أمر الله رسوله صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أن بلغ عدد الداخلين في الاسلام نحواً من ثلاثين أن يبلغ الدعوة جهراً ، وذلك في قوله تعالى: ( فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرْ وَأعْرِضْ عَنْ المُشْرِكِين ) [ الحجر : 94 ] .
- ابتدأت بذلك مرحلة الإيذاء للمؤمنين الجدد ولرسول الله صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقد هال المشركين أن يسفه الرسول احلامهم ، ويعيب آلهتم ويأتيهم بدين جديد يدعو إلى إله واحد لا تدركه العيون والأبصار ، وهو يدرك الأبصار ،وهو اللطيف الخبير .
كان الرسول صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه الفترة يجتمع بالمؤمنين سراً في دار الأرقم بن أبي الأرقم الذي دخل في الإسلام أيضاً ، وكان الرسول يتلو عليهم ما ينزل عليه من آيات القرآن الكريم ، ويعلمهم من أحكام الدين وشرائعه ما كان ينزل حينئذ .
حدثنا عُمَرُ بن حَفْصِ بن غِيَاثٍ حدثنا أبي حدثنا الْأَعْمَشُ قال حدثني عَمْرُو بن مُرَّةَ عن سَعِيدِ بن جُبَيْرٍ عن بن عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قال لَمَّا نَزَلَتْ ) وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ( صَعِدَ النبي صلى الله عليه وسلم على الصَّفَا فَجَعَلَ يُنَادِي يا بَنِي فِهْرٍ يا بَنِي عَدِيٍّ لِبُطُونِ قُرَيْشٍ حتى اجْتَمَعُوا فَجَعَلَ الرَّجُلُ إذا لم يَسْتَطِعْ أَنْ يَخْرُجَ أَرْسَلَ رَسُولًا لِيَنْظُرَ ما هو فَجَاءَ أبو لَهَبٍ وَقُرَيْشٌ فقال أَرَأَيْتَكُمْ لو أَخْبَرْتُكُمْ أَنَّ خَيْلًا بِالْوَادِي تُرِيدُ أَنْ تُغِيرَ عَلَيْكُمْ أَكُنْتُمْ مُصَدِّقِيَّ قالوا نعم ما جَرَّبْنَا عَلَيْكَ إلا صِدْقًا قال فَإِنِّي نَذِيرٌ لَكُمْ بين يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ فقال أبو لَهَبٍ تَبًّا لك سَائِرَ الْيَوْمِ أَلِهَذَا جَمَعْتَنَا فَنَزَلَتْ "تَبَّتْ يَدَا أبي لَهَبٍ وَتَبَّ ما أَغْنَى عنه مَالُهُ وما كَسَبَ"