بالهناء و الشفاء
ليان تحب الجوافة ، ذاك ما مر ببالي و أنا ألحظ أقفاص الجوافة الشهية عند الفكهاني . أشتريها لأن ليان تفرح بالجوافة و تفضلها على أنواع الفاكهة الأخرى .
تفوح رائحة الجوافة في السيارة و تزداد قوة في المطبخ . يدعوني الشذى لتناولها . لا أنا لا أحب الجوافة ، لا أدري لماذا . نادرة المرات التي أكل فيها عمري فاكهة من أي نوع . علاقة شهيتي بالطعام مضطربة ، يكره كلاهما الآخر ، أما سوء المزاج فحكاية يومي ، علل بعضها فوق بعض ، ما لها من خريطة في علم و لا دليل على المخرج منها إلا بحول الله و قوته .
في المطبخ أنوي تجهيز فنجان قهوة يساعدني على استقبال يوم حافل يمتد من شروق الشمس إلى العصر فتغمر رائحة الجوافة أعصاب الشم ، تمتد يدي دون كامل وعيي فتتناول واحدة و تغسلها و تدسها في حقيبتي بعيداً عن إدراكي.
في المدرسة تعلن الجوافة عن وجودها برائحتها المميزة ، فيمتد شيء مني يتناولها و يحتويها في عملية مضغ تفكك جزئيات الطعم و الرائحة و تظهر قوتها مضاعفة . حقاً شهية ، يستحضر عقلي نقاء الأرض التي أنبتت فأشكر خالق الخلق على ما أنعم به . يوزع جهاز الهضم الغنيمة على الخلايا فتمتلىء الأوردة رضا و المزاج لطفاً ، منطقي قويم و فعلي سداد ، تنساب الحياة تجاهي فيسحب عقلي إستقالة وهمية تركتها البارحة على مكتب الناظرة تنتظر توقيعها.
|