعف داخل محاضن التربية ، التغير والشقاق عند أدنى حدث وهزة، تراشق بالعبارات الجارحة وتبادلٌ للاتهامات الباطلة عند أدنى خلاف ، الجدل على أمور اجتهادية لكل واحد فيها حظٌ من النظر أولا طائل من ورائها ، فنتساءل أين سمْت العلماء ونضارة العبَّاد وزهد الصالحين ونور الصادقين وخلق سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم وأخوة الدين، أين التناصح والتماس الأعذار ودفن الأخطاء وستر المعايب والإيثار ، أين سلامة الصدور وطهارة القلوب عند أدنى خلاف ؟ أين حمل همِّ الدعوة وطلب العلم واتهام النفس والرأي ؟
أين تربية الأجيال على سِيَر أؤلئك الرجال { رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه } فهل الحقيقة كالخيال !!؟ كل ادعاء لابد له من بينة وإلا :
فكل يدَّعي وصلاً بليلى *** وليلى لاتقر لهم بذاكـا
أخوة الإيمان : وبعد هذا كله نتساءل لماذا هذا الضعف ؟ لنقف على نتف وإشارات سريعة وصريحة حول أسباب ضعف العمل الدعوي وضعف آثاره من قِبل الدعاة والمدعوِّين، أردت بها الترقي في السير بركبهم في طريق الدعوة إلى الله نحو الكمال النسبي الذي يؤتي أكله كل حين بإذن ربه ، ومشاركة في دفع العجلة التربوية ، ولاشك أن هناك من الدعاة والمربين بلغوا مبلغاً عظيماً في النفع بقوة إخلاصهم وطرحهم وعملهم وتوفيق الله لهم ، ولذ ا نرى كمّاً هائلاً من المتلقين والمتربين قوة في الإيمان والعلم والدعوة إلى الله وتربية النفس تربية جادة . لكن أردت بها التذكير لمن غفل عنها أو جهلها أو قصَّر فيها وهي اجتهادية أشكر لمن أهداني فيها عيبي ونقصي ، فهاكها وعلى الله قصد السبيل .
أولاً : من جهة الملقي .
1- مجانبة الإخلاص في هداية المتلقي بوحي الله أو عدم استحضاره بسبب الانشغال بالعمل وزحمته .
2- صدور الكلام نياحة من قلب غير متأثر .
3- نسيان الدعاء بالقبول وصدق اللجوء إلى الله في ذلك (37) .
4- عدم الإعداد المسبق الجاد المتمثل في ضعف المادة العلمية .
5- عدم احترام العقول وجهل أو تجاهل مستوى المتلقي ( إن مما أورث الناس السامة أن أكثر ما يسمعونه أقل أهمية مما ينبغي أن يسمعوه ) .
6- عدم التجديد والتنويع .
7- الطول الممل والقِصر المخل .
8- التكرار الممل والركام الهائل مما هو مكرر في مكتباتنا من كتب وأشرطة ومطويات سواء اتفقت العناوين أو اختلفت .
9- ضعف الإلقاء والأسلوب .
10- الاستعلاء على السامعين .
11- عدم اختيار الوقت والمكان المناسبين لطرح مالديه .
12- كثرة استخدام الألفاظ الغريبة .
13- عدم اختيار الموضوع المناسب .
14- عدم التفاعل من المتكلم مع ما يقول وانعدام العاطفة الجياشة الآسرة .
15- التركيز على بعض المتلقين دون غيرهم .
16- إهمال المتلقي فلا حوار ولا نقاش ولا سؤال وهذا في الدروس العلمية واللقاءات الخاصة وأما المحاضرات والخطب فليس مناسباً .
17- الخروج عن الدرس وعدم التركيز .
18- عدم استخدام الشعر فهو يهز الوجدان ويحرك المشاعر ( وإن من البيان لسحرا وإن من الشعر لحكمة ) رواه البخاري .
19- إهمال العنونة للمواضيع وعدم اختيار العناوين المناسبة .
20- ترك ضبط المستمعين .
21- الكلام في غير التخصص بما لا يعلمه أو يجيده فإن كان ولابد فعند الضرورة مع تعلمه والرجوع إلى أهل التخصص .
22- عدم الواقعية والبعد عن واقع المتلقين وتارة يكون الموضوع ولغة التخاطب أكبر من المستمعين أو أقل منهم .
23- التصريح بما حقه التلميح .
24- التصدر قبل النضوج .
25- عدم حصر الدرس في نقاط محددة .
26- خدش الهيئة والسمت والوقار بما لا يليق (ضعف القدوة) .
27- ضعف فراسة المتكلم في فهم مداخل النفوس وطريق التأثير عليها .
28- إغفال آراء الآخرين وعدم استشارتهم في الموضوع وعناصره .
29- إغفال جانب القصص الصحيح والمؤثر .
30- عدم التنويع في الملقين .
31- عدم الاهتمام بالجوانب الشكلية والإخراج فيما يحتاج فيه إلى ذلك .
32- تضييع العمر في طلب الإجماع على مسائل لا تقبل بطبعها وحدة الرؤية .
33- عدم استغلال الفرص المناسبة للتذكير عند وقوع المصائب والحوادث والمناسبات .
34 - أصبح الكتاب والشريط عند البعض باباً من أبواب الرزق والتجارة فذهبت البركة مع الإخلاص وضعف انتشاره والله المستعان .
35- كثرة التقطع في الدروس العلمية والتوسع في شرحها والمؤدي إلى طول الوقت وملل الشيخ والطلاب والتوقف وعدم الاستمرار (39)
36- الارتباط بين الشيخ والطلاب لا يتجاوز الحلقة .
37- عدم ربط الطلاب أثناء الدرس بأعمال القلوب وتخولهم بالموعظة .
38- قلَّّ الاهتمام والعناية بركيزة الوعظ والتذكير وهي ركيزة تربوية مؤثرة ومفيدة يحتاجها الجميع-الجاهل والعالم والمتعلم- وللأسف نجد من يزهد في شريط ومحاضرة وعظية ، حينها تعطلت الطاقات الإيمانية وأصبح علم أعمال القلوب والوعظ من العلم المفقود وعلم الفضلة .
إن صح أن الوعظ أصـبح فضلة *** فالموت أرحم للنفوس وأنفع
فلولا رياح الوعظ ما خاض زورق *** ولا عبرت بالمبحرين البواخـر
أقبل البعض من الناس والشباب والدعاة على العلم وتركوا الوعظ
وأعمال القلوب نتيجة لردود الأفعال والتوازن مطلوب كحال الرسول صلى الله عليه وسلم .
حلاوة المعاناة (40) :
لا يفيد الإنسان ولا يبرع في فن من الفنون حتى يذوق المعاناة ، يحترق بنار الجهد والدأب ليكون عطاؤه نابعاً من قلبه ووجدانه .
عشرات الكلمات والخطب والدروس والمؤلفات والبرامج والمخيمات جثث هامدة ، لا روح فيها ، لأنها قدمت بلا تعب و معاناة ، فخسرت قيمتها وتأثيرها ووقعها.
إن الإكثار شيء والجودة شيء آخر، فعلى الباردين في عواطفهم وإعدادهم أن يعيشوا معاناة ما يحملون وهمَّ ما يريدون حتى يصلوا إلى ما يريدون ولن يضيع الله أجر من أحسن عملاً { فبقدر ما تتعنى تنال ما تتمنى وابتناء المناقب باحتمال المتاعب والأجر على قدر المشقة} (41)
ثانياً : من جهة المتلقي .
1- الكبر والغرور التعالي المتمثل في :
أ ) احتقار المتكلم .
ب) شعوره بأنه لا جديد يُذكر .
ج ) اعتقاده بأن المخاطب بالدرس غيره .
د ) عدم الشعور بحاجته إلى الموضوع .
2- التحزب حائل .
3- عدم الاهتمام بإصلاح النفس والترقي بها والرضا بالدون .
4- عدم الحرص على الفائدة وعدم تقييد الفوائد .
5- اليأس المخيم على نفسه ومن حالته التي يعيشها والاستسلام لها.
6- السمعة السيئة للمتكلم عند السامع .
7- الفهم الخاطئ .
8- شرود الذهن وتشعبه في أودية الدنيا .
9- عدم التهيؤ للدرس .
10- الآثام والذنوب .
11- الانشغال بتتبع السقطات لغوية وغيرها .
12- الاهتمام بالمتكلم وشهرته دون الفكرة والموضوع .
13- عدم استشعار فضل ما هو فيه .
14- تدني مستوى المتلقي في الذوق والوجدان .
15- تدني مستوى المتلقي في فهم العربية .
16- عدم احترام آراء المتلقي ووجهات نظره .
17- المداخلات أثناء ما يطرح سواء كانت حسية أو معنوية كالطعام والشراب والدخول والخروج والأسئلة وغيرها .
18- فساد البيئة في البيت والمدرسة والحي والأقارب وعدم وجود الصاحب الصالح المعين بعد الله جلَّ وعلا .
ثالثاً : الأسباب العامة.
وتتعلق بالمراكز الدعوية والمؤسسات الخيرية والمحاضن التربوية وغيرها على المستوى الجماعي والفردي .
1- الإعلان المتأخر عن ما يراد طرحه أو عدم انتشاره أو إخراجه بطريقة بدائية لاقوة ولا تجديد فيها .
2- عدم تهيئة الجو المناسب من حيث البرودة والتدفئة .
3- ضيق المكان وعدم معرفته وعدم وضع رسم بياني يوضحه .
4- ضعف أجهزة الصوت وعدم تفقدها قبل الاستخدام .
5- الإطالة في التقديم للملقي أو ما يراد طرحه .
6- عدم ذكر ضوابط لما يراد طرحه والشرح المبسط لكيفية القيام به .
7- الفوضوية بكل معانيها وصورها من برامج وأساليب دعوية ورحلات ودروس وانتقاء لأفراد المحضن التربوي .
8- ضعف التنظيم والإدارة وعدم التركيز والدقة في الأعمال .
9- الازدواجية والجماهيرية في العمل من أسباب الفشل مما يؤدي إلى عدم التوفيق بينها والاتقان فيها وتزاحمها وقلة الإنتاج ولها صورمنها : العمل في أكثر من مركز ومؤسسة دعوية أو علمية أو مجموعة أو لقاء سواءً مسؤولاً أو عضواً فيكون مشتت الذهن والأفكار مع وجود كثير من الطاقات والعقليات المغمورة داخل الجامعات والمدارس وغيرها لم يُبحث عنها ولم تُوجه للعمل وإنما التركيز على بعض الأفراد في كثير من الأعمال وهذا فيه قتل للجميع بل يجب علينا جميعاً أن نتعاون على تجديد العاملين في جميع الميادين وأن ندفعهم إلى الأمام مع شيء من الإلحاح إذا وثقنا في القدرات ونكون الدليل إليهم حتى يُعرفوا فيشاركوا ويعملوا ومنها وجود أكثر من عمل دعوي أو إغاثي في مكان واحد كتقديم الكتب والأشرطة وإفطار صائم وهدايا وصدقات الحجيج فيلاحظ فائض كبير بين أيديهم والأولى التنسيق بين المؤسسات في ذلك (42) .
10- عدم تحديد الأهداف التربوية التي يراد الوصول إليها والتي من خلالها توضع الوسائل الموصلة إليها سواء على مستوى العموم أو الأفراد ( فمثلاً الجدية وقيام الليل والعلم أهداف تغرس بواسطة بعض البرامج ) .
11- عدم الانضباط في المواعيد والدقة في الوقت التي تؤدي إلى الخلل في كثير من البرامج وتأخرها وعدم الحزم في ذلك من قِبل المربين .
12- عدم وضع الإنسان المناسب في المكان المناسب كلٌ حسب طاقته وتخصصه .
13- التركيز على الدعوة والتربية الجماعية والتقصير في الدعوة والتربية الفردية .
14- عدم التقييم لما يُطرح بين كل فينة وأخرى ومعرفة الأخطاء وأسبابها ومحاولة تلافيها فالسكوت عن الأخطاء يشجع على تكرارها .
15- عدم الاستفادة من تجارب الماضي والآخرين .
16- الاستعجال في إدخال بعض الأفراد للعمل .
17- الأحكام السريعة والتصرفات غير المنضبطة نتيجةً لردود الأفعال والأحداث (43) .
18- الاهتمام بالكم لا الكيف أو العكس وجعله قاعدة مطلقة ليس بصحيح وإنما كل قضية لها مايناسبها من ذلك وتارة نحتاج إلى إحداهما في البداية والأخرى في النهاية .
19- عدم العتاب بالأسلوب المناسب لمن استحق ذلك والتشجيع لمن أحسن .
20- العمل على انفراد وتحمل الأعباء دون التعاون مع الآخرين عند وجودهم .
21- العمل في مكان ما لفترة طويلة ثم تركه والانتقال عنه دون وضع الإنسان المناسب لمواصلة ما بدأ به .
22- عدم العناية بالتربية العملية كتوجيه المتربين للانضمام للدروس العلمية والقيام بأعمال دعوية كلٌ حسب قدرته وتخصصه .
23- الشكوك والظنون وتناقل الشائعات وفتح باب القيل والقال وتفضيل بعض الأشخاص على بعض بدون مبررات ودخول آفة الإعجاب والتعلق بين أفراد المحاضن التربوية أو تعلق المتربين بالمربين وكل ذلك يؤدي إلى الفرقة والخلاف وهدم دُور التعليم والتوجيه والانتكاسة والانحراف بين الأفراد وحدوث الضعف والفتور والشقاق بين المربين .
24- المركزية لدى بعض المربين وعدم توزيع الأعمال على الآخرين وإعداد القيادات البديلة .
25- عدم مراعاة التناسب بين البرامج بأنواعها مع الوقت والمكان وقدرات المتلقين والفوارق الفردية بين المتربين من حيث السن والمراحل الدراسية مما يؤدي إلى عدم استفادة البعض من البرامج المطروحة إما أكبر من مستوى البعض أو أقل .
26- أسبوعية اللقاءات للشباب أنفسهم مع عدم وجود ما يشغل أوقاتهم تماماً ويشبع تطلعاتهم خلال الأسبوع كله في منازلهم أو كثرة اللقاءات الجماعية فيما بينهم التي يعتقد المربون أنها أحفظ للأفراد من الضياع والانحراف ولو كانت مبرمجة وهذا له سلبيات والأولى أن يكلف الشباب بما يحفظ أوقاتهم في منازلهم (44) . ولنعود الشباب على التربية الذاتية ومساعدتهم على ذلك .
27- ذكر بعض المربين أخطاء المربين الآخرين أمام المتربين بأسمائهم مما يؤدي إلى عدم قبول توجيههم ونصحهم سواء كانت أخطاء شخصية أو اجتهادات دعوية .
28- التركيز على بعض الأشخاص مع إهمال الأكثرين بحجة اعتذارهم عن المشاركة دون محاولة التكرار عليهم ومعرفة الأسباب لذلك فإن قال : لا أقدر .. فقل : حاول .. وإن قال : لا أعرف .. فقل : تعلم .. وإن قال : مستحيل . فقل: جرب . وبهذا يستطيع الجميع أن يشارك ويعمل وتغرس الثقة فيهم .
29- اهتمام بعض المربين بأشخاص لفترة طويلة وليس عندهم _ أي المتربين _ استعداداً لتغيير واقع أنفسهم وإنما يأتي للمحضن من أجل الأنس واللقاء أو يعتريه الضعف لحداثة تمسكه والأولى عدم الاهتمام به على حساب الآخرين وأعمال المحضن وعلاجه على نحو الدرجات التالية اجتهاداً لاتوقيفاً :
أ- الاهتمام به فترة من الزمن فقط .
ب- معرفة أسباب عدم الاستفادة ومحاولة العلاج بعد ذلك .
ج- الاهتمام به من قبل آخرين .
د- مناصحته ومصارحته .
هـ- نقله إلى محضن آخر وسيأتي مزيد تفصيل إن شاء الله .
رد مع اقتباس