عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 25-12-2006, 01:02 PM
الصورة الرمزية بورسعيدى
بورسعيدى بورسعيدى غير متواجد حالياً
عضو له إمتياز خاص ( أسد المنتدى العجوز )
 
تاريخ التسجيل: Jul 2005
العمر: 56
المشاركات: 5,808
معدل تقييم المستوى: 0
بورسعيدى is an unknown quantity at this point
افتراضي

تتعدد قصص الصمود الاسطوري لأبطال المدينة فـــ محمد مهران
الذى التقت به 'أخبار الأدب' في بورسعيد قبل أيام حكي أنه كان قائدا للسرية الثانية من الكتيبة الاولي حرس وطني وكلف بالتوجه الي منطقة الجميل في 29 أكتوبر 1956 واستمرت كتيبته في الدفاع عن مطار وكوبري الجميل ومدخل المدينة في مواجهة الاسقاط المظلي حتي 5 نوفمبر، وعندما شاهد مهران ضابطا بريطانيا مستلق أمام مدفع رشاش برن يطلق النار علي أفراد كتيبته، بادر بأفراغ دفعة رشاش في وجه الضابط، الا انهم تمكنوا من أسره وحاولوا مساومته في البداية بالاعتراف علي زملائه، وعندما رفض عقدوا له محكمة عسكرية أصدرت أغرب حكم يمكن تصوره وهو اقتلاع عينيه!! وبالفعل نقلوه في طائرة عسكرية حيث قاعدتهم الي قبرص لاجراء العملية' الي الضابط الانجليزي الذي ضربه بالرشاش وقبلها بدقائق حاول الطبيب مساومته أنه سوف يترك له احدي عينيه في مقابل أن يتحدث في الاذاعة قائلا: ان الشعب البورسعيدي استقبل القوات البريطانية بحفاوة فرفض للمرة الثانية واقتلعوا عينيه الاثنتين بالفعل.
وما أن حل يوم السادس من نوفمبر حتي كان حي المناخ قد تم تدميره بالكامل الي جانب حي العرب الذي تم تدمير منازله علي امتداد شوارع عبادي وعباس وتوفيق، وحي الافرنج تم احتلاله من خلال انزال الاسطول من ناحية رصيف دي ليسبس، ولم يضيع المعتدون وقتهم، فقد تقدمت القوات الفرنسية البريطانية المشتركة في دبابات ترفع العلمين المصري والسوفيتي حتي يتسني لها احتلال المدينة بيسر. والناس راحوا يهللون مقتربين عندما شاهدوا الاعلام، فما كان من الدبابات الا أن حصدت العشرات.
وفي شارع عبادي دارت معارك ضارية بين المقاومة الشعبية واستشهد الشقيقان يسري ووجدي بخيت أسفل بواركي هذا الشارع. وازاء كل ذلك اضطرت السلطات في لحظة نادرة من لحظات تخليها عن التوجس والحذر الدائم الي توزيع الأسلحة، عندما ظهر الضابط الشاب منير موافي فجأة مصطحبا معه عربة نقل محملة بالسلاح أفرغها في شارع كسري صائحا في الناس الملتفين حول العربة:
'السلاح أهه.. خدوه...'
تخاطفوا السلاح بطبيعة الحال رجالا ونساء، وفوجئوا بموافي وقد عاد بعربة ثانية، ثم عربة ثالثة، وما لبث أن أخذ بقية الناس الذين لم يحصلوا علي سلاح الي محطة للسكك الحديدية، حيث كان هناك قطار بضاعة محملا بكامله بالاسلحة والذخائر التي واصل الناس اختطافها، غير أن ذلك السلاح كان كارثة علي وشك الانفجار، فالناس لم يكونوا يعرفون كيف يستخدمونه، وطبقا لمصادر عديدة وشهود عيان كان الحزب الشيوعي الموحد قد دفع بكوادره سواء من داخل المدينة أو أولئك الذين كلفوا بالتوجه اليها من خارجها، ومن بين الادوار التي لعبتها تلك الكوادر اشتراكهم مع بقايا الكتيبة الرابعة مشاة في تحمل عبء اعادة توزيع السلاح في نقاط محددة من الشوارع والنواصي وتقاطعها بالحي العربي علي أساس أن يدرب كل من يعرف استخدام السلاح من لا يعرفه خارج المدينة، وتبادلوا الطلقات بحيث يحصل كل من يحمل بندقية علي الطلقات الصالحة لندقيته، ومع ذلك قتل عدد قليل من الطلقات الخاطئة أو القنابل اليدوية التي كانت تنفجر خطأ بسبب عدم معرفة كيف تستخدم.

وللحديث بقية
__________________