عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 12-03-2010, 11:15 PM
المفكرة المفكرة غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 1,413
معدل تقييم المستوى: 18
المفكرة is on a distinguished road
افتراضي

تتجول كاميرا التلفاز في الحرم النبوي الشريف ، تصّور أنحائه يصاحبها صوت يتلو حديث صلح الحديبية من صحيح البخاري .
مشهد في صحراء حيث رسول الله صلى الله عليه و سلم و صحبه في مسيرهم إلى بيت الله الحرام بقصد العمرة.
تقف ناقة الرسول صلى الله عليه و سلم فيفهم الرسول الإشارة و ينزل في ذلك الموضع ، يعلم أن المهمة تغيرت من العمرة للمصالحة . يقول صلى الله عليه و سلم : (لايسألوني خطة يعظمون فيها حرمات الله إلا أعطيتهم إياها)
ترسل قريش سهيل بن عمرو لمفاوضة الرسول صلى الله عليه و سلم على الصلح ، ثم يتفقان على إرساء الصلح في كتاب .
يبدأ رسول الله صلى الله عليه و سلم الكتاب ‏بسم الله الرحمن الرحيم ‏
يـُعرض سهيل عن اسم الله الرحمن و يبدأ الكتاب باسمك اللهم.
يقبلْ رسول الله بينما سحب الغضب تنفث سمها في الأنحاء.
ثم يعترض سهيل على ذكر صفة رسول الله صلى الله عليه و سلم في الكتاب قائلاً : اكتب ‏ ‏محمد بن عبدالله
(قال النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏: ‏والله إني لرسول الله وإنكذبتموني اكتب‏ ‏محمد بن عبد الله
‏فقال له النبي ‏‏صلى الله عليه وسلم: ‏على أن تخلوا بيننا وبين ‏ ‏البيت ‏ ‏فنطوف به
فقال ‏ ‏سهيل: ‏ ‏والله لا تتحدث ‏ ‏العرب ‏ ‏أنا أخذنا ضغطة ولكن ذلك منالعام المقبل فكتب .
فقال ‏ ‏سهيل :‏ ‏وعلى أنه لا يأتيك منا رجل وإن كان علىدينك إلا رددته إلينا
قال المسلمون سبحان الله كيف يرد إلى المشركين وقدجاء مسلما ؟
فبينما هم كذلك إذ دخل ‏ ‏أبو جندل بن سهيل بن عمرو ‏ ‏يرسف فيقيوده وقد خرج من أسفل ‏ ‏مكة ‏ ‏حتى رمى بنفسه بين أظهر المسلمين
فقال ‏‏سهيل ‏ ‏هذا يا ‏ ‏محمد ‏ ‏أول ما أقاضيك عليه أن ترده إلي )
فلم يزل سهيل يتفاوض حتى حصل على ما يريد.
(قال ‏ ‏أبو جندل ‏ ‏أي معشر المسلمين أرد إلى المشركين وقد جئت مسلما ألاترون ما قد لقيت وكان قد عذب عذابا شديدا في الله )
‏(قال عمر بنالخطاب فأتيت نبي الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فقلت ألست نبي اللهحقا قال بلى قلت ألسنا على الحق وعدونا على الباطل قال بلى قلت فلم نعطيالدنية في ديننا إذا قال إني رسول الله ولست أعصيه وهو ناصري
فلما فرغ منقضية الكتاب قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏لأصحابه قوموافانحروا ثم احلقوا قال فوالله ما قام منهم رجل حتى قال ذلك ثلاث مرات )
يدخل رسول الله صلى الله عليه و سلم على أم سلمة فتشير عليه أن يحلق و ينحر فيتبعه الناس و بالفعل هذا ما كان ، قاموا فنحروا و حلقوا لبعضهم بينما الغضب ينوي خطف بعضهم بأيدي بعض !

و لأنه لا غالب لأمر الله ، يكوّن المهاجرون الجدد عصابة تهاجم تجارة قريش فتكثر فيها الخسائر حتى تتنازل قريش عن شرطها الظالم و تقبل بانضمام مسلمي مكة للرسول صلى الله عليه و سلم.
حكاية يتدرج فيها تاريخ بيت الله الحرام من مرحلة ، موضع الثقل فيها تحت اقدام المشركين .. يتزحزح عاماً تلو الآخر تجاه الإيمان يقر في الأرض ، فيقر فيها الفلاح .
يندثر ذكر المشركين أما الرسول النبيل الذي أنكروا رسالته فلم يروعه ذلك و مضى في أمر الله بالصلح .. فهذا مسجده في الدنيا عامر بذكر الله و بمن لا يحصى من الأتباع و المحبين ، تدور حياتهم حول أمر الله و شرعه الذي بلـّغنا به رسول الله صلى الله عليه و سلم . يجمعهم مسجده عظيم البنيان في صلاة للمولى يعلنون فيها شهادتهم لله بالوحدانية و لنبيه بالرسالة .
أما الآخرة فمقامه مقام الشفاعة ، المقام المحمود الذي وعده به ربه.
اللهم آت سيدنا محمداً الوسيلة و الفضيلة و ابعثه المقام المحمود الذي وعدته.

يبعث حديث التاريخ دموع النفس يـُنبـِت به الصلاة على خير خلق الله و آله و صحبه أجمعين عدد ما خلق الله في السماوات و الأرض و ما بينهما إلى يوم الدين.
**************************************
ما بين الأقواس نص الحديث الذي نقله لنا البخاري ، الباقي مما استوحيته منه