عرض مشاركة واحدة
  #28  
قديم 21-06-2010, 06:41 PM
الصورة الرمزية محمد حسن ضبعون
محمد حسن ضبعون محمد حسن ضبعون غير متواجد حالياً
نـجــم الـعـطــاء ((رحمه الله))
 
تاريخ التسجيل: Feb 2008
العمر: 63
المشاركات: 11,875
معدل تقييم المستوى: 29
محمد حسن ضبعون is just really nice
افتراضي

حديث الرئيس محمد أنور السادات
مع مجلة اكتوبر
فى٢٥ مارس ١٩٧٨


سؤال : فى حديث سابق تكلمت عن " المخاض " أى الالام التى تسبق ولادةشئ جديد فى الشرق الاوسط أو مصر أو بسبب مصر ، وكنت تعنى أن لابد أن يتبلور شئ يغيرطبيعة الاشياء وبالتالى يغير مسارها ، وأن هذا واقع لا محالة لان هذا هو منطقالتاريخ اردنا ذلك أو لم نرد .. ولم تمضِ سوى أيام حتى سالت الدماء على جنوب لبنان .. فهل هذا من معالم الآلام السابقة على الولادة أو أنك قصدت شيئا أبعد من ذلك؟
الرئيس : لا اعرف ما هى نوعية الذين خططوا لحادثة تل ابيب .. هل كان دافعهمالجهل او التهوس ؟ هل هم استعاروا عقدة الموساد الاسرائيلية اى الخوف من الانتحارثم الانتحار ؟ هل هم استعاروا من اليهود أيضا عقدة شمشون الذى هدم المعبد على رأسهوعلى رأس اعدائه ؟ وهل هم حقا قد هدموا كل شئ على رؤوس اعدائهم أو على رؤوسهم وحدهم، لقد استنكرت إراقة الدماء البريئة فما ذنب المدنيين .. واستنكرت رد الفعلالاسرائيلى الدموى الوحشى .. وعندما اتحدث عن منطق التاريخ " اى حتمية منطق التاريخفإننى أقصد أن كل شىء رغم أى شىء لابد أن يتجه الى الامام
ولابد ان يتحققالسلام بلا دماء ٠٠ لأن الدم لا يأتى الا بمزيد من الدم ٠٠ والعنف لا يلو إلاالمزيد من العنف ٠٠ والذى فعلته اسرائيل فى الثلاثين عاما الماضية وفى الأيامالقليلة الأخيرة سيضاعف المرارة والحقد ٠٠ واسرائيل التى اضافت ارضا لم تضف أمنا ٠٠والتى أراقت دما ، لم تجفف دمعا إنه نفس الطريق الذى يبدأ بالدم والدمع ، وينتهى إنانتهى بدماء بريئة ودموع أكثر براءة ٠٠ وهذا ما أردت أن أضع نهاية له يوم طالبتباتفاق سلام ، يوم طالبت بفك الاشتباك وفتح قناة السويس ، ويوم تقدمت بمبادرةالسلام لهذا الجيل من شعبنا وللعالم كله ولأجيال قادمة ويجب ألا نيأس من الدعوة الىالسلام ويجب ألا نتوقف ، فهذا قدرنا وكل يوم يمضى هو موعدنا مع القدر وهى أمانةالتاريخ تحملناها ومن اجل ذلك فهى شرف اليوم ومجد الغد
سؤال : أنت اعلنت قبولك لمؤتمر قمة جديد ولابد أن هذا المؤتمر سوفينظر فى الغزو الاسرائيلى لجنوب لبنان ولكن لوحظ أن استجابة مصر لانعقاد المؤتمركانت فاترة ٠٠ او كان معناها أن انعقاد المؤتمر يعادل عدم انعقاده تماما ٠ وأنه لاشىء يمكن أن يسفر عنه إلا اذا كان هذا الذى أقوله مجرد انطباع شخصى وانسياق عاموراء المواقف السلبية والمتناقضة فى العالم العربى ؟
الرئيس : كان رد مصر أنه لامانع من انعقاد أى مؤتمر ، فنحن نرحب بذلك وليس جديدا علينا أن نجتمع وننفض وأننقول ونطيل فى القول وأن نتحمس وأن نرى المزايدات تؤدى الى التناقضات والتناقضاتتدفع الى التمزقات ويعود العرب بعد المؤتمرات اسوأ مما كانوا قبل ذلك ٠٠ ما لم يكنكل شىء واضحا تماما ٠٠ مالم تكن النية صادقة والهدف ناصعا ولكن الآن ما الذى نراه ؟
لقد تحدثت قبل ذلك عن التمزق العربى الذى ليس جديدا على أحد كان قبل حرب اكتوبرواثناءها وبعدها وقبل المبادرة واثناءها ولايزال فعلا شىء قد تغير أمامنا عما كانعليه ذلك٠ صحيح أن الدعوة الى عقد مؤتمر للقمة صدرت عن نية طيبة وأن السعوديةوالكويت واليمن الشمالية صادقة العزم فى ذلك ولكن الحديث يقول أن الطريق الى النارمحفوف بالنيات الطيبة وهكذا أرى ماسوف يكشف عنه هذا المؤتمر ان عقد ، فهل تحضر دولالرفض ؟ واذا حضرت هل تغير رأيها فى أن الدول الداعية لانعقاد المؤتمر وبمنتهى حسنالنية لاتزال قمة الرجعية والتخلف وعميلة لأمريكا ؟ واذا فعلت ذلك فكيف تواجهشعوبها ؟ هل تنافق الدول الداعية أثناء انعقاد المؤتمر ، فإذا انفض استأنفت حملاتهاالنابية ضد هذه الدول التى تصفها بالخيانة ؟
إن تجاربنا مع أنفسنا نحن العرب قدكشفت لنا كثيرا جدا ، إننا عادة ندعو الى مؤتمر قمة عندما يضيع الطريق تحت أقدامنااو عندما نجد الطريق ولا تسعفنا أقدامنا فنمشى عليه ، أو عندما نجد انفسنا عاجزينعن التفكير فى شىء أو التدبير لشىء أو عندما نحاول أن نلقى بالمسئولية على أكتافالآخرين وبذلك نهرب من شجاعة المواجهة ونبل التضحية هنا فقط نجد اناسا منا يتحمسونلارتداء هذا الزى التنكرى الذى اسمه مؤتمر القمة ولا أفهم ما معنى مؤتمر يلتقى فيهقمة العرب بلا خطة واضحة ، بلا سياسة شامله مؤكدة ، بلا هدف عظيم ، إن مثل هذهالمؤتمرات ليست إلا مظاهرة على أعلى المستويات ولكن ينبغى ألا نكون هكذا اذا مانظرنا الى مضمونها، وما هو واجب علينا جميعا أمام شعوبنا وأمام الله وأمام التاريخ، إن دهشة الأمة العربية لا يصح أن تنتهى وهى تنظر الى الذين خدعوها وضللوها عندماجعلوا مؤتمراتهم مؤامرات واتخذوا شعائرهم شعارات وارتضوا فلسفة خذ وهات ٠٠ فخانوابذلك الملايين من أبناء امتنا العظيمة
سؤال : هل معنى ذلك أن مصر وافقت على الحضور ، وأنها سوف تراقب دونأن تشارك بشىء ؟ هل هو نوع من الرفض لأعمال المؤتمر أو جدول أعمال او مبرر انعقاده؟
الرئيس : الموقف يحتاج الى توضيح ، فهذا المؤتمر اذا حضرته دول الرفض فمنالواجب على كل الدول ان تضع أمام العالم ما انجزته او ما تدعو اليه ٠٠ وأن يكون كلشىء اسمه الحقيقى ، أما مصر فلديها كل ما هو ضرورى وزيادة ٠٠ فنحن عندنا استراتيجيةواضحة ، عندنا وثائق ثابتة ، عندنا الخطاب الذى القيته فى الكنيست أمام شعب اسرائيلوامام مئات الملايين من المشاهدين للتليفزيون فى العالم كله وطالبت يومها وقبلهاومازلت بأقصى ما تتمناه الأمة العربية كلها واشهدت العالم على ما أقول وشاركنىالعالم كله فى مبادرتى الدول الأوروبية كلها حتى دول الشمال الاسكندنافية التى ليسمن تقاليدها أن تشارك بصورة قاطعة فى المشاكل السياسية وخاصة اذا كانت اسرائيل طرفافيها وكذلك امريكا فقد كان موقف الرئيس كارتر وحكومته واضحاً تماما ، موقفه منالانسحاب الشامل وموقفه من الوطن الفلسطينى ، موقفه من المستوطنات ، وموقفه منالقرار ٢٤٢ ثم إننى كشفت حكومة اسرائيل وخصوصا مناحم بيجين الذى لايزال يقاومويراوغ وهو الآن يلقى معارضة من أشد الناس حماسا له
وعندما يذهب حسنى مباركنائب رئيس الجمهورية فسوف يضع كل هذه الوثائق الدامغة أمام الملوك والرؤساء واذاكان قد فات البعض أن يسمع ما قلته فى مئات المناسبات العالمية ، فهذه فرصة مواتيةليستدرك ما فات ٠٠ وعلى بقية الدول التى تدعى حماية الحق العربى والوطن الفلسطينىأن تقدم كشف حسابها امام العالم كله
سؤال : ولكن فى مؤتمرى قمة الرياض والقاهرة أضافت الدول العربية " شرعية " على ما قامت به سوريا فى لبنان عشرين شهرا ، ومعنى ذلك أنه من الممكن أنيعقد أكثر من مؤتمر ولا يطلب من أحد أن يقدم حسابا ، وانما يكتفى بأن يبارك ماقامبه من أعمال مهما كانت صارخة كالذى فعلته سوريا فى لبنان وفى المقاومة الفلسطينيةخوفا من تصدع الوحدة العربية ... فكيف يستطيع مؤتمر القمة القادم أن يلزم أحدا بأنيقدم حسابا عن الذى فعله أو عن الذى امتنع عن فعله ؟
الرئيس : اعترف بأن الملوكوالرؤساء قد جاملوا سوريا كثيرا جدا على حساب لبنان والمقاومة الفلسطينية وأرى أنناجميعا بدرجات مختلفة مسئولون عن نتائج ما حدث ولكن حساب الشعوب لقادتها مفتوح دائماواذا أمكن تأجيله بعض الوقت فلا يمكن ان تطوى صفحة لم يجف مدارها الدموى بعد فقدكشفت حوادث لبنان الأخيرة عن نيات اخفاها الزعماء عن الشعوب ، فهل تعرف الشعوبالعربية ان اسرائيل قد عرضت فى تليفزيونات العالم كيف ان دبابتهم لقيت ترحيبا فىجنوب لبنان ؟ من المؤكد أن الزعماء السياسيين يعلمون ذلك تماما فهل تدرى الشعوب ؟؟وهل أدركوا معنى ذلك ؟؟ ان قوات سوريا عندما دخلت لبنان كان لتحقيق هدفين
أحدهما الحفاظ على استقلال لبنان وثانيهما حماية المقاومةالفلسطينية فهل أبقت القوات السورية على شىء من ذلك ؟ هل حققت للبنان وحدة الصفوالتراب وهل صانت المقاومة الفلسطينية ؟مطلوب من الرئيس البعثى الرفيق حافظ الاسدأن يشرح ذلك كله للسادة أعضاء مؤتمر القمة وأن يوضح لنا جميعا وبشجاعة ما هى بالضبطأهداف سوريا فى لبنان ؟ ما الذى وما الذى تحقق بعضه؟ وما الذى فى نيته أن يحققه ؟نريد أن نعرف والشعب العربى كله أيضا ونريد أن يوضح لنا اختياره لكميل شمعون عميلاله ، وهو العميل الأول بين العرب والرجل نفسه قد اعترف بذلك واذا حاول أن ينكر فىايدينا وثائق حلف بغداد وكيف قاوم حتى سقط ٠
ولايزال كميل شمعون وشركاؤه واتباعهمن المارون على علاقة خاصة ممتازة بالرئيس البعثى الرفيق الاسد ولذلك فقد قوبل كميلشمعون كثيرا فى دمشق مقابلة حارة وقد فاتت دلالتها على ملايين العرب الذين لايحللون الأحداث السياسية تحليلا علميا ، وإنما يستسلمون لما يرون وما يسمعون ،ويكتفون بهذا القدر من العناء اليومى ويتجهون الى شئ آخر يشغلهم أو يسليهم اويلهيهم عما هم فيه ٠
سؤال : هل معنى ذلك أن هناك اتفاقا ما بين كميل شمعون والرئيس الاسدعلى خطة لم تتضح بعد أو بينهما وبين بيجين خصوصا بعد موقف القوات السورية من الزحفالاسرائيلى على جنوب لبنان وتصفية المقاومة الفلسطينية أم اننى اسرفت فى تبسيطالأحداث أكثر مما تسمح المعطيات اليومية للمعارك فى لبنان ؟
الرئيس : عندما قلتإنه من المحتم على الرئيس البعثى الرفيق الأسد أن يشرح لأعضاء المؤتمر أهدافهبالضبط ، كنت اعنى كل هذا الذى تسأل عنه ٠
وأقولها بمنتهى الوضوح : فقد اطلعنىسيروس فانس وزير خارجية امريكا فى العام الماضى فى جانكليس على تعهد من بيجين رئيسوزراء اسرائيل بأن عليه التزاما اخلاقيا بحماية المارون وبعض المسلمين فى جنوبلبنان ، أى أن هناك اتفاقا بين كميل شمعون والاسد وبيجين على قيام الدولة المارونيةبضمان اسرائيل وقد قرأت بنفسى طلب الزعماء الموارنة شركاء كميل شمعون وقرأت أيضاموافقة بيجين على ذلك ٠ وليس هذا شيئا جديدا وإنما هذه نهاية الجهود المبذولة سراوعلنا بين اسرائيل وجنوب لبنان فمنذ اكثر من سنتين والاتصالات عادية وطبيعية بينجنوب لبنان واسرائيل ، هناك اتصالات تليفونية موحدة وشوارع مفتوحة وبيع وشراءوسياحة بل أنه من المعروف للعالم كله أن عددا كبيرا من الموارنة ومسلمى الجنوب قدذهبوا الى تل ابيب ويافا وحيفا وسهروا وسكروا ولعبوا القمار ونشرت الصحفالاسرائىلية كل ذلك ٠٠ فلا استنكر أحد فى لبنان ولا اندهش احد فى اسرائيل فقد اصبحهذا النشاط يوميا وعاديا ، فهل هذا الذى فعله الرئيس البعثى الرفيق الاسد هو " توحيد " للبنان أم تمزق للبنان ام تآمر على أهلها وأرضها؟
هل يجرؤ الرئيس البعثىالرفيق الأسد أن يصارخ مؤتمر القمة ببقية أهدافه فى لبنان وغير لبنان ؟ هل فى نيةالرئيس البعثى الرفيق الأسد أن يقيم الدولة العلوية ونحن نعلم أن حكم البعث السورىعلوى أولا وبعثى ثانيا وسورى ثالثا
فإذا قامت الدولة المارونية والدولة العلويةهل يجرؤ احد مهما كان بعثيا متهوسا ان يقول لنا إن هذا الذى حدث هو توحيد للصفالعربى ؟ إن فعل ذلك عدنا الى شكوانا القديمة التى تسبق مؤتمر القمة وتلحقه أيضا : إننا لا نسمى الاشياء بمسمياتها ولهذا السبب كنا دائما مخدوعين او خادعين
سؤال : اذا كانت هذه هى أهداف البعث السورى ولابد أنها واضحة لبعضالزعماء وإن لم تكن كذلك لمعظم الشعوب فما مصلحة الملك حسين فى هذا ؟ وما الذى دفعهالى أن ينحاز الى الرئيس الاسد وأن يتحفظ بعد ذلك فى مواقف عربية اخرى كثيرة؟
الرئيس : ومطلوب ايضا من الملك حسين أن يوضح للمؤتمر ما الذى جعله ينحاز ثم ماالذى جعله ينأى بجانبه ؟ هل لأن الملك حسين قد أدرك عن يقين تام ٠٠ أن الرئيس الأسدقد عقد العزم على إقامة سوريا الكبرى ، فيضم ما بقى من لبنان بعد قيام الدولةالمارونية مضافا إليها الاردن والدولة الفلسطينية وبذلك يجهز نهائياً على المقاومةالفلسطينية ويبتلع الشعب الفلسطينى وهى ولا شك خدمة جليلة نقدمها لاسرائيل
أماتسمية هذا العمل " العظيم " الذى يدخل به الرئيس الاسد التاريخ فعلى الشعبالفلسطينى المخدوع والمفترى عليه أن يختار له الاسم المناسب وحبذا لو وجد فى محاضرجلسات مؤتمر الرفض فى طرابلس اسما يتفق مع هذا المقام
سؤال : اذا كانت هذه هى خطة البعث السورى وكميل شمعون وشركاه ومناحمبيجين ... فلماذا كنا نتوقع من الجيش السورى أن يعترض الغزو الاسرائيلى لجنوب لبنان؟؟
الرئيس : إن الغزو الاسرائيلى للبنان قد كشف كل دول الرفض وخاصة سوريا ، فقبلذلك قرر المجتمعون فى طرابلس أن أى عدوان يقع على دولة منهم يعتبر عدوانا على الدولالعربية الآخرى وقد وقع العدوان على الشعب الفلسطينى الذى هو طرف فى الرفض .. والذىنراه نحن جوهر المشكلة .. بمعنى أنه اتفقت اسرائىل مع كل دول المواجهة دون أن تحلالمشكلة الفلسطينية . فلا سلام فى هذه المنطقة .. هذا موقفنا .. وهو موقف مبدئىولكن الذى حدث هو ان كميل شمعون قد اتفق مع اسرائىل ، بعلم الرئيس البعثى الأسد .. وطلب حماية اسرائىل بعلم الرئيس الأسد .. ووافقت اسرائىل بعلم الرئيس الأسد .. ودخلت القوات الاسرائىلية واعتدت على جنوب لبنان .. وابادت الفلسطينيين .. ولمتتحرك سوريا فاستحقت سوريا عظيم الامتنان واصدق الشكر من قادة وزعماء اسرائىل ،وهذا معروف للعالم كله ، ثم لم تتحرك دولة واحدة من دول الرفض ، فاذا لم يكن مثلهذا الموقف قادرا على تحريكها جميعا ، فما هو الموقف المنتظر الذى سوف يهز وجدانهؤلاء الحكام الرافضين ؟ ما الذى يتوقعونه اعنف وابشع من ذلك ؟
اذن لقد خدعواشعوبهم وكذبوا عليها .. وغرروا بالمقاومة الفلسطينية التى اشعر بالاشفاق عليهاوارثاء لها .. وان كنت لا أجد مثل هذا القدر من الاحترام لعدد من قيادتها الجاهلة .. المضللة وليس لدى هؤلاء الرافضين جميعاً إلا ذلك التعبير السخيف الذى تعلموه منالسوفييت وهو : الحل المنفرد .. أى أن مصر تقوم بحل منفرد مع اسرائىل .. فأين هوالحل المنفرد الآن ؟ ومن الذى يتفق ويتآمر ويقتسم الأرض العربية مع اسرائىل الآن ؟ .. ومن الذى سحق المدنيين فى لبنان والمقاومة الفلسطينية فى تل الزعتر ، وفى صور؟
ان هذه اسئلة اجاباتها واضحة عند الملايين من ابناء الشعب العربى فى كل مكان .. فهل يجد الرئيس الاسد الشجاعة فى أن يوضح للملوك والرؤساء إن حضر المؤتمر ؟
سؤال : بالضبط ما هى الصلة الآن بين المقاومة الفلسطينية وبين مصرإن كانت هناك صلة ؟
الرئيس : لقد وصلنا النداء الذى وجهه ياسر عرفات الى الملوكوالرؤساء العرب ، ولن تنسى مصر التزامها امام الشعب الفلسطينى رغم مواقف المنظمة منفك الاشتباك ومن مبادرة السلام .. وقد قالت مصر كلمتها بعد عملية تل ابيب .. واكدتمصر أنه لا سبيل الى تجنيب المنطقة إراقة الدماء والمرارة الا بالسلام .. ولا سلامإلا بحل القضية الفلسطينية ، وعلى الفلسطينيين أن يعرفوا الآن من الذى يعنى ما يقولفى كل الظروف .. ومن الذى يقف مدافعا عن حقهم فى الحياة وعن وطنهم .. وعن الحياةالكريمة لهم .. ومن الذى يضللهم ويبيعهم ويشتريهم ويسحقهم ويبيدهم ؟
إننى أعرفأن الفلسطينيين مغلوبون على امرهم - قلت ذلك مرارا - وقلت أيضا إن دول الرفض قداضافت الى ذلك كل مشاكلها الداخلية والسياسية .. وكانت النتيجة هى هذا الاضطرابالفكرى ، وهذه الحيرة بين العواصم العربية ثم سيطرة الانحراف على سلوكهم العام ومعذلك فمصر رغم اشياء كثيرة لم تغير موقفها ولن تغيره لأن هذا التزام وهذا مبدأ
سؤال : اشرت أكثر من مرة فى أحاديث سابقة الى أن مصر لا تمانع فى أنتعود العلاقات الطبيعية بين مصر والاتحاد السوفيتى واشترطت لذلك أن يكون الاحتراممتبادلا بين الطرفين ، فهل طرأ شىء اكثر من مجرد هذا الاستعداد ؟٠ ام ان موقفالسوفييت قد كشفته أحداث لبنان الأخيرة مع دول الرفض التى تكرر ما سبق ان اعلنهالسوفييت من ان مصر تنفرد بالحل الى آخر التهم التى ترجع الى ما قبل حرب اكتوبرواثناءها وبعدها حتى اليوم ؟
الرئيس : لا شىء قد تغير ٠٠ ولكن حدث أننا اتصلنابالدول الخمس الكبرى التى تملك حق الفيتو فى مجلس الأمن ولم نغفل الاتحاد السوفيتىطبعا والمضحك حقا انه عندما التقى وزير الخارجية المصرى بالسفير السوفيتى كان راديوموسكو يهاجمنا معلنا أن عملية لبنان هى نتيجة اتفاق بين امريكا واسرائيل ومصر ٠٠ أىأن الغزو الاسرائيلى لجنوب لبنان ووقوف القوات السورية تتفرج على احتلال لبنانوإبادة الشعب الفلسطينى ثم التسلل الذى اصاب كل دول الرفض ، كل هذا من أوله لآخرهمؤامرة متفق عليها بين مصر واسرائيل وامريكا هل هناك سخف واستخفاف بعقول الناس اكثرمن ذلك؟؟
وقد تحدث وزير الخارجية المصرى الى السفير السوفيتى وطلب اليه أنيبحثوا عن أسلوب آخر غير الاستهانة بعقول الناس وان يتجهوا مباشرة الى حملمسئوليتهم ووقف المجازر الدموية فى جنوب لبنان فموقف السوفييت لم يتغير انهم يرونمصر ليست ذيلا للسوفييت فهى إذن ذيل لامريكا ونحن لا ذيل للسوفييت ولا ذيل لامريكاولكننا الذيل والراس والعقل والقلب لمصر ٠٠ وهذه مشكلتنا وبسبب حرصنا على هذهالمبادىء دائما كانت متاعبنا مع الاتحاد السوفيتى وغيره فماذا فعل الاتحاد السوفيتىلوقف كل ما حدث فى لبنان ؟ ٠٠ إنه لم يفعل اكثر مما فعلته دول الرفض لا شىء ٠٠ ولوتساءلنا الآن من هى الدولة التى تستطيع أن تؤثر فى اسرائيل لكان الجواب : إنهاامريكا بغير شك ؟
ولقد رأينا ما الذى فعله الاتحاد السوفيتى بعد مضى أيام منالغزو الاسرائيلى ٠٠ فالسوفييت على طريقتهم اغلقوا الابواب على انفسهم اربعة اياميناقشون ويفكرون ويقررون ٠٠ بينما قررت امريكا الانسحاب الفورى من جنوب لبنان ،وإرسال قوات طوارىء دولية مؤقتة الى أن يتولى الجيش اللبنانى السيطرة على الموقف
وهذه هى امريكا التى تآمرت مع اسرائيل ومصر لاكتساح جنوب لبنان ، أليس هذا الذىيرددونه هذياناً فكريا ٠٠ وامتهانا لعقول الناس ؟ بينما نجد الرئيس كارتر قد اتخذمواقف ايجابية ، وفى غاية الشجاعة وفى نفس الوقت تتهمه دول الرفض بالضعف والسلبية ؟وعليهم الآن أن يسألوا عن المواقف الأكثر ايجابية والحاسمة التى اتخذها الاتحادالسوفيتى سيدهم ومولاهم فى الأيام الأخيرة وقبلها ! إنهم إناس لا يعرفون الحياء ٠ولن ينصلح حال هذه الدول التى تسمى نفسها دول الرفض ، إلا اذا قيض الله لها حكاماآخرين اكثر صدقا واشجع قرارا وانبل هدفا
سؤال : هل حددت الدول الداعية الى عقد مؤتمر القمة مدينة القاهرةمكانا للاجتماع ؟ ٠٠ ام أنها لم تفعل ذلك لأنك اعلنت أن الذين شتموا مصر وأهانواشعبها لن يدخلوها ؟؟
الرئيس : أنا أعلنت أنه لا مانع من الاشتراك فى هذا المؤتمرفى أى مكان ، وفى أى زمان ٠٠ ولم يحدد احد مدينة القاهرة ، وحتى لو اختاروا القاهرةفلا مانع ايضا ٠ ومادامت الجامعة العربية قد اتخذت مقرها القاهرة ٠٠ فلا مانع مندخولهم ولن امنع احدا
ولكن عندما أعلنت أن الذين شتموا مصر من الرؤساء والساسةلن يدخلوا مصر فكان قصدى أننى لن استقبلهم بما يستحقونه من الحفاوة الرسميهوالترحيب الشعبى وأنما كأى مواطن عربى او حتى اجنبى لا ترى الدولة ضررا فى دخولهولذلك سوف يدخلون القاهرة تماما كما يدخل أعضاء الامم المتحدة مدينة نيويورك التىهى مقر المنظمة الدولية واذا انعقد هذا المؤتمر فسوف نرى ما الذى يمكن او يستطيعاحد ان يضيفه من مطالب ومواقف لما فعلته مصر عربيا وعالميا
__________________
اطلبوا العلم، فإن عجزتم فأحبوا أهله، فإن لم تحبوهم فلاتبغضوهم
هيا بنا نتعلم الديمقراطية
<!-- Facebook Badge START --><!-- Facebook Badge END -->
رد مع اقتباس