استثمار
تتباطىء الدقائق تجاه الثانية و الربع ، ثلث ساعة ثم يؤذن لنا في الإنصراف من العمل و التحرك لبيوتنا.
يقترب مؤشر طاقتي من الصفر ، لا شيء يمر بذهني يملأ الدقائق المتبقية. لفرط التعب أزيح من عقلي كل شغل فهو غير قابل للتنفيذ حالياً .
النظام بدأ يندحر أمام جموع المدرسين و الطلاب إذ بدأت تنفك عنهم صفة الوظيفة و طلب العلم ، عادوا بشراً متنافرين في طريقهم للإنعتاق من نير العمل.
أجمع بقايا وعي و ألملم ذاتي تجاه المصلى. أتذكر عدة ركعات ، سنن اعتدت أن أصليها ، شغلني عنها العمل هذه الأيام. يغل خطوتي كلمات كثيرة أخبرتني بها مدرسة فاضلة عن إفناء الذات في عمل لا يبدو أن أحداً يهتم به حالياً.
في المصلى أعقد النية و أصلي ركعتين ، يعلو مؤشر الهمة درجة فألحقهما بأختين. أستخير المولى في صلاة ركعتين أخرتين ، فتكتمل الركعات عشرة مع دق جرس الإنصراف.
ضوء أخضر يوقف الآخرين و يأذن لي بالمرور . أمد خطى السرعة رغم الزحام يعج في أنحاء المكان فلا يعطلني أحد.
يترك لي الجميع المدى فأنطلق ، لا شيء يتباطىء الآن!
يستقبلني البيت ثلث ساعة قبل الموعد الذي اعتاد وصولي.
|