كيفيةإعداد البحوث الكمية والبحوث الكيفية وبحوث الفعل
يعتبرالبحث العلمي عملية فكرية منظمة تقومعلى إتباع المنهج العلمي من أجل تقصي الحقائق في مشكلة معينة للوصول إلى حلولملائمة أو نتائج صالحة للتعميم على المشاكل المماثلة، ومن أهم خصائص البحث العلميالأصالة والإبداع والأمانة العلمية والموضوعية والدقة والاعتماد على الموضوع، كماأن نتائج البحث العلمي مرهونة بالمنهج المستخدم فيه، ولا يمكن أن يعتد بنتائج بحثما لم يكن المنهج المتبع فيه سليماً. ت
مهارات بحثية يجب أن تتوافر في الباحث وهي: ت
الملاحظةوالتجربة
المقارنةوالاستنتاج
التنبؤوالتصنيف والقياس باعتبارها جزءا من مهارات البحث العلمي
الثقةفي قدراته الإدراكية والتفكيرية والمقدرته على التذكر
استخدامالحواس في الملاحظة للوصول إلى المعرفة
كذلكيجب على الباحث أن يكرر ملاحظاته حتى يضمن عدمالوقوع في الخطأ. ت
تنقسمالتصنيفات البحثية إلى : ت
بحوثأساسية وهي موجهه لتطوير النظريات
بحوثتطبيقية موجهه لاختبار النظرية ولتطبيق المعرفة الجديدة لتحسين الواقع العمليللنظرية
بحوثأكاديمية لنيل درجة أو ترقية
بحوثكمية تهتم بجمع البيانات وتعالج بأساليب إحصائية تقود إلى نتائج يمكن تعميمها
بحوثكيفية تعتمد على ظاهرة معينة يتناولها الباحث بالدراسة في ظروفها الطبيعية وهذاالنوع من البحوث سوف نتكلم عنه بالتفصيل. ت
تعتبر البحوث الكمية من أكثر البحوث شيوعاواستخداما من قبل الباحثين عامة والباحثين العرب خاصة، وأصبح الاتجاه لهذا النوع منالبحوث كبيرا لأن الملاحظة المباشرة التي كانت تستخدم في البحوث الكمية كطريقة منطرق بحث الظواهر الاجتماعية غير كافية في مساعدة الباحث في الإجابة عن العددالمتزايد من التساؤلات التي تطرحها الظروف والتغيرات الحديثة. ت
وينقسم البحث العلمي تبعا لسؤال مشكلة البحث إلىبحوث تجريبية وبحوث غير تجريبية، ويقصد بالبحوث التجريبية تلك التي تعتمد علىاستخدام التجربة المحكمة في تأكيد فرضيات البحث أو رفضها، والبحوث غير التجريبيةيقصد بها البحوث التاريخية والبحوث المسحية، وتستخدم البحوث المسحية في العلومالإدارية والاجتماعية والتربوية. ت
تعرف البحوث الكمية على أنها تلك البحوثالتي تستخدم الأرقام في تحليل بياناتها وتخضع لشروط الصدق والثبات وتعالج بياناتهاإحصائيا ، ويمكن تعميم نتائجها على المجتمع الأصلي، وهي تعتمد على البحوث المسحيةالتي تعني بجمع البيانات من خلال استعمال أدوات قياس كمية. ت
الهدفمن البحوث الكمية هو التأكد من صدق الظاهرة ، ودراسة المجتمع الأصلي للعينات، دراسةالسلوك، وملاحظة الظواهر التي يمكن ملاحظتها. ت
وتمرالبحوث الكمية بخمس مراحل وهي مراحل مترابطة وكل واحدة تتأثر بأخرى . وهذه المراحل: ت
أولاً: مرحلة تحديد المشكلة ( مشكلة البحث)وذلك عن طريق: ت
أ-مصادرالمشكلة البحثية من (الخبرة البحثية ، استشارة المختصين ، دراسات سابقة أو ندواتومؤتمرات ، وسائل الإعلام والانترنت. ت
ب-صفاتالمشكلة البحثية ( عدم الإضرار بمصلحة عامة أو خاصة ، لا تخالف مبدأ شرعي أو قانوني، تقع ضمن الإمكانيات المتاحة للحصول على البيانات اللازمة .ت
ثانياً: مرحلة تحديد أهداف البحث وصياغته وأسئلته وفرضياته
ثالثاً: مرحلة جمع البيانات
رابعاً: مرحلة تحليل البيانات عن طرق: ت
أ-الإحصاءالوصفي ( عرض البيانات ، مقاييس النزعة المركزية ، مقاييس التشتت. ت
ب-الإحصاءالاستدلالي ( العلاقة بين متغيراالبحث ، الفرق بين مجموعتين ، التنبؤ. ت
خامساً: مرحلة كتابة النتائج والتوصيات ( رصد النتائج ، تقديم التوصيات ، ملخص البحثوالتوثيق. ت
تستخدمفي البحوث الكمية ثلاث طرق: ت
الطريقةالأولي هي الطريقة الإحصائية أي المعالجة الرياضية للبيانات الكمية ومنها الإحصاءاتالسكانية والزواج والطلاق والمواليد والوفيات. ت
الطريقةالثانية هي المسح الاجتماعي ونعني بها تسجيل وتفسير الوضع الراهن لنظام اجتماعي أولجماعة أو لبيئة بهدف دراسة الواقع الاجتماعي للحصول على بيانات يمكن تصنيفهاوتفسيرها للاستفادة منها في التخطيط المستقبلي . ت
الطريقةالثالثة وهي من شقين socio ويعني اجتماع و metro ويعني قياس ومن ثم السوسيومترية وهي طريقة للتعرف على درجة الانجذاب والتنافرالتي يظهرها الأفراد تجاه بعضهم البعض، ويتم في هذه البحوث طرقتين للقياس وهما: ت
أ- الاستخبارات أو الاستبيانات
ب-الاستبار ( لقاء شخصي بين الباحث والمبحوث وعادة يكون المبحوثين لا يستطيعون القراءةوالكتابة ويقرأ الباحث لهم باللهجة العامية أو الدارجة حتى يستطيعوا الفهم ليدونالباحث إجاباتهم في استبانتهم ، يجب أن يجيب كل واحد على حده .ت
مميزاتالبحوث الكمية أنها تتيح للباحث أمكانية القياس الكمي للظواهر قيد البحث ، وتوفرللإدارة التربوية أرضية علمية لاتخاذ القرار ، وتساعد في تحديد مجموعة من بدائلالحلول، وتستخدم في أغلب البحوث بسهولة .
ومنأهم عيوبها أنها لا تقيس الظواهر أو العوامل اللاكمية أي غير القابلة للقياس ، وفيحالة البدائل وحل مشكلة اختيار الحل الأمثل لا تسمح باختيار الحل الأمثل إلا بمعيارواحد فقط ، وهي تحتاج لتكلفة عالية ونجد بها صعوبة تعميم النتائج إذا كانت العيناتغير ممثلة تمثيلا تاما للمجتمع الأصلي. ت
يعرف البحث الكيفي على أنه جهد منظم يعتمدالملاحظة للسلوك بهدف التوصل للأسباب الحقيقية للتصرف، أي يعتمد على الملاحظةالحسية والعقلية والكيفية ويعتمد على تواجد ظاهرة معينة كما يهتم البحث الكيفيبالإجابة على تساؤلات تبدأ ب لماذا؟ أو ماذا؟ أو متى؟ ويعتمد البحث الكيفي على صفةأساسية تتمثل فيما يمنحه للباحث من فرصة لفهم معنى الظاهرة موضوع البحث. ت
يعتمدالمنهج الكيفيبشكل أساسي على إدراكالموضوع وتفسيره، وعند تطبيقه يجب على الباحث أن: ت
يتعرضللموقف بشكل مباشر ليلاحظه ويجمع البيانات عنه وذلك عن طريق الملاحظة المستمرة إماعن طرق حضور اجتماعات أو التواجد في أماكن تجمع أفراد العينة. ت
يجمعالباحث البيانات النوعية للأبحاث الكمية بصورة كلمات لفظية أو صور بدل استخدامالأرقام وذلك عن طريق مقابلات أو تسجيلات أو كتب دراسية أو صور. ت
يحلل البيانات بطريقة استدلالية وأن يهتم بمشاعرالأفراد ومداركهم للمجالات الحياتية وقيمهم التي يدركونها وليس كما يدركها الباحث. ت
ويجبعلى الباحث أن يلتزم بأخلاقيات البحث وهي: ت
أ-الصدقالعلمي ( الانحياز العلمي بايجابياته وسلبياته ). ت
ب-الحفاظعلى صالح المبحوثين أي أن لا تكون نية مضمرة لتشويه أفكارهم ومعتقداتهم من خلالاختبار عينة شاذة غير ممثلة تعتمد التشهير، أن يختار أداة البحث المناسبة لتعليمهموثقافتهم حتى تتطابق تعبيراتهم مع ما يقصدونه تماما، أن لا يحرج المبحوث وأن يعلنأسفه واعتذاره فور إحساسه بعدم ارتياح المبحوث. ت
جـ-احترامالثقافة المحلية مع تقويمها من زاوية وظيفتها لهم لا من زاوية ثقافة أخرى دخيلة. ت
د- احترام القواعد التشريعية في إجراء البحوث خلال استخراج التصاريح والالتزامبضوابطها. ت
وبما أن البحوث الكيفية تشتمل على الدقةوالشمولية في أداة الملاحظة التي تعتمد عليها في جمع البيانات أصبح يفضل استخدامهافي معالجة الكثير من القضايا والمشكلات البحثية. ت
والنقد الموجه لهذا النوع من البحوث هو أنها: ت
أ-بحوثغير علمية أو موضوعية وغير مفيدة وهذا غير صحيح لأنها علمية وموثوق في نتائجها،وموضوعية لأن الباحث يعرف انحيازاته صراحة ولدية منظور معين يتكلم عنه بناءا علىالرؤية التي يتبناها كما لاحظها تماما. وهي مفيدة لأنها تكمل البحوث الكمية للتقدمفي المجالات الإنسانية عموما. ت
ب-لاتصلح للتعميم فهو صحيح لأن الشمولية في التعميم لا تصلح للحالات المنفردة . ت
ثالثاً: بحوث الفعل Action Research
تعتبر بحوث الفعل مجموعة من العمليات التيتمكنك من تحسين أدائك التدريسيوتطويرتصميم المناهج ومنظومة التقويم وذلك عن طريق تسجيل ملاحظاتك ثم عرضها للمناقشة معغيرك من المهتمين في هذا المجال لعمل ندوة أو سمنار أو حتى عن طريق نشرها فيالمجلات التربوية أو العلمية أو الدورياتالمختصة في هذا المجال. ت
وبحوثالفعل عادة ما تعالج مشكلة ما . وهي تتم في الواقع وهي غالبا ما تعطينا نتيجة تحسنالوضع التعليمي وتساعد المسئولين وأصحاب القرار في اتخاذ القرارات المناسبةوالحكيمة حيال المشاكل المطروحة على الساحة. ت
والغرض من بحوث الفعل هو تحسين الممارساتالتعليمية الخاصة بك كمعلم فيجب أن تحدد المشاكل التي تواجهك في الفصل أو المدرسةوتحاول أن تحلها عن طريق بحوث الفعل،ولذلكيجب أن يقوم الباحث بتحديد انطباعه عن هذه المشكلة وعمل خطة لمواجهتها والعمل علىتنفيذها ومتابعة ومراقبة النتائج حتى يصل للحل المناسب . ويجب على الباحث إذا اكتشفأن خطته لم تكن على المستوى المطلوب أو واجهته مشاكل في التطبيق يجب أن يضع خطةبديلة على الفور وتطبيقها من جديد وتقييمها ليحصل على ما يريد من نتائج تساعده فيحل هذه المشكلة بما يعود بالفائدة على العملية التعليمية ككل. ت
بحوثالفعل لا تعمم لأنها تتطرق لمشكلة ما خاصة بجهة معينة أي تكون لمواقف محددة، مثالإذا كان معلم مادة معينة مثلا يدرس فصلين فليس بالضرورة أن تكون المشاكل التييواجهها في الفصلين واحدة أو نتيجة لنفس الأسباب. ت
بحوث الفعل عادة ما تكون من واقع العمل فيأي مجال وهنا سوف نتحدث عن بحوث الفعل التي طبقت على تدريب المعلمين لتحسين الواقعالتربوي ومنها التدريب على رأس العمل أي التدريب أثناء الخدمة ( In - service training ) والتي عن طريقها يزيد المعلم معلوماته وينمي مهاراته. وهذا التدريب أو الخبرة المنظمة التي يحصلعليها المعلم غالبا ما تؤثر إيجابا على اتجاهاته أو تصحح فهمه لعمله . و يعتبر هذاالتدريب عملية تعليمية لمساعدة المعلمين على أداء أعمالهم بكفاءة أكثر مما سيكون لهنتيجة في تحسين نتائج الطلاب. ومن أهم الأساليب المعروفة لبرامج تنمية المعلم هيالتدريب أثناء الخدمة واللقاءات التربوية وورش العمل والقراءات الموجهة . ولكي تقدمبرنامج ناجح يجب أن يكون للبرنامج أهدافا معينة ،و أن يهتم بحاجات المعلمينوالمدرسة معا ،و أن يكون للمعلم دور فعال في التخطيط والتنفيذ لهذه النوعية منالبرامج ، وأن يقام في أوقات مناسبة للمعلمين وأن تكون المدارس مهيأة لتطبيق نتائجهذه البرامج . ت
ولكيترغب المتدربين أو مسئوليهم لهذا النوع من البرامج التي تدعوا للتغيير في طريقةالعمل أو الإنتاجيجب أن تساعدهم على رؤيةالجانب الجيد وتقديم الحوافز المعنوية كمايجب أن توضح لهم ما الذي تريد تغييره وشرح أهميته لهم وفهم أن ذلك لن يحدثدفعة واحدة وتبدأ بالفعل لا الكلام لأن ذلك ما يجعل الأمور أفضل. ت
المصادر:
حبشي،محمد. البحوث الكيفية.
ناصف،محمد. البحوث الكمية والمشكلات التربوية المرتبطة بها.
إبراهيم،شعبان. بحوث الفعل من أجل تحسين الواقع التربوي.