[الاستاذة نجوي]

بالفعل الدروس الخصوصية اصبحت واقع , و لكن بعيدا عن السياسة المتبعة في كيل الاتهامات للمدرسين كما نسمع في وسائل الاعلام و احقاقا للحق , دعونا نتناول الموضوع من وجهة نظر مختلفة. على مستوى الطالب , يريد الحصول على مجموع عالي جدا و ليس عالي فقط للتكالب على ما اصبح يسمى كليات القمة , و بالتالي فإن المدرس الغير مؤهل تأهيل صحيح , تماما كأي شئ لا يتم كما يجب في مصر - لا يفي بحاجة الطالب , و بالتالي اصبح عليه البحث عن المصدر الوافي في السوق حيث يتنافس الجميع و لا يسود الا المدرس الجيد في الشرح يذهب اليه الطلاب لسمعته و بالتالي يستطيع تحقيق فائدة اكبر.

ايضا لا يمكن بأي حال ان تلوم المدرس على ان يجد طريقه لتحسين وضعه المعيشي المحدود في امكانيات رواتب هزيلة , لا تصلح للوفاء بأبسط حقوق الانسان المحترم , ليعيش حياة كريمة , فلا يجد سوى ان يقتحم هذا المجال حتى يستطيع ان يفي باحتياجات ضرورية.

اضف الى ذلك عوامل اخرى , مثل تدني المستوى الثقافي العام للشعب ووجود ما يطلق عليه البعض "سياسة القطيع" التي للأسف تميز بها الشعب المصري التي جعلته يلهث وراء سراب الالتحاق بكليات معينة دون غيرها , و كأي سلعة لابد ان يرتفع سعرها و لابد ان يرتفع مجموع القبول بها , و للأسف في النهاية لا يتخرج من الكليات اجيال تستطيع ممارسة مهنتها بصورة سليمة , بالاضافة الى عوامل اخرى مثل الفساد الاداري في المدارس و هو واقع يعرفه اي مدرس كأي مصري شاهد.

الحلول تتمثل في اصلاح وضع المدرس المصري اولا بدون اي ابطاء , فالمدرس في اي دولة في العالم هو من ارقي المهن , ففي سويسرا على سبيل المثال يتقاضي المدرس ما بين ثلاثين الى اربعين الف دولار سنويا , و غيرها من الدول مثل المانيا و بريطانيا , لأن الاهتمام بالتعليم هو اهتمام مباشر بمصلحة الوطن العليا, يجب تطبيق كادر المعلمين المقترح بدون اي ابطاء , و هو ليس الحل الوحيد , بل يجب ان يكون مقدمة لالقاء نظرة تأمل و اشفاق على حال المدرس المصري المسكين , الواقع بين مطرقة مرتبات الدولة و سندان الارتفاع المضطرد في تكاليف الحياة.

ايضا يجب الاهتمام بتخريج جيل من الاساتذة من كلياتهم المتخصصة , علة وعي بطريقة توصيل المعلومة و على وةعي باكيفية التفاعل مع الطالب و متابعين لاحدث مستويات التقدم في موادهم التخصصية , فأنا اجزم ان اصلاح الطالب المصري يبدأ من اصلاح حال المدرس المصري , عندها فقط يمكن الحديث عن تطوير التعليم و عن مجابهة الدروس الخصوصية التي و ان كانت المنفذ الشرعي الوحيد للمدرس المصري , فقد ساهمت ايضا في وجود ظواهر سلبية في المجتمع المصري خاصة بين ابنائنا الطلاب و الله الموفق