الموضوع: الكبائر
عرض مشاركة واحدة
  #36  
قديم 18-07-2010, 11:40 AM
عمروعبده عمروعبده غير متواجد حالياً
مدرس لغة عربية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 4,766
معدل تقييم المستوى: 22
عمروعبده is on a distinguished road
افتراضي

الغلول من الغنيمة




الكبيرة الثانية و العشرون : الغلول من الغنيمة


و هي من بيت المال و من الزكاة قال الله تعالى :


" إن الله لا يحب الخائنين " و قال الله تعالى " و ما كان لنبي أن يغل و من يغلل يأت بما غل يوم القيامة " .


و في صحيح مسلم " عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قام فينا رسول الله صلى الله عليه و سلم ذات يوم فذكر الغلول فعظمه و عظم أمره ، ثم قال لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته بعير له رغاء يقول : يا رسول الله أغثني ، فأقول : لا أملك لك من الله شيئاً قد أبلغتك ، لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته فرس له حمحمة فيقول : يا رسول الله أغثني ، فأقول : لا أملك لك من الله شيئاً قد أبلغتك . لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته شاة لها ثغاء يقول : يا رسول الله أغثني ، فأقول : لا أملك لك من الله شيئاً قد أبلغتك ، لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته نفس لها صياح ، فيقول : يا رسول الله أغثني فأقول لا أملك لك من الله شيئاً قد أبلغتك . لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته رقاع يخفق ، فيقول : يا رسول الله أغثني ، فأقول : لا أملك لك من الله شيئاً قد أبلغتك ، لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته صامت ، فيقول يا رسول الله أغثني فأقول لا أملك لك من الله شيئاً قد أبلغتك ". أخرج هذا الحديث مسلم .


قوله : على رقبته رقاع تخفق ـ أي ثياب و قماش ، قوله : على رقبته صامت ـ أي ذهب أو فضة ، فمن أخذ شيئاً من هذه الأنواع المذكورة من الغنيمة قبل أن تقسم بين الغانمين ، أو من بيت المال بغير إذن الإمام ، أو من الزكاة التي تجمع للفقراء جاء يوم القيامة حامله على رقبته ، كما ذكر الله تعالى في القرآن " و من يغلل يأت بما غل يوم القيامة " .


و لقول النبي صلى الله عليه و سلم : " أدوا الخيط و المخيط و إياكم و الغلول بأنه عار على صاحبه يوم القيامة " و " لقول النبي صلى الله عليه و سلم لما استعمل ابن اللتيبة على الصدقة و قدم ، و قال : هذا لكم و هذا أهدي لي . فصعد النبي صلى الله عليه و سلم المنبر و حمد الله و أثنى عليه إلى أن قال : و الله لا يأخذ أحد منكم شيئاً بغير حقه إلا جاء يوم القيامة يحمله ، فلا أعرف رجلاً منكم لقي الله يحمل بعيراً له رغاء أو بقرة لها خوار أو شاة تيصر ، ثم رفع يده صلى الله عليه و سلم فقال : اللهم هل بلغت ؟ " .


و " عن أبي هريرة قال : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى خيبر ففتح علينا فلم نغنم ذهباً و لا ورقاً ، غنمنا المتاع ـ الطعام ـ و الثياب ، ثم انطلقنا إلى الوادي ـ يعني وادي القرى ـ و مع رسول الله صلى الله عليه و سلم عبد وهبه له رجل من بني جذام يدعى رفاعة بن يزيد من بني الضبيب ، فلما نزلنا الوادي قام عبد رسول الله صلى الله عليه و سلم يحل رحله ، فرمي بسهم فكان به حتفه ، فقلنا : هنيئاً له بالشهادة يا رسول الله ، فقال رسول الله : كلا و الذي نفسي بيده إن الشملة لتلتهب عليه ناراً ، أخذها من الغنائم لم تصبها المقاسم . قال ففزع الناس فجاء رجل بشراك أو شراكين فقال : أصبت يوم خيبر . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم شراك أو شراكان من نار " متفق عليه . و " عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال : كان على ثقل رسول الله صلى الله عليه و سلم رجل يقال له كركرة فمات ، فقال النبي صلى الله عليه و سلم : هو في النار فذهبوا ينظرون إليه فوجدوا عباءة قد غلها " . و " عن زيد بن خالد الجهني أن رجلاً غل في غزوة خيبر فامتنع النبي صلى الله عليه و سلم من الصلاة عليه ، و قال : إن صاحبكم غل في سبيل الله . قال ففتشنا متاعه فوجدنا فيه خرزاً من خرز اليهود ما يساوي درهمين " . و قال الإمام أحمد رحمه الله : ما نعلم أن النبي صلى الله عليه و سلم امتنع من الصلاة على أحد إلا على الغال ، و قاتل نفسه . و جاء عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال : " هدايا العمال غلول " .


و في الباب أحاديث كثيرة و يأتي بعضها في باب الظلم ، و الظلم على ثلاثة أقسام : أحدهما : أكل المال بالباطل ، و ثانيها : ظلم العباد بالقتل و الضرب و الكسر و الجراح ، و ثالثها : ظلم العباد بالشتم و اللعن و السب و القذف . و قد خطب النبي صلى الله عليه و سلم بمنى فقال : " ألا إن دماءكم و أموالكم و أعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا " متفق عليه .


و قال صلى الله عليه و سلم : " لا يقبل الله صلاة بغير طهور و لا صدقة من غلول " . فنسأل الله التوفيق لما يحب و يرضى أنه جواد كريم .
رد مع اقتباس