مفاجأة جديدة يكشفها أحمد رائف القيادي السابق
في الجماعة المحظورة ويفتح الملفات الشائكة:
الإخوان طلبوا التوسط لعقد مصالحة مع الحكومة الأسبوع الماضي
وضع الجماعة في إطار قانوني مطروح
باستدعاء عرض السادات للتلمساني
المرشد العام يتقاضي25 ألف جنيه شهريا
وعضو مكتب الإرشاد20 ألف جنيه
حوار أجراه: أحمــد مــوسي

حادث المنشية
قنبلة من العيار الثقيل يفجرها الكاتب والمؤرخ الإسلامي أحمد رائف الذي أطلقوا عليه لقب مهندس صفقة الإخوان مع الحكومة وهي المصالحة التي أثيرت حولها ضجة إعلامية كبيرة خلال الفترة الماضية.. وجاء النفي من جانب الحكومة بعدم وجود مفاوضات تمت أو تتم مع جماعة محظورة.
واليوم يكشف رائف عن مفاجأة جديدة في طلب الإخوان الأسبوع الماضي الصلح مع الحكومة من خلال أحد الإعلاميين الذي حدث أحمد رائف وأخبره برغبة الإخوان في الصلح وطلب وساطته مرة أخري للتدخل لدي الحكومة والاتفاق علي التهدئة بين الطرفين هذا ما كشف عنه المؤرخ الإسلامي في حواره مع' الأهرام' الذي فجر فيه العديد من المفاجآت وأزاح الأسرار عن الكثير من الحقائق بحكم صلته القريبة من الجماعة المحظورة وانخراطه فيها منذ عام1950
وتحدث أحمد رائف عن تفاصيل مبادرة الصلح بين الإخوان والحكومة.. ولماذا أفشل مهدي عاكف المبادرة؟ وماهي مصلحة الإخوان في عدم الصلح مع الحكومة؟ كما كشف رائف لأول مرة عن اسم شخصية المرشد العام للجماعة الذي لم يعلن عنه حتي الآن وأن الجماعة زيفت في تاريخها بعدم الإعلان عنه.. ومن هو المرشد القادم للجماعة المحظورة؟ وما هي حقيقة التنظيم السري للأخوات المسلمات داخل الجماعة؟
داخل منزل القيادي الإخواني السابق أحمد رائف كان الحوار الذي اتسم بالصراحة وسألته في البداية
ماهي علاقة أحمد رائف بالجماعة المحظورة منذ الخمسينيات وحتي الآن؟
فأجاب:
كنت علي علاقة وثيقة بجماعة الإخوان وبدأت تلك العلاقة منذ عام1950 وعند ضرب الجماعة في عام1954 وكان شأني في ذلك الوقت هو النشاط الإخواني إلي عام1965 عندما تم اعتقال تنظيم المرحوم سيد قطب ولم يكن هو التنظيم الوحيد وكانت هناك أربع تنظيمات وهم تنظيم سيد قطب وأحمد عادل كمال ومحمد هلال وأحمد رائف وهو كان أصغر التنظيمات وهو عبارة عن مجموعة من الشباب تدرج في خلايا وكانت تختلف عن تنظيم الإخوان المسلمين بفكرها الجديد في المناهج التثقيفية, وهذا الاتجاه كان مرفوضا من الإخوان لأنهم بطبيعتهم أصحاب منهج سلفي في الفكر.
أطلقت ماسمي بقنبلة أحمد رائف في التوسط مابين الإخوان والحكومة إلا أن الحكومة والجماعة نفوا ذلك.. فما هي القصة؟
أنا كنت من قيادات جماعة الاخوان المسلمين ولا أتنكر منها لأنها تاريخي ونشأت فيها وحياتي كلها مع الجماعة وسنحت لي فرصة بالاطلاع علي ثقافات لم تطلع عليها الجماعة وأري أن الاحتقان الموجود بين الجماعة والحكومة غير مبرر وليس له معني ومن الممكن أن يسير المجتمع بشكل أفضل بإزالة هذا الاحتقان ويكون ذلك في صالح الشعب المصري وبذلك يتفرغ الاخوان للأعمال التثقيفية والتربوية بعيدا عن السياسة وهو الهدف الذي أنشئت من أجله الجماعة..
فقد سبق وأن سألت مهدي عاكف ماهي الإنجازات التي حققتها الجماعة في السياسة؟ فأجاب أن الجماعة كونت كتلة اخوانية في البرلمان لكن ماذا فعل نواب الاخوان للناس؟ الإجابة أنه لاشيء في رأيي فلابد أن يرجع الاخوان إلي أهدافهم الرئيسية مثلما كانت الجماعة أيام مؤسسها حسن البنا.
المهم أن هناك شخصية مصرية مهمة ـ لاتسألني من هو ـ لكنه علي صلة وطيدة بالحكومة وهو صديقي في نفس الوقت سألني هل يعجبني هذا الوضع القائم بين الاخوان والحكومة فقلت له بالطبع لا, وسألني هل تستطيع أن تقنع الإخوان بتقديم التنازلات في مقابل تلك المبادرة والأعترف بهم من خلال قانون تابع للشئون الاجتماعية؟ فاقترحت أن يتم الصلح مقابل أن تمتنع الجماعة عن دخول الانتخابات بجميع أشكالها لمدة10 سنوات ويتفرغ الإخوان للعمل الدعوي فقط.. فتحمس الرجل للاقتراح وأكد أنه لايريد أي تنازلات أخري من الاخوان غير ذلك.
وهل أبلغت الاخوان بمقترحك لتحقيق المصالحة مع الحكومة؟
قبل أن ألتقي بالمرشد وأعضاء مكتب الارشاد تحدثت إلي مجموعة من علماء الدين والذين كانوا يتولون مراكز قيادية في جماعة الإخوان وهم شخصيات عامة في المجتمع وذلك لأخذ مشورتهم في هذا الاقتراح قبل الذهاب إلي قيادات الجماعة حاليا فوافق الجميع علي المبدأ بالمصالحة وعلي المقترح بالامتناع عن الانتخابات لكن لم يوافق أحد منهم علي الذهاب معي إلي مكتب الإرشاد بالمنيل خشية من الإهانة التي من الممكن أن يتعرض لها أحدهم من قبل المرشد العام أو أعضاء مكتب الارشاد وذلك لعدم الثقة في ردود أفعال قيادات الجماعة الآن.
وهل قررت الذهاب بمفردك إلي مقر الجماعة للتفاهم حول المبادرة؟
قبل أن أذهب إليهم كان المؤرخ الإسلامي والقيادي السابق بالجامعة أحمد عادل كمال قد بعث رسالة إلي المرشد محمد مهدي عاكف ـ لدي الأهرام نسخة منها ـ تتضمن نفس المقترح في ابتعاد الاخوان عن استهداف الانتخابات أو ماشابه ذلك وفي المقابل تقوم الجماعة بالجانب الاجتماعي مع الاعتراف بها رسميا وأكد الرجل في رسالته أنه لايري في ذلك تنازلا من جانب الاخوان عن الاسلام دين ودولة, واقترح أن تقوم مجموعة من الشخصيات العامة الذين يلقون قبولا من الطرفين بالوساطة
ومنهم أحمد بهجت ود. أحمد الطيب ود. أحمد كمال أبو المجد وسلامة أحمد سلامة وفهمي هويدي ومحمد فريد عبدالخالق ود.محمد سليم العوا وأحمد رائف ود. محمد عمارة ود. محمود زقزوق إلا أن الجماعة لم ترد علي أحمد عادل, وقررت أن أذهب بنفسي اليهم وكان ذلك في9 يونيو عام2008 الساعة العاشرة صباحا وكانت أول مرة أدخل فيها مكتب الارشاد المعروف بالمنيل, وكان عاكف موجودا ومعه الدكتور محمد رشاد بيومي, والدكتور محمد حبيب, والدكتور محمد مرسي, وآخرون من قيادات الجماعة,
وقلت لهم أنا لاأريد أن يزايد علي موقفي أحد في الجماعة وأنا موجود في الجماعة قبل المرشد العام مهدي عاكف وأنا أطلب عقد صلح مع الحكومة وأعتقد أن الصدام معها ليس في مصلحتنا, وسألني مهدي عاكف إذا كان قد أرسلني أحد فأجبته أنني لم أحضر إليهم بشكل رسمي وإنما هي المبادرة مني وشخص علي علاقة جيدة بالحكومة لحل الأزمة ولاحظت أن مهدي عاكف ينظر قبل أي كلمة يتفوه بها إلي محمد حبيب وكأنه يستمزج رأيه في الكلام ووجدت المرشد يطلب أشياء غير منطقية ولايعقل أن تنفذ علي أرض الواقع,
وقلت أنه من الممكن أن نجلس سويا ونتفاهم علي التفاصيل, ففوجئت بنائب المرشد محمد حبيب يقول إن الشيطان يكمن في التفاصيل, وفي النهاية طلب المرشد فرصة لأخذ رأي أعضاء مكتب الأرشاد علي الرغم من أن معظم الأعضاء أو القيادات المؤثرة وأصحاب القرار يتواجدون في المجلس. وطلبت منهم أن يقوموا بالرد علي خلال أسبوع فقال المرشد إن الدكتور رشاد بيومي سوف يتصل بك ويبلغك الرد لكن لم يرد علي أحد وشعرت بالصدمة من موقف الاخوان.
وماذا فعلت بعدها؟
لم يكن أمامي سوي الاتصال بالدكتور رشاد لأستعلم منه الأمر ولماذا لم ترد الجماعة؟ وبالفعل تحدثت إلي الدكتور رشاد بيومي وسألته عن موقف الجماعة الغريب من هذا العرض الذي لن يتكرر والذي بلا شك هو في مصلحة الجماعة وليس الحكومة, فالاخوان هم المضارون بشكل أساسي وليست الحكومة والغريب أنه لم يشعر أحد من قيادات الجماعة بأهمية هذا الكلام فوجدت الدكتور بيومي يطلب فرصة أخري للرد ولكن لم يرد أحد للمرة الثانية.
وهل كنت تتوقع هذا الموقف من الاخوان؟
الحقيقة أنني أخذت رأي كبار علماء المسلمين ممن كانوا ينتمون سابقا للجماعة في موقف الجماعة من هذا العرض بعد أول مقابلة لي معهم في مكتب الارشاد وأكدوا لي أن موقف الجماعة يعبر عن رفضهم للمبادرة مع أنها لاترفض.
وفي رأيك.. لماذا رفضت جماعة الاخوان المبادرة؟
أولا أحب أن أوضح لك أن الجماعة ليس لديها حنكة سياسية وليس لديهم استشاري سياسي يفيدهم في مثل هذه الأمور فهي كانت فرصة سانحة للجماعة لم تستفد منها وعودة إلي سؤالك فالاخوان رفضوا المبادرة لعدة أسباب وأهمها أن الاخوان لم يسمحوا بضياع كل المكاسب المالية التي تنهال علي الجماعة بعد الأعتراف بها بشكل رسمي وتحول الجماعة إلي جمعية تخضع للمراقبة المحاسبية من قبل الجهاز المركزي للمحاسبات,
فأنا أعلم من مصادر موثوق منها داخل الجماعة نفسها أن تمويل جماعة الاخوان يفوق400 مليون جنيه سنويا تأتي إليهم من مصادر تمويل خارجية من خلال أعضاء في الجماعة غير معروفين في عدة دول ومنها السعودية والإمارات والكويت وقطر وأمريكا وأوروبا, وأعلم أن مرتب المرشد العام25 ألف جنيه شهريا بخلاف البدلات وتتراوح رواتب أعضاء مكتب الارشاد من16 إلي20 ألف جنيه في الشهر وبقية الأموال تستثمر في المشاريع التجارية وبناء الفلل والقصور والشقق وكل هذه المبالغ ليست خاضعة لأي رقابة محاسبية..
وأعلم أن أحد قيادات الجماعة أخذ12 مليون جنيه لإقامة مدرسة في المنيل وصدر بعدها قرار من مكتب الارشاد بتجميده وعندما طلبت منه الجماعة رد الأموال رفض ردها.. فهل تضحي الجماعة بعد كل ذلك بالدجاجة التي تبيض ذهبا؟ فالاخوان مستفيدون من وضعهم الحالي بكل الأشكال وأتحدث عن علية القوم في الجماعة وليست القاعدة والدليل علي ذلك أن هناك قيادات اختلفت أوضاعهم المالية بعد توليهم مناصب قيادية داخل الجماعة ومنهم علي سبيل المثال وليس الحصر خيرت الشاطر وحسن مالك وجمعة أمين ومدحت الحداد وأنا كنت أعرف أصل الوضع المالي لكل هؤلاء.
هناك بعض الآراء التي تقول إن أحمد رائف يؤدي تمثيلية مع الإخوان في مبادرة الصلح لوضع الحكومة في حرج؟
هل تتخيل أن جهاز الأمن في مصر لايعرف إذا كانت هذه المبادرة هي تمثيلية أم لا, بالطبع الاجابة لا.. فأنا لن ألعب في المنطقة الحمراء وهذا الكلام كان في منتهي السرية وغير مطروح علي الرأي العام حتي خرج مهدي عاكف وفجر هذا الكلام منذ أيام قليلة وقال إن أحمد رائف جاء بمبادرة من الحكومة للصلح مع الاخوان وقلت له أنا موافق لكنه لم يرد عليه مع أنه هو الذي تنصل من مواجهتي ولم يرد علي.
في رأيك.. لماذا تحدث عاكف عن المبادرة بعد تجاهلها لأكثر من15 شهرا؟
هو يريد أن يوضح للرأي العام أنه مع الصلح والتهدئة مع الحكومة وهو السبب وراء رغبة الإخوان في تركه منصبه وهي حجة واهية منه بالطبع.
وهل أجريت اتصالا بالمرشد خلال الأيام الماضية بعد إعلانه عن مبادرة الصلح؟
الأسبوع الماضي حدثني أحد الاعلاميين وسألني إن كنت علي استعداد لعمل المبادرة من جديد وقال لي إنه مكلف من الاخوان بالتوسط لدي للسعي في التهدئة وأجبت أنني علي أتم استعداد للتوسط من جديد علي شرط أن ألتقي بالمرشد مهدي عاكف في حضور هذا الإعلامي ليكون شاهدا بنفسه علي طلب المرشد التهدئة ويتم تسجيل هذا الكلام وتوثيقه حتي لايتنصل منه مرة أخري و أنا الآن في انتظار الرد.
ماذا يمكن أن تقدمه الحكومة للاخوان؟
من الممكن أن تقدم نفس العرض الذي قدمه الرئيس الراحل السادات للمرشد عمر التلمساني في وضع إطار قانوني للجماعة تحت أي مسمي آخر غير جماعة الاخوان المسلمين وتكون تحت مظلة قانون تابع للشئون الاجتماعية ألا أن عمر التلمساني لم يعط موافقة علي عرض الرئيس الراحل آنذاك بحجة أخذ رأي مكتب الارشاد, ومن الممكن أن يحدث ذلك الآن إذا صدق الاخوان في مطلبهم وأظن أن الحكومة لن يكون لديها مانع.
هذا الكلام يدفعنا إلي التساؤل حول عزم الاخوان تأسيس حزب سياسي أم لا؟
الاخوان يضحكون علي الناس فهم لن ينشئوا حزبا سياسيا أو حتي التفكير فيه والكلام عن برنامج حزب سياسي للإخوان هو مجرد استهلاك محلي!
الحرس القديم هو الذي يدير الجماعة الآن.. فهل هذا يعني أن الجماعة تورث القيادة؟
بالفعل القيادة تورث داخل الجماعة, وهو ما جعل جماعة الاخوان تعاني من حركة تمرد حقيقية بين أجيالها وهو ماعرف بالصراع بين الحرس القديم والاخوان الجدد وهناك ملحوظة لو تأملنا فيها سنجد أن أعضاء مكتب الارشاد العشرين بينهم16 عضوا من أساتذة الجامعة بمختلف التخصصات وكأنها إدارة للنقابات المهنية والعلمية في مصر ويدير نقابات مهنية وليست عملية سياسية أو جماعة دينية فما علاقة الجيولوجيا مثلا أوالطب البيطري بالسياسة فلا يوجد مفكر أو عالم دين أو كاتب بين أعضاء مكتب الارشاد فهل هذا يليق بهيئة جماعة مثل جماعة الاخوان المسلمين..
لماذا تحافظ الجماعة دائما علي رجال النظام الخاص والإبقاء عليهم؟
الجماعة هي جماعة محظورة القانون يجرم أعمالها ولا يمكن أن تدار بطريقة علنية ولابد أن تدار بطريقة سرية والذي يحسن ذلك هم أعضاء النظام الخاص القديم وكان أشهرهم مصطفي مشهور والذي استبعد جميع الشخصيات المؤثرة في الجماعة وجاء بكل الشخصيات التي تنفذ أوامره وسوف أضرب لك مثالا علي ذلك في عهد عمر التلمساني عندما أمر بتعميم خطاب علي المكاتب الادارية وفوجئ بعدم تعميمه
وعندما سأل عن السبب جاء مصطفي مشهور وقال له إن الاخوان رأوا عدم تعميمه فأندهش التلمساني وقال له أنا المرشد! وحدثت بينهما مشادة كلامية فقام مشهور باستدعاء أحد الموظفين العاملين بالمكتب وسأله عما إذا كان ينفذ أوامره أو أوامر المرشد العام فأجاب الموظف أنه سينفذ أوامر مصطفي مشهور وهذا يوضح مدي قوة النظام الخاص, ومن الطبيعي أن جماعة محظور نشاطها تديرها قيادة سرية ولكن خطورة السرية أنها من الممكن أن تتطور إلي أفكار أخري غير قانونية.
هل تقصد تحول أفكار الاخوان للتدريب علي القتال وحمل السلاح؟
لاأظن أن أفكار الاخوان تتطور إلي هذا الحد في هذه المرحلة فأستطيع أن أؤكد لك أن الأمن قوي جدا ويخترق الجماعة حتي مكتب الارشاد نفسه وهذا يقينا, والاخوان أنفسهم يؤكدون ذلك, بالإضافة إلي أن الاخوان دائما يروجون لفكرة السلم وضد الارهاب وبالفعل هذا كلام صحيح.
هل من الممكن أن تنقلب الجماعة علي المرشد العام؟
مرشد الجماعة هو مجرد ديكور والجماعة تدار فعليا من خلال رجال النظام الخاص, وهذا ينطبق علي المرشد الحالي مهدي عاكف فهو ديكور والذي يدير الجماعة هو التنظيم السري.
هل أساء مهدي عاكف إلي جماعة الاخوان؟
لاشك أن المرشد الحالي مهدي عاكف أساء كثيرا للاخوان من خلال تصريحاته غير المسئولة والتي لاتنم عن أي عقلانية وبها شيء من الرعونة والتهور ولاتليق بحجم وظيفته كمرشد عام للاخوان ولذلك طالب بعض شباب الجماعة بتحديد متحدث رسمي باسم الجماعة للإدلاء بالتصريحات الصحفية والإعلامية بدلا من عاكف وطالب البعض الآخر بتنحيه عن منصبه وعدم التجديد له, وسوف أروي لك قصة تدل علي مدي تهور مهدي عاكف وعدم تقديره لعواقب الأفعال التي يقدم عليها,
فعندما كنا في سجن الواحات أيام الرئيس عبدالناصر وكنا نجلس جميعا في جلسات سمر وفي جلسة من الجلسات أطلق عبدالفتاح المحروقي وهو كان من رجال النظام السري سؤالا حول إن كان الاخوان هم جماعة المسلمين أم جماعة من المسلمين؟
وهذا التساؤل أثيرت حوله العديد من التساؤلات بعد ذلك, المهم أن البعض أجاب بأننا جماعة المسلمين ولكن معني ذلك أن الخارج عن الجماعة هو غير مسلم واشتد عليهم في الحجج الشيخ فارس فريحة وهو من علماء الأزهر الشريف وعالم دين جليل وكانت حجته قوية في الرد علي ما يروجه الإخوان وذات يوم كان الشيخ فريحة متوجها لأداء صلاة الفجر في المسجد وإذا بشخص يضربه ضربة قوية علي رأسه بوتد خيمة وكان هذا الشخص هو مهدي عاكف وكان يقصد قتل الشيخ فريحة لمجرد اختلاف في الرأي ولم يمت الشيخ من الضربة لكن الإصابة كانت تعني قتله وظل يعالج منها لمدة ثلاثة أشهر وتسترت الجماعة علي الحادث. فهل يصلح هذا الشخص لتولي منصب المرشد العام للجماعة؟
لكن الإخوان هم من بايعوا مهدي عاكف؟
للأسف الإخوان لا يعرفون شخصية مهدي عاكف المرشد العام, ولا يعرفون ملفه الأسود المليء بمثل هذه التصرفات الحمقاء ولن تصدقني عندما أقول لك إن الاخوان سيفاجأون بما أقوله عن مرشدهم الحالي.
وفي رأيك.. من هو البديل؟
البديل في رأيي هو جمعة أمين وربما يكون المرشد القادم للإخوان المسلمين وهو عضو مكتب إرشاد عن الإسكندرية, ويتولي لجنة مهمة من لجان الجماعة ويتقاضي مكافآت مالية كبيرة وأنا غير متخيل أن يتقاضي قيادات الإخوان مكافآت مالية علي عمل دعوي, فالجماعة الآن اصبحت مثل بتروجت في رواتبها ومكافأتها المالية الضخمة ولكن للصفوة القائدة فقط!
كيف يتم انتخاب المرشد؟
ليس هناك انتخاب للمرشد بالمعني المتعارف عليه لكنه توجيه لشخص ما وإذا حدث اعتراض من قبل أحد علي هذا الشخص فينصاع المعترض للأوامر ويصمت.
ما هو عدد الإخوان في مصر؟
في تقديري أنهم مليونا إخواني والبعض يقدرهم أكثر من ذلك والإخوان في مصر هم جيش مدني بمعني التربية علي السمع والطاعة للجماعة دون مناقشة.
كيف يتم اختيار المرشحين لمجلس الشعب من أعضاء الجماعة؟
هو نفس مبدأ اختيار المرشد العام لا تخضع لمعايير معينة سوي اختيار شخص يرونه مناسبا لهذا المكان بناء علي اختيارات لجنة الانتخابات ويتم ترشيحه لمجلس الشعب وينتخبه الإخوان رضوخا للتعليمات وعلي مبدأ السمع والطاعة أيضا.
ما هو حقيقة التنظيم السري للأخوات المسلمات داخل الجماعة؟
هو تنظيم مواز لتنظيم الرجال الإخوان داخل الجماعة ولكن بدرجة أقل, فليس هناك مكتب للإرشاد خاص بهن وأنما هناك مسئولة محافظة ومسئولة مركز أو منطقة وتقود كل منهن الحركة الإخوانية للسيدات في تلك الأماكن, وهناك برنامج تثقيفي لهن علي مستوي الجمهورية ويشرف عليه لاشين أبوشنب عضو مكتب الإرشاد للإخوان بطنطا, وفي تقديري أن الانتخابات المقبلة في2010 ستشهد ترشيحا قويا للأخوات المسلمات في مجلس الشعب.
لكن الإخوان ضد تولي المرأة والقبطي الرئاسة؟
الجماعة ليس لديها وجهة نظر محددة وصريحة لحسم مثل هذه القضايا ولكن في وجهة نظرهم أن هناك حلولا لكل المشاكل لكن دون وجود علي أرض الواقع.
وماذا عن رأي الإخوان في قول المرشد السابق عن مسألة دفع القبطي للجزية؟
كما قلت لك أنهم ليس لديهم وجهة نظر محددة, وكنت علي خلاف معهم في موضوع الجزية وقت إطلاق مصطفي مشهور لهذا التصريح في إجازة دفع القبطي للجزية, والأقباط هم مواطنون في الدولة والجزية هنا غير واردة, ولا توجد جزية تؤخذ من فرد وإنما من دولة, لكن اليوم بدأ الإخوان يتقبلون فكرة أن الأقباط هم مواطنون في الدولة وهذا حدث مؤخرا فقط, والحقيقة أن رأي الجماعة حول الأقباط يختلف في السر عنه في العلن.
هل يطمح الإخوان في الحكم؟
بلا شك والدليل علي ذلك دخولهم الأنتخابات وسعيهم وراء الوجود تحت قبة البرلمان من أجل الحكم رغم نفيهم المستمر لذك وهو دليل الجهل الإخواني, والخلاف بين أمريكا والإخوان علي ثلاث نقاط أولا الاعتراف بإسرائيل, ووضع الأقباط, والمساواة بين الرجل والمرأة وهذا الكلام يتحدث فيه إخوان المهجر الذين يعيشون في أمريكا ولهم علاقات قوية مع الأمريكان ويتناقشون في هذه الأمور منذ أكثر من20 عاما وليس اليوم.
لكن هل من الممكن أن يعترف الإخوان بإسرائيل؟
اخيرا.. قال الإخوان إنهم من الممكن الاعتراف بإسرائيل في حال قيام الدولة الفلسطينية وليس لديهم مانع من الأعتراف بإسرائيل وأقصد إخوان أمريكا.
وماذا عن الإخوان في الداخل؟
هؤلاء ليس لديهم وجهة نظر واضحة وهناك فرق واضح بين الإخوان في الخارج وإخوان المنيل, فالأول يريدون مصلحة المسلمين والمجتمع ويتحدثون من منطلق هذه المصلحة, أما الإخوان في الداخل فهم بعيدون عن صناعة القرار وبتعبير آخر هم ناس غلابة!
تحدثت سابقا عن مرشد لم يعلن عنه في جماعة الإخوان المسلمين.. فما هي القصة؟
القصة أنه عند وفاة حسن الهضيبي في عام1973 اجتمعت الهيئة التأسيسية للإخوان المسلمين وكان اعضاؤها يعتقدون ان نظام الرئيس جمال عبدالناصر هو السائد في الأعتقالات واتفق أعضاء الهيئة علي أن يكون رئيس تحرير مجلة الدعوة هو عمر التلمساني والمرشد العام للإخوان هو الشيخ أحمد المرزوقي من سكان حلوان ولا يعلن عنه خشية البطش به, وتصادف أنني كنت في زيارة عمل بدولة الكويت وأقيم لدي بعض الإخوان المسلمين من أصدقائي وعلمنا أن كمال السنانيري سوف يأتي إلينا ليخبرنا بالمرشد الجديد وبالفعل حضر وألقي خطبة طويلة.
وطلب بعدها أخذ البيعه علي المرشد الجديد وكان من بين الحاضرين عبدالحليم خفاجي وهو ناشر مصري مقيم في ألمانيا وسأل السنانيري.. من هو المرشد الجديد؟ إلا أن كمال السنانيري امتنع عن الأفصاح عن اسم المرشد ولم يبلغنا من هو ومن ثم لم نبايع أحدا لا نعرفه وظلت الجماعة سنة كاملة بمرشدها الخفي, والكل يظن أن عمر التلمساني هو المرشد العام إلي أن أستدعي الشيخ أحمد المرزوقي الهيئة التأسيسية وطلب من أعضائها التنحي عن منصبه وتركه لعمر التلمساني وبرر ذلك بأنه غير معروف للعامة كمرشد عام للجماعة ومن الأفضل له أن يتنحي وهذه هي حكاية المرشد الذي لم تعلن عنه جماعة الإخوان في تاريخها.
في رأيك من هو أقوي مرشد في تاريخ الإخوان المسلمين؟
بالطبع هو حسن البنا فهو المؤسس والمرشد الأول للجماعة وأيضا حسن الهضيبي فكان من أقوي المرشدين في تاريخ الجماعة.
وأين تضع مهدي عاكف المرشد الحالي؟
أضعه في مكانه الطبيعي فهو في آخر القائمة تاريخيا ومكانة, وإن كان المرشد محمد حامد أبوالنصر هو الأضعف في تاريخ الجماعة.
كانت لك مؤلفات في تاريخ الإخوان وانت كنت قياديا في الجماعة ومنها البوابة السوداء وسراديب الشيطان.. فهل تغيرت مفاهيمك الآن؟
من الطبيعي أن تتغير المفاهيم, فرؤيتي في سن الشباب تختلف عن رؤيتي وأنا أبلغ السبعين من العمر وأحضر الآن لكتاب جديد اسمه الإخوان بين المطرقة والسندان وهو يحمل رؤية جديدة مضمونها أن العمل السري لا يصلح لخدمة مجتمع فهو يبدأ بالخير وينتهي بالشر, ومن هنا أطالب الإخوان بالتخلي عن التنظيم السري فهو لن يفيد المجتمع ولن يحقق الرسالة التي أسست من أجلها الجماعة.
وما هي حقيقة محاولة اغتيال الرئيس جمال عبدالناصر عام1954 ؟
الحقيقة أنه كانت هناك أفكار لاغتيال الرئيس جمال عبدالناصر, أما عن حادث محاولة الأغتيال فقد أطلق محمود عبداللطيف الرصاص علي الرئيس بتعليمات من هنداوي دوير رئيسه في الخلية دون الرجوع لقيادات الجماعة ودون علم المرشد حسن الهضيبي وكانت عملية فردية وليست تنظيمية لكن في اليوم التالي ألقي القبض علي المرشد العام وبدأ الضرب لصفوف الجماعة.
في تصورك ماذا سيفعل الإخوان خلال الانتخابات البرلمانية المقبلة؟
من المفترض أن يفهم الإخوان أن دخول الإنتخابات في عام2010 ليس في مصلحتهم علي مبدأ بيدي لا بيد عمرو لكن الإخوان ليسوا بهذا الذكاء السياسي وأتصور أنهم سيقبلون بشكل مكثف عما قبلها وسنري النتيجة.
http://www.ahram.org.eg/archive/Inde....htm&DID=10075
آخر تعديل بواسطة Khaled Soliman ، 23-02-2010 الساعة 04:14 PM
|