عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 11-03-2010, 09:28 PM
الصورة الرمزية ابو البراء محمد بن محمود
ابو البراء محمد بن محمود ابو البراء محمد بن محمود غير متواجد حالياً
معلم
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
المشاركات: 476
معدل تقييم المستوى: 15
ابو البراء محمد بن محمود is on a distinguished road
افتراضي

الأمر الثالث : العلم النافع المستمد من كتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم العلم أساس لابد منه ليكون العبد مفتاحا للخير، ومن لم يكن عنده علم نافع كيف يميز بين مفاتيح الخيرومفاتيح الشر كيف يميز بين الحق والباطل كيف يميز بين السنة والبدعة كيف يميز بين الهدى والضلال كيف يتقي باطلا وهو لا علم له وقد قيل قديما كيف يتقي من لا يدري ما يتقي ،ولهذا من أراد لنفسه أن يكون مفتاحا للخير فاليحرص على العلم النافع وقد جاء في حديث رواه البيهقي في سننه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " من غدا يطلب علما يتعلمه فتح الله له به بابا إلى الجنة " والحديث في سنده مقال لكن يغني عن ما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث أبي الدرداء وغيره أنه عليه الصلاة والسلام قال :" من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة " وهو بمعنى الحديث السابق . من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة فمن أراد لنفسه أن يكون مفتاحا للخير عليه أن يحرص على العلم النافع ويعتني به عناية دقيقة وقد سمعنا فيما تلاه الشاب النبيل في القراءة التي في مقدمة هذه الكلمة قول الله عز وجل ( قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة )) والبصيرة هي العلم النافع فمن لم يكن عنده علم نافع كيف يميز بين حق وباطل وهدى وضلال (( أفمن يمشي مكبا على وجهه أهدى أم من يمشي سويا على صراط مستقيم )) (( أفمن يعلم أن ما أنزل إليك من ربك الحق كمن هوأعمى إنما يتذكر أولو الألباب )) (( قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون )) فالعلم أساس عظيم وأصل كبير في هذا الباب لابد أن يعتني به العبد ليكون بذلك من مفاتيح الخيرمغاليق الشر، وعندما لا يكون العبد متحليا بالعلم ربما دخلت عليه أمورا كثيرةهي من الضلالات والبدع والأهواء وهو يحسب أنه يحسن صنعا ولا أطيل في بيان ذلك لكن أروي فيه قصة مشهورة رواها الدارمي بإسناد حسن وهي قصة النفر الذين اجتمعوا في المسجد وقام عليهم رجل يقول سبحوا مائة فيسبحون ، هللوا مائة فيهللون فوقف عليهم عبد الله بن مسعود رضي الله عنه وقال : لقد فتّم أصحاب محمد علما أو أنكم مفتتحوا باب ضلالة إحدى أمرين إما أن عندكم علم أفضل من علم الصحابة أو إنكم قد افتتحتم باب ضلالة فماذا قالوا ؟ قالوا : والله يا أبا عبد الرحمن ما أردنا إلا الخير قال : وهل كل من أراد الخير أدركه إذا لا يدرك الخير إلا من عرف الخيرإلا من عرف العلم إلا من عرف الحق إلا من عرف السنة ، ولعلي أختم هنا هذا الأمربما جاء عن عبد الله ابن مسعود نفسه رضي الله عنه قد رواه الإمام أحمد في مسنده قال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم علم فواتح الخيروخواتمه وجوامعه إذا إذا أرادت أن تكون مفتاحا الخير فتعلم مفاتيح الخير وخواتم الخير وجوامع الخير التي اشتمل عليها كلام أهل الخير وقدوة الخير محمد ابن عبد الله صلوات الله وسلامه عليه .



الأمر الرابع : أيها الإخوة الكرام العناية بفرائض الإسلام وواجبات الدين والإجتهاد في القيام بها وتحقيقها فإن عنايتك بالفرائض ، واهتمامك بها ومحافظتك عليها يفتح لك من أبواب الخير، وأبواب البر مالا يخطرلك ببال ، ولا يدور لك بخيال فالعناية بالواجبات والفرائض والعناية بالصلاة والصيام والحج والطاعات هذا من أعظم ما يكون فتحا لك في أبواب الخير، وأن تكون أيضا مفتاحا للخير والشواهد على ذلك والدلائل كثيرة لكن أجتزىء بذكر بعضها جاء في صحيح البخاري وتأملوا مليا في هذا الحديث العظيم جاء في صحيح البخاري من حديث أم سلمة أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها قالت : استيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فقال : لا إله إلا الله وفي رواية قال سبحان الله ماذا أنزل الله هذه الليلة من الفتن ؟ ماذا فتح الله هذه الليلة من الخزائن لاحظ أيها الأخ الكريم فتن نزلت وأبواب خزائن خير فتحت قال ماذا أنزل الله هذه الليلة من الفتن وماذا فتح الله عز وجل من الخزائن من يوقظ صواحب الحجرات يصلين رب كاسية في الدنيا عارية يوم القيامة إلى ماذا أرشد عليه الصلاة والسلام من يوقظ صواحب الحجرات يصلين إذا كنت تريد لنفسك اتقاء الفتن وتريد لنفسك أبواب الخير ودروب الخيرومفاتيح الخير فهي في الصلاة ولعلك هنا تستذكر ما كان يحافظ عليه النبي عليه الصلاة والسلام والحديث في صحيح مسلم من حديث أبي أسيد أو أبي حميد رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل المسجد قال : اللهم افتح لي أبواب رحمتك إذا دخل المسجد من أجل الصلاة يقول : اللهم افتح لي أبواب رحمتك فالصلاة باب رحمة الصلاة باب رحمة والمحافظة عليها مفتاح خير لك مما تعلمه ومما لا تعلمه فكيف يريد لنفسه من ينام عن الصلاة ومن يثقل رأسه عن الصلاة أن تتفتح له أبواب الخير كان عليه الصلاة والسلام إذا دخل المسجد قال : اللهم افتح لي أبواب رحمتك ثم إذا خرج من الصلاة قال : اللهم إني أسألك من فضلك وفي رواية اللهم افتح لي أبواب فضلك . فالصلاة فعلها ، الإقبال عليها فتح لأبواب الرحمة و أداءها تامة كاملة فتح لأبواب الرزق ، ولهذا الإقبال على الصلاة شُرع لنا أن نقول فيه: اللهم افتح لي أبواب رحمتك وعند انهاءنا للصلاة وأداءنا لها شرع لنا أن نسأل الله عز وجل من فضله العظيم وفي الباب أحاديث كثيرة قد يطول الوقت بذكرها لكن أذكر حديثا وهو حديث عجيب عظيم في الباب قد رواه الترميذي في مسنده وهو ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم وتأمله أيها الأخ الكريم يقول النبي عليه الصلاة والسلام قال الله تبارك وتعالى : (يا ابن آدم اسمع أيها الأخ قال الله تعالى : ( يا ابن آدم اركع لي أربع ركعات من أول النهار أكفيك آخره ) رب العالمين يقول ذلك جل وعلا يا ابن آدم اركع لي أربع ركعات الله جل وعلا غني عن الركعات غني عن سجودك ولكن هذا باب خير باب فتح لك يدعوك رب العالمين والحديث صحيح ثابت يا ابن آدم اركع لي أٍبع ركعات من أول النهار أكفيك آخره يقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى المراد بهذه الركعات الأربع فريضة الفجر والنافلة التي قبلها ركعتين السنة الراتبة قبل الفجر وفريضة الفجر تركعهما في أول النهار، كم يحرم أيها الإخوة من ينام عن صلاة الفجر عندما يقوم كما جاء في الحديث حديث النفس الكسلانة أغلقت أبواب الخير وسدت أبواب الرزق و أول اليوم هو أساسه وزمام اليوم وهو متنزل الأرزاق ومتنزل البركات يقول أبوذر رضي الله عنه " أول يومك مثل جملك إن أمسكت أوله تبعك آخره " فمن لم يمسك أول اليوم بأداء الصلاة ماذا ينتظرفي بقية اليوم ولهذا من الأسس العظيمة في فتح أبواب الخيرعلى نفسك وعلى الآخرين المحافظة على فرائض الاسلام وأداء واجبات الدين ويأتي في مقدمة ذلك الصلاة ، وانظر أيضا في فتح أبواب الخيرلك في عبادة الصيام وغيرها من العبادات مما جاء في أحاديث النبي عليه الصلاة والسلام الواردة في هذا الباب ومن ذلكم الحديث العظيم الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم : " إذا كان أول ليلة من رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار وصفدت الشياطين ونادى مناد : يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أمسك " . فالعبادات والفرائض الإهتمام بها والمحافظة عليها هذا من أكبر العون لك لأن تكون أولا مفتاح خير على نفسك ومفتاح أيضا خيرعلى الآخرين .

أيضا الأمر الخامس : من الأمور التي يكون بها العبد مفتاح للخير مغلاق للشر مجاهدة النفس على البعد عن الآثام وتجنب موارد الحرام ومعصية الله تبارك وتعالى وأيضا الحديث في هذا الجانب قد يطول لكن أكتفي بذكرحديث واحد عظيم في هذا الباب رواه الإمام أحمد رحمه الله في مسنده عن النواس ابن سمعان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" إن الله ضرب مثلا صراطا مستقيما وعلى جنبتي الصراط أبواب وعلى الأبواب ستورمرخاة وفي أول الصراط مناد ينادي : يا عباد الله ادخلوا الصراط ولا تعوجوا ومن جوف الصراط وفي لفظ ومن فوق الصراط مناد ينادي يا عبد الله لا تفتح الباب فإنك إن فتحته تلجه لا تفتح الباب فإنك إن فتحته تلجه . ثم بين ذلك قال : أما الصراط فهو الإسلام وأما السوران فحدود الله وأما الأبواب التي عليها ستورمرخاة فمحارم الله وأما المناد الذي ينادي من أول الصراط فكتاب الله وأما المنادي الذي ينادي من جوف الصراط أو من فوق الصراط مواعظ الله في قلب كل مسلم وهذه منة الله على كل مسلم أن جعل له في قلبه موعظة عندما تحدثه نفسه بفتح باب من أبواب الحرام أو الدخول في شيء من منافذ الباطل فتزجره عن ذلك يا عبد الله لا تفتح الباب فإنك إن فتحته تلجه إذا من أراد لنفسه أن يكون مفتاحا للخير مغلاقا للشر فليعلم على ضوء هذا الحديث أنه في طريق مستقيم يفضي بصاحبه إلى جنات النعيم وعلى جنبتي هذا الطريق المستقيم أبواب كثيرة عن يمينه وعن يساره وهذه الأبواب ليس فيها دواليب ولا مفاتيح وإنما عليها ستائر وهي أبواب تفضي إلى الحرام ومن المعلوم أيها الإخوة أن الباب الذي عليع ستارة لا يكلف داخله وقتا ولا جهدا يلامسه بكفه ويدخل سريعا بخلاف الباب الذي يحتاج إلى أن تقف وأن تخرج المفتاح وأن تعالج يد الباب يأخذ منك وقتا أما الباب الذي عليه ستارة فإنه يدخله الإنسان سريعا فأنت ماضي في طريق مستقيم وعلى جنبتي هذا الطريق أبواب كثيرة تدخل الإنسان إلى الحرام وليس عليها إلا ستائر فيجب على الإنسان إذا أراد أن يكون مفتاحا للخير أن يحذر غاية الحذر من أبواب الشرالتي على يمينه وعلى شماله وإذا دخل فتح على نفسه أولا باب الشر ثم فتحه على الآخرين لأن النفس إذا دخلت في الحرام و توطدت فيه وتمكن منها الحرام لا تحب أن تكون وحدها فيه فيتحول من فاعل للحرام إلى داع للحرام ومرابط فيه وهذا شأن أهل الباطل ودعاة الضلال في كل وقت وحين في بادىء الأمر وطئت أقدامهم الحرام وولجوا فيه من أبوابه ثم أصبحوا دعاة له وفي هذا المعنى يقول الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه: ودت الزانية لو زنت النساء جميعا من دخل الحرام وولج فيه لا يحب أن يكون وحيدا فيه فتبدأ نفسه تنطلق من كونها فاعلة للحرام إلى داعية للحرام ويكون بذلك والعياذ بالله مفتاحا للشر مغلاقا للخير .

الأمر السادس : الدعاء ، والدعاء معاشر الإخوة الكرام مفتاح لكل خير،وفي هذا المعنى يقول بعض السلف : تأملت في جماع الخير فوجدت للخير أبواب كثيرة ، فالصلاة خير ، الصيام خير ، فالحج خير أبواب الخير كثيرة ووجدت أن ذلك كله بيد الله فأيقنت أن الدعاء مفتاح كل خير لا تستطيع أن تصلي إلا إذا أعانك الله لا تستطيع أن تحج أن تصوم أن تصدق أن تبروالديك أن تقوم بأعمال البر إلأا إذا أعانك الله فولا الله ما اهتدينا ولا صمنا ولا صلاينا (( فلولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من أحد أبدا ولكن الله يزكي من يشاء )) قال تعالى (( ولكن الله حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم وكره إليكم الكفروالفسوق والعصيان أولئك هم الراشدون فضل من الله ونعمة )) ولهذا إذا أردت أن تكون نفسك مفتاحا للخير أن تكون من أهل الفضل ، من أهل العلم ، من أهل النبل من أهل الأمور الفاضلة فسأل الله عز وجل كل ذلك بيده جل وعلا ولهذا قال غير واحد من أهل العلم " الدعاء مفتاح كل خير فمن وفق لهذا المفتاح وفق للخير ومن حرم هذا المفتاح حرم من الخير. فالدعاء واللجوء إلى الله عز وجل والصدق معه والعناية بأداب الدعاء وشروطه وضوابطه المتقررة في كتاب الله وسنة نبيه صلوات الله وسلامه عليه هذا من أعظم ما يكون بل وأساس في هذا الباب لتكون مفتاح للخير، وقد تقبل على الله عز وجل إقبالا صادقا ترجوه وتؤمنه تطمع في نواله راجيا منه فيستجيب الله دعاءك فتحيا حياة كلها من مفاتيح الخير مغاليق الشر والأدعية في هذا الباب كثيرة وأيضا لا أطيل بذكرها لكن أشير إلى حديث كان نبينا عليه الصلاة والسلام يقوله أو أشير إلى دعاء كان يقوله نبينا صلى الله عليه وسلم في كل مرة يخرج من بيته كان يقول : اللهم إني أعوذ بك أن أظل أوأُظل أو أزل أو أُزل أو أظلم أو أُظلم أو أجهل أو يجهل علي " لاحظ هذا الدعاء العظيم وجماله وشدة الإحتياج إليه في كل مرة تخرج فيها من بيتك " اللهم إني أعوذ بك أن أظل أوأُظل أو أزل أو أُزل أو أظلم أو أُظلم أو أجهل أو يجهل علي " إذا أكرمك الله واستجاب لك هذه الدعوة صرت مفتاحا للخير مغلاقا للشر . كان بعض السلف يقول في دعاءه : اللهم سلمني وسلم مني ودعاء النبي صلى الله عليه وسلم أوسع منه وأجمل وأتم والعوام في نجد عندهم دعوة شبيهة بهذا المعنى أذكرها وربما كثير من الطلاب الحاضرين لن يفهموها وسأترجمها لهم بعض العوام يقولون : اللهم لا تسلطنا ولا تسلط علينا هذه الدعوة جميلة من حيث معناها وهي بمعنى دعوة النبي صلى الله عليه وسلم ،اللهم لا تسلطنا أي على الناس بالشر والغيبة والعدوان ونحو ذلك أيضا ولا تسلط الناس علينا بنحو هذا المعنى وهذا بمعنى دعوة النبي صلى الله عليه وسلم فدائما من أراد أن يكون مفتاح للخير أن يلجأ إلى الله جل وعلا وأن يلح عليه سبحانه وتعالى بالدعاء أن يكرمه بفتح أبواب الخيرله و من الدعوات العظيمة ما كان يحافظ عليه نبينا عليه الصلاة والسلام كل يوم بعد صلاة الفجر :" اللهم إني أسألك علما نافعا وعملا متقبلا ورزقا طيبا " .

__________________
لا تطمعوا ان تهينونا ونكرمكم .....وأن نكف الأذى عنكم وتؤذونا
الله يعلم أنَّا لا نحبكم ..............ولا نلومكم إن لم تحبونا

آخر تعديل بواسطة ابو البراء محمد بن محمود ، 11-03-2010 الساعة 09:33 PM
رد مع اقتباس