عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 04-04-2010, 05:00 PM
الصورة الرمزية محمد حسن ضبعون
محمد حسن ضبعون محمد حسن ضبعون غير متواجد حالياً
نـجــم الـعـطــاء ((رحمه الله))
 
تاريخ التسجيل: Feb 2008
العمر: 63
المشاركات: 11,875
معدل تقييم المستوى: 29
محمد حسن ضبعون is just really nice
افتراضي

أبو العتاهية
ألا أينَ الأُلىسَلَفُوا،
دُعُوا للموتِواختُطفُوا
فَوَافَوْا حِينَ لاتُحَفٌ،
ولا طُرفٌ ولالُطفُ
تُرصُّ عليهمِحُفرٌ
وتُبنَى ثمَّتنخسفُ
لهُمْ مِنْ تُربِهَافُرُشٌ
وَمِنْ رَضراضِهالُحُفُ
تَقَطّعَ مِنْهُمُ سَبَبُالـ
الرجاءِ فضيعواوجُفُوا
تَمُرّ بعَسكَرِ المَوْتَى،
وَقَلْبُكَ مِنْهُ لايَجِفُ
كأنّ مُشَيّعيكَ،وقَدْ
رَمَوْابكَ، ثَمّ،وَانصرَفوا
فُنُونُ رَداكِ، يادُنْيا،
لعمرِي فوقَ ماأصفُ
فأنتِ الدارُ فيكِالظلمُ
ـمُ، والعُدوانُ،والسّرَفُ
وأنتِ الدارُ فيكِالهمُّ
والأحزانُوالأسفُ
وأنتِ الدارُ فيكِالغدْ
رُ، والتّنغيصُ،والكُلَفُ
وَفيكِ الحَبْلُمُضطَرِبٌ؛
وَفيكِ البالُمُنكَسِفُ
وفيكِ لساكنيكِالغبنُ
والآفاتُوالتلفُ
وَمُلْكُكِ فيهِهدُوَلٌ،
بهَا الأقدارُتختلفُ
كأنَّكِ بينهمْ كُرةٌ
تُرامَى ثمتُلتَقَفُ
ترى الأيامَ لايُنظِرْ
نَ والساعاتِ لاتقِفُ
ولَنْ يَبقَى لأهْلِالأرْ
ضِ لا عزٌّ، وَلاشَرَفُ
وكُلٌ دائمُ الغفلا
تِ والأنفاسُتختطفُ
وأيُّ الناسِ إلامُوْ
قِنٌ بالموتِمُعتَرِفُ
وَخَلْقُ اللّهِمُشْتَبِهٌ،
وسعْيُ الناسِمُختلِفُ
وما الدنيَا بباقيةٍ
ستُنْزَحُ ثمَّتُنتسَفُ
وقولُ اللهِ ذاكَلنَا
وليسَ لقولهِ خُلُفُ

أبو العتاهية

أتبكِي لهذا الموتِ أم أنتَعارفُ
بمنزلة ٍ تبقَى وفيهَاالمتالِفُ
كأنّكَ قد غُيّبْتَ في اللّحدِوالثّرَى ،
فتلْقَى كمَا لاقَى القُرونُالسَّوالفُ
أرى الموتَ قد أفْنَى القرونَالتي مضتْ
فلمْ يبقَ ذُو إلفٍ ولم يبقَآلِفُ
كأنَّ الفتى لم يَفْنَ فيالناسِ ساعة ً
إذا أُعصِبَتْ يوماً عليهِاللفائفُ
وَقامَتْ عَلَيْهِ عُصْبَة ٌيَندُبونَهُ،
فمستعبرٌ يبكي وآخرُهاتفُ
وغُودِرَ في لحدٍ، كَريهٍحُلُولُهُ،
وتُعْقَدُ مِنْ لبنٍ عليهِالسقائِفُ
يقلُّ الغَنَا عن صاحبِ اللحدِوالثَّرى
بما ذَرَفَتْ فيهِ العُيُونُالذوارِفُ
وَما مَن يخافُ البَعثَوالنّارَ آمِنٌ،
ولكنْ حزينٌ موجَعُ القلبِخائفُ
إذا عنَّ ذكرُ الموتِ أوجعَقلبهُ
وَهَيّجَ، أحزاناً، ذُنُوبٌسَوَالِفُ
وأعلمُ غيرَ الظنِّ أن ليسَبالِغاً
أعاجيبَ ما يَلقى منَ النّاسِ،وَاصِفُ

أبو العتاهية

ألمْ ترَ هذا الموتَ يستعْرضُالخلقَا
ترَى أحداً يبقَى فتطمعُ أنْتبْقَى
لكُلّ امرىء ٍ حَيٍّ منَالمَوْتِ خُطّة ٌ
يصيرُ إليَا حينَ يستكملُالرِّزْقَا
تَزَوّدْ منَ الدّنْيا، فإنّكَشاخِصٌ
إلى المنتهى واجعلْ مطيتكَالصدقَا
فأمسِكْ من الدّنيا الكَفافَ،وَجُد على
أخيكَ، وَخُذْ بالرّفقِ،وَاجتنبِ الخَرْقا
فإنّي رَأيْتُ المَرْءَ يُحرَمُحَظَّهُ
منَ الدّينِ وَالدّنْيا، إذاحُرِمَ الرّفْقَا
وَلا تَجعَلَنّ الحَمدَ إلاّلأهْلِهِ،
وَلا تَدَعِ الإمساكَبالعُرْوَة ِ الوُثْقَى
ولا خيرَ فيمن لا يؤاسيبفضلهِ
ولا خيرَ فيمن لا يُرى وجههُطلقَا
وليس الفتى في فضلهبمقصرٍ
إذا ما اتّقَى الرّحمانَ،وَاتّبعَ الحَقّا

أبو العتاهية

ما أغفلَ الناسَ والخطوبُبهم
في خَبَبٍ مَرّة ٍ، وَفيعَنَقِ
وفي فناءِ الملوكِمُعتبرٌ
كفى بهِ حُجَّة ً علىالسوقِ

أبو العتاهية

طَلَبتُ أخاً في الله في الغربِوالشرقِ
فأعْوَزَني هَذا، على كَثرة ِالخَلقِ
فصِرْتُ وَحيداً بَينَهُمْ،مُتَصَبّراً،
على الغدرِ منهُمْ، وَالمَلالةِ وَالمَذقِ
أرى منْ بها يقضي عليَّلنفسِهِ
ولمْ أرَ منْ يرعَى عليَّ ولايُبقِي
وكَمْ من أخٍ قد ذقته ذا بَشاشةٍ
إذا ساغَ في عيني يَغَصُّ بهِحلْقي
وَلمْ أرَ كالدّنْيا، وَكَشفيلأهْلِها،
فما انكشفوا لي عن وفاءٍ ولاصدقِ
وَلم أرَ أمْراً واحِداً مِنْأُمُورِهَا
أعَزّ، وَلا أعْلى منَ الصّبرِللحَقّ

أبو العتاهية

قَطَعَ المَوْتُ كُلَّ عَقْدٍوَثيقِ،
لَيسَ للمَيتِ بَعدَهُ منصَديقِ
مَنْ يَمُتْ يَعدَمِ النّصيحة َوَالإشـ
ـفاقَ من كلّ ناصِحٍ،وَشَفيقِ
نزلَ الساكنُ الثّرى منذوي
ـطافِ في المَنزِلِ البَعيدِالسّحيقِ
كُلُّ أهْلِ الدّنْيا تَعومُعلى الغَفْـ
منهَا في غمرِ بحرٍعميقِ
يتبارونَ في السباحِ فهمْمِنْ
بَينِ نَاجٍ مِنهُمْ، وَبَينِغَريقِ
والتماسي لِما أطالَبُمِنهَا
لمْ أكُنْ، لالْتِماسِهِ،بحَقيقِ

أبو العتاهية


عامِلِ النَّاسَ برأْيٍرفيقٍ
والقَ مَنْ تلقى بوجهٍطليقِ
فإذا أنتَ جميلُالثَّناءِ
وإذا أنتَ كثيرُ الصديقِ

أبو العتاهية

داوِ بالرفقِ جراحاتِالخرقْ
وابلُ قبلَ الذَّمِّ قبلَالذَّمِّ والحمدِ وذُقْ
وَسّعِ النّاسَ بخُلْقٍحَسَنٍ،
لم يضقْ شيءٌ على حُسنِالخلُقْ
كُلُّ مَنْ لم تَتّسِعْأخْلاقُهُ،
بعدَ إحسانٍ إليهِينسحقْ
كمْ تُرانَا يا أخي نَبْقىعلى
جَوَلانِ المَوْتِ في هذاالأفُقْ
نحنُ أرْسَالٌ إلى دارِالبلَى
نَتَوَالى عُنُقاً، بَعْدَعُنُقْ

أبو العتاهية


الرّفْقُ يَبلُغُ ما لا يَبلُغُالخَرَقُ،
وقلَّ في الناسِ منْ يصفُو لهُخُلُقُ
لمْ يفلقِ المرءُ عن رشدٍفيتركَهُ
إلاّ دَعاهُ إلى ما يَكْرَهُالفلَقُ
الباطِلُ، الدّهْرَ، يُلْفَى لاضِياءَ لَهُ،
والحقُّ أبلجُ فيهِ النورُيأتلِقُ
متى يُفيقُ حَريصٌ دائِبٌأبَداً،
وَالحِرْصُ داءٌ لهُ تحتَالحَشا قَلَقُ
يستغنم الناسُ من قومٍفوائدهمْ
وَإنّما هيَ في أعناقِهِمْرَبَقُ
فيَجهَدُ النّاسُ، في الدّنيا،مُنافسة ً،
وليسَ للناسِ شيءٌ غيرَ مارُزِقُوا
يا مَن بنى القَصرَ فيالدّنْيا، وَشَيّدَه،
أسّسْتَ قَصرَكَ حَيثُ السّيلُوَالغرَقُ
لا تَغْفُلَنّ، فإنّ الدّارَفانِيَة ٌ،
وشربهَا غصصٌ أو صفوهَارنقُ
والموتُ حوضٌ كريهٌ أنتواردُهُ
فانظرْ لنفسكَ قبلَ الموتِ يامَذِقُ
اسْمُ العَزيزِ ذَليلٌ عِنْدَمِيتَتِهِ؛
وَاسْمُ الجَديدِ، بُعَيدَالجِدّة ِ، الخَلَقُ
يَبلى الشّبابُ، وَيُفنيالشّيبُ نَضرتَهُ،
كمَا تَساقَطُ، عن عيدانها،الوَرَقُ
ما لي أرَاكَ، وَما تَنفَكّ منطَمَعٍ،
يَمْتَدّ مِنْكَ إلَيْهِالطّرْفُ، وَالعُنُقُ
تَذُمّ دُنْياكَ ذَمّاً لاتَبُوحُ بِهِ،
إلاّ وَأنْتَ لهَا في ذاكَمُعْتَنِقُ
فَلَوْ عَقَلْتُ لأعْدَدْتُالجِهازَ لهَا،
بعدَ الرحيلِ بهَا ما دامَ ليرمقُ
إذا نَظَرْتَ مِنَ الدّنْيا إلىصُوَرٍ،
تخَيّلَتْ لكَ يَوْماً فَوْقَهاالخِرَقُ
ما نَحْنُ إلاّ كَرَكْبٍ ضَمّهُسَفَرٌ
يَوْماً، إلى ظِلّ فَيٍّ ثُمّتَافترَقُوا
وَلا يُقيمُ على الأسْلافِغابِرُهُمْ،
كأنهمْ بهمِ مَنْ بعدهمْلحقُوا
ما هبَّ أو دبَّ يفنَى لابَقاءَ لهُ
والبَرُّ، والبَحرُ،وَالأقطارُ، وَالأفقُ
نستوطِنُ الأرضَ داراً للغرورِبِهَا
وَكُلّنا راحِلٌ عَنها،وَمُنْطَلِقُ
لَقَدْ رَأيْتُ، وَما عَينيبراقِدَة ٍ،
قتلَى الحوادثِ بينَ الخلقِتخترقُ
كمْ من عزيزٍ أذلَّ الموتُمصرعَهُ
كانَتْ، على رَأسِهِ، الرّاياتُتختفقُ
كلُّ امرء ولهُ رزقٌسيبلغُهُ
واللهُ يرزُقُ لا كيسٌ ولاحمقُ
إذا نَظَرْتُ إلى دُنْياكَمُقْبِلَة ً،
فلا يغُرَّنْكَ تعظِيمٌ ولامَلَقُ
أخَيَّ إنَّا لنحنُ الفائزونَغَدَا
إنْ سلَّمَ اللهُ منْ دارٍ لهَاعلقُ
فالحمدُ للّهِ حمْداً لاانْقِطاعَ لَهُ،
ما إنْ يُعَظَّمُ إلا مَنْ لَهُورقُ
والحمدُ للهِ حمداً دائماًأبداً
فازَ الّذينَ، إلى ما عِندَهُ،سَبَقُوا
ما أغفلَ الناسَ عنْ يومِانبعاثهمِ
وَيوْمِ يُلجِمهُم، فيالموْقِفِ، العَرَقُ

أبو العتاهية

ألا إنّما الإخْوانُ عِنْدَالحَقائِقِ،
ولا خيرَ في ودِّ الصديقِالمُماذِقِ
لَعَمْرُكَ ما شيءٌ مِنَالعَيشِ كلّهِ،
أقرَّ لعيني من صديقٍموافقِ
وكلُّ صديقٍ ليسَ في اللهِودُّهُ
فإنّي بهِ، في وُدّهِ، غَيرُوَاثِقِ
أُحِبُّ أخاً في اللّهِ ما صَحّدينُهُ،
وَأُفْرِشُهُ ما يَشتَهي مِنْخَلائِقِ
وَأرْغَبُ عَمّا فيهِ ذُلُّدَنِيّة ٍ،
وَأعْلَمُ أنّ اللّهَ، ماعِشتُ، رَازِقي
صَفيَّ، منَ الإخوانِ، كُلُّمُوافِقٍ
صبورٍ على ما نابَهُ منبوائِقِ

أبو العتاهية

انظر لنفسِكَ ياشقيْ
حتَّى مَتَى لاتتَّقي
أو ما تَرَىالأيامَ
ـتَلِسُ النّفُوسَ،وَتَنتَقي
انظر بطرفِكَ هلْتَرى
في مَغرِبٍ، أوْمَشرِقِ
أحداً وفَى لكَ فيالشّدائدِ
إنْ لجأْتَبموثِقِ
كَمْ مِنْ أخٍغَمّضْتُهُ
بيدَيْ نصيحٍمُشْفِقِ
وَيَئِسْتُ منهُ فلَستُأطْـ
أنْ يعيشَفنلتَقِي
لا تَكْذِبَنّ،فإنّهُ
مَنْ يَجْتَمِعْيَتَفَرّقِ
والموتُ غاية ُ مَنْمَضَى
منَّا وموعدُ منْ بَقي

أبو العتاهية

أرى الشيءَ أحياناً بقلبيمعلَّقَا
فلا بُدَّ أن يَبْلَى وأنيتمزقَا
تصرفتُ أطواراً أرى كلَّ عبرةٍ
وكانَ الصّبا مني جَديداً،فأخْلَقَا
وكُلُّ امرئٍ في سعيهِ الدهرَربمَا
يفتحُ أحياناً لهُ أويُغلقَا
وَما اجْتَمَعَ الإلْفانِ إلاّتَفَرّقَا
وَحَسْبُ امرىء ٍ من رَأيه أنيُوَفَّقَا

أبو العتاهية

نَمُوتُ جَميعاً كُلّنا، غيرَما شكِّ،
وَلا أحَدٌ يَبقَى سِوى مالِكِالمُلْكِ
أيا نفسُ أنتِ الدهرَ في حالِغفلة ٍ
وليستْ صروفُ الدهرِ غافلة ًعنكِ
أيا نفسُ كمْ لي عنكِ منْ يومِصرعة ٍ
إلى اللّهِ أشكُو ما أُعالجُهُمِنْكِ
أيا نفسُ إن لمْ أبكِ ممَّاأخافهُ
عليكِ غَداً عندَ الحسابِ فمنيَبكي
أيا نفسُ هذي الدارُ لا دارُقلعة ٍ
فلا تجعَلِنّ القَصْدَ فيمنزِلِ الإفْكِ
أيا نفسُ لا تنسي عنِ اللهِفضلهُ
فتأييدُهُ مُلكي، وَجِذْلانُهُهُلكي
وَلَيسَ دَبيبُ الذَّرّ فوْقَالصَّفاة ِ، في
الظلامِ بأخفى من رياءٍ ولاشركِ

أبو العتاهية

إنْ كنتَ تُبصرُ ما عليكَومالَكَا
فانظُرْ لِمنْ تمضي وتتركُمالَكَا
وَلَقَدْ تَرَى أنّ الحَوادِثَجَمّة ٌ،
وَتَرَى المَنِيّة َ حَيثُ كنتَحيالَكَا
يا إبنَ آدَمَ كَيفَ ترْجو أنْيَكُو
الرأيُ رأْيَكَ والفِعالُفِعالكَا

أبو العتاهية

كأنّ المَنَايا قَدْ قَصَدْنَإلَيْكَا،
يُردنكَ فانظرْ ما لهنَّلديكَا
سيأتيكَ يومٌ لستَ فيهِبمكرمٍ
بأكثرَ من حثوِ الترابِعليكَا

أبو العتاهية

خُذِ الدنيَا بأيسرِهَاعليكَا
ومِلْ عنها إذا قصدتْإليكَا
فإنّ جَميعَ ما خُوّلْتَمِنْها
ستنفُضُهُ جميعاً منيديكا

أبو العتاهية

المَرْءُ مُستَأسَرٌ بمامَلَكَا،
وَمَنْ تَعامَى عَنْ قَدْرِهِهَلَكَا
مَنْ لم يُصِبْ مِنْ دُنياهُآخِرَة ً،
فَلَيْسَ مِنها بمُدْرِكٍدَرَكَا
للمَرْءِ ما قَدّمَتْ يَداهُمنَ الـ
الفضلِ وللوارثينَ ماتركَا
يا سكرة َ الموتِ أنتِ واقعةٌ
للمَرّءِ في أيّ اڑفَة ٍسَلَكَا
يا سكرة َ الموتِ قد نصبتِلهذا
الخلقِ في كلِّ مسلكٍشركَا
أُخَيَّ إنَّ الخطوبَ مُرصدةٌ
بالموتِ لا بدَّ منهُ لِيولكَا
ما عُذرُ منْ لمْ تنمْتجاربُهُ
وَحَنْكَتْهُ الأمُورُ،فاحْتَنَكَا
خُضتَ المُنى ثمَّ صرتَ بعدُإلى
مولاكَ في وحلهنَّمرتبكَا
ما أعجبَ الموتَ ثمَّ أعجبُمنهُ
ـهُ مُؤمِنٌ، مُوقِنٌ بهِضَحِكَا
حنَّ لأهلِ القبورِ منْثقتِي
إن حنَّ قلبي إليهمِوبكَى
الحَمْدُ للّهِ حَيثُما زَرَعَالـ
الخيرَ امرءٌ طابَ زرعُهُوزكَا
لا تجتني الطيباتِ يوماًمنَ
ـغَرْسِ يَدٌ كانَ غَرْسُهاالحَسكَا
إنَّ المنايا لا تخطئنَولا
تبقينَ لا سوقة ً ولاملكَا
الحَمدُ للخالقِ الذي حَرَكَالـ
الساكنَ منَّا وسكنَالحركَا
وَقَامَتِ الأرْضُ والسّماءُبهِ،
وَما دَحَى منهُما وَماسَمَكَا
وقلبَ الليلَ والنهارَوصبَّ
رّزْقَ صَبّاً ، وَدَبّرَالفَلَكَا

أبو العتاهية

رَأيتُ الفَضْلَمُتكئِا
يُناجي البَحرَوَالسَمَكَا
فأرْسَلَ عَيْنَهُلمّا
رآني مقبلاًوبَكَى
فلمَّا أن حلفتُلهُ
بأنّي صائِمٌ ضَحِكَا

أبو العتاهية

لا رَبّ أرْجُوُهُ ليسِوَاكَا،
إذْ لم يَخِبْ سَعيُ مَنْرَجاكَا
أنتَ الذي لم تزلْخفيَّاً
لم يبلُغِ الوهمُمنتهاكَا
إنْ أنت لم تهدِنَاضللنَا
يا ربُّ إنَّ الهُدَىهداكَا
أحَطْتَ عِلْماً بِنا جَميعاً،
أنتَ ترانَا ولا نراكَا

أبو العتاهية

رأيتُ الشيبَيعروكَا
بأنَّ الموتَينحُوكَا
فَخُذْ حِذرَكَ، ياهذا،
فإنِّي لستُآلوكَا
وَلا تَزْدَدْ مِنَالدّنْيا،
فَتَزْدادَنْ بِهَانُوكَا
فتقوَى اللهِتُغنيكَ
وَإنْ سُمّيتَصُعْلُوكَا
تناومْتَ عنِالموتِ
وَدَاعِ الموتِيدعوكَ
وَحاديهِ، وَإنْنِمْت،
حثيثُ السيرِيحدوكَا
فلا يَوْمُكَيَنْساكَ،
ولا رزقُكَيعدوكَا
متى تَرْغَبْ إلىالنّاسِ،
تكنْ في الناسِمملوكَا
إذا ما أنتَخفَّفْتَ
عَنِ النّاسِأحَبّوكَا
وثقَّلتَ مَلُّوكَ
وَعابُوكَ،وَسَبّوكَا
إذا ما شئتَ أنتُعصى
فَمُرْ مَنْ ليسَيرجُوكَا
ومُرْ مَنْ ليسَيخشاكَ
فيَدْمَى عِنْدَهافُوكَا

طولُ التعاشرِ بينَ الناسِمملولُ
ما لابنِ آدمَ إن فتشْتَمعقولُ
للمَرْءِ ألْوَانُ دُنْيَا: رَغْبَة ً وَهوًى ،
وعقلهُ أبداً ما عاشَمدخُولُ
يا راعيَ النّفسِ لا تُغْفِلْرِعايَتَها،
فأنتَ عن كلّ ما استرْعَيتَمَسؤولُ
خُذْ ما عرفتَ ودعْ ما أنتَجاهلُهُ
للأمْرِوَجهانِ: مَعرُوفٌ،وَمَجهولُ
وَاحذَرْ، فلَستَ من الأيّامِمُنفَلِتاً،
حتى يغُولَكَ من أيامِكَالغُولُ
والدائراتُ بريبِ الدهرِ دائرةٌ
والمرءُ عنْ نفسهِ ما عاشَمختولُ
لن تستتم جميلاً أنتَفاعلهُ
إلاّ وَأنتَ طَليقُ الوَجْهِ،بُهلولُ
ما أوْسَعَ الخَيرَ فابْسُطْراحَتَيكَ به،
وكُنْ كأنّكَ، عندَ الشّرّ،مَغلُولُ
الحَمْدُ للّهِ في آجالِناقِصَرٌ،
نبغي البقاءَ وفي آمالِنَاطُولُ
نعوذُ باللهِ من خذلانهِأبداً
فإنَّما الناسُ معصومٌومخذولُ
إنّي لَفي مَنزِلٍ ما زِلْتُأعْمُرُهُ،
على يقيني بأني عنهُمنقُولُ
وَأنّ رَحْلي، وَإنْأوْثَقْتُهُ، لَعَلى
مَطِيّة ٍ، مِنْ مَطاياالحَينِ، محمولُ
ولو تأهبتُ والأنفاسُ فيمهلٍ
والخيرُ بيني وبين العيشِمقبولُ
وادي الحَياة ِ مَحَلٌّ لامُقامَ بِهِ،
لنازِليهِ، ووادي المَوْتِمَحْلُولُ
والدارُ دارُ أباطيلٍ مشبهةٍ
الجِدُّ مُرٌّ بها، وَالهَزْلُمَعسُولُ
وَليسَ من مَوْضعٍ يأتيهِ ذونَفَس،
إلاّ وَللمَوْتِ سَيفٌ فيهِمَسْلُولُ
لم يُشْغَلِ الَمْوتُ عَنّامُذْ أعِدّ لَنا
وكُلّنا عَنْهُ باللذّاتِمشَغولُ
ومنْ يمتْ فهوَ مقطوعٌومجتنبٌ
والحَيُّ ما عاشَ مَغشِيٌّ،وَمَوْصُولُ
كلْ ما بدَا لك فالآكالُ فانيةٌ
وَكُلُّ ذي أُكُلٍ لا بُدّمأكُولُ
وكل شيءٍ من الدنيَافمنتقضٌ
وكُلّ عَيشٍ منَ الدّنْيا،فمَمْلُولُ
سُبحانَ مَنْ أرْضُهُ للخَلْقِمائِدَة ٌ،
كلٌّ يوافيهِ رزقٌ منهُمكفولُ
غَدّى الأنَامَ وَعَشّاهمْ،فأوْسَعَهم،
وفضلهُ لبُغاة ِ الخيرمبذولُ
يا طالِبَ الخيرِ ابشرْواستعدَّ لهُ
فالخيرُ أجمعُ عند اللهِمأمولُ

أبو العتاهية

قَطّعْتُ مِنْكِ حبَائِلَالآمالِ،
وحططتُ عن ظهرِ المطيِّ رحالِي
وَيَئِسْتُ أنْ أبقَى لشيءٍنِلتُ ممّا
فيكِ يا دنيا وإن يبقَى لِي
فَوَجَدْتُ بَرْدَ اليَأسِبَينَ جَوانحي،
وأرحْتُ من حَلِّي ومن ترحالِي
ولئنْ يئستُ لرُبَّ برقة ِخُلَّبٍ
بَرَقَتْ لذي طَمَعٍ، وَبَرْقةِ آلِ
فالآنَ، يا دُنْيا، عَرَفْتُكِفاذهَبي،
يا دارَ كُلّ تَشَتّتٍوَزَوَالِ
والآنَ صارَ ليَ الزمانُمؤدَّباً
فَغَدَا عَليّ وَرَاحَبالأمْثَالِ
والآن أبصرتُ السبيلَ إلىالهدَى
وَتَفَرّغَتْ هِمَمي عَنِالأشْغالِ
وَلَقَدْ أقامَ ليَ المَشيبُنُعاتَهُ،
تُفضي إليَّ بمفرقٍ وقذالِ
وَلَقَدْ رَأيْتُ المَوْتَيُبْرِقُ سَيْفَهُ
بيَدِ المَنيّة ِ، حَيثُ كنتُ،حِيالي
وَلَقَدْ رَأيْتُ عُرَى الحَياةِ تخَرّمَتْ،
وَلَقَدْ تَصَدّى الوَارِثُونَلمَالي
وَلَقَدْ رَأيْتُ على الفَنَاءِأدِلّة ً،
فيما تَنَكّرَ مِنْ تَصَرّفِحالي
وَإذا اعتَبرْتُ رَأيتُ خَطبَحوادِثٍ
يَجرينَ بالأرْزاقِ، وَالآجالِ
وإذا تَنَاسَبَتِ الرّجالُ، فماأرَى
نَسَباً يُقاسُ بصالِحِالأعْمالِ
وَإذا بحَثْتُ عَنِ التّقيّوَجَدْتُهُ
رَجُلاً، يُصَدِّقُ قَوْلَهُبفِعَالِ
وَإذا اتَقَى الله امْرُؤٌ،وَأطاعَهُ،
فَيَداهُ بَينَ مَكارِمٍوَمَعَالِ
وعلى التَّقِيِّ إذا ترسَّخَ فيالتُّقى
تاجان تاج سكينة ٍ وجلالِ
وَاللّيْلُ يَذْهَبُوَالنّهارُ، تَعاوُراً
بالخلقِ في الإدبارِ والإقبالِ
وَبحَسْبِ مَنْ تُنْعَى إلَيْهِنَفْسُهُ
منهُ بأيامٍ خلَتْ ولَيالِ
إضرِبْ بطَرْفِكَ حيثُ شئتَ،فأنتَ في
عبرٍ لهنَّ تداركٌ وتوالِ
يبكي الجديدُ وأنتَ فيتجديدهِ
وَجَميعُ ما جَدّدْتَ منهُ،فبَالِ
يا أيّها البَطِرُ الذي هوَ فيغَدٍ،
في قَبرِهِ، مُتَفَرّقُالأوْصالِ
وَلَقَلّ ما تَلْقَى أغَرّلنَفسِهِ
مِنْ لاعِبٍ مَرِحٍ بها،مُختالِ
يا تاجِرَ الغَيّ المُضِرَّبِرُشْدِهِ،
حتى متَى بالْغِيِّ أنت تُغالِي
الحَمْدُ للّهِ الحَميدِبِمَنّهِ
خسرتْ ولمْ تربحْ يدُ البطَّالِ
للّهِ يَوْمٌ تَقْشَعِرّجُلُودُهُمْ،
وَتَشيبُ مِنْهُ ذَوَائِبُالأطْفالِ
يَوْمُ النّوازِلِ والزّلازِلِ،وَالحَوا
ملِ فيهِ إذْ يقذفنَ بالأحمالِ
يومُ التَّغابُنِ والتبايُنِوالتنا
زُلِ والأمورِ عظيمة ِ الأهوالِ
يومٌ ينادَى فيه كُلُّمُضللٍ
بمقطَّعاتِ النارِ وألأغلالِ
للمتقينَ هناكَ نزلُ كرامةٍ
عَلَتِ الوُجُوهَ بنَضرَة ٍ،وَجَمالِ
زُمرٌ اضاءتْ للحسابِوجوهُهَا
فَلَهَا بَرِيقٌ عِندَهاوَتَلالي
وسوابقٌ غرٌّ محجَّلة ٌجرتْ
خُمْصَ البطونِ خفيفة َالأثقالِ
مِنْ كُلّ أشعَثَ كانَ أغبرَناحِلاً،
خلقَ الرداء مرقَّعَ السربالِ
حِيَلُ ابنِ آدَمَ في الأُمورِكَثيرَة ٌ
والموت يقطعُ حيلةَ المحتالِ
نزلُو بأكرمِ سيدٍفأظلُّهُمْ
في دارِ مُلْكِ جَلالَة ٍ،وَظِلالِ
وَمِنَ النعاة ِ إلى ابنِ آدَمَنَفْسَهُ،
حَرَكُ الخُطى ، وَطلوعُ كلّهِلالِ
ما لي أرَاكَ لحُرّ وَجْهِكَمُخْلِقاً،
أخْلَقْتِ، يا دُنْيا، وُجُوهَرِجالِ
كُنْ بالسّؤالِ أشَدّ عَقْدِضَنَانَة ٍ،
ممنْ يضنُّ عليكَ بالأموالِ
وَصُنِ المَحامِدَ ما استَطَعتَفإنّها
في الوَزْنِ تَرْجُحُ بذلَ كلّنَوَالِ
وَلَقَدْ عَجِبْتُ مِنَالمُثَمِّرِ مالَه،
نسيَ المثمِّرُ زينة َ الإقلالِ
وإذا امرؤٌ لبسَ الشكوكَبعزمِهِ
سَلَكَ الطّريقَ على عُقودِضَلالِ
وَإذا ادّعَتْ خُدَعُالحَوادِثِ قَسوَة ً،
شَهِدَتْ لَهُنّ مَصارِعُالأبْطالِ

أبو العتاهية

يا ذا الذي يقرأُ فيكتبهِ
ما أمَرَ الله، وَلايَعْمَلُ
قد بينَ الرحمان مقتَالذي
يأمر بالحقِّ ولايفعلُ
مَنْ كانَ لا تُشْبِهُأفْعَالُهُ
أقْوالَهُ، فصَمْتُهُأجْمَلُ
من عذلَ الناسَ فنفسيبمَا
قد فارَقَتْ مِنْ دِينِهاأعْذَلُ
إنّ الذي يَنْهَى ، ويأتيالذي
عنهُ نَهَى في الخَلقِ، لايَعدِلُ
والراكبُ الذنبِ علىجهلهِ
اعذَرُ ممنْ كانَ لايجهلُ
لا تَخْلِطَنْ ما يَقْبَلُ اللهمِنْ
فعلٍ بقولٍ منكَ لايُقبلُ

أبو العتاهية

ما للجَديدَينِ لا يبْلَىاخْتِلافُهُما،
وَكُلُّ غَضٍّ جَديدٍ فيهِمابَالِ
يا مَنْ سَلا عَن حَبيبٍ بَعدَمِيتَتِهِ،
كم بعدَ موتكَ أيضاً عنكَ منسالِ
كأنّ كُلّ نَعيمٍ أنْتَذائِقُهُ،
مِنْ لَذّة ِ العَيشِ، يحكيلمعة َ الآلِ
لا تَلْعَبَنّ بكَ الدّنْيا،وَأنتَ تَرى
ما شئتَ من غِيَرٍ فيهَاوأمثالِ
ما حلة ُ الموتِ إلا كُلُّصالحة ٍ
أو لا فما حيلة ٌ فيهِلمحتالِ

أبو العتاهية

كُلُّ حيٍّ كِتابهُمعلومُ
لا شقَاءٌ، وَلا نَعيمٌيَدومُ
يُحسَدُ المَرْءُ في النّعيمِصَباحاً،
ثمَّ يُمسي وعيشهُمذمومُ
وَإذا ما الفَقِيرُ قَنّعَهُاللّـ
ـهُ، فسِيّانِ بُؤسُهُوَالنّعِيمُ
من أرادَ الغِنَى فلا يسألالنَّا
سَ، فإنّ السّؤالَ ذُلّوَلُومُ
إنّ في الصّبرِ وَالقُنوعِ غنىالدّهـ
ـرِ، حِرْصُ الحريصِ فقرٌمُقيمُ
إنمَا الناسُ كالبهائِمِ فيالرز
قِ، سَواءٌ جَهولُهمْوَالعليمُ
ليسُ حزمُ الفتى يجرُّ لهُالرزْ
قَ ولا عاجزاً يُعدُّالعديمُ

أبو العتاهية

هُوَ التنقُّلُ من يومٍ إلىيومِ
كأنّهُ ما تُريكَ العَين فيالنّوْمِ
إنَّ المنايَا وإن أصبحت فيلعبٍ
تحومُ حولكَ حوماً أيَّماحومِ
وَالدّهرُ ذو دُوَلٍ، فيهِ لَناعَجَبٌ،
دنيا تنقَّلُ من قومٍ إلىقومِ

أبو العتاهية

ماذا يفوزُ الصالحونِبهِ
سُقيتْ قبورُ الصالحينَدِيَمْ
لولا بقايا الصالحينَعَفا
ما كانَ أثْبَتَهُ لَنَا،وَرَسَمْ
سُبحانَ مَنْ سَبَقتْمَشيّتُهُ،
وقضى بذاكَ لنفسهِ وحكمْ

أبو العتاهية


أهلَ القُبورِ عليكُمُ منّيالسّلامْ،
إنّي أُكَلّمُكُمْ وَلَيسَ بكمكلامْ
لا تحسبُوا أنَّ الأحبة َ لميسُغْ
منْ بعدِكمْ، لهمُ الشّرابُوَلا الطّعامْ
كَلاّ لَقَدْ رَفَضُوكُمُ،وَاستَبدَلوا
بكُمُ، وَفَرّقَ ذاتَ بَينَكُمُالحِمامْ
والخلقُ كُلهمُ كذاكَ وكُلُّمَنْ
قدْ ماتَ ليسَ لهُ علَى حيٍّذِمامْ
ساءَلْتُ أجداثَ المُلوكِ،فأخْبَرَتْـ
ـيَ أنّهُمْ، فيهِنّ أعضاءٌوَهَامْ
للهِ ما وارَى الترابُ منالألى
كانوا الكِرامَ هُمُ، إذا ذُكرَالكرامْ
لله ما وارى الترابُ منَالأُلى
كانُوا وجارُهُمُ منيعٌ لايُضامْ
يا صاحِبَيّ! نَسيتُ دارَإقامَتي،
وَعَمَرْتُ داراً ليسَ لي فيهامُقامْ
دارٌ يُريدُ الدّهْرُ نُقْلَة َأهْلِهَا،
وكأنَّهُمْ عمَّا يُرادُ بهمْنِيامْ
ما نِلتُ منهَا لذَّة ً إلاوقدْ
أبَتِ الحَوادِثُ أنْ يكونَلهَا تَمامْ

أبو العتاهية

يا عَينُ! قَدْ نِمْتِ،فإستَنْبِهي،
ما اجتمعَ الخوفُ وطيبُالمنامْ
أكْرَهُ أنْ ألْقَى حِمامي،وَلا
بُدّ لحَيً مِنْ لِقَاءِالحِمَامْ
لا بدَّ من موتٍ بدارِالبِلَى
واللهُ بعدَ الموتِ يحييالعِظامْ
يا طالبَ الدنيَاولذَّاتِهَا
هلْ لكَ في مُلْكٍ طَويلِالمُقامْ؟
مَنْ جاوَرَ الرّحْمَنَ، فيدَارِهِ،
تَمّتْ لَهُ النّعمَة ُ كُلَّالتّمَامْ

أبو العتاهية

لِعظيمٍ مِنَ الأمورِخُلقْنَا
غيرَ أنَّا معَ الشَّقاءِننامُ
كُلَّ يَوْمٍ يُحيطُ آجالَنَاالدّهْـ
ـرُ، ويَدنُو، إلى النّفوسِ،الحِمامُ
لا نُبالِي ولا نَراهُغراماً
ذا لَعَمري، لوِ اتّعظناالغرامُ
من رجونَا لديهِ دُنيَاوصلنا
هُ، وَقُلنا لهُ: عليكَالسّلامُ
ما نُبالي أمِنْ حَرَامٍجَمَعْنَا،
أم حلالٍ ولا يحلُّالحرامُ
هَمُّنا اللّهوُ، والتّكاثُرُفي المَا
لِ، وَهذا البِنَاءُوَالخُدّامُ
كَيفَ نَبتاعُ فانيَ العيشِبالدّا
ئِمِ أينَ العقولُوالأحلامُ
لوْ جَهِلْنا فَنَاءَهُ وَقَعَالعُذْ
رُ، وَلَكِنّ كُلُّنَاعَلاّمُ

أبو العتاهية

سَمْيتَ نَفسَكَ، بالكَلامِ،حكيما،
ولقدْ أراكَ على القبيحِمُقيمَا
ولقدْ أراكَ من الغَواية ِمُثرياً
ولقدْ أراكَ من الرشادِعديمَا
أغْفَلْتَ، مِنْ دارِ البَقاءِ،نَعيمَها،
وَطَلَبْتَ، في دارِ الفَنَاءِ،نَعِيمَا
مَنَعَ الجَديدانِ البَقَاءَ،وأبْلَيَا
أمماً خلوْنَ من القُرونِقديمَا
وَعصَيتَ رَبَّكَ يا ابنَ آدَمَجاهداً،
فوَجدتَ رَبَّكَ، إذ عصَيتَ،حَليمَا
وسألتَ ربكَ يا ابن آدمَ رغبةً
فوَجَدْتَ رَبَّكَ، إذْ سألتَكريمَا
وَدَعَوْتَ رَبّكَ يا ابنَآدَمَ رَهبة ً،
فوَجَدْتَ رَبّكَ، إذْ دعوْتَ،رَحيمَا
فَلَئِنْ شكَرْتَ لتَشكُرَنّلمُنعِمٍ،
ولئن كفرتَ لتكفرنَّعظيمَا
فتباركَ اللهُ الذي هوَ لمْيزلْ
مَلِكاً، بما تُخفي الصّدورُ،عَليمَا

أبو العتاهية

يا نَفْسِ! ما هوَ إلاّ صَبرُأيّامِ،
كأنَّ لَذَّاتِهَا أضغاثُأحلامِ
يا نَفسِ! ما ليَ لا أنْفَكّمِنْ طمعٍ
طرفِي غليهِ سريعٌ طامحٌسامِ
يا نَفْسِ! كوني، عن الدّنيا،مُبعدة ً،
وَخَلّفّيها، فإنّ الخَيرَقُدّامي
يا نَفْسِ! ما الذُّخرُ إلاّ ماانتَفَعتِ به
بالقَبرِ، يَوْمَ يكونُ الدّفنُإكرامي
وَللزّمانِ وَعيدٌ فيتَصَرّفِهِ،
إن الزمانَ لذو نَقْضٍوإبرامِ
أمّا المَشيبُ فقَد أدّىنَذارَتَهُ،
وَقَدْ قَضَى ما عَلَيْهِ مُنذُأيّامِ
إنّي لأستَكْثِرُ الدّنْيا،وأعْظِمُها
جهلاً ولم أرَهَا أهلاًلإعظامِ
فَلَوْ عَلا بِكَ أقْوامٌمَناكِبَهُمْ،
حثُّوا بنعشكَ إسراعاًبأقدامِ
في يومِ آخرِ توديعٍتودعهُ
تهدي إلى حيث لا فادٍ ولاحامِ
ما الناسُ إلا كنفسٍ فيتقاربهِمْ
لولا تفاوتُ أرزاقٍوأقسامِ
كَمْ لابنِ آدَمَ من لهوٍ، وَمنلَعبٍ،
وللحوادِثِ من شدٍّوإقدامِ
كمْ قد نعتْ لهمُ الدنيَاالحلولَ بِهَا
لوْ أنّهُمْ سَمِعوا مِنْهابأفْهامِ
وكمْ تحرمتِ الأيامُ منبشرٍ
كانُوا ذوِي قوة ٍ فيهَاوأجسامِ
يا ساكِنَ الدّارِ تَبْنيها،وَتَعمُرُها،
والدارُ دارُ منيَّاتٍوأسْقامِ
لا تَلْعَبَنّ بكَ الدّنياوَخُدْعَتُها،
فكَمْ تَلاعَبَتِ الدّنْيابأقْوامِ
يا رُبَّ مُقتصدٍ من غيرِ تجربةٍ
وَمُعْتَدٍ، بَعدَ تجريبٍ،وَإحكامِ
وربَّ مُكتسبٍ بالحكْمِرامِيَهُ
وربَّ مُستهدِفٍ بالبغيِللرامِي

أبو العتاهية

ألَسْتَ ترَى للدّهرِ نَقضاًوَإبرامَا،
فهلْ تمَّ عيشٌ لامرئٍ فيهِ أودامَا
لقدْ أبتِ الأيامُ إلاتقلُباً
لتَرْفَعَ ذا عاماً، وَتَخفِضَذا عَامَا
ونحنُ معَ الأيامِ حيثُتقلبتْ
فترفَعُ أقواماً وتخفضُأقوامَا
فلا توطِنِ الدنيَا محلاًفإنَّمَا
مُقامُكَ فيهَا لا أبا لكَأيَّامَا

أبو العتاهية

أيا رَبُّ يا ذا العرْشِ، أنْتَحكيمُ!
وأنتَ بما تُخفِي الصدورُعليمُ
فَيا رَبُّ! هَبْ لي مِنكَحِلماً، فإنّني
أرَى الحِلْمَ لم يَندَمْعَلَيهِ حليمُ
ألا إنَّ تقوى الله أكبرُ نِسبةٍ
تَسَامَى بهَا، عِندَ الفَخارِ،كريمُ
إذا ما اجتَنَبتَ النّاسَ إلاّعلى التّقَى ،
خَرَجْتَ مِنَ الدّنْيا وَأنتَسَليمُ
أرَاكَ امَرأً تَرْجُو مِنَالله عَفْوَهُ،
وأنتَ على ما لا يُحبُّمُقيمُ
فحتى متى يُعصَى ويَعفُو إلىمتى
تَبَارَكَ رَبّي، إنّهُلَرَحيمُ
ولو قدْ توسَّدت الثرىوافترشتهُ
لقد صرتَ لا يَلْوِي عليكَحميمُ
تَدُلّ على التّقْوَى ، وَأنتَمُقصِّرٌ،
أيا مَنْ يداوي الناسَ وهوسقيمُ
وَإنّ امرَأً، لا يَرْبَحُالنّاسُ نَفْعَهُ،
ولمْ يأمنُوا منهُ الأذىللئيمُ
وَإنّ امرَأً، لمْ يَجْعَلِالبِرَّ كَنزَهُ،
وَإنْ كانَتِ الدّنْيا لَهُ،لَعَديمُ
وَإنّ امرَأً، لمْ يُلْهِهِاليَوْمُ عَنْ غدٍ
تخوفَ ما يأتي بهِلحكيمُ
ومن يأمنِ الأيامَ جهلٌ وقدْرأَى
لَهُنّ صُرُوفاً كَيدُهنّعَظيمُ
فإنَّ مُنَى الدنيَا غرورٌلأهلهَا
أبى اللهُ أن يبقَى عليهِنعيمُ
وأذللتُ نفسي اليومَ كيمَاأعزهَا
غَداً، حَيثُ يَبْقَى العِزُّلي وَيَدومُ
وللحقِّ بُرهانٌ وللموتِ فكرةٌ
وَمعْتَبَرٌ للعالَمِينَقَديمُ

أبو العتاهية

ألا إنّما التّقوَى هيَ العِزّوَالكَرَمْ،
وحبكَ للدنيَا هو الذلُّوالعدمْ
وليسَ على عبدٍ تقيٍّ نقيصةٌ
إذا صَحّحَ التّقوَى ، وَإنحاكَ أوْ حجمْ

أبو العتاهية

مَنْ سالَمَ الناسَسلِمْ
مَنْ شاتَمَ الناسَشُتمْ
مَنْ ظَلَمَ النّاسَأسَا،
من رحمَ الناسَرُحمْ
من طلبَ الفضلَ إلى
غَيرِ ذَوي الفَضْلِحُرِمْ
مَنْ حَفِظَ العَهدَ وَفَى؛
من أحسنَ السمعَفهِمْ
منْ صدقَ اللهَعلاَ
من طلبَ العلمَعلمْ
منْ خالفَ الرُّشدَغوَى
من تبعَ الغَيَّندمْ
مَنْ لَزِمَ الصّمْتَنَجا،
من قالَ بالخيرِغنمْ
مَنْ عَفّ وَاكْتَفّزَكا،
مَنْ جَحَدَ الحَقَّأثِمْ
من مَسَّهُ الضُّرُّشَكَا
مَنْ عَضّهُ الدّهْرُألِمْ
لمْ يعدُ حيَّاًرزقُهُ
رزقُ امرئٍ حيثُ قُسِمْ

أبو العتاهية

سَكَنٌ يَبْقَى لَهُسَكَنُ
ما بهَذا يُؤذِنُالزّمَنُ!
نَحْنُ في دارٍيُخَبّرُنَا،
عَنْ بَلاها، ناطِقٌلَسِنُ
دارُ سُوءٍ لم يَدُمْفَرَحٌ
لامرئٍ فيهَا ولاحزنُ
ما نَرَى مِنْ أهْلِهاأحَداً،
لم تَغُلْ فيها بهِالفِتَنُ
عجباً من معشرٍسلفُوا
أيّ غَبْنٍ بَيّنٍغُبِنُوا
وفروا الدنيَالغيرهِم
وَابْتَنَوْا فيها، وَماسكَنُوا
تَرَكُوها بَعدَمااشتبَكتْ
بَينهم، في حُبّها،الإحَنُ
كُلُّ حيٍّ عندَميتتهِ
حظُّهُ من مالِهِالكفَنُ
إنّ مالَ المَرْءِ لَيسَلَهُ
مِنْهُ، إلاّ ذكرُهُالحَسَنُ
ما لَهُ مِمّايُخلّفُهُ،
بعدُ إلا فعلُهُالحسنُ
في سَبيلِ اللهأنْفُسُنَا،
كُلّنَا بالمَوْتِمُرْتَهَنُ
__________________
اطلبوا العلم، فإن عجزتم فأحبوا أهله، فإن لم تحبوهم فلاتبغضوهم
هيا بنا نتعلم الديمقراطية
<!-- Facebook Badge START --><!-- Facebook Badge END -->