عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 04-04-2010, 05:16 PM
الصورة الرمزية محمد حسن ضبعون
محمد حسن ضبعون محمد حسن ضبعون غير متواجد حالياً
نـجــم الـعـطــاء ((رحمه الله))
 
تاريخ التسجيل: Feb 2008
العمر: 63
المشاركات: 11,875
معدل تقييم المستوى: 29
محمد حسن ضبعون is just really nice
افتراضي

أبو فراس الحمدانى

لمنْ جاهدَ الحسادَ أجرُالمجاهدِ
وَأعْجَزُ مَا حَاوَلْتُإرْضَاءُ حَاسِدِ
و لمْ أرَ مثلي اليومَ أكثرُحاسداً ؛
كأنّ قُلُوبَ النّاسِ لي قَلبُوَاجِدِ
ألمْ يَرَ هذا النّاسُ غَيْرِيَفاضِلاً؟
وَلمْ يَظْفَرِ الحُسّادُ قَبليبمَاجِدِ؟!
أرى الغلَّ منْ تحتِ النفاقِ ،وأجتني
مِنَ العَسَلِ المَاذِيّ سُمّالأسَاوِدِ
وَأصْبِرُ، مَا لْم يُحْسَبِالصَّبْرُ ذِلّة ً،
وَألْبَسُ، للمَذْمُومِ، حُلّةحَامِدِ
قليلُ اعتذارٍ ، منْ يبيتُذنوبهُ
طِلابُ المَعَالي وَاكتِسَابُالمَحامِدِ
و أعلمُ إنْ فارقتُ خلاَّعرفتهُ ،
و حاولتُ خلاً أنني غيرُواجدِ
وَهل غضَّ مني الأسرُ إذْ خفّناصري
و قلَّ على تلكَ الأمورِمساعدي
ألا لا يُسَرّ الشّامِتُونَ،فَإنّهَا
مَوَارِدُ آبَائي الأولى ،وَمَوَارِدِي
و كمْ منْ خليلٍ ، حينَ جانبتُزاهداً
إلى غَيرِهِ عَاوَدْتُهُ غَيرَزَاهِدِ!
وماكلُّ أنصاري من الناسناصري
ولاَ كلَّ أعضادي،منَ الناسِعاضدي
وَهَل نافعي إنْ عَضّني الدّهرُمُفرَداً
إذا كانَ لي قومٌ طوالُالسواعدِ
وَهَلْ أنَا مَسْرُورٌ بِقُرْبِأقَارِبي
إذا كانَ لي منهمْ قلوبُالأباعدِ؟
أيا جاهداً ، في نيلِ ما نلتُمنْ علاَ
رويدكَ ! إني نلتها غيرَجاهدِ
لَعَمْرُكَ، مَا طُرْقُالمَعَالي خَفِيّة ٌ
وَلَكِنّ بَعضَ السّيرِ ليسَبقَاصِدِ
و يا ساهدَ العينينِ فيمايريبني ،
ألا إنّ طَرْفي في الأذى غَيرُسَاهِدِ
غفلتُ عنِ الحسادِ ، منْ غيرِغفلة ٍ ،
وَبِتّ طَوِيلَ النّوْمِ عَنْغَيْرِ رَاقِدِ
خليليَّ ، ما أعددتمالمتيمٍ
أسِيرٍ لَدى الأعداءِ جَافيالمَرَاقِدِ؟
فريدٍ عنِ الأحبابِ صبٍّ ،دموعهُ
مثانٍ ، على الخدينِ ، غيرُفرائدِ
إذا شِئتُ جاهَرْتُ العدوّ،وَلمُ أبتْ
أُقَلّبُ فَكْري في وُجُوهِالمَكَائِدِ
صبرتُ على اللأواءِ ، صبرَ آبنِحرة ٍ ،
كثيرِ العدا فيها ، قليلِالمساعدِ
فطاردتُ، حتى أبهرَ الجريُأشقري،
وضاربتُ حتى أوهنَ الضربُساعدي
و كنا نرى أنْ لمْ يصبْ ، منْتصرمتْ
مَوَاقِفُهُ عَن مِثلِ هَذيالشّدائِدِ
جمعتُ سيوفَ الهندِ ، منْ كلِّبلدة ٍ ،
وَأعْدَدْتُ للهَيْجَاءِ كُلّمُجَالِدِ
وأكثرْتُ للغَاراتِ بَيْنيوَبَيْنَهُم
بناتِ البكيرياتِ حولَالمزاودِ
إذا كانَ غيرُ اللهِ للمرءِ عدةٌ ،
أتَتْهُ الرّزَايَا مِنْوُجُوهِ الفَوَائِدِ
فَقد جَرّتِ الحَنفاءُ حَتفَحُذَيْفَة ٍ
و كانَ يراها عدة ًللشدائدِ
وَجَرّتْ مَنَايَا مَالِكِ بنِنُوَيْرَة ٍ
عقيلتهُ الحسناءُ ؛ أيامَ " خالدِ "
وَأرْدى ذُؤاباً في بُيُوتِعُتَيْبَة ٍ،
أبوهُ وأهلوهُ ؛ بشدوِالقصائدِ
عسى اللهُ أنْ يأتي بخيرٍ ؛فإنَّ لي
عوائدَ منْ نعماهُ ، غيَرَبوائدِ
فكمْ شالني منْ قعرِ ظلماءَ لمْيكنْ
ليُنقِذَني مِن قَعرِها حَشدُحاشِدِ
فإنْ عدتُ يوماً ؛ عادَ للحربِوالعلاَ
وَبَذْلِ النّدى وَالجُودِأكرَمُ عائِدِ
مَرِيرٌ عَلى الأعْدَاءِ،لَكِنّ جارَهُ
إلى خَصِبِ الأكنافِ عَذبِالمَوَارِدِ
مُشَهًّى بِأطْرَافِ النّهارِوَبَيْنَهَا
لَهُ مَا تَشَهّى ، مِنْطَرِيفٍ وَتالِدِ
مَنَعتُ حِمى قَوْمي وَسُدتُعَشيرَتي
وَقَلّدْتُ أهْلي غُرّ هَذِيالقَلائِدِ
خَلائِقُ لا يُوجَدْنَ في كُلّماجِدِ،
وَلَكِنّهَا في المَاجِدِ ابنِالأمَاجِدِ

أبو فراس الحمدانى

سَلامٌ رائِحٌ،غادِ،
عَلى سَاكِنَة ِالوَادِي
عَلى مَنْ حُبّهَاالهَادَي،
إذَا مَا زُرْتُ،وَالحَادِي
أُحِبُّ البَدْوَ، مِنْأجْلِ
غزالٍ ، فيهمُبادِ
ألاَ يا ربة َ الحليِ،
على العاتقِوالهادي
لقدْ أبهجتِ أعدائي
و قدْ أشمتِحسادي
بِسُقْمٍ مَا لَهُشافٍ،
و أسرٍ ما لهُفادِ
فَإخْوَانيوَنُدْمَاني
و عذاليَعوادي
فَمَا أَنْفَكّ عَنْذِكْراكِ
في نَوْمٍوَتَسْهَادِ
بشوقٍ منكِ معتادِ
وَطَيْفٍ غَيْرِمُعْتَادِ
ألا يا زائرَالموصـ
ـلِ حيِّ ذلكَالنادي
فَبِالمَوْصِلِإخْوَاني،
و بالموصلِأعضادي
فَقُلْ لِلقَوْمِيَأتُونِـ
ـي منْ مثنىوأفرادِ
فعندي خصبُ زوارٍ
و عندي ريُّورادِ
وَعِنْدِي الظّلمَمْدُوداً
عَلى الحَاضِرِوَالبَادِي
ألاَ لاَ يَقْعُدِالعَجْزُ
بكمْ عنْ منهلِالصادي
فَإنّ الحَجّمَفْرُوضٌ
معَ الناقة ِوالزادِ
كفاني سطوة َالدهرِ
جوادٌ نسلُأجوادِ
نماهُ خيرُ آباءٍ
نَمَتْهُمْ خَيْرُأجْدَادِ
فَمَا يَصْبُو إلىأرْضٍ
سوى أرضيوروادي
وقاهُ اللهُ ، فيماعـا
شَ، شَرَّ الزّمَنِالعَادِي

أبو فراس الحمدانى

وَزِيَارَة ٍ مِنْ غَيرِوَعْدِ،
في لَيْلَة ٍ طُرِقَتْبِسَعْدِ
بَاتَ الحَبِيبُ إلىالصّبَا
حِ معانقي خداًلخدِّ
يُمْتَارُ فيّوَنَاظِري
ما شئتَ منْ خمرِووردِ
قَدْ كَانَ مَولايَالأجـ
ـلّ، فَصَيّرَتْهُ الرّاحُعَبْدِي
لَيْسَتْ بِأوّل مِنّةٍ
مشكورة ٍ للراحٍِ عندي

أبو فراس الحمدانى

ليسَ جوداً عطية ٌبسؤالِ
قدْ يهزُّ السؤالِ غيرَالجوادِ
إنّما الجُودُ مَا أتَاكَابْتِدَاءً
لَمْ تَذُقْ فِيهِ ذلّة َالتّرْدَادِ

أبو فراس الحمدانى

وَلَمَّا تَخَيَّرْتُالأخِلاَّءَ لَمْ أجِدْ
صبوراً على حفظِ المودة ِوالعهدِ
سَلِيماً عَلى طَيّ الزّمَانِوَنَشْرِهِ
أميناً على النجوى صحيحاً علىالبعدْ
وَلَمّا أسَاءَ الظّنَّ بي مَنْجَعَلْتُهُ
و إيايَ مثلَ الكفِّ نيطتْ إلىالزندِ
حَمَلْتُ عَلى ضَنّي بِهِ سُوءَظَنّه
و أيقنتُ أني بالوفا أمة ٌوحدي
و أني على الحالينِ في العتبِوالرضى
مقيمٌ على ما كان يعرفُ منودي

أبو فراس الحمدانى

وَإذَا يَئِسْتُ مِنَالدّنُـ
ـوّ رَغِبْتُ في فَرْطِالبِعَادِ
أرْجُو الشّهَادَة َ فيهَوَا
كَ لأنّ قَلْبي فيجِهَادِ

أبو فراس الحمدانى

يَا جَاحِداً فَرْطَ غَرَاميبِهِ،
وَلَسْتُ بِالنّاسِي وَلاالجَاحِدِ
أقْرَرْتُ في الحُبّ بِمَاتَدّعِي،
فَلَسْتُ مُحْتَاجاً إلىشَاهِدِ

أبو فراس الحمدانى

بتنا نعللُ منْ ساقٍ أغنَّلنا
بخمرتينِ منَ الصهباءِوالخدِّ
كَأنّهُ حِينَ أذْكَى نَارَوَجْنَتَهِ
سُكراً وَأسبَلَ فضْلَ الفاحِمِالجَعدِ
يعدُّ ماءَ عناقيدٍبطرتهِ
بمَاءِ مَا حَمَلَتْ خَدّاهُ منوَرْدِ

أبو فراس الحمدانى

إني منعتُ منَ المسيسرِإليكمُ
و لوِ استطعتُ لكنتُ أولَواردِ
أشكو ، وهل أشكو جناية َمنعمٍ
غَيْظُ العَدُوّ بِهِ، وَكَبْتُالحَاسِدِ؟
قدْ كنتَ عدَّتي التي أسطوبها
وَيَدي إذا اشتَدّ الزّمَانُوَسَاعِدي
فَرُمِيتُ مِنْكَ بِغَيْرِ مَاأمّلْتُهُ
وَالمَرْءُ يَشْرَقُ بِالزّلالِالبَارِدِ
لكنْ أتتْ دونَ السرورِ مساءةٌ
وَصَلَتْ لهَا كَفُّ القَبُولِبِسَاعِدِ
فصبرتُ كالولدِ التقيِّ ؛لبرهِ
أغضى على ألمٍ لضربِالوالدِ
و نقضتُ عهداً كيفَ ليبوفائهِ
وَسُقيتُ دُونَكَ كأسَ هَمٍّصَارِدِ

أبو فراس الحمدانى

وداعٍ دعاني ، والأسنة ُ دونهُ،
صببتُ عليهِ بالجوابِجوادي
جنبتُ إلى مهري المنيعيِّمهرهُ
وَجَلّلْتُ مِنْهُ بِالنَّجِيعِنِجَادي

أبو فراس الحمدانى

قولاَ لهذا السيدِالماجدِ
قَوْلَ حَزِينٍ، مِثْلِهِ،فَاقِدِ
هَيهَاتَ! ما في النّاسِ منخَالِدِ
لا بدَّ منْ فقدٍ ومنْفاقدِ
كُنِ المُعَزّى ، لا المُعَزّىبِهِ،
إنْ كانَ لا بدَّ منَالواحدِ

أبو فراس الحمدانى

أوصيكَ بالحزنِ ، لا أوصيكَبالجلدِ
جلَّ المصابُ عن التعنيفِوالفندِ
إني أجلكَ أن تكفى بتعزيةٍ
عَنْ خَيرِ مُفْتَقَدٍ، ياخَيرَ مُفتقِدِ
هيَ الرّزِيّة ُ إنْ ضَنّتْبِمَا مَلَكَتْ
منها الجفونُ فما تسخو علىأحدِ
بي مثلُ ما بكَ منْ جزنٍ ومنْجزعٍ
وَقَدْلجَأتُ إلى صَبرٍ،فَلَمُ أجِدِ
لمْ يَنْتَقِصْنيَ بُعدي عَنْكَمن حُزُنٍ،
هيَ المواساة ُ في قربٍ وفيبعدِ
لأشركنكَ في اللأواءِ إنْطرقتْ
كما شركتكَ في النعماءِوالرغدِ
أبكي بدَمعٍ لَهُ من حسرَتيمَدَدٌ،
وَأسْتَرِيحُ إلى صَبْرٍ بِلامَدَدِ
وَلا أُسَوِّغُ نَفْسي فَرْحَةً أبَداً،
و قدْ عرفتُ الذي تلقاهُ منْكمدِ
وأمنعُ النومَ عيني أنْ يلمَّبها
عِلْمَاً بإنّكَ مَوْقُوفٌ عَلىالسُّهُدِ
يا مُفْرَداً بَاتَ يَبكي لامُعِينَ لَهُ،
أعانَكَ اللَّهُ بِالتّسْلِيمِوالجَلَدِ
هَذا الأسِيرُ المُبَقّى لافِدَاءَ لَهُ
يَفديكَ بالنّفسِ والأَهْلينَوَالوَلَدِ

أبو فراس الحمدانى

وَلَقَدْ عَلِمْتُ، وَمَاعَلِمْـ
ـتُ، وَإنْ أقمتُ علىصُدودِهْ
أنّ الغَزَالَة َوَالغَزَا
لَ، لَفِي ثَنَايَاهُوَجِيدِهْ

أبو فراس الحمدانى

لا تطلبنَّ دنوَّدا
رٍ مِنْ حَبِيبٍ، أوْمُعَاشِرْ
أبقى لأسبابِالمودَّ
ة ِ أنْ تَزورَ وَلاتُجَاوِرْ

أبو فراس الحمدانى

الآنَ حينَ عرفتُرشـ
ـدي ، فاغتديتُ علىحذرْ
وَنَهَيْتُ نَفْسِيفَانْتَهَتْ،
وَزَجَرْتُ قَلْبيفَانْزَجَرْ
وَلَقَدْ أقَامَ، عَلىالضّلا
لَة ِ، ثمّ أذْعَنَ،وَاسْتَمَرّ
هيهاتَ ، لستُ " أبافرا
س " إنْ وفيتُ لمنْ غدرْ !

أبو فراس الحمدانى

إنْ زُرْتُ «خَرْشَنَة ً» أسِيرَا
فَلَكَمْ أحَطْتُ بهامُغِيرا
وَلَقَدْ رَأيْتُ النّارَتَنْـ
ـتَهِبُ المَنَازِلَوَالقُصُورَا
وَلَقَدْ رَأيْتُ السّبْيَيُجْـ
ـلبُ نحونا حوَّا ،وحورا
نَخْتَارُ مِنْهُ الغَادَة َالْـ
ـحسناءَ ، والظبيَالغريرَا
إنْ طالَ ليلي فيذرا
كِ فقدْ نعمتُ بهِقصيرا
و لئنْ لقيتُ الحزنفيـ
ـكَ فقدْ لقيتُ بكِالسرورا
وَلَئِنْ رُمِيتُبِحادِثٍ،
فلألفينَّ لهُصبورا
صبرا ً لعلَّ اللهَيفـ
ـتحُ بعدهُ فتحاًيسيراً
منْ كانَ مثلي لمْيبتْ
إلاّ أسِيراً، أوْأمِيرا
لَيْسَتْ تَحُلّسَرَاتُنَا
إلا الصدورَ أو القبورا

أبو فراس الحمدانى

إذا شِئتَ أنْ تَلقى أُسُوداًقَسَاوِرا،
لنُعماهُمُ الصّفوُ الذي لنيُكَدَّرَا
يلاقيكَ ، منا ، كلُّ قرمٍ ،سميذعٍ ،
يطاعنُ حتى يحسبَ الجونُأشقراً
بدَوْلَة ِ سَيْفِ الله طُلْنَاعَلى الوَرَى
وفي عزهِ صلنا على منْتجبرا
قصدنا على الأعداءِ ، وسطَديارهمْ
بِضَرْبٍ يُرَى من وَقْعِهِالجوّ أغْبَرَا
فَسَائِلْ كِلاباً يَوْمَغَزْوة ِ بَالِسٍ
ألم يتركوا النسوانَ في القاعِحسراً
وَسائِلْ نُمَيراً، يَوْمَسَارَ إلَيْهِمُ،
ألمْ يُوقِنُوا بِالمَوْتِ،لَمَا تَنَمّرَا؟
وَسائِلْ عُقَيلاً، حينَ لاذتْبتَدْمُرٍ،
ألمْ نقرها ضرباً يقدُّالسنوَّرا
وَسائِلْ قُشَيراً، حينَ جَفّتْحُلُوقُها،
ألمْ نسقها كأساً ، من الموتِ ،أحمرا
وَفي طَيىء ٍ، لمّا أثَارتْسُيُوفُهُ
كماتهمُ ، مرأى لمنْ كانَمبصرا
وَكَلْبٌ غَداة َ استَعصَموابجِبالهِمْ،
رماهمْ بها، شعثاً، شوازب ،ضمَّرا
فأشبعَ منْ أبطالهمْ كلَّ طائرٍ،
وَذِئبٍ غَدا يَطْوي البَسِيطةَ أعْفَرَا

أبو فراس الحمدانى

إرْثِ لِصبٍّ فِيك قَدْزِدْتَهُ،
عَلى بَلايَا أسْرِهِ،أسْرَا
قدْ عدمَ الدنيا ولذاتها؛
لَكِنّهُ مَا عَدِمَالصّبْرا
فهوَ أسيرُ الجسمِ في بلدة ٍ،
وهوَ أسيرُ القلبِ في أخرى ‍!

أبو فراس الحمدانى

وَشَادِنٍ، من بَني كِسرَى ،شُغِفْتُ بهِ
لَوْ كانَ أنْصَفَني في الحُبّمَا جَارَا
إنْ زارَ قصَّر ليلي فيزيارتهِ
وَإنْ جَفَاني أطَالَ اللّيْلَأعْمَارَا
كأنّما الشّمسُ بي في القَوْسِنازِلَة ٌ
إنْ لم يَزُرْني وَفيالجَوْزَاءِ إنْ زَارَ

أبو فراس الحمدانى

و كنتُ ، إذا ما ساءني ، أوأساءني
لطفتُ بقلبي أوْ يقيمَ لهُعذرا
وَأكْرَهُ إعْلامَ الوُشَاة ِبِهَجْرِهِ
فأعتبهُ سراً ، وأشكرهُجهراً
وَهَبْتُ لِضَنّي سُوءَ ظَنّي،وَلم أدَع،
عَلى حَالِهِ، قَلبي يُسِرّلَهُ شَرّا

أبو فراس الحمدانى

دَعِ العَبَرَاتِ تَنهَمِرُانْهِمَارَا،
و نارَ الوجدِ تستعرُاستعارا
أتطفأُ حسرتي ، وتقرُّ عيني،
و لمْ أوقدْ ، معَ الغازينَ ،نارا؟
رأيتُ الصبرَ أبعدَ ما يرجَّى،
إذَا ما الجَيْشُ بِالغَازِينَسَارَا
وَأعْدَدْتُ الكَتَائِبَمُعْلَماتٍ
تنادي ، كلَّ آنٍ ، بي : سعارا
وَقَدْ ثَقّفْتُ للهَيْجَاءِرُمْحي،
وَأضْمَرْتُ المَهَارِيوالمِهَارَا
و كانَ إذا دعانا الأمرُحفَّتْ
بِنَا الفِتْيَانُ، تَبتَدِرُابْتِدَارَا
بخيلٍ لاَ تعاندُ منْ عليها،
وَقَوْمٍ لا يَرَوْنَ المَوْتَعَارَا
وراءَ القافلينَ بكلِّ أرضٍ،
وَأَوَّلُ مَنْ يُغِيرُ، إذَاأغَارَا
ستذكرني ، إذا طردتْ ، رجالٌ،
دفقتُ الرمحَ بينهمُمرارا
و أرضٌ ، كنتُ أملؤها خيولاً،
و جوٍّ ، كنتُ أرهقهُغبارا
لَعَلّ الله يُعْقِبُنيصَلاحاً
قويماً ، أو يقلينيالعثارا
فأشفي منْ طعانِ الخيلِصدراً
وَأُدرِكُ من صُرُوفِ الدّهرِثَارَا
أقمتُ على " الأميرِ " ، وكنتُممنْ
يعزُّ عليهِ فرقتهُ ،اختيارا
إذا سارَ " الأميرُ " ، فلاهدوا
لنفسي أو يؤوبَ ، ولاقرارا
أكابدُ بعدهُ همَّـا ، وغمَّـا،
و نوماً ، لا ألذُّ بهغرارا
وَكُنْتُ بِهِ أشَدّ ذَوِيّبَطشاً،
وَأبْعَدَهُم، إذا رَكِبُوا،مَغَارَا
أشُقّ، وَرَاءهُ، الجَيشَالمُعَبّا،
و أخرقُ ، بعدهُ ، الرهجَالمثارا
إذَا بَقِيَ الأمِيرُ قَرِيرَعَيْنٍ
فديناهُ ، اختياراً ، لااضطرار
أبٌ برٌّ ، ومولى ، وابنُ عمٍ،
و مستندٌ ، إذا ما الخطبُجارا
يَمُدّ عَلى أكَابِرِنَاجَنَاحاً،
و يكفلُ ، في مواطننا ،الصغارا
أراني اللهُ طلعتهُ ، سريعاً،
وَأصْحَبَهُ السّلامَة َ، حَيثُسَارَا
وَبَلّغَهُ أمَانِيَهُجَمِيعاً،
و كانَ لهُ منَ الحدثانِجارا

أبو فراس الحمدانى

وَمَا نِعمَة ٌ مَشكورَة ٌ، قَدصَنَعْتُها
إلى غَيرِ ذي شُكْرٍ،بمَانِعَتي أُخرَى
سآتي جميلاً ، ما حييت ،فإنني
إذا لمْ أُفِدْ شكراً، أفَدْتُبهِ أجْرَا

أبو فراس الحمدانى

إنْ لمْ تجافِ عنِالذنو
بِ ، وجدتها فيناكثيره
لَكِنّ عَادَتَكَالجَمِيـ
ـلَة َ أنْ تَغُضّ عَلىبَصِيرَهْ

أبو فراس الحمدانى

لقدْ نافسني الدهرُ
بتأخيرِي عنِالحَضْرَة
فَمَا ألْقَى مِنَالعِلّـ
ـة ِ ما ألقى من الحَسْرَة

أبو فراس الحمدانى

وَجُلّنَارٍمُشْرِقٍ،
عَلَى أعَاليشَجَرَهْ
كأنَّ في رؤوسهِ ،
أصْفَرَهُ،وَأحْمَرَهْ
قُرَاضَة ً مِنْذَهَبٍ
في خرقٍمعصفره

أبو فراس الحمدانى

و قوفكَ في الديارِ عليكَ عارٌ،
و قدْ ردَّ الشبابُالمستعارُ
أبعدَ الأربعينَ محرماتٌ :
تمادٍ في الصبابة ِ ، واغترارُ؟ ! ..
نزعتُ عنِ الصبا ، إلاَّ بقايا،
يحفدها ، على الشيبِ ،العقارُ
وَقَالَ الغَانِيَاتُ: «سَلا،غُلاماً،
فكيفَ بهِ ، وقدْ شابَ العذارُ؟ "
و ما أنسى الزيارة َ منكِ ،وهناً ،
و موعدنا " معانٌ" و" الحيارُ "
وَطَالَ اللّيلُ بي، وَلَرُبّدَهْرٍ
نعمتُ بهِ ، لياليهِقصارُ
و ندماني : السريعُ إلى لقائي،
على عجلٍ ، وأقداحيالكبارُ
عشقتُ بها عواريَّالليالي
" أحقُّ الخيلِ بالركضِالمعارُ
وَكَمْ مِنْ لَيْلَة ٍ لمْأُرْوَ مِنْهَا
حننتُ لها ، وأرقني ادكارُ !
قَضَاني الدَّينَ مَاطِلُهُ،وَوَافى ،
إليَّ بها ، الفؤادُالمستطارُ
فبتُّ أعلُّ خمراً منْرضابٍ
لها سكرٌ وليسَ لهاخمارُ
إلى أنْ رقَّ ثوبُ الليلِعنَّـا
وقالتْ : " قمْ ! فقدْ بردَالسوارُ !
وَوَلّتْ تَسْرُقُ اللّحَظَاتِنحوِي
عَلى فَرَقٍ كَمَا التَفَتَالصُّوَارُ
دنا ذاكَ الصباحُ ، فلستُأدري
أشَوْقٌ كَانَ مِنْهُ؟ أمْضِرَارُ؟
وَقَد عَادَيتُ ضَوْءَ الصّبحِحتى
لِطَرْفي، عَنْ مَطَالِعِهِ،ازْوِرَارُ
و مضطغنٍ يراودُ فيَّعيباً
سَيَلْقَاهُ، إذا سُكِنَتْوَبَارُ
وَأحْسِبُ أنّهُ سَيَجُرّحَرْباً
عَلى قَوْمٍ ذُنُوبُهُمُصِغَارُ
كما خزيتْ بـ "راعيها " " نميرٌ " ،
وجرَّ على "بني أسدٍ" " يسارُ "
وَكَمْ يَوْمٍ وَصَلْتُ بفَجْرِلَيْلٍ
كأنَّ الركبَ تحتهما صدارُ؟
إذا انْحَسَرَ الظّلامُ امْتَدّآلٌ
كأنا درهُ ، وهوَالبحارُ
يَمُوجُ عَلى النّوَاظِرِ،فَهْوَ مَاءٌ
و يلفحُ بالهواجرِ فهونارُ
إذَا مَا العِزّ أصْبَحَ فيمَكَانٍ
سموتُ لهُ، وإنْ بعدَالمزارُ
مقامي ، حيثُ لا أهوى ،قليلٌ
ونومي ، عندَ منْ أقليغرارُ
أبَتْ لي هِمّتي، وَغِرَارُسَيْفي،
وَعَزْمي، وَالمَطِيّة ُ،وَالقِفَارُ
وَنَفْسٌ، لا تُجَاوِرُهَاالدّنَايَا،
وَعِرْضٌ، لا يَرِفّ عَلَيْهِعَارُ
وَقَوْمٌ، مِثلُ مَن صَحِبوا،كِرَامٌ
وَخَيلٌ، مِثلُ من حَملتْ،خيارُ
و كمْ بلدٍِ شتتناهنَّفيهِ
ضُحى ً، وَعَلا مَنَابِرَهُالغُبَارُ
وَخَيلٍ، خَفّ جَانِبُهَا،فَلَمّا
ذُكِرْنَا بَيْنَهَا نُسِيَالفِرَارُ
و كمْ ملكٍ ، نزعنا الملكَ عنهُ،
و جبارٍ ، بها دمهُ جبارُ؟
وَكُنّ إذَا أغَرْنَا عَلَىدِيَارٍ
رجعنَ ، ومنْ طرائدهاالديارُ
فَقَدْ أصْبَحْنَ وَالدّنْيَاجَمِيعاً
لنا دارٌ ، ومنْ تحويهِجارُ
إذَا أمْسَتْ نِزَارُ لَنَاعَبِيداً
فإنَّ الناسَ كلهمُ " نزارُ "

أبو فراس الحمدانى

وَيَدٍ يَرَاهَا الدّهْرُغَيْرَ ذَمِيمَة ٍ،
تمحو إساءتهُ إليَّوتغفرُ
أهدتْ إليَّ مودة ً منْصاحبٍ
تزكو المودة ُ في ثراهُ ،وتثمرُ
علقتْ يدي منهُ بعلقِ مضنةٍ
مِمّا يُصَانُ عَلى الزّمَانِوَيُدْخَرُ
إني عليكَ " أبا حصينٍ "،عاتبٌ
و الحرُّ يحتملُ الصديقَ ،ويصبرُ
وَإذا وَجَدْتُ عَلى الصّدِيقِشكَوْتُهُ
سِرَّاً إلَيْهِ وَفيالمَحَافِلِ أشْكُرُ
مَا بَالُ شِعْرِي لا تَرُدّجَوَابَهُ؟
سَحْبَانُ عِنْدَكَ بَاقِلٌ، لاأعذُرُ

أبو فراس الحمدانى

كَأنّمَا المَاءُ عَلَيْهِالجِسْرُ
دَرْجُ بَيَاضٍ خُطّ فيهِسَطْرُ
كأننا ، لمَّـا استتبَّالعبرُ،
أسرة ُ " موسى " يومَ شقَّالبحرُ !

أبو فراس الحمدانى

قدْ عرفنا مغزاكَ ، ياعيارُ
وَتَلَظّتْ، كمَا أرَدْتَ،النّارُ
لم أزلْ ثابتاً على الهجرِحتى
خفَّ صبري ، وقلَّتِالأنصارِ
وَإذَا أحْدَثَ الحَبِيبَانِأمْراً
كانَ فيهِ على المحبِّالخيارُ

أبو فراس الحمدانى

أيا أمَّ الأسيرِ ، سقاكِ غيثٌ،
بكُرْهٍ مِنْكِ، مَا لَقِيَالأسِيرُ!
أيا أمَّ الأسيرِ ، سقاكِ غيثٌ،
تَحَيّرَ، لا يُقِيم وَلايَسِير!
أيا أمَّ الأسيرِ ، سقاكِ غيثٌ،
إلى منْ بالفدا يأتي البشيرُ؟
أيا أمَّ الأسيرِ ، لمنتربى
وقدْ متِّ ، الذوائبُ والشعورُ؟
إذا ابنكِ سارَ في برٍ وبحرٍ،
فمنْ يدعو لهُ ، أو يستجيرُ ؟
حرامٌ أن يبيتَ قريرَ عينٍ !
ولؤمٌ أنْ يلمَّ بهِ السرورُ !
وَقَد ذُقتِ الرَزاياوَالمَنايا
وَلا وَلَدٌ لَدَيكِ وَلاعَشيرُ
و غابَ حبيبُ قلبكِ عنْ مكانٍ،
مَلائِكَة ُ السّمَاءِ بِهِحُضور
لِيَبْكِكِ كُلُّ يَوْمٍ صُمتِفيهِ
مُصَابِرَة ً وَقَد حَميَالهَجِير
لِيَبْكِكِ كُلّ لَيلٍ قُمْتِفيهِ
إلى أنْ يبتدي الفجرُ المنيرُ!
لِيَبْكِكِ كُلّ مُضْطَهَدٍمَخُوفٍ
أجرتيهِ ، وقدْ عزّ المجيرُ !
لِيَبْكِكِ كُلّ مِسكِينٍفَقِيرٍ
أغَثْتِيهِ، وَمَا في العَظْمِزِير
أيا أماهُ ، كمْ همٍّطويلٍ
مضى بكِ لمْ يكنْ منهُ نصيرُ ! ؟
أيا أماهُ ، كمْسرٍّمصونٍ
بقلْبِكِ، مَاتَ لَيسَ لَهظُهُور
أيا أماهُ ، كمْ بشرىبقربي
أتَتْكِ، وَدُونَها الأجَلِالقَصِير
إلى منْ أشتكي ؟ ولمنْ أناجي،
إذا ضاقتْ بما فيها الصدورُ ؟
بِأيّ دُعَاءِ دَاعِيَة ٍأُوَقّى ؟
بأيِّ ضياءِ وجهٍ أستنيرُ ؟
بِمَن يُستَدفَعُ القَدرَالمُوَفّى
بِمَن يُستَفتَحُ الأَمرُالعَسيرُ
نُسلَّى عنكَ : أنا عنْ قليلٍ،
إلى ما صرتِ في الأخرى ،نصيرُ

أبو فراس الحمدانى

أرَاكَ عَصِيَّ الدّمعِشِيمَتُكَ الصّبرُ،
أما للهوى نهيٌّ عليكَ ولا أمرُ؟
بلى أنا مشتاقٌ وعنديَ لوعة ٌ،
ولكنَّ مثلي لا يذاعُ لهُ سرُّ !
إذا الليلُ أضواني بسطتُ يدَالهوى
وأذللتُ دمعاً منْ خلائقهُالكبرُ
تَكادُ تُضِيءُ النّارُ بينَجَوَانِحِي
إذا هيَ أذْكَتْهَا الصّبَابَةُ والفِكْرُ
معللتي بالوصلِ ، والموتُ دونهُ،
إذا مِتّ ظَمْآناً فَلا نَزَلالقَطْرُ!
حفظتُ وضيعتِ المودة َبيننا
و أحسنَ ، منْ بعضِ الوفاءِ لكِ، العذرُ
و ما هذهِ الأيامُ إلاصحائفٌ
لأحرفها ، من كفِّ كاتبها بشرُ
بنَفسي مِنَ الغَادِينَ فيالحَيّ غَادَة ً
هوايَ لها ذنبٌ ، وبهجتها عذرُ
تَرُوغُ إلى الوَاشِينَ فيّ،وإنّ لي
لأذْناً بهَا، عَنْ كُلّوَاشِيَة ٍ، وَقرُ
بدوتُ ، وأهلي حاضرونَ ،لأنني
أرى أنَّ داراً ، لستِ من أهلها، قفرُ
وَحَارَبْتُ قَوْمي في هَوَاكِ،وإنّهُمْ
وإيايَ ، لولا حبكِ ، الماءُوالخمرُ
فإنْ كانَ ما قالَ الوشاة ُولمْ يكنْ
فَقَد يَهدِمُ الإيمانُ مَاشَيّدَ الكُفرُ
وفيتُ ، وفي بعضِ الوفاءِ مذلةٌ
لآنسة ٍ في الحي شيمتها الغدرُ
وَقُورٌ، وَرَيْعَانُ الصِّبَايَسْتَفِزّها،
فتأرنُ ، أحياناً ، كما يأرنُالمهرُ
تسائلني: " منْ أنتَ ؟ " ، وهيعليمة ٌ ،
وَهَلْ بِفَتى ً مِثْلي عَلىحَالِهِ نُكرُ؟
فقلتُ ، كما شاءتْ ، وشاءَ لهاالهوى :
قَتِيلُكِ! قالَتْ: أيّهُمْ؟فهُمُ كُثرُ
فقلتُ لها: " لو شئتِ لمْتتعنتي ،
وَلمْ تَسألي عَني وَعِنْدَكِبي خُبرُ!
فقالتْ: " لقد أزرى بكَ الدهرُبعدنا!
فقلتُ: "معاذَ اللهِ! بلْ أنتلاِ الدهرُ،
وَما كانَ للأحزَانِ، لَوْلاكِ،مَسلَكٌ
إلى القلبِ؛ لكنَّ الهوى للبلىجسرُ
وَتَهْلِكُ بَينَ الهَزْلِوالجِدّ مُهجَة ٌ
إذا مَا عَداها البَينُعَذّبَها الهَجْرُ
فأيقنتُ أنْ لا عزَّ ، بعدي ،لعاشقٍ ؛
وَأنُّ يَدِي مِمّا عَلِقْتُبِهِ صِفْرُ
وقلبتُ أمري لا أرى لي راحة ً،
إذا البَينُ أنْسَاني ألَحّ بيَالهَجْرُ
فَعُدْتُ إلى حكمِ الزّمانِوَحكمِها،
لَهَا الذّنْبُ لا تُجْزَى بهوَليَ العُذْرُ
كَأني أُنَادي دُونَ مَيْثَاءَظَبْيَة ً
على شرفٍ ظمياءَ جللها الذعرُ
تجفَّلُ حيناً ، ثم تدنوكأنما
تنادي طلا ـ، بالوادِ ، أعجزهُالحضرُ
فلا تنكريني ، يابنة َ العمِّ ،إنهُ
ليَعرِفُ مَن أنكَرْتِهِالبَدْوُ وَالحَضْرُ
ولا تنكريني ، إنني غيرُمنكرٍ
إذا زلتِ الأقدامِ ؛ واستنزلَالنضرُ
وإني لجرارٌ لكلِّ كتيبةٍ
معودة ٍ أنْ لا يخلَّ بهاالنصرُ
و إني لنزالٌ بكلِّ مخوفةٍ
كثيرٌ إلى نزالها النظرُ الشزرُ
فَأَظمأُ حتى تَرْتَوي البِيضُوَالقَنَا
وَأسْغَبُ حتى يَشبَعَ الذّئبُوَالنّسرُ
وَلا أُصْبِحُ الحَيَّالخَلُوفَ بِغَارَة ٍ،
وَلا الجَيشَ مَا لمْ تأتِهقَبليَ النُّذْرُ
وَيا رُبّ دَارٍ، لمْ تَخَفْني،مَنِيعَة ٍ
طلعتُ عليها بالردى ، أناوالفجرُ
و حيّ ٍرددتُ الخيلَ حتىملكتهُ
هزيماً وردتني البراقعُ والخمرُ
وَسَاحِبَة ِ الأذْيالِ نَحوي،لَقِيتُهَا
فلمْ يلقها جهمُ اللقاءِ ، ولاوعرُ
وَهَبْتُ لهَا مَا حَازَهُالجَيشُ كُلَّهُ
و رحتُ ، ولمْ يكشفْ لأثوابهاسترُ
و لا راحَ يطغيني بأثوابهِالغنى
و لا باتَ يثنيني عن الكرمِالفقر
و ما حاجتي بالمالِ أبغي وفورهُ؟
إذا لم أفِرْ عِرْضِي فَلاوَفَرَ الوَفْرُ
أسرتُ وما صحبي بعزلٍ، لدىالوغى ،
ولا فرسي مهرٌ ، ولا ربهُ غمرُ !
و لكنْ إذا حمَّ القضاءُ علىأمرىء ٍ
فليسَ لهُ برٌّ يقيهِ، ولا بحرُ !
وقالَ أصيحابي: " الفرارُأوالردى ؟ "
فقُلتُ: هُمَا أمرَانِ،أحلاهُما مُرّ
وَلَكِنّني أمْضِي لِمَا لايَعِيبُني،
وَحَسبُكَ من أمرَينِ خَيرُهماالأسْرُ
يقولونَ لي: " بعتَ السلامة َبالردى "
فَقُلْتُ: أمَا وَالله، مَانَالَني خُسْرُ
و هلْ يتجافى عني الموتُ ساعة ً،
إذَا مَا تَجَافَى عَنيَالأسْرُ وَالضّرّ؟
هُوَ المَوْتُ، فاختَرْ ما عَلالك ذِكْرُه،
فلمْ يمتِ الإنسانُ ما حييَالذكرُ
و لا خيرَ في دفعِ الردى بمذلةٍ
كما ردها ، يوماً بسوءتهِ " عمرو"
يمنونَ أنْ خلوا ثيابي ،وإنما
عليَّ ثيابٌ ، من دمائهمُ حمرُ
و قائم سيفي ، فيهمُ ، اندقَّنصلهُ
وَأعقابُ رُمحٍ فيهِمُ حُطّمَالصّدرُ
سَيَذْكُرُني قَوْمي إذا جَدّجدّهُمْ،
" وفي الليلة ِ الظلماءِ ،يفتقدُ البدرُ "
فإنْ عِشْتُ فَالطّعْنُ الذييَعْرِفُونَه
و تلكَ القنا ، والبيضُ والضمرُالشقرُ
وَإنْ مُتّ فالإنْسَانُ لا بُدّمَيّتٌ
وَإنْ طَالَتِ الأيّامُ،وَانْفَسَحَ العمرُ
ولوْ سدَّ غيري ، ما سددتُ ،اكتفوا بهِ؛
وما كانَ يغلو التبرُ ، لو نفقَالصفرُ
وَنَحْنُ أُنَاسٌ، لا تَوَسُّطَعِنْدَنَا،
لَنَا الصّدرُ، دُونَالعالَمينَ، أو القَبرُ
تَهُونُ عَلَيْنَا في المَعَالينُفُوسُنَا،
و منْ خطبَ الحسناءَ لمْ يغلهاالمهرُ
أعزُّ بني الدنيا ، وأعلى ذويالعلا ،
وَأكرَمُ مَن فَوقَ الترَابِوَلا فَخْرُ

أبو فراس الحمدانى

لأيكمــــــــمُ أذكرُ؟
وَفي أيّكُمْأفْكِرُ؟
و كمْ لي على بلدتي،
بُكَاءٌوَمُسْتَعْبَرُ؟
فَفي حَلَبٍعُدّتي،
وَعِزّيَ،وَالمَفْخَرُ
وفي " منبجَ " ، منْرضا
هُ، أنْفَسُ مَاأذْخَرُ
وَمَنْ حُبّهُ زُلْفَةٌ،
بهَا يُكْرَمُالمَحْشَرُ
وَأصْبِيَة ٌ،كَالفِرَاخِ،
أكْبَرُهُمْأصْغَرُ
وَقَوْمٌألِفْنَاهُمُ،
و غصنُ الصباأخضرُ
يخيلُ لي أمرهمْ
كأنهمُ حضَّرُ
فَحُزْنيَ لايَنْقَضِي،
و دمعي مايفترُ
و ما هذهِ أدمعي ،
وَلا ذَا الّذيأُضْمِرُ
وَلَكِنْ أُدارِيالدّمُوعَ،
وأسْتُرُ مَاأسْتُرُ
مخافة َ قولِ الوشا
ة ِ، مِثْلُك لايَصْبِرُ
أيا غفلتا ، كيفَلا
أرجي الذي أحذرُ؟
و ماذا القنوطُالذي
أراهُفَأسْتَشْعِرُ؟
أمَا مَنْ بَلانيبِهِ،
على كشفهِ أقدرُ؟
بلى َ ، إنَّ ليسيداً
مواهبهُ أكثرُ
وإني غَزيرُالذّنُوبِ،
و إحسانهُأغزرُ
بِذَنْبِيَأوْرَدْتَني،
وَمِنْ فَضْلِكالمَصْدرُ

أبو فراس الحمدانى

مغرمٌ ، مؤلمٌ ، جريحٌ ،أسيرٌ
إنّ قَلْباً، يُطِيقُ ذا،لَصَبُورُ
وَكَثِيرٌ مِنَ الرّجَالِحَدِيدٌ،
وَكَثِيرٌ مَنَ القُلُوبِصُخُورُ
قُلْ لِمَنْ حَلّ بِالشّآمِطَليقاً،
بِأبي قَلْبُكَ الطّلِيقُالأسِيرُ
أنَا أصْبَحْتُ لا أُطِيقُحَراكاً،
كيفَ أصبحتَ أنتَ يا " منصورُ " ؟

أبو فراس الحمدانى

أتَتْني عَنْكَأخْبَارُ،
و بانتْ منكَأسرارُ
وَلاحَتْ لي، مِنَالسّلْوَ
ة ِ، آيَاتٌوَآثَارُ
أرَاهَا مِنْكَبِالقَلْبِ،
و للأحشاءِأبصارُ
إذا ما بردَ الحبُّ
فَمَا تُسْخِنُهُالنّارُ

أبو فراس الحمدانى
__________________
اطلبوا العلم، فإن عجزتم فأحبوا أهله، فإن لم تحبوهم فلاتبغضوهم
هيا بنا نتعلم الديمقراطية
<!-- Facebook Badge START --><!-- Facebook Badge END -->