(ما حدث جعلنى أعتقد أن بعض العلاقات الإنسانية جمالها حين تسير بخط متوازى ، ربما يقل هذا الجمال حينما تتقاطعالخطوط .)تلك كلماته ، كتبها إذ تأمل رسائلي بعمق فرسمت بعض ملامحي له .
حينها رد عليه حرصي على تلك المراسلات بما يلي :
و لأن معظم ما أعرف رأيته خلال نافذة العلم الحديث ، فتحها المولى لكافر يعرض عليه الإيمان في كل ذرة تسبح بحمد ربها .
هذا ما رأيته عبر تلك النافذة :
ذرات تقترب من بعضها فتأخذ واحدة من أخرى الكتروناً واعية تدرك حاجتها للأخذ ، تمنحها أخرى عن رضا و حسن تقدير لما ينفعها بالعطاء ، عندها تنشأ بينهما قوة عجيبة تربطهما فلا تفرقهما تلك الحرارة التي تذيب الصخور !
و أنه حين تتشارك ذرتان متكافئتان فإن القوة التي بينهما تقل عن تلك التي خلقها المنح و الأخذ !
أما الذرات التي تملك قوة و سرعة تتجرأ بهما على الإقتراب أكثر بحيث يخترق جسيم عمق نواة الأخرى ، فإن منابع الطاقة تتفجر شلالاً من نواة متناهية الصغر تفنى في التفاعل ! يأتي انسان نابه فيطوق تلك الطاقة فتصبح كهرباء تملأ مدينة نوراً و أكثر . و أننا إذ نجد النور نجد كل شيء ، ينثر عطاياه في الأنحاء.
أترى العلاقات الإنسانية تختلف ؟ في المخ تلك الحنايا تمتلىء خوفاً بزعم الحرص . و حين يأتيني الجديد فإنني أكتفي بقياسه على القديم مع أنه يستحق ملفاً جديداً يسجل أفعاله و يحاكم بها ، أظنه كسل عقلي أكثر منه حرص و حذر !
(أو لعله بصيرة بما سيكون ، أيام مضت شكلت مسلكاً مغايراً لما أردته و أوقفت تدفق رسائله !)
*******************