عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 13-07-2010, 05:11 PM
الصورة الرمزية عبد الله الرفاعي
عبد الله الرفاعي عبد الله الرفاعي غير متواجد حالياً
مدرس اللغة العربية وعضو مميز2013
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
المشاركات: 3,273
معدل تقييم المستوى: 19
عبد الله الرفاعي is on a distinguished road
Opp

كثير من الناس بدون علم نراه يحكم وينهي ويجيز ويكفر.


لقد أجتمع بعض العلماء قبل سنوات تناقشوا فيما بينهم بإسهاب في جلسات علنية كنت ممن حضرها


أصدروا فتاوي في عدة مجالات من بينها الغناء فيها شيء جديد يختلف عما يتداولة الناس .
واليكم الفتاوي-

اولا ( الغناء اداء واستماعا من الرجل أو المرأه , اذا خلا عما يعرض له أو يترتب عليه من مفاسد مباح في ذاته , سواء صاحبه عزف علي ألات الموسيقي أم لم يصاحبه, لافرق في ذلك بين نوع أو اخر من تلك الآلات(


ثانيا (هناك امور تخرج الأغانيوالعزف عن الإباحه إلي احكام اخري , فيكون الغناء مستحبا في المناسبات التي وردتفيها السنه كالزواج والاعياد وقدوم الغائب وما يقاس عليها في الطلب غير الجازم لمايترتب عليها من مصالح تحقق مقاصد الشارع , وللوسائل حكم المقاصد.

ويكون مكروها اذا ادي الي مفاسد علم كونها مفاسد بنهي غير جازم, ويكون حراما إذا ادي إلي مفاسد علم كونها مفاسد بنهي جازم(


ثالثا(العزف علي آلات الموسيقي , بكل انواعها في ذاته ودون النظر إلي ما قد يصاحبه او يترتب عليع مباح. سواء صاحب العزف الاغاني او مان منفردا مالم تكن الأغاني حراما.(

والضوابط الشرعية لإباحة الغناءمع الموسيقي او بدونها مايلي:-

1_ ألا يمس مضمونه العقيده ولاينافي مقررات الشريعه ,وألايخل بالقيم والاخلاق.

2_ ألا يستغرق الغناء او استماعه وقت الشخص ويطغي علي اهتمامه , بحيث يشغله عن

واجباته الدينيه او
الدنيويه.


3_ خلو الاداء عما يثير الغرائز والرغبات المحرمه, حتي لايكون خضوعا بالقول ويطمع

الذي في قلبه
مرض.


أن الأصل في الأشياءالإباحة لقوله تعالى : ( هوَ الَذِي خَلَقَ لَكم مَا فِي الُأَرُضِ جَمِيعَاَ( (البقرة 29) ،

ولا تحريم إلا بنص صحيح صريح من كتاب الله تعالى ، أو سنة رسوله
صلي الله عليه و سلم ) ،

أو إجماع ثابت متيقن ، فإذا لم يرد نص ولا إجماع . أو ورد
نص صريح غير صحيح ، أو صحيح غير صحيح ،

بتحريم شيء من الأشياء ، لم يؤثر ذلك
في حله ، و بقي في دائرة العفو الواسعة ،

قال تعالى : ( وَقَدُ
فَصَلَ لَكم مَا حَرَمَ عَلَيُكمُ إِلَا مَا اضُطرِرُتمُ إِلَيُهِ ) الأنعام 119

وقال رسول الله صلي الله عليه و سلم ) ( ما أحل الله
في كتابه فهو حلال، و ما حرم فهو حرام ، وما سكت عنه فهو عفو ، فاقبلوا من الله عافيته ، فإن الله لم يكن لينسى شيئاً )،

و تلا عليه الصلاة والسلام : - ( وَ مَا كَانَ رَبكَ نَسِيَاَ (مريم
64) (رواه الحاكم عن أبي الدر داء و صححه ،
أخرجه البزّار
. .


و قال عليه السلام : ( إن الله فرض فرائض فلاتضيعوها ، وحد حدوداً فلا تعتدوها ، و سكت عن أشياء رحمة بكم غير نسيان فلا تبحثواعنها .) (أخرجه الدارقطني عن أبي ثعلبة الخشني ، و حسنه الحافظ أبو بكر ا لسمعا ني في أماليه ، والنووي في الأربعين) .
فإذ كانت هذه هي القاعدة .فما هي النصوص و الأدلة التي استند إليها القائلون بتحريم الغناء ، و ما موقف المجيزين منها ؟

أدلة المحرمين للغناء و مناقشتها


(أ ) استدل المحرمون بما روي عن ابن مسعود و ابنعباس و بعض التابعين : أنهم حرموا الغناء محتجين بقول الله تعالى : ( وَ مِنَالنَاسِ مَن يَشُتَرِي لَهُوِ الحَدِيثِ لِيضِلَّ عَن سَبِيلِ الَلهِ بِغَيُرِعِلُمِ وَ يَتَّخِذَهَا هزوًا أولَيكَ لَهمُ عَذَاب مهِين) . ( لقمان 6) ؛ و فسروالهو الحديث بالغناء .

قال ابن حزم : « ولا حجةفيهذا لوجوه .

اولها : أنه لا حجة لأحد دون رسول الله ( صلي الله عليه و سلم) .

الثاني : أنه قد خالف غير هم من الصاحبة و التابعين .

الثالث : أن نص الآية يبطل احتجاجهم بها ؛ لأن فيها (وَ مِنَ النَاسِ مَن يَشُتَرِي لَهُوَ الُحَدِيثِ لِيضِلَّ عَن سَبِيلَ اللَهِ بِغَيُرِ عِلُمِ وَ يَتَّخِذَهَا هزوًا ) ، و هذه صفة من فعلها كان كافراً بلا خلاف، إذا اتخذ سبيل الله هزواً .

قال : ( و لو أن امرءاً اشترى مصحفاً ليضل به عن سبيل الله ، و يتخذه هزواً ، لكان كافراً ! فهذا هو الذي ذم الله تعالى ، و ما ذمقط – عز و جل – من اشترى لهو الحديث ليتلهى به ويروح نفسه ، لا ليضل عن سبيل الله تعالى . فبطل تعلقهم بقول هؤلاء ، و كذلك من اشتغل عامداً عن الصلاة بقراءة القرآن، أو بقراءة السنن ، أو بحديث يتحدث به ، أو بغناء ، أو بغير ذلك ، فهو فاسق عاص لله تعالى ، و من لم يضيع شيئاً من الفرائض اشتغالاً بما ذكرنا فهو محسن ) . (المحلىلابن حزم : 9/60) .

(ب) و استدلوا ايضا بقوله تعالى في مدح المؤمنين : ( وَ إِذَا سَمِعواُ اللّغُوَ أَعُرَضواُ عَنُه)(القصص55) ، و الغناء من اللغو فوجب الإعراض عنه .

و يجاب بأن الظاهر من الآية أن اللغو : سفه القول من السب والشتم و نحو ذلك ، و بقية الآية تنطق بذلك .
قال تعالى : ( وَ إِذَا
سَمِعوُاُ اللَغُوَ أَعُرَضواُ عَنُه وَقَالواُ لَنا أَعُمَالنَا وَلَكمُ أَعُمَالَكمُ سَلَم عَلَيُكمُ لَا نَبُتَغِي الُجَاهِلِيُنَ )
القصص (55) ،
فهي
شبيهة بقوله تعالى في وصف عباد الرحمن : - ( وَ إِذَا خَاطَبَهم الُجَاهِلونَ قَالواُ سَلامَا) .
(الفرقان 63)


و لو سلمنا أن اللغوفي الآية يشمل الغناءلوجدنا الآية تستحب الإعراض عن سماعه تمدحه ،
‌و ليس فيها ما يوجب
ذلك.


و كلمة (اللغو ) ككلمة ( الباطل ) تعني ما لا فائدة فيه ، و سماع ما لا فائدة فيه ليس محرماً ما لم يضيع حقاً ، أو يشغل عن واجب .

روي عن ابن جريج : أنه كان يرخص فيا لسماعفقيل له : أيؤتى به يوم القيمة فيجملة حسناتك أو سيئاتك ؟
فقال : لا
في الحسنات و لافي السيئات ؛ لأنه شبيه باللغو ،

قال تعالى : (لا
يؤَخِذ كم اللَه بِالَلغُو ِفِي أَيُمَانَكمُ ) (البقرة 225 و المائده 89) .


قال الإمام الغزالي :-( إذا كان ذكر اسم الله تعالى على الشيء على طريق القسم من غير عقد عليه و لا تصميم ، والمخالفة فيه – مع أنه لافائدة فيه – لا يؤاخذ به ، فكيف يؤاخذ بالشعر و الرقص )؟
( إحياء علوم الدين ، كتاب
السماع ص 1147 – طبعة دار الشعب بمصر)
.
__________________
معلم اللغة العربية بمدارس المنصورة كولدج الدولية