- نستعرض فيما يلي أبرز هذه الطرق :
أولاً : التدريس المباشر ( العرض النظري )
Direct or Exposition Instruction
- تسمى هذه الطريقة عادة بطريقة المحاضرة أو الإلقاء، ويلجأ إليها المعلم عندما ينصب اهتمامه على توصيل نواتج المعلم لتلاميذه .
- كيفيتها: يتحدث المعلم عن موضوع الدرس دون مشاركة ملموسة من التلاميذ ولا تتاح لهم فيها فرص الممارسة العملية والمشاركة النشطة في خبرات التعلم.
* مغريات على استخدام أسلوب المحاضرة في التدريس :
- تكدس الفصول بالتلاميذ، ونقص إمكانات الدراسة المعملية، وعندما تكون المناهج مكتظة وتتطلب تغطية قدر كبير من المعلومات في وقت قصير .
- تمكّن المعلم من تغطية قدر كبير من المادة العلمية في وقت معين وبعرض منطقي منظم، كما تضمن إعطاء التلاميذ حداً أدنى من المادة في وقت واحد يمكن أن يكون أساساً يبني عليه كل تلميذ بقدر جهده وطاقته .
- تغري المعلم الذي ينشد الهدوء ويعتز "بالنظام" كما يفهمه .
* مواطن ضعف في أسلوب المحاضرة :
- سلبية المتعلم في هذه الطريقة واضحة، وحتى مشاركتهم ذهنياً مشكوك فيها، فهي مثيرة للملل، مشجعة على الشرود الذهني .
- الدرجة العالية من التجريد الذي يحويها العرض النظري غير المرتكز على خبرة واقعية مباشرة، ولذلك فالاعتماد عليه دون وسائل حسية تدعمه فيه انتقاص لمعنى العلم ومفهومه وطبيعته .
* لذلك: لا يُوصى باستخدامها في التدريس بعامة، وفي تعليم أطفال المرحلة الابتدائية بشكل خاص في إلا في المواقف التي لا نجد لها بديلاً .
* لا يجوز استخدام أسلوب المحاضرة في المواقف التدريسية التالية:
- في المواقف التي يمكن أن يكتسب فيها التلاميذ خبرات حسية مباشرة .
- في المواقف التي يمكن فيها أن يتوصل التلميذ إلى المعلومات بنفسه .
- مع أطفال المرحلة الابتدائية خاصة، وفي مراحل التعليم قبل الجامعي عامة .
* يجوز استخدام أسلوب المحاضرة في المواقف التدريسية التالية:
- في الوصف الموجز لبعض العمليات الحيوية .
- في شرح تعريف علمي .
- في سرد خبرة شخصية له تساعد التلاميذ على فهم الموضوع .
- في تلخيص النتائج التي توصل إليها التلاميذ في بعض الدروس العملية .
- عند التقديم لموضوع جديد .
* لكي تكون محاضرتك ناجحة :
- يجب أن يكون نطقك للألفاظ واضحاً .
- أن تتأكد من أن كل تلميذ في الفصل يسمعك .
- أن يشيع في صوتك الثقة بالنفس .
- ألا تتكلم على وتيرة واحدة، بل غيّر من نبرات صوتك، للتفريق بين ما هو مهم، وما هو أقل أهمية .
- استعن بالسبورة لبيان تسلسل العرض بحيث يرى المتعلم أمامه ثبتاً كاملاً للمفاهيم الأساسية للموضوع، ويرى بعض الرسوم التوضيحية، وقائمة بالألفاظ العلمية الجديدة .
- استخدم إمكانات تكنولوجيا التعليم المتوفرة لتعويض بعض نواحي القصور في اللغة كوسيلة لتكوين المدركات والصور الذهنية .
- وفّر جواً من الارتياح في صفّك لكي تشيع البهجة في نفوس تلاميذك وتجعلهم أكثر تقبلاً، ولا تكن متجهماً عابساً .
ثانياً: المناقشة ( تبادل الأسئلة والأجوبة )
يعتمد هذا الأسلوب من أساليب التعليم والتعلم على لون من الحوار الشفوي وتبادل الآراء والأفكار بين المعلم والتلاميذ يؤدي في النهاية بالتلميذ إلى التوصل إلى المعلومات والمفاهيم الأساسية .
* مثال: (مناقشة حول طريقة جمع غاز النشادر)
المعلم: علمنا أن غاز النشادر شديد الذوبان في الماء، وهذا يعني أنه لا يجمع فوق الماء! كيف يُجمع إذن؟
تلميذ: فوق الزئبق .
المعلم: يصعُب الحصول على كمية كافية من الزئبق، هل تعلمون طرقاً أُخرى لجمعه ؟
تلميذ: ربما بإزاحة الهواء لأعلى أو لأسفل تبعاً لكثافة الغاز !؟
المعلم: الغاز أقل كثافة كثيراً عن الهواء، كيف يكون جمع الغاز إذن ؟
تلميذ: يُجمع بإزاحة الهواء لأسفل .
المعلم: جيد، وكيف يكون وضع مخبار الغاز في هذه الحالة ؟
تلميذ: يجب أن يكون منكساً فوق أنبوبة التوصيل التي ينبعث منها الغاز .
* مثال: (مناقشة حول العلاقة بين فرق الجهد وشدة التيار، ويهدف المعلم إلى أن يتوصل تلاميذه إلى تصميم الدائرة الكهربية اللازمة لدراسة هذه العلاقة)
المعلم: ما المصدر الكهربي الذي يمكن استخدامه في مثل هذه الدائرة ؟
تلميذ: عموداً كهربياً أو مركماً .
المعلم: جيد، وما الموصل الذي سيُقاس فرق الجهد بين طرفيه وشدة التيار المار فيه؟
تلميذ: يمكن استخدام مقاومة ثابتة ذات قيمة مناسبة .
المعلم: حسناً، وما الجهاز الذي سيُستخدم في قياس شدة التيار ؟
تلميذ: الأميتر .
المعلم: أحسنت، وكيف يمكن توصيل الأميتر في الدائرة ؟
تلميذ: على التوالي . (أثناء إجابات التلاميذ يقوم المعلم برسم تخطيطي لما يُتفق عليه من أجزاء الدائرة الكهربية على السبورة) .
المعلم: وما الجهاز الذي سيُستخدم في قياس فرق الجهد بين طرفي المقاومة الثابتة ؟
تلميذ: الأميتر !!
المعلم: هل سيُستخدم الأميتر في قياس شدة التيار وفرق الجهد أيضاً ؟
تلميذ آخر: لا، إنما سيُستخدم لقياس فرق الجهد جهاز الفولتميتر .
المعلم: ممتاز، وكيف يُوصل الفولتميتر في الدائرة ؟
تلميذ: على التوازي مع طرفي المقاومة .
المعلم: وكيف يمكن تغيير شدة التيار في الدائرة ؟
تلميذ: يمكن استخدام مركم واحد أولاً في الدائرة وتؤخذ قراءتا الأميتر والفولتميتر، ثم يُستبدل المركم بمركمين متصلين على التوالي وتؤخذ قراءات جديدة، ثم نستخدم ثلاثة مراكم وتؤخذ قراءة ثالثة وهكذا .
تلميذ آخر: يمكن إدماج مقاومة متغيرة " ريوستات " على التوالي في الدائرة وتؤخذ قراءتا الأميتر والفولتميتر، ثم تُغيّر مقاومة الريوستات وتؤخذ قراءات جديدة وهكذا .
المعلم: الفكرتين ممتازتين، والأسهل، ويتوفر في المعمل أجهزة الريوستات بوفرة أكثر من المراكم، ولذلك سنستخدم الأسلوب الثاني (استخدام الريوستات) في تنفيذ التجربة .
* هناك عدة أشكال للمناقشة أبرزها: المناقشة المفتوحة، والمناقشة المخطط لها:
1 – المناقشة المفتوحة:
يتم فيها طرح قضية أو مشكلة ذات صلة بموضوع الدرس تمثل نقطة انطلاق للمعلم لبدء المناقشة مع طلابه .
* مثال: قد يطرح المعلم على طلابه تساؤلاً مفتوحاً مثل كيف نتخلص من النفايات ؟ هنا قد تسير المناقشة على النحو التالي:
مصدر 1
*من أين تأتي النفايات ؟ مصدر 2 ما أضرار تكدسها حولنا ؟
مصدر 3
ضرر 1
ضرر 2 إذن يجب التخلص منها، ولكن كيف؟
ضرر 3
الدفن الحرق إعادة التدوير
ما عيوبه؟ ما عيوبه؟ ما مميزاته؟
* دور المعلم خلال المناقشة المفتوحة:
نظراً لأن المناقشة المفتوحة غير محددة النتيجة، لذا ينبغي أن يوجه المعلم المناقشة لتحقيق أهداف الدرس دون تشتيت، فيعرف كيف يسأل ؟ ومتى يسأل ؟ وكيف يستجيب لأسئلة طلابه ؟ وكيف ينظم الحوار بين الطلاب بعضهم البعض ؟ وبينهم وبينه ؟
* دور المناقشة المفتوحة في مواقف التعليم-التعلم:
- تمكن التلاميذ من ممارسة مهارات الاستماع والتعبير عن الأفكار والاستنتاج الأمر الذي يعود إيجابياً على شخصياتهم .
- تساهم في تنمية التفكير الناقد (ويحدث ذلك عند تناول التلاميذ لأفكار زملائهم بالنقد وبيان أوجه قوتها وضعفها وتقويم المعلم لأفكار تلاميذه) .
- تساهم في تنمية التفكير الإبداعي (ويحدث ذلك عند توصل التلاميذ إلى أفكار جديدة عقب ممارسة مهارات التفكير الناقد) .
2 – المناقشة المخطط لها:
يتميز هذا النوع بالتخطيط المسبق، فيحدد المعلم محتوى المناقشة والأفكار التي تتناولها، ويصوغ الأسئلة الرئيسة التي سيطرحها على طلابه .
* دور المناقشة المخطط لها في مواقف التعليم-التعلم:
تفيد هذه المناقشة في التمهيد لوحدة دراسية وذلك بغرض معرفة أفكار الطلبة ومعلوماتهم المسبقة عن موضوع الوحدة، وكشف ما قد يكون لديهم من مفاهيم مغلوطة من أجل تصويبها قبل بدء الوحدة .
* مشكلات وأوجه ضعف في أسلوب المناقشة:
- أسلوب المناقشة أسلوب لفظي بطبيعته، وهو ليس الأكثر ملاءمة للتلاميذ للتدريس.
- قد يثير جدالاً حاداً بين الطلاب لا يعتمد على المعلومات، وإنما على الانطباعات الشخصية غير المدعومة بالبيانات والأدلة العلمية .
- الميل الطبيعي لدى كثير من المعلمين للسيطرة على المناقشة وأخذ دور المحاضر لتعزيز وجهة نظره .
- تميز بعض الطلاب بمعلومات غزيرة وسعة اطلاع في موضوع المناقشة، أو التمتع بشخصية قوية قد يفتح المجال لسيطرة تلميذ أو مجموعة معينة على سير المناقشة .
- بعض الطلاب لا يميلون بطبيعتهم إلى المشاركة اللفظية، بل يكتفون بالاستماع لنقص في معارفهم، أو يفضلون الممارسة العملية على المناقشة اللفظية .