عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 21-12-2006, 10:07 PM
فتاة_الإسلام فتاة_الإسلام غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Apr 2005
العمر: 36
المشاركات: 3,286
معدل تقييم المستوى: 0
فتاة_الإسلام is an unknown quantity at this point
افتراضي

<div align="center">الواجب الثاني
إحياء الأمل

الواجب الثاني هو قتل الإنهزامية وعلاج الإحباط الذي دخل في نفوس المسلمين، أو قل رفع الروح المعنوية وبث الأمل في القيام من جديد.. واجب من أعظم الواجبات، ليس فقط ناحية قضية فلسطين ولكن ناحية أمة الإسلام بأسرها. وقد يعجب المرء أن تُحبط أمة تملك شرعاً مثل شرع الإسلام، وتاريخاً مثل تاريخ الإسلام، ورجالاً مثل رجال الإسلام.
لكنها حقيقة مشاهدة وواقع لا ينكر!!.
لماذا أُحبط المسلمون؟!
أمور كثيرة تفاعلت فأورثت هذا الإحباط في نفوس المسلمين.
- الواقع الذي عاشه المسلمون من هزائم كثيرة وإنتصارات قليلة في خلال القرن العشرين بدءاً من سقوط الخلافة العثمانية وهزيمة 1948م و 1956م (مع أنها صُورت على أنها نصر) وهزيمة 1967م والإنتصار الذي لم يكتمل في 1973م واجتياح لبنان 1982م..
- الواقع الذي نعيشه من مذابح بشعة في فلسطين وكوسوفو والبوسنة وكشمير والشيشان والعراق والصومال وغيرها..
- الواقع الذي نعيشه من ظلم وفساد و*****ة وانهيار للإقتصاد واختلاس بالمليارات وديون متراكمة وإفلاسات مشهرة، وفرقة وتناحر وتشاحن وبغضاء.
- هذا الواقع المر بالإضافة إلى تزوير التاريخ حتى خرج إلينا مسخاً مشوهاً يستحي منه الكثير ويتناساه الأكثر.
- بالإضافة إلى تزوير الواقع وتشويه صورة الإسلام، وإلحاق كل الجرائم بالمتمسكين بدينهم، ونفي كل مظهر من مظاهر الحضارة والرقي عنهم..
- هذا كله بالإضافة إلى تعظيم الغرب وتفخيمه حتى يصبح منتهى أحلام الشباب أن يلقوا بأوطانهم وأهلهم وراء ظهورهم وينطلقوا إلى الجنة: أمريكا وأوروبا كما يقولون!
تفاعلت هذه الأمور وغيرها حتى رسخت الإحباط في نفوس الكثيرين من أمة الإسلام.

إلى هؤلاء الذين أحبطوا ويئسوا.. وإلى أولئك الذين يريدون أن يبثوا الأمل في قلوب القاطنين.. أوجه هذه الكلمات.
أدركوا حقائق عشرة:
الحقيقة الأولى: لله سنن في الأرض لا تتغير ولا تتبدل..
منها: {وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ}
فكما تعاني أمة الإسلام اليوم فقد كان هناك أيام عانى فيها الآخرون، بينما كانت أمة الإسلام في سلامة وعافية.. وستأتي أيام أخرى - لا محالة - ستعود فيها الدولة للمسلمين.. سنة ثابتة.
الحقيقة الثانية: هذه الأمة.. أمة الإسلام لها طبيعة فريدة تميزها عن بقية الأمم.. هذه الطبيعة أنها أمة باقية لا تموت.. قد تنقاد لغيرها فترة.. قد تضعف فترة.. لكنها أبداً لن تموت.. هي ليست كأمم الفرس والرومان والفراعنة والإنجليز وحتى الأمريكان.. أبداً.. هي أمة لابد أن تبقى.. أنها تحمل الكلمة الأخيرة من الله إلى خلقه.
من يقيم حجة الله على خلقه إذا ماتت أمة الإسلام؟ من يشهد على أهل الأرض إذا ذهب أهل الإسلام؟ من يعلِّم الناس الشرع والأخلاق إذا اندثرت هذه الأمة؟ من يُعرِّف الناس بربهم إذا فني رجال الإسلام؟
طبيعة هذه الأمة أنها باقية: بقاؤها هو خير الأرض وذهابها فناء الأرض.
الحقيقة الثالثة: افهم حقيقة المعركة.
المعركة ليست بين المؤمنين والكافرين.
المعركة في حقيقتها بين الله عز وجل وبين من مرق عن دينه وشرعه من عباده الضعفاء. هكذا.. المعركة بين الله وبين اليهود، بين الله وبين كل من حارب دينه.
{إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً ۩ وَأَكِيدُ كَيْداً}.
{وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللهُ}.
{فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللهَ رَمَى}.
هكذا.. ما على المؤمنين إلا أن يتبعوا منهج الله ويثبتوا، وسيتولى الله الدفاع عنهم.
إن الله يدافع عن الذين آمنوا.. (هو الذي يدافع).
إن تنصروا الله ينصركم (هو الذي ينصركم).
وعلى قدر عظمة الله، وجلال الله، قدّر المعركة..
{وَمَا قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قًدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ}.
الحقيقة الرابعة: افهم حقيقة البشرى في الكتاب والسنة.
{وكان حقاً علينا نصر المؤمنين}.. والله.. لو لم تنزل من آيات البشرى سواها لكفت..
{إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذيِنَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ}.
روى الإمام مسلم عن ثوبان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((إن الله زوى لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها، وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوي لي منها)).
وما لا يحصى من الآيات والأحاديث، ويكفي البشرى بفتح القسطنطينية ورومية.. فتحت القسطنطينية وستفتح رومية ((روما)) عاصمة إيطاليا لا محالة.. وماينطق عن الهوى.
الحقيقة الخامسة: افهم حقيقة التاريخ.
ما نُصرنا في تاريخنا إلا بأعداد قليلة.. في بدر وفي اليمامة وفي القادسية وفي اليرموك وفي نهاوند وفي تستر وفي فتح الأندلس وغير ذلك كثير.
- وما سقطنا إلا وكان لنا قيام.. سقوط مروع بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم وردة الجزيرة العربية بكاملها، ثم قيام مبهر، وعودة للدولة أقوى مما كانت، بل وفتح لفارس والروم، وكسر بشوكتي كسرى وقيصر. سقوط في عهد ملوك الطوائف في الأندلس، ثم قيام عظيم بدولة المرابطين المجاهدة.. سقوط مزري في يد الصليبيين، واحتلال لبيت المقدس أكثر من تسعين سنة، ثم قيام رائع للمسلمين بقيادة صلاح الدين الأيوبي رحمه الله ومن معه من الأبطال، فكانت حطين.
سقوط في يد التتار، ثم قيام على يد المماليك بقيادة قطز رحمه الله.
بل سقوط كامل للأندلس، فقيام جليل للخلافة العثمانية.. فما غربت شمس الإسلام عن غرب أوروبا، إلا وأشرقت على شرقها..
هكذا ليس هناك سقوط للمسلمين إلا ومتبوع بقيام.
الحقيقة السادسة: افهم حقيقة الواقع.
الواقع ليس هزائم فقط.. لاحظ الأربعين سنة الأخيرة.. لاحظ المساجد وكثرتها وزوارها وشبابها.. لاحظ الحج والعمرة.. لاحظ الحجاب.. لاحظ معارض الكتاب الإسلامي..
كل هذا في واقعنا..
ثم أليس في واقعنا نصر الأفغان على الروس في بضع سنين؟
أليس في واقعنا فرار اليهود من لبنان؟
أليس في واقعنا تحرر الجمهوريات الإسلامية في روسيا بعد احتلال دام أكثر من ثلاثمائة عام؟
أليس في واقعنا جاليات مسلمة تتزايد في كل بلاد العالم، وفي كل قارات العالم؟
هذا واقع نراه.. فلابد من إبرازه وإيضاحه..
الحقيقة السابعة: النصر لا يأتي إلا بعد أشد لحظات المجاهدة.
إذا كنت ترى أن الظلم والاضطهاد قد تفاقم فاعلم أن النصر قد اقترب..
{أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِين خَلَوْا مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللهِ}. في هذه اللحظة التي بلغ فيها الألم إلى أقصاه، وبلغ فيها الصبر إلى نهايته.. في هذه اللحظة المجيدة يقول الله عز وجل: {أَلا إِنَّ نَصْرَ اللهِ قَرِيبٌ}.
الحقيقة الثامنة: لا تستعجل النصر.. فُرب حكمة لا تدركها.
واعلم أن الأدب مع الله يقتضي عدم استعجاله، وأن حكمة الله البالغة اقتضت أن يختبر عباده المؤمنين، وأن النصر يأتي في وقت يعلم الله فيه أن خير المؤمنين أصبح في النصر، وليس في انتظار النصر.
الحقيقة التاسعة: النصر لا يأتي إلا بيقين فيه..
يقين لا يساوره شك، ولا تخالطه ريبة..
{مَن كَانَ يَظُنُّ أَن لَّن يَنصُرَهُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ لْيَقْطَعْ فَلْيَنظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ}.
الحقيقة العاشرة: الأجر لا يرتبط بالنصر ولكن بالعمل.
فكلما حَسُن عملك كلما عَظُم أجرك، وكلما زاد جهدك كلما كمُل ثوابك.. واعلم أنك إن لم تر النصر بعينيك، فسيراه أبناؤك وأحباؤك.
إذن كانت هذه حقائق عشرة، لو تدبرتها زال الإحباط من قلبك.. واستُبدِل بأمل في قيام، وطموح في سيادة.

كان هذا الواجب الثاني نحو قضية فلسطين.
</div>
__________________
<div align="center"><span style="font-family:Comic Sans Ms">ما أصعب أن يعطي الإنسان،، ثم يُقابل عطاءَه بالنكران</span></div>