لام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخواني واخواتي الأفاضل
غض البصر ،،، قيمة إسلامية منسية
قبل فترة قصيرة أصدر أحد المراكز الإحصائية التابعة لجامعة ( ميريلاند الأمريكية ) دراسة حول مواقع الانترنت ال*****ة جاء فيها أن أكثر من ثمانين موقعاً *****اً جديداً يفتح أبوابه يومياً. وفي توقيت ظهور تلك الدراسة نفسه ظهرت دراسة طبية جاء فيها أن عدم انتشار الأمراض الجنسية الخطيرة في المجتمعات الإسلامية يعود إلى التزام نسبة كبيرة من المسلمين بتعاليم الإسلام الخاصة بغض البصر. وأضافت الدراسة: إن قيمة غض البصر تؤدي إلى الوقاية من العديد من الأمراض النفسية أهمها القلق والاكتئاب والتوتر والإحباط وغيرها من الأمراض النفسية التي تشكل خطرا على مستقبل الإنسان بل إن الدراسة أكدت أن هناك علاقة بين بعض الأمراض التي تصيب البصر وتصيب القلب وعدم الحفاظ على غض البصر بالإضافة إلى انتشار الأمراض الاجتماعية الخطيرة في حال عدم الالتزام بغض البصر. وتطرح الدراستان السابقتان سؤالا مهما حول كيفية الحفاظ على غض البصر كخلق إسلامي قويم، وأخطار عدم الحفاظ على هذا من الناحية الاجتماعية والنفسية خاصة أن الشريعة الإسلامية أكدت على غض البصر كسلوك إسلامي له إيجابياته على الإنسان والمجتمع كله.
أن غض البصر وغيره من القيم الإسلامية الأخرى تساعد في حال الالتزام بها على خلق حال من الرضا داخل كل أفراد المجتمع مما يجعل الزوج راضيا عن زوجته والزوجة راضية عن زوجها وبالتالي ستنعدم الخلافات الزوجية تماما وسيؤدي ذلك بالتالي إلى خلق أسرة متماسكة وستزيد مساحة التفاهم بين الآباء والأبناء فالأبناء لن ينظروا إلى ما في أيدي الآخرين ولن ينظروا إلى البرامج ال*****ة ولا إلى اللحم المكشوف في الشوارع الذي سيختفي في حال التزام الجميع بغض البصر.
الوازع الديني
يجب أن ندرك أن تقوية البناء الاجتماعي الإسلامي يجب أن يمر عبر الحفاظ على الهوية الدينية للشباب ومن أهم السبل التي تدعم هذا البناء قيمة غض البصر فهي وحدها التي تشكل الحافز والمؤثر في الشباب والفتيات في كيفية التعامل مع الجنس الآخر واحترامه وعدم التعامل معه على أنه مجرد وعاء جنسي فحسب وعلى مؤسساتنا التربوية والتعليمية والدينية التضامن فيما بينها لتقوية الوازع الديني ونشر قيمه الرفيعة بين الجميع.
ويجب أن يدرك الشباب والفتيات مدى الآثار التي ستنعكس عليهم بالسلب في حال تكرار النظر إلى مفاتن الجنس الآخر أو إدمان النظر للمشاهد الخليعة والمثيرة وهي مشاهدات ستؤدي إلى انعكاسات خطيرة على المجتمع ككل فالنظرة التي قد يتخيل الشاب أن أثرها سيكون محدودا للغاية من الممكن أن تؤدي إلى كارثة كبيرة عندما يتأثر الشاب نفسيا بالنظر إلى ما يثيره وقد ينعكس ذلك على سلوكه العام فيؤدي به إلى التحرش بأنثى أو ******ها مع ما يجرّه هذا عليه من فضيحة وتعرض للآثار القانونية الناجمة عن هذا.
أن أحد أهم أسباب الانتكاسة التي تشهدها بعض المجتمعات الإسلامية حاليا في مجال الأخلاقيات التي تحكم العلاقة بين الرجل والمرأة هو بعد المرأة عن الاحتشام حيث يتسبب إصرار المرأة على السير بملابس مكشوفة في الشارع في شيوع الزنى وتفكك أواصر المجتمع واندثار الخصال الحميدة كالحياء والعفة وانحلال الأخلاق وكثرة التهتك والميوعة واستفحال أزمات الزواج، وللأسف فقد انتشرت الملابس العارية في مجتمعاتنا الإسلامية حيث تنتشر الفتيات اللاتي يرتدين تلك الملابس في صورة استعراضية سافرة في الشوارع وفي ميادين العمل وعلى الشواطئ وحتى في الجامعات والمعاهد العلمية ومن المؤكد أن هذا الانغماس في التبرج والتزين يؤدي إلى انحدار المجتمع وفي الوقت نفسه يزيد من انحدار كرامة المرأة وفقدانها لأهم معالم كرامتها وهي العفة والعفاف.
الهجمة الغربية
أن العديد من الأمراض النفسية التي يعاني منها الشباب والفتيات يعود إلى عدم اتباع هؤلاء الشباب الوصايا القرآنية والنبوية الخاصة بغض البصر وفي ظل وجود تلك الهجمة الغربية الشديدة على القيم والأخلاقيات الإسلامية فقد انتشرت الملابس العارية التي ترتديها الفتيات ويرتديها الشباب وفي الوقت نفسه انتشرت المواد الإعلامية التي تعرض العري على شاشات الفضائيات وكلها تجذب أنظار الشباب الذي يعاني من البطالة وتأخر سن الزواج، وإن لم يقم العلماء والخبراء بالعمل على تحفيز قدرة الشباب على المقاومة دينيا وثقافيا واجتماعيا فإن جرائم ال****** والتحرش الجنسي ستتضاعف وسنصل إلى مرحلة يعجز الإنسان فيها عن الخروج من منزله.
ومن أبرز الأمراض التي تصيب الإنسان بسبب عدم اتباعه نصيحة غض البصر القلق والاكتئاب والاضطرابات النفسية والخوف والمشكلة التي قد لا يدركها الكثيرون هي أن التكوين البيولوجي للذكر والأنثى يتأثر بشدة بسبب إدمان النظر في المحرمات ومواطن الشهوة لدى الآخرين وهو الأمر الذي يؤدي إلى ضعف الإنسان جنسيا وذلك طبعا يعود إلى الممارسات السلبية الناتجة عن هذه المشاهدات.
التنشئة الإسلامية
ومن المؤكد أن صمام أمان المجتمع يمر عبر تنشئة الأجيال والتربية الإسلامية الصحيحة لإبعادهم عن الممارسات الفاسدة التي تؤدي إلى إثارة الشهوة وتأجيج المشاعر مما يؤدي إلى تبلد إحساس الشباب بالمسؤولية تجاه مجتمعهم الذي يعيشون فيه فعندما تشيع الملابس العارية بين الفتيات وفي ظل المصاعب الاقتصادية التي يواجهها عدد كبير من الشباب وتجعلهم عاجزين عن الزواج فإن احتمالات السقوط كبيرة إلا إذا التزم المجتمع كله بالقيم الإسلامية التي تمنح كل فرد من أفراد المجتمع القدرة على الصمود النفسي والديني أمام ما يواجهه من مشكلات ومن أهم هذه القيم غض البصر.
إن إحدى الدراسات الإحصائية والتي صدرت في الولايات المتحدة الأمريكية أكدت أن حوالي سبعمائة وخمسين ألف حالة حمل تحدث سنويا بين الفتيات الصغيرات ويتم التخلص من نسبة كبيرة من هذه الحالات بالإجهاض المبكر، كذلك أشارت الدراسة إلى وجود أربعة ملايين حالة إصابة بالأمراض الجنسية المعدية وكل ذلك أرجعته الدراسة إلى اندفاع الشباب والفتيات إلى ممارسة الجنس بعد رؤية المشاهد ال*****ة المثيرة.
والذي يجب أن يعرفه كل شاب وفتاة من المسلمين أن العلم أثبت أن عدم غض البصر هو العامل الأساسي وراء الاندفاع خلف الممارسات الخاطئة ومنها على سبيل المثال الانخراط في العادة السرية وهي إهدار للطاقة الحيوية للجسم والتي يحتاجها الجسم بشدة في عمليات النمو البدني المهاري والعقلي أيضا.
وقد ثبت علميا أن الانخراط الزائد في هذا السلوك يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بأمراض عقلية ونفسية شديدة الخطورة والتأثير في مستقبل الإنسان كله.
قيمة إيمانية
وعن قيمة غض البصر كقيمة من القيم الإيمانية غض البصر معناه: خفضه وعدم رفعه من الأرض وذلك تحقيقا لما جاء في قوله تعالى: قُل للْمُؤْمِنِينَ يَغُضوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ، وقد حرص القرآن على إصدار التوجيه الإيماني نفسه لنساء وفتيات المسلمين حيث قال الله تعالى: وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن، وهذا معناه أو المقصود به أن يجتنب الرجل التلذذ برؤية الأجنبيات وزينتهن التي هي مبعث الفتنة للرجال وكذلك على النساء ألا ينظرن إلى الرجال فهذا مصدر فتنة لهن، وقد جاء في السيرة النبوية الشريفة عن أم سلمة رضي الله عنها أنها كانت عند الرسول صلى الله عليه وسلم وميمونة فقالت: فبينما نحن عنده أقبل ابن أم مكتوم فدخل عليه وذلك بعدما أمرنا بالحجاب، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: احتجبا منه، فقلت: يا رسول الله أليس هو أعمى لا يبصرنا ولا يعرفنا؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أوعمياوان أنتما؟ ألستما تبصرانه. والإسلام عندما أمرنا بغض البصر فذلك لأن الله تعالى يعلم أن البصر بريد الزنى لكل من الرجل والمرأة على حد سواء، وقد جعل الله تعالى غض البصر إحدى القيم التي تخلق مجتمعاً مسلماً متماسك الأركان فيقول تعالى في كتابه الحكيم: قُل للْمُؤْمِنِينَ يَغُضوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِن اللهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ.
قناعة واطمئنان
ولغض البصر العديد من الفوائد التي تؤكد رحمة الله بالمسلمين عندما أمرهم بغض البصر، فإنه يجعل قلب المسلم متفرغا للتفكير في مصالحه والاشتغال بها بعيدا عن إلهاء القلب باشتهاء الحرام كما أن المسلم عندما يعود نفسه على غض البصر سيصل إلى مرحلة من القناعة التي تغنيه تماما عن اشتهاء ما في يد الغير وهو ما قد يولد الحسرة في قلب المسلم ويولد الحقد بين المسلمين وهذا يؤكد أن الإنسان عندما يعود نفسه على اتباع أوامر الله في غض البصر سيجني نفسا مطمئنة وراضية وسيصرف عواطفه إلى زوجته وأبنائه ودينه وهو ما يرضيه في الدنيا ويرضيه في الآخرة.
ومن أفضل فوائد غض البصر أيضا التي أكدها الفقهاء قديما وحديثا أنه يخلص قلب المسلم من الشهوة الحرام ويخلصه من القلق والتوتر ومن عدم القبول لحياته مع زوجته.
ويجب أن يدرك المسلم أن غض البصر يجب أن يشمل أيضا غض البصر عن عورات الآخرين وغض البصر عن بيوت الناس وما تحتويه من أسرار، فكما يتناول غض البصر الأجنبيات والأجانب من النساء والرجال فإن غض البصر يجب أن يتناول أيضا غض البصر عن بيوت الناس؛ فبيت الرجل يستر بدنه كما تستره الثياب وغض البصر عما في أيدي الآخرين من أموال ونساء وأبناء ومتاع فالله تعالى يقول: لاَ تَمُدن عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتعْنَا بِهِ أَزْوَاجاً منْهُمْ وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ.
ويجب أن يدرك كل مسلم أن بين العين والقلب منفذا أو طريقا يوجب اشتغال أحدهما عن الآخر وأن يصلح بصلاحه ويفسد بفساده فإذا فسد القلب فسد النظر وإذا فسد النظر فسد القلب.
عفة الشباب
القرآن الكريم أمر المسلمين بالعفة والصوم كعلاج للشاب الذي لا يملك أسباب الزواج حيث يقول الله تعالى: وَلْيَسْتَعْفِفِ الذِينَ لا يَجِدُونَ نِكَاحاً حَتى يُغْنِيَهُمْ اللهُ مِن فَضْلِهِ. والآية السابقة توضح أن غض البصر والاستعفاف وسيلة من وسائل طلب الغنى من فضل الله تعالى أي إن الشاب المسلم عندما يغض بصره استعفافا فلن يكون جزاؤه إلا الغنى من عند الله وقد رسم القرآن الكريم المثل الأعلى لعفة الشباب وضرورة غض البصر في البطولة النفسية التي تتجلى وبصدق في قصة يوسف عليه السلام وجعلها نموذجا رائعا لانتصار العقل على الهوى حيث استعصم بدينه وتقواه بعد أن راودته امرأة العزيز وقال: قَالَ رَب السجْنُ أَحَب إِلَي مِما يَدْعُونَنِي إليه.
ومن هذا المنطلق لا يحل للمسلم أن ينظر إلى المحرمات بملء العين وعليه أن يكف النظر عما لا يحل له بخفضه إلى الأرض أو بصرفه إلى الأرض أو بصرفه إلى جهة أخرى، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول في حديثه الشريف: ثلاثة لا ترى أعينهم النار يوم القيامة: عين باتت تحرس في سبيل الله، وعين بكت من خشية الله، وعين كفت عن محارم الله، والرسول يقصد من الحديث سد الذرائع، فالنظرة بريد الزنى وهو أمر أكده العلم الحديث الذي أكد أن أولى مراحل العلاقة المحرمة هي النظر بالعين وهكذا فإن الإنسان من الممكن أن يسقط في الرذيلة فقط بسبب نظرة إلى ما لا يحل له.
وقد حرص الإسلام على التأكيد على ضرورة أن يغض المسلم بصره لأن النظرة سهم من سهام الشيطان وكثيرا ما تُوقع الإنسان في الخطايا، والإسلام عندما حث على غض البصر كان يهدف إلى سد هذا الباب كي يحيا الإنسان المسلم والمجتمع المسلم كله حياة طاهرة نقية يأمن فيها المسلم على بناته وزوجاته وأخواته.
النهي عن التبرج
وفي الوقت نفسه الذي أمر فيه الإسلام بضرورة غض البصر فقد أمر المسلمين والمسلمات بالامتناع عن إظهار المفاتن ومنع المرأة من التبرج أو إظهار المفاتن والمحاسن حفاظا على المجتمع من ضرر التبرج وصيانة لكرامة المرأة وحماية وإعفافا لها وللرجال، يقول الله تعالى: ولا يُبْدِينَ زِينَتَهُن إِلا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِن عَلَى جُيُوبِهِن ولا يُبْدِينَ زِينَتَهُن إِلا لِبُعُولَتِهِن أَوْ آبَائِهِن أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِن.
وقد فرض الله تعالى الحجاب الشرعي ليصون كرامة المرأة وقد شبه الرسول صلى الله عليه وسلم المرأة المتبرجة بالظلمة التي لا نور فيها فقال: مثل الداخلة في الزينة في غير أهلها كمثل ظلمة يوم القيامة لا نور لها، ذلك أن الأزياء الفاضحة والزينة عدوان على عفاف الإنسان وإرهاق لمشاعره.
والذي قد لا يعلمه الكثيرون أن غض البصر يؤدي إلى منح المسلم قوة تنعكس على علاقته الحميمية بزوجته والدليل على ذلك أن مجتمعاتنا اليوم تشهد ظهور العديد من الإحصاءات التي تؤكد تزايد نسبة العجز الجنسي بين شبابنا والبرود الجنسي لدى نسائنا ويؤكد العلم الحديث أن تفشي ظاهرة النظر واللمس بين الرجال والنساء وإدامة النظر إلى أماكن الشهوة يضعف الحس عن تمام الإدراك والتأثر به ولا تنبعث به الشهوة وهو ما يطلق العلماء عليه اليوم العجز أو البرود الجنسي.
وقد تنبه بعض فلاسفة الغرب لمظاهر الانفتاح في العلاقة بين الرجل والمرأة وخطر تفشي الأفلام ال*****ة فأكدوا أن سبب تزايد حوادث الطلاق والتفسخ الأسري في مجتمعات الغرب يعود إلى النظام الذي ينشر ظاهرة التبرج وإظهار المفاتن وإباحة النظر إليها مما يتسبب في مخاطر كبيرة تنعكس على المجتمع كله.
إغلاق أبواب الشيطان
إن غض البصر من الأخلاق التي حث الإسلام على اتباعها وقد حرص الشارع الحكيم على وضع عقوبات تعزيرية لمن يرفض الالتزام بآداب الإسلام التي تلزمنا بغض البصر. ونحن إذا نظرنا في التاريخ الإسلامي سوف نجد أن التزام المسلمين بالآداب والأخلاق الإسلامية ومنها غض البصر. جعل المرأة التي يموت زوجها تعيش حياة كريمة ولا يتعرض لها أحد بسوء؛ لأنها تحافظ على ملبسها وعلى احتشامها في الوقت الذي احتفظ فيه المسلمون بقيم الحب والود ولكن للأسف الشديد فإن المجتمع المسلم اليوم غيّب عقله وغيّب القيم الإسلامية الرشيدة وأصبحت نسبة كبيرة من فتياتنا اليوم تهين نفسها وتعرض مفاتنها على “ذباب البشر” أي على الفساق والفجار فضلا عن تعديها على أبصار الأطهار وهو ما يمكن أن يوقع هؤلاء الأطهار أيضا في شر الرذيلة.
والله سبحانه وتعالى عندما أمر بغض بصر المسلمين إنما كان يهدف إلى إغلاق أبواب الشيطان الموصلة إلى الفتنة بين الرجال والنساء، وأمر بالحيطة وتحري الدقة في الستر حتى لا يتحرك في أي من الطرفين الذكر أو الأنثى الغريزة أو الشهوة تجاه ما حرم الله فالجميع يعلم أنه لا فتنة أضر على الرجال من فتنة النساء وقد صح عنه صلى الله عليه وسلم قوله:
ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء.
وما عرض المفاتن والنظر إليها إلا خطوة مهمة وجادة وحاسمة من خطوات الشيطان التي حذر الله تعالى: يَا أَيهَا الذِينَ آمَنُوا لا تَتبِعُوا خُطُوَاتِ الشيْطَانِ وَمَن يَتبِعْ خُطُوَاتِ الشيْطَانِ فَإِنهُ يَأمر بِالْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ.
أمر إلهي
إن المجتمعات المسلمة في حاجة فعلية اليوم لترسيخ قيمة غض البصر خاصة في ظل اختلاط الرجال والنساء في العديد من المنتديات والأماكن العامة والطرقات فضلا عن الأسواق وأماكن العمل والجامعات.
رجال أجانب عن النساء يظهرون طهرهم وورعهم وتقواهم ومنهم الفاجر المتلصص على النساء. ولذا يأمر رب الأرض والسماء النبي صلى الله عليه وسلم بأن يأمر عموم النساء بالخُمر من أعلاهن لأدناهن لضمان الوقاية من الإيذاء: يَا أَيهَا النبِي قُل لأزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِن مِن جَلابِيبِهِن ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللهُ غَفُوراً رحِيماً وهناك خطأ تقع فيه الأخوات والأمهات يكمن في إصرارهن على ارتداء الملابس العارية التي تكشف لحومهن أمام أبنائهن وإخوتهن وهو ما يمثل إثارة لهم، وصحيح أنهم لن ينظروا إليهن ولكن هذا سيثيرهم وسينظرون إلى أخريات في الشارع.
فالإسلام حرص على الأمر بالاستئذان للأبناء في أوقات الراحة والتي تتخفف فيها الزوجة والزوج من ملابسهما وذلك حتى لا تقع أعين الأطفال على المناظر المثيرة وهم في مرحلة مبكرة وذلك كما جاء في قوله تعالى: يَا أَيهَا الذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنكُمُ الذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنكُمْ ثَلاثَ مَراتٍ. والمقصود هنا العبيد والأبناء الذين لم يبلغوا الحلم ولكنهم يعقلون ما يرون وهو ما أوجب أن يستأذنوا قبل الدخول على أهلهم في أوقات ثلاثة وهي الأوقات التي يكون الإنسان متخففا من ملابسه وهي أوقات قبل صلاة الفجر، ووقت القيلولة، والثالث بعد صلاة العشاء.
والرسول صلى الله عليه وسلم أمر بالتفريق بين الأطفال في المضاجع للغرض ذاته وهو ما يؤدي إلى الوقاية من الانحرافات الأخلاقية والسلوكية نتيجة عدم غض البصر.
أسأل الله أن يجعلنا ممن يستمعون الى القول فيتبعون أحسنه
حماكن الله وحفظكن أخواتي الفاضلات
ونسئل الله الستر لنا ولكم الدنيا والاخرة ان شاء الله
__________________
اننا خير أمة اخرجت للناس نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر وكلمتنا الطيبة صدقة !!!
|