عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 07-07-2010, 05:05 AM
عمروعبده عمروعبده غير متواجد حالياً
مدرس لغة عربية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 4,766
معدل تقييم المستوى: 21
عمروعبده is on a distinguished road
افتراضي

تابع
هـ ) علاقة الإسلام: ما دمنا قد ربطنا الإسلام بالأكسجين والعلاقة الحيوية التي بينهما، اقرأوا:
] ألم نشرح لك صدرك [ هذه بداية سورة الشرح، أما نهايتها :]وإلى ربك فارغب[ تنتهي السورة عند الآية الثامنة، إنها صورة عجيبة تبدأ بشرح الصدر وتنتهي بالرغبة الى الله (الإسلام) بكل بساطة في المعنى:
] أفمن/شرح/الله/صدره/للإسلام/فهو/على/نور/ من ربه[(الزمر/22)، وكلمة نور جاءت في الترتيب الثامن ويتكرر هذا النور في قوله تعالى: ] نور/على/نور/يهدي/الله/لنوره /من/يشاء[(النور/35)، من ثماني كلمات والآية (35)= (5+3)=8!
وسينتصر هذا النور ويشرح صدور كثير من الناس:
] يريدون/ليطفئوا/نور/الله/بأفواههم/والله/متم/نوره/ولو كره الكافرون [(الصف/8) رقمها ثمانية وكلمة (نوره) هي الثامنة، والإسلام –من العجيب- بدأ بنفر مؤلف من ثمانية رجال بعد رسول الله
وزوجته خديجة وقد ذكرناهم في الفصل الأول ولعل في هذه الآية إشارة خفية:
] يأيها/النبي/حسبك/الله/ومن/اتبعك/من/المؤمنين[(الأنفال/64).
لاحظوا أولا رقم الآية : إنه من مضاعفات عدد (8)أولا، ومربعها ثانيا (8 2)=64، ثم لاحظوا عدد كلمات الآية الثماني فآخرتها وثامنتها كلمة (المؤمنين) بأحرفها الثمانية كأنها تشير إلى بداية الإسلام الذي انطلق بهؤلاء النفر الثمانية الذين أحق الله بهم الحق: ] ليحق الحق ويبطل الباطل ولو كره المجرمون [(الأنفال/8).
و ) علاقة المال: ذكرنا في الفصل الأول أن الدول الأكثر غنى في العالم عددها ثمان، فهل هناك علاقة بين المال وعدد (8)؟
قال تعالى:] وتأكلون/التراث/أكلا/لما* وتحبون/المال/حبا/جما[(الفجر/19-20)، عدد كلمات الآيتين ثماني كلمات، فهل هناك آيات تتحدث عن المال والغنى تحت وقع الثمانية؟
اقرأوا الآيات الموالية: أولا: ] وأما من بخل واستغنى[(الليل/8) ثانيا: ] ووجدك عائلا فأغنى[(الضحى/8)
ثالثا: ] وإنه لحب الخير لشديد[(العاديات/8)
ولفظة (الخير) في الآية الأخيرة، جميع المفسرين يجمعون على تفسيرها بالمال!
وإذا علمتم أن عدد (48) من مضاعفات عدد (8) وأن كلمة المال جاءت في الترتيب السادس من :
] وتأكلون التراث أكلا لما* وتحبون المال حبا جما[
فإن : 6×8=48 وهو رقم هذه الآية من سورة النجم: ] وأنه هو أغنى وأقنى[(النجم/48)
ولكن : ] إنما/أموالكم/وأولادكم/فتنة/والله/عنده/أجر/عظيم[(التغابن/15)
فعدد كلماتها ثمان ورقم سورتها 64 = 8 2 !
ز ) علاقة الكون:
ذكرنا سابقا أن الفئات النجمية في الكون قد حددها علماء الكون بثماني فئات هي ( AFGK MNOB ) وقبل أن أخوض في علاقة الفئات أنبه إلى أن كلمة "نجم"بصيغتها المفردة لم ترد في القرآن الكريم إلا ثلاثا أو أربع مرات ولا تجمع على (نجوم) لأن فعول جمع كثرة ما فـــوق عشرة إلى ما لانهاية حيث يتحول بعدها الجمع إلى جمع الجمع (نجومات)؛ أما أقل من عشرة فجمعه "أفعل" : (أنجم) وقد ذكر القرآن الكريم بعض هذه الأنجم؛ ] والنجم إذا هوى[ و] علامات وبالنجم هم يهتدون[ و] النجم الثاقب[ ...إلخ وبالاسم واللفظ الصريح] وأنه هو رب الشعرى[ أما كلمة (النجوم) جمعا وتعريفا فلم ترد إلا ثماني مرات في المواضع الآتية: (3/47)، (7/54)، (16/12)، (37/88)، (52/49)، (56/75)، (77/8)، (81/2)، وهذا العدد يوافق عدد الفئات الثماني حيث كل فئة لها عشر مجموعات في كل مجموعة ملايين النجوم ، وأنبه هنا إلى أن الرقم الأول يمثل السورة والرقم الثاني يمثل الآية:
] فإذا النجوم طمست[ (المرسلات/8)، إنها لم تأت هنا جزافا عند هذا الرقم إلا إشارة إلى أن النجوم كلها بفئاتها الثماني التي حددها العلماء ستطمس كلها ويذهب ضوؤها!
وحتى هذه الآية تشير إلى هذا : ] وإذا النجوم انكدرت[(التكوير/2) فلو عددتم حروفها ستجدونها ستة عشر حرفا ولو قسمناها على رقم (2) رقم الآية يكون الناتج (16÷8)=8!
لقد نبه أحدهم إلى علاقة مذنب "هالي" بما يسمى مجازا (إسرائيل) فالآيات الثماني الأولى من سورة الإسراء تتكلم عن المسجد الأقصى وعلو اليهود وزوال إسرائيل (ارجع إلى سورة الإسراء)، والعجيب أن طرفي مدار هذا المذنب يبدأ من عطارد ويمر على نبتون ثم يعود إلى عطارد، علما بأن عدد أقمار نبتون ثمانية يتوافق تماما مع الآيات الثماني الأولى من سورة الإسراء من حيث العدد.
وهنا أختم هذه الفقرة بهذه الآية وبكلماتها الثماني ورقمها العجيب دونما تعليق:
] وأنا/لمسنا/السماء/فوجدناها/ملئت/حرسا/شديدا/وشهبا [ (الجن/8)
أنبه فقط إلى أن رقم سورة الجن يساوي: (8×9) حيث يكون عدد (72) المضاعف الثامن لعدد (8)! تأملوا : (16/24/32/40/48/56/64/72)!
ح ) علاقة القيامة: ولنبدأ بالآية الثامنة من سورة المدثر: ] فإذا نفر في الناقور [
ولو عددتم حروف هذه الآية وقسمتم على اثنين يكون الناتج (8) فكيف يكون حال الكافرين؟:
] مهطعين/إلى/الداع، يقول/ الكافرون/هذا/يوم/عسر[(القمر/8) ولتكن آياتها ثماني كلمات إذا عددتها فلن تخطئ الحساب، ولعلها إشارة إلى الرجوع إلى موضوع الميزان وعلاقته بالثمانية ، والرجوع إلى موضوع القوة حيث حملة العرش الثمانية ، ثم اقرأوا:
]ليسأل/الصادقين/عن/صدقهم/وأعد/للكافرين/عذابا/أليما[(الأحزاب/8)
تأملوا كلماتها ورقمها! فما حال المؤمنين؟:] إن/الذين/آمنوا/وعملوا/الصالحات/لهم/جنات/النعيم [(لقمان/8)
إن كلماتها الثماني ورقمها إشارة خفية إلى أبواب الجنة الثمانية، جاء في سورة الزمر:
] حتى إذا جاءوها فتحت أبوابها [ في حق أصحاب النار
] حتى إذا جاءوها وفتحت أبوابها [في حق أصحاب الجنة
لقد ذكرت الواو في الآية التالية(72 من سورة الزمر) لأنها (أي الواو) واو الثمانية والتي تقوم مقام عدد ثمانية أما النار ففيها سبعة أبواب لهذا لم تذكر معها واو الثمانية! وتأملوا رقم (72)!
ويقال لهم: ] كلوا/واشربوا/هنيئا/بما/أسلفتم/في/الأيام/الخالية [(الحاقة/24) كلماتها ثمان ورقمها من مضاعفات عدد (8) !
وعلى هذا السياق: ] إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم أجر غير ممنون [(فصلت/8)] وجوه يومئذ ناعمة [(الغاشية/8)
] جزاؤهم عند ربهم جنات عدن تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا [(البينة/8)
·آيات مختلفة:
اقرأوا هذه الآيات:
] الله/لا/إله/إلا/هو/له/الأسماء/الحسنى[(طه/8)
] التائبون/العابدون/الحامدون/السائحون/الراكعون/الساجدون/الآمرون بالمعروف/والناهون عن المنكر[(التوبة/112)
] الخبيثات/للخبيثين/والخبيثون/للخبيثات/والطيبات/للطيبين/والطيبون/ للطيبات [(النور/26)
ففي الآية الأولى ثماني كلمات ورقمها(8)
وفي الآية الموالية ثماني صفات هي:
1/ التائبون 2/ العابدون 3/الحامدون 4/ السائحون 5/ الراكعون 6/ الساجدون 7/الآمرون بالمعروف 8/ والناهون عن المنكر!
حيث الصفة الثامنة سبقتها واو الثمانية!
أما في الآية الأخيرة، حيث العبارة الأولى تحوي ثماني كلمات متبادلة أي بلغة الجبر ذات علاقة تبديلية هكذا:
خ= } (خ1 ، خ2) ، (خ2 ، خ1){
ط= } (ط1 ، ط2) ، (ط2 ، ط1){
حيث : خ = الخبيثات والخبيثون ط = الطيبات والطيبون
كما أن مجموع رقم آيتها (26) = (6+2) = 8!
IV ) القرآن وحقيقة الظاهرة العددية:
رغم أني رافض رفضا شديدا للتهويم العددي الذي يمارسه بعض الباحثين على القرآن الكريم، إلا أني مؤمن شديد الإيمان بوجود ظواهر عددية قرآنية حقيقية، كما يؤمن جميعنا بوجود ظواهر علمية وغيبية وأدبية ولغوية وشرعية وروحية وفكرية في آيات القرآن فإذا ذكرت لهم وجود ظواهر عددية فيه قالوا: إن الكتاب أُنزل للهداية لا للحساب والتعداد، وأقول لكم: حقيقة إن القرآن كتاب هداية: ] إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا كبيرا[ (الإسراء/109) وهو كتاب تشريع أيضا، وكتاب قصص(بفتح القاف)، وكتاب شفاء، وكتاب بيان، وكتاب إعجاز،،إلخ.. ثم لماذا يعتقدون بالتناظر بين الكتابين :المنظور والمسطور، فهل في الكون خلل عددي أو عوج هندسي: ] الذي خلق سبع سموات طباقا ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت فارجع البصر فهل ترى من فطور [(الملك/03)،، هذا عن كتاب الأكوان فماذا عن كتاب القرآن ؟: ] كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا لقوم يعلمون [فالكون كتاب لا خلل فيه، والقرآن كتاب لا زلل فيه!!
وقديما قال الفيثاغوريون عن الكون إنه مؤسس على العدد فكل ما نراه ويقع عليه بصرنا ما هو في الحقيقة إلا عدد، فإذا كان هذا الشيء نقطة كان الواحد يقابله، وإذا كان الشيء امتدادا كان الاثنان يقابله، و وإذا كان منكسرا عبر عن الثلاثة، وهكذا حتى نصل إلى الأربعة، فالخمسة، فالستة، فالسبعة والثمانية، وهنا لابد من طرح فكرة يعرفها أهل الجمال ويعرفها أهل الخيال:
مثلا، ماذا لو لم يكن رقم ثمانية قابلا لاحتواء كل الأرقام ثم تشكيلها عن طريقه؟
الجواب: سنضطر إلى فكرة التناظر، أي لكل رقم هيكل أو خلية تحتويه فعندئذ نضطر إلى عشر خلايا إلكترونية من الصفر إلى التسعة لتشكيل سائر الأرقام!
لكن وجود رقم ثمانية (8) بتشكيلته الهندسية والإلكترونية لسحب كل الأرقام وفر هذا الامتداد الرقمي التناظري، أي أن رقم (8) حول نظام التعداد التناظري (حاسبة باسكال) في القرن السابع عشر الميلادي(1642م)،، وما يعرف قديما بآلة (المعداد) إلى النظام الرقمي (الديجيتال)، وعن طريق رقم (8) يمكن فهم معنى التناظر والرقمنة في سائر مجالات الحضارة والحياة وستفهمون الفرق بين الصورة التناظرية (التي هي نفسها) والصورة الرقمية التي تختصر فكرة الصورة، فالشجرة مثلا في صورتها المجردة تجمع بين كل الشجر الموجود في الأرض بطريق الأرقام فقط، هذه فكرة جمالية ومنطقية وهندسية وصناعية!!
أما القرآن الكريم بصفحاته الستمئة فلا يمكن طبعا أن يكون كتاب شرائع وعقائد وعلوم وفنون وأفكار وأعداد وقصص وتواريخ في وسع مجلد واحد!
أجل لا يمكن هذا إذا كان هذا الكتاب يطرح كل هذه المعارف طرحا تناظريا أي لكل معرفة مساحتها ومقابلها ، ولا يوجد على الله مستحيل لكن الله جعل غرضه في هذا الكتاب الهداية والتشريع والبشارة والاطمئنان في المقام الأول لمن آمن به ولم يطلب المعجزة، أما من أراد المعجزة فقد جعل الله له الإعجاز في المقام الثاني.
فإذا كان المريد فيلسوفا أعجزته ضالته، أو أديبا بهره بيانه، أو مشرعا أو مؤرخا …إلخ فلكل واحد منهم وجهة إعجازه، ولو افترضنا رجلا مولعا بالرياضيات والأعداد في عصر الديجيتال كعصرنا هذا وطلب وجهته الإعجازية المتمثلة في جانب العدد فهل نقول له ما قاله هؤلاء: إن القرآن ليس كتاب أعداد ولا وجود لإعجاز عددي؟!
وأعود إلى موضوعي وأقول: إن للقرآن في إعجازه المستمر طريقة تعبيرية تشمل كل وجوه الإعجاز ففي عبارة واحدة قد تجد إعجازا أدبيا ولغويا وشرعيا وكونيا وروحيا وعلميا وغيبيا وعدديا، أو بعض هذه الوجوه أو وجهين أو وجها واحدا على الأقل، ولا تخلو عبارة في القرآن أو جملة منه من الإعجاز، فماذا نسمي إذن هذه الطريقة؟ أهي تناظرية أم رقمية؟!
لو كانت تناظرية لاحتجنا إلى ثمانية مصاحف على الأقل لتدوين القرآن الكريم، ومنه إذن فقد القرآن الكريم إعجازاته كلها (وفقد مقامه الأول!) إذن هو كتاب مرقوم (على نظام الديجيتال الإلهي) مثل كتاب الأعمال في الآخرة، اقرأوا هذه الآيات: ] كلا إن كتاب الفجار لفي سجين *وما أدراك ما سجين * كتاب مرقوم * ويل يومئذ للمكذبين [(المطففين7-9).
] كلا إن كتاب الأبرار لفي عليين * وما أدراك ما عليون * كتاب مرقوم * يشهده المقربون[(المطففين/18-21).
لهذا جاء القرآن كتابا معجزا فيه كل وجوه الإعجاز في حجم مجلد واحد بدل المجلدات الثمانية التي افترضناها، وسابقا قلت: إن رقم (8) جعل الله فيه تلك التشكيلة العجيبة حيث تنبثق كل الأرقام ، وقد يقول قائل إن رقم (8) من عمل الإنسان وإبداعه فأقول له قول الله تعالى :]والله خلقكم وما تعملون[ (الصافات/96)، والآية لا علاقة لها بالخلاف المذهبي والتأويلي، لأن السياق سياق الصنع والإبداع: ] قال أتعبدون ما تنحتون[ الآية التي قبلها أي المنحوتات خلقها الله في الحقيقة لأن الله خلق الإنسان وخلق ما يعمل الإنسان من إبداع فني أو علمي؛ ولا علاقة للآية بالعمل الصالح أو الطالح الخاضع للإرادة البشرية! ومن العجب أن رقم هذه الآية (96) من مضاعفات عدد (ثمانية)! هذا من جهة، ومن جهة أخرى قسم العلماء المصحف بهداية من الله إلى أجزاء فأحزاب فأنصاف فأرباع فأثمان فجاء المصحف ثمانين وأربعمائة ثمن (480) من مضاعفات عدد ثمانية، فهذا التشكيل الهندسي للمصحف مبني على رقم (8)!
ولعل لهذا التحزيب المبني على الثمن علاقة بعدد ركعات القيام في رمضان شهر القرآن وفي غير رمضان، لأن الحد الأدنى المطلوب ثماني ركعات (مثنى مثنى) ثم تختم بالشفع والوتر وتسبقها صلاة العشاء أي أن التلاوة في التراويح تمتد مع ثماني ركعات.
ثم إن هذه الظاهرة المتعلقة بعدد ثمانية الموجودة في القرآن والأكوان لا تهويم فيها ولا مصادفة، لأن الصدفة تأتي في الكتاب مرة أو مرتين أو ثلاثا على الأكثر لكنها وردت بعشرات الآيات ولم تكن عددية محضا بل خالطها الإعجاز العلمي في كثير من الأحيان، على خلاف ظواهر عددية أخرى جعلت من القرآن معدادا ومن الآيات أعدادا، وصرفت الباحثين أو صرفونا هم عن مقاصد القرآن،، ولا أحد يمكن له أن يقول: إن ظاهرة ثمانية ابتعدت عن المغزى بل اتحدت بعلاقات هي من صميم المغزى كالقوة والميزان والخلق والحياة والإسلام والمال والكون والقيامة..
بل إن هناك العجب العجاب لو فهمنا سر العدد وظاهرته ونقبنا في الكتاب المنظور والكتاب المسطور عن الظاهرة ولاكتشفنا غير ذلك من حقائق الأعداد وعجائب الأضداد في كتاب الله العظيم، المحكمة آياته والمفصلة " قرآنا عربيا لقوم يعلمون!"
خاتمــــــــــــــة:
لا أريد أن ألخص ما قلته في الفصول السابقة لأني أريد أن أجعل من الخاتمة نافذة أخرى لهذا البحث، أما ما أريد قوله هنا : الآن عرفنا الظاهرة التي تكررت في الكتاب المنظور وتكررت في الكتاب المسطور، ولم نعرف حقيقة هذه الظاهرة :
لماذا رقم (8) يشكل جميع هذه الأرقام ؟
ولماذا عنصر الأكسجين بالذات يحمل رقم (8) ؟
ولماذا تدور ثمانية أقمار فقط حول الكوكب الثامن نبتون ؟
وما السر في واو الثمانية في لغة القرآن ؟
ولم جاءت التفاعيل ثمانيا فقط ؟
ولم قسمت حروف الأبجدية إلى ثماني كلمات ؟
ولماذا قسم أرسطو منطقه إلى كتب ثمانية ؟
وهل جاءت مجموعة الثماني واتحدت اعتباطا؟
ولماذا حملة العرش ثمانية فقط لا أقل ولا أكثر ؟
ولماذا أبواب الجنة ثمانية فقط لا أقل ولا أكثر ؟
كلها أسئلة تلح عليّ ، وقد اخترت الثوابت فقط التي جاءت لعدد ثمانية و امتنعت عــن
المتغيرات حتى لا ينسف أحدهم حقيقة هذه الظاهرة : لأنه لا يمكن له أن يطوع رقما غير (8) لتشكيل كل الأرقام الإلكترونية ، ولا يضيف أو ينقص إلكتروناً واحدا لذرة الأكسجين ، وكذلك أقمار نبتون التي تذكرني دائماً بإلكترونات ذرة الأكسيجين لسر فيها لا يعلمهُ إلا الله و الراسخون في العلم مستقبلا، إلى غير ذلك من ثوابت (ثمانية ) !
ولقد انشغلت عن هذا الاكتشاف لوقت طويل كما ذكر لي أحدهم بأن البعض سيرفضونه ويعدونهٌ من قبيل التهويم العددي رغم الانبهار بهذا الاكتشاف أول الأمر، إلا أني والحمد لله أصررت على القدم نحو تكميل هذا البحث بوسائل بسيطة وكتب قليلة أكملت بها هذا البحث عمدتي الأولى ذلك المصحف الشريف الذي اشتغلت على استخراج الإحالات منه مدة شهر كامل، ولعلي نسيت كثيرا من الآيات والعلاقات والعجائب التي أتركها لغيري، والذي سيجد إن شاء الله في هذه السطور بغيته وضالته لمواصلة كشفه العجيبة القرآنية والكونية المتعلقة بعدد (8) ورقمه!
ولقد عجبت وأنا أكتب صفحات هذا البحث حين ضرب زلزال المحيط الهادئ الذي تجاوز رقم (8) على سلم ريختر، حيث قبلها كنت أبحث عن أكبر وأخطر زلزال في التاريخ، إذ نقّبت في بعض الكتب الخاصة!!
وحين تقرأون "الزلزلة" بآياتها الثماني ستدركون أن قوة الزلزال إذا قلّتْ عن ثمان يستطيع الإنسان التلاؤم معها وتقل أخطاره كما في اليابان وأستراليا، لكن إذا تجاوز وتكرر على قوة (8) أو أكثر وامتد بين القارات واستمر بالارتدادات سيقول الإنسان المغرور بالعلم والتكنولوجيا: (مالها؟)
والأعجب من هذا كله وأنا في ختام هذا البحث أني تذكرت أن أضيف إلى بقية كلامي، بكلمات هذه الآية الموافقة:
] والطور1) وكتاب مسطور 2) في رق منشور 3) والبيت المعمور 4) [ (الطور/1-4) "ولعل كثيرا يعرفون أن (البيت المعمور) هو المثل الأعلى وأن (البيت العتيق) هو محاكاة المثل، ففي السماء تطوف الملائكة وفي الأرض يطوف الناس، والبيت كما ذكرنا مكعب مقدس له ثماني زوايا، وهذه الآيات الأربع تنتهي وتكتمل بكلمات ثمان عند (البيت المعمور)!
وفي الأخير أتمنى أن ما نسيته عن ظاهرة ثمانية يكون بمثل ما ذكرت حتى نعلم من غيرنا ما جهلنا من ذاتنا!!.
والله أعلم، أسأله أن يهبنا الأجريــن.
هامش: المادة العلمية لهذا البحث موثوقة وموثقة في مراجعها المعتمدة.

أبو الخير عماري/ ناقد وباحث.
الجلفة-الجزائر/ذو القعدة 1425هـ- ديسمبر 2004م
bel-amari*Maktoob.com