ماذا قدم السلف للأمه
تحت هذا العنوان سأنقل لكم مناظره بين قيادي من الإخوان وأخر من أهل السنة والجماعة
يتحدث القيادي في الإخوان المسلمين عن مقال كتبه أخ من أهل السنه والجماعة فيقول
كنت أتمنى لو خلا مقالك "الترويجي" للدعوة السلفية من الهمز و اللمز وأن تكتفي بالدعوة لما تراه صحيحا بدون طعن باطل في الآخرين ولكن "ربنا لايقطع لكم عادة"
-
اعلم أن الفضائيات السلفية ليست خيارا سلفيا بل هي خيار أمني لفتح الباب أمام الفكر السلفي ليقوم بمحاولة لسحب البساط من تحت أقدام "الجماعة المعروفة" بعدما أخذت خطوات كبيرة لم يتحملها النظام... وانتشار الفكر السلفي هو أمنية جليلة يتمناها كل طاغية ورغبة عظيمة يسعى إليها كلفرعون فهو فكر مسالم لا ينتفض ولا يتحرك لظلم ظالم أو جور جائر... بل لديه قدرة كبيرة على التعايش مع الظلم في سلام عجيب يأخذ الألباب... ويرى التحرك خروج والإيجابية فتنة والمعارضة حرام والعمل الجماعي المنظم بدعة... وإن كنت في شك من هذا فاسأل مشايخ الدعوة السلفية الكرام وقل لهم هل يمكن لأحد منكم أن يرتقي منبراً أو يظهر في فضائية دون إذن وتصريح من أمن الدولة؟! وعند الجواب ستعلم الحقيقة!
نتمنى عليكم أخي الكريم أن تتركوا العداء المطلق الذي تحول إلى عداء شخصي الذي تكنونه للرجل الذي "من كان على رأس الذين ناصحوه الأخ الفاضل أ/ وجدي غنيم" ولا تكذبوا عليه وتتمهونه في دينه وعقيدته وتجعلون المعركة معه معركة شخصية بل اجعلوه خلافا لإظهار الحق وتبيان الخطأ... وإن كان لكم اختلافا معه فليكن خلافا عليما منهجيا يعتمد العدل والإنصاف مع الرجل وليس البحث عن كل نقيصة والتفرغ التام لاكتشاف أخطاءه... ولا يجرمنكم شنئانه على ألاتعدلوا... فلتنتقدوه ولكن بدون تدليس عليه وطعن فيه وأيضا ليكن عندكم من العدل والشجاعة ما يجعلكم إن وجدتم فيه خيرا ألا تخفوه وتكتموه كما كلما وجدتم شرا أذعتموه!
-
اعلم أخي الكريم أن هناك فرق بين السلفية العلمية التي تنتمي إليها وتروج لها وبين السلفية الجهادية التي تقول أنها تجاهد نيابة عنكم في العراق والشيشان!!! وحقا لا يقول بهذا دارس للحركات الإسلامية... فالفرق بين الفريقين كبير جدا والتباين بينهم كما المشرق والمغرب ولا يمكنك أن تزعم أنهم يمثلون السلفية التي تمثلها بأي حال... فهم قوم يختلفون عنكم تماما ولا يجمعكم بهم أدنى جامع بل ترونهم خوارج ويرونكم مدعين للسلفية... فلا يمكنك أن تضع الفريقين في خانة واحدة قائلا أن لديك "بعض" التحفظات!!! وراجع المنطلقات الفكرية لكم ولهم لتعلم أن الفرق كبيروالبون شاسع!
اعلم أن أبناء "الجماعة المعروفة" لا يتحركون ولا يقومون بعمل إلا وعندهم الدليل من الكتاب أو السنة أو أقوال علماء الأمة... وليس معنى أنك سألت واحدا منهم عن الدليل أو التأصيل الشرعي فلم يجبك أنه غير موجود... وإن كنت أرى ضرورة أن يعرف كل فرد التأصيل الشرعي لما يقوم به... ولكن اعلم أن أبناء "الجماعة الواحدة" ليسوا قوالب ولم يدخلوا من باب واحد بل من أبواب متعددة لذا ربما تجد أن أحدهم لا يملك من العلم الشرعي الذي يجعله في مصاف العلماء ولكنك ستجده متخصصا في مجال دعوي أو تربوي أو اجتماعي أو سياسي فنحن لم نختزل الإسلام في العلم الشرعي بل نرى أن كل الأدوار مطلوبة وعالم الفيزياء له نفس فضل ومكانة عالم الحديث...-
أخيرا... قبل أن تسجل في مشاركتم وتتهمني بأني من كارهي الدعوة السلفية أحب أن أقول لك أن "بعض" علماءالدعوة السلفية هم فوق رأسي ولهم في قلبي مكانة كبيرة... ونتمنى أن يكون الجميع مثلهم وأن تزول وتباد السلفية "اللي ما بتخرمش حيطة" ويلفظها الجميع لنتجمع كلنا حول كتاب الله وسنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مجاهدين عاملين للدين ناصرين!والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لايعلمون..
هنا تنتهي كلمات قيادي الأخوان
---------------------------------------------------
وهذا رد من سار علي منهج السلف
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخ راجي الجنة
جعل الله لك يا أخي من أسمك نصيب وجمعنا الله وإياك في الفردوس مع حبيبنا وقرة أعيننا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ،
سعدت والله يا أخي بتجاوبك معي ومشاركتك التي أعتز بها على موضوعي
( حوار هادئ وصريح – ماذا قدّم السلفيون للأمة)
والذي أعتبرها أنا نقاش بنّاء لا جدال هدام فكم اهتدى يا أخي والله أُناس بفضل هذه المناقشات الفكرية البنّاءة المصحوبة بالأدلة من الكتاب والسنة وفهم سلف الأمة والتي يراها البعض من ضعفاء الحجة جدال وأعلم أخي أن الجدال على نوعين ، جدال مذموم وجدال محمود ، أما المذموم فهو المبني على الحقد وحب الانتصار للنفس وبطر الحق وهذا النوع يا أخي أعذنا الله وإياك منه أما الجدال المحمود فهو الذي يُظهر ويُبين الحق للناس وهو من أعظم الأعمال الصالحة إلى الله عز وجل وأن شئت فاقرأ قول الله تبارك وتعالى {وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ }العنكبوت46 واقرأ أيضا {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّاللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ }المجادلة1 فلا تسمح لأحد يا أخي يقول لك لا تناقش ولا ترد و يلقي إليك بشبهات تغلق عليك أبواب قد تجد لنفسك فيها خيرا كثير ، ولا أخفيك سراً أخي أن أقول لك أنه كان بي ذلل كبير في أبواب من العلم وبفضل الله ثم بفضل نقاش بنّاء لي مع أخ فاضل وكنت أُسفه من شأنه وكان يأتي بالدليل من القرآن والسنة وكنت أأتي أنا بالدليل من التعصب والهوى قاتلهما الله فلما انتهى النقاش استعنت بالله في الوصول إلى الحق فقرأت وسمعت وشهدت وبحثت بعين الباحث عن الحق فوجدت ضالتي بفضل الله ، فها أنا أذكرها لك ولا أستحي من الحق والاعتراف بالحق فضيلة ، فها هي مشاركتك الكريم يا أخي أقدمها لك بالرد المصحوب بالدليل من الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة لعلها تكون فاتحة خير من الله علينا وعلى الناس ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
وعلى فكرة أنا مش زعلان منك لأنك قلت علىّ جيت أشتمكم في بتكم فأعلم أخي أن أقسام المنتديات الخاصة بالحوار والمناقشات هي بيت لنا جميعا مادام هذا في إحقاق الحق وإبطال الباطل ويغفر الله لي ولك .
ومتزعلش أنت كمان مني يا أخي لو رأيت بين السطور في ردودي على مشاركتك شيئ من الشدة فهذا والله يعلم يا أخي من خلال غيرتي وحرصي على إخواني في التذكرة فإن الذكرى تنفع المؤمنين ففي هذا الباب روى الإمام مسلم من حديث جابر رضي الله عنه قال ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خطب احمرت عيناه وعلا صوته واشتد غضبه حتى كأنه منذر جيش يقول صبحكم ومساكم ويقول بعثت أنا والساعة كهاتين . ويقرن بين أصبعيه السبابة والوسطى) .
فرسالتي هذه لك ولكل من شارك في الموضوع الأصلي باستفسار وطلب الرد عليه
وأخيراً وليس أخر لا يسعني إلا أن أقول لك أحبك في الله ، لاهتمامك بالرسالة
وإليك نص الموضوع
الأخ راجي الجنة ( فريق الإشراف على الملتقى ) قرأت ردك على موضوعي ( ماذا قدّم السلفيون للأمة ) وكنت أُود أن أرى رداً مصحوب بالدليل من قال الله قال رسوله ليسموا النقاش وتعم الفائدة ولكن للأسف ردك كان مبهم غيرمنهجي لا يستند إلى دليل من السلام إلى الختام في الوقت الذي لم يخلوا ردك من الحدة والإدعاءات ، وما كنت أتوقع أخي الفاضل منك كل هذا التحامل على الدعوة السلفية لمجرد أنني ذكرت بعض الحقائق التي تظنها أنت اتهامات وغمز ولمز وهل تستحي أخي من الحق ؟
على كل حال أرجوا منك يا أخي أن يكون النقاش منهجي مصحوب بالدليل فأنا لست من الذين يصرفون الوقت في تبادل التهم والجعجعة والصياح الذي لا يرى ضعيف الحجة عنهما بديل ، ويعلم الله يا أخي أني ما قرأت ردك علىّّّ إلا ودعوت لك بظهر الغيب أنت وإخوانك في المنتدى أن يهدينا ويهديك إلى الحق لما أختلف فيه بأذنه وما كنت أظن أنك ستغضب حينما ذكرت بعض المخالفات التي ذكرتها للتنبيه والتحذير لبعض الأخوة الذين قد يرى أحدهم أن فيها شئ ما هين ولكنه عند الله عظيم، خاصةً وأنها تمس العقيدة والتوحيد.
والآن إليك أخي الفاضل الردود على مشاركتك في ردك على موضوعي أفندها لك وحدة تلو الأخرى ولن أًحيد في ردي على أي شبهة عن الدليل إما من القرآن أو السنة بإذن الله، وأُشير في الردود إلى كلامك بالون الأحمر.
بدأت أخي كلامك تقول (كنت أتمنى لو خلا مقالك "الترويجي" للدعوة السلفية) وهل الدعوة السلفية بالله عليك تحتاج إلى ترويج حتى تقول مقالك الترويحي؟ يا أخي الدعوة السلفية عمراها من عمر ظهور الإسلام إلى قيام الساعة ( لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لايضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله) وهم بفضل الله السواد الأعظم من الأمة وكل مسلم من عوام المسلمين لم ينتمي لتلك الفرق والجماعات المحدثة فهو سلفي بالفطرة .
ثم ذكرت ( وأن تكتفي بالدعوة لما تراه صحيحا بدون طعن باطل في الآخرين ولكن "ربنا لا يقطع لكم عادة ") وأنت تبتسم على كل حال ، كل إناء بما فيه ينضحُ (ومَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِرَقِيبٌ عَتِيدٌ) وأظنك تعلم شيمتُ من الذين يضحكون على الذين يدعون الناس إلى الخير واُعيذك بالله أن تكون منهم
أما عن قولك وأن تكتفي بالدعوة لما تراه صحيحا بدون طعن باطل في الآخرين !!!
أعلم يا أخي جيداً أننا عندما نُبين أو نُظهر للناس حقا أو نُحذر من باطل إنما يكون ذلك في المقام الأول لله ثم للناس فلا نستطيع ولا نسمح لأنفسنا أن نكذب على الله ، فإن كنت لا تدري أن الأستاذ عمرو خالد ذهب إلى الكنيسة منذ عامين ليشارك النصارى أعياد الميلاد ، وأنه تقوّل على النبي أقوال لا تليق بمقام النبوة ، وأخر يقول النبي يأتيني ويزورني في اليقظة ، وأخر يقول السيد البدوي المهاب الذي إذا دُعيا في البحر أو في البر أجاب ، والله تعالى يقول{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَن يَخْلُقُوا ذُبَاباً وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئاً لَّا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ }الحج 73 وكذلك المواقف والأحداث الأخرى التي ذكرتها في موضوعي تسميها أنت طعن باطل في الآخرين؟ !! فإن كنت يا أخي لا تعلم هذه الحقائق وتقول طعن باطل ، فهذه مصيبة فأنت يا أخي محجوب عن الحقيقة ، والحقيقة بنت البحث فلا تلومنّا إلا نفسك ، وإن كنت تعلم هذه الحقائق ومع ذلك تقول (طعن باطل في الآخرين) فالمصيبة أعظمُ ، فأنا يا أخي لم أأتي بأشياء فرعية في الدين ولا أشياء يسع فيها الخلاف بل كلها أشياء تقدح في عقيدة التوحيد واعلم أخي جيداً أنه ليس من منهجنا أن نُذكر أو نحذر من شئ إلا وعندنا عليه دليل ولا ننقل إلا حقا ولا نقول إلا صدقا هكذا تعلمت من شيوخي لذلك اُقرر لا أرد ولا أذكر لك هنا شئ إلا وعندي له دليل
أما عن قولك ( هنيئا لكم أخي الكريم موقفكم "المثالي" من الحكام الذين تسمونهم أولياء الأمر!!! واعلم أن موقفكم هذا أبعد ما يكون عن الإسلام الذي جاء به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ومواقف السلف الصالح من الصدع بالحق والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والوقوف في وجه الظلم والظالمين والأخذ على يدهم والجهر بكلمة الحق في وجههم حتى وإن أدت للقتل) أخي أعلم جيداً أنك مخدوع في هذا الباب وعندك لبس كبير في المفاهيم بسبب تلك التعبئة الفكرية لديك واعلم أيضا أنه ليس معنى احترام أولياء الأمر الاستسلام للظلم والموافقة على الجور عند السلفية ودليل ذلك سأبينه لك في موضعه من الرد إن شاء الله ولكن احترام أولياء الأمور هو من باب أنزلوا الناس منزلتهم ، ثم أني أتيت لك بأحاديث من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم بتخريجها من البخاري ومسلم وغيرهم في باب معاملة الحكام وإن ظلموا، ومع ذلك تقول موقفكم أبعد ما يكون عن الإسلام الذي جاء به رسول الله -صلى الله عليه وسلم ،والله يا أخي وبالله وتالله أنا لم أصدق أنك قرأت تلك الأحاديث التي ذكرتها أنا في الموضوع بتخريجها وأرقامها وصراحتها والإشارة إلى العلماء المحدثين الذين شرحوها وبعض الأقوال من العقيدة الطحاوية في معاملة الحكام وإن جاروا وظلموا، حتى تقول أننا أبعد ما يكون عن الإسلام الذي جاء به النبي فكلامك هذا يا أخي ليس له إلا معنى واحد أنك ترد هذه الأحاديث وشروح المحدثين وكلام الإمام الطحاوي ألا تخش قول الله تبارك وتعالى { وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً مُّبِيناً} الأحزاب36 ،والله يا أخي أني اُعيذك بالله أن تكون من الذين يقرؤون القرآن لا يتجاوز تراقيهم ، ولولا أني أعلم أن المقال سيطول لو أتيتك بشرح هذه الأحاديث من شرح الإمام بن حجر والنووي وشيخ الإسلام لأتيتك بها ولكن اكتفي بذكر موقفين فقط اختصاراً للوقت من مواقف كبار السلف وكبار الأئمة لتعلم هل نفهم الإسلام الذي جاء به النبي أم لا
أما الأول فقد أخرج الإمام البخاري بسنده قال (قال حدثنا محمد بن يوسف حدثنا سفيان عن الزبير بن عدي قال
أتينا أنس بن مالك فشكونا إليه ما يلقون من الحجاج فقال اصبروا فإنه لا يأتي عليكم زمان إلا الذي بعده شر منه حتى تلقوا ربكم سمعته من نبيكم صلى الله عليه وسلم) صحيح البخاري حديث رقم 6657 فتدبر أخي هذا انس بن مالك صاحب النبي صلى الله عليه وسلم ومن عظماء السلف وقد خدم وتربى في بيت النبي عشر سنوات هي عمر النبي كله في المدينة ودعا له النبي بطول العمر وسعة الرزق حتى عمّر في الإسلام
104 أو 106عام، جاءه التابعين يشكون له ظلم الحجاج وما أدراكم ما الحجاج فهو أسطورة الظلم في التاريخ الإسلامي وقد قتل من أئمة التابعين ما قتل منهم على سبيل المثال الإمام سعيد بن جبير تلميذ بن عباس ومن قبل قتل الصحابي الإمام عبدالله بن الزبير بن العوام حواري رسول الله وأمه السيدة أسماء بنت أبي بكر الصديق ،ذريةً بعضها من بعض ، فماذا قال لهم أنس بن مالك رضي الله عنه حين شكوا إليه ظلم الطاغية الحجاج ، هل قال لهم اخلعوه من منصبه؟ أو قال لم أقيموا اعتصامات أومظاهرات ، أم قال لهم اصبروا، فهل ترى يا أخي أن الصحابي الجليل أنس بن مالك يطيل عمرالحجاج في الحكم ويساهم في نصرته؟ أم ترى أنه لايفهم الإسلام الذي جاء به النبي وستفهم لماذا قال لهم أنس رضي الله عنه اصبروا من خلال الردود التالية بإذن الله.
أما الموقف الثاني فهو موقف الإمام أحمد بن حنبل حامل لواء السلفية في عصر الفتن أيام فتنة (القول بخلق القرآن) لما أراد الخليفة المأمون أن يحمل الناس على عقيدة الجهمية (بأن القرآن مخلوق وليسكلام الله) فقد استدعى بعض العلماء ومنهم الإمام احمد ليحملهم على هذه العقيدة التي لُبّست عليه من بطانته أتباع الجهمية ، فمن العلماء من قد فتن بهذه العقيدة ومنهم من قال بها تعوذاً وقلبه مطمئن بالإيمان كالإمام يحي بن معين إمام الحديث،إلا الإمام أحمد رحمه الله ورضي عنه يأبى إلا أن يقول (القرآن كلام الله غير مخلوق) فأخذ المأمون يهدده بالتعذيب إن لم يرجع عن قوله والإمام أحمد قابض على دينه فأمرالمأمون بجلد الإمام أحمد وإلقاءه في السجن لمدة زادت عن سنتين وثلاثة أشهر تقريبا
وهنا الشاهد من الواقعة كيف كانت معاملة السلف للحكام الجائرين؟
- جاء أحد أتباع وأنصار الإمام احمد يزوره في السجن وقال للإمام أحمد يا إمام أإذن لنا نخرج عليهم نقاتلهم،
فماذا قال الإمام احمد؟ قال لا والله لا أأذن لكم بقتالهم اتقوا الله في دمائكم إخوانكم ليس هذا من ديننا واصبروا حتى يأتي الله بفرج من عنده ، فهل تعلم أنت يا أخي هذا الجزء الأخير من الواقعة وكيف تعامل الإمام أحمد مع الحاكم الظالم؟ أم حُجبت عنك من الذين يسردون لك قصص السلف بمفاهيم مغلوطة؟ وهنا وقفة مهمة حتى لا تتسرع في الحكم على الإمام أحمد ، على حسب مفاهيمك أنه يطيل أعمار الحكام الجائرين ويساهم في نصرتهم، أتباع وأنصار الإمام أحمد كانوا عشرات بل مئات من الآلاف واقرأ كم من الناس شيع الإمام أحمد في جنازته في زمن لم يكن فيه إميل ولا موبيل ولا فضائيات ، لتعلم كم كان أتباع الإمام، الشاهد إن عددهم كان يفوق عدد جيش المأمون وكان آنذاك لا يخلوا بيتاً من درع وسيف فالتعداد موجود والسلاح موجود ولو أمر الإمام أحمد بالخروج لسار أمر المسلمين فوضى وفتنة ما بعدها فتنة ولسالت الدماء تجري بها الأنهار ولن يكون أحد خسران في هذه الفتنة إلا عامة المسلمين لفقدان عدد كبير من شبابهم ومجاهديهم وربما أمر المأمون بقتل الإمام أحمد لو كان ذلك حدث، وقد حدث من الإمام بن القيم مثل ذلك عندما زار الإمام بن تيمية وهو في سجن القلعة بدمشق وقال بن القيم للإمام بن تيمية أإذن لنا يا إمام نخرج عليهم فنهاه شيخ الإسلام رحمه الله.
وقد تنازل الإمام الحسن بن على عن الخلافة لمعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما حقناً لدماء المسلمين وسُمّي هذا العام بعام الجماعة لموقف الإمام الحسن رضي الله عنه لجمع الناس على إمام واحد ،
فبعد هذه المواقف هل تعتقد أن الصحابي أنس بن مالك رضي الله عنه والإمام أحمد بن حنبل ، من السلف؟
أم تسقطهم من السلف؟ أم السلف عندك هم الذين رأوا أن الخليفة عثمان بن عفان لم يكن عادلا ويولي أقاربه وكان زمنه فجوة في الإسلام كما هو مقرر في مناهج الأخوان في كتاب العدالة الاجتماعية للأستاذ سيد قطب رحمه الله ، والأستاذ سيد قطب أفضى لما قدم ونحن لا نذكره إلا بخير ونرجو له من الله الرحمة والمغفرة ونظن به أنه ربما تراجع عن مخالفاته وتغفر له وسط حسناته ،ولكني أتيت بها كشاهد على هذه الحقيقة (يقول ونحن نميل إلى اعتبار خلافة علي – رضي الله عنه – امتدادا طبيعيا لخلافة الشيخين قبله، وأن عهدعثمان الذي تحكم فيه مروان كان فجوة بينهما) العدالة الاجتماعية ص 172 طبعة دار الشروق انتهى ، فلذلك قرر أصحاب الفهم السليم أن يخلعوا الخليفة عثمان رضي الله عنه وإن لم يستحب ( ولن يستحب ) وفاءً لوصية النبي صلى الله عليه وسلم له (يا عثمان إن الله مقمصك قميصا فإن أرادك المنافقون على خلعه فلا تخلعه حتى تلقاني ) أخرجه السيوطي بسند صحيح من حديث عائشة ،فلذلك قررأصحاب الفهم السليم قتله حتى لا يضعف قوام الدولة الإسلامية على حسب فهمهم آنذاك .
فاختار أنت يا أخي سلفاً لك من الفريقين إما فريق أنس بن مالك والإمام أحمد بن حنبل أو فريق أصحاب الفهم الصحيح قاتلة سيدنا عثمان ، فإن اخترت فريق سيدنا أنس والإمام أحمد ، فيلزمك مراجعة الفكر الذي أنت عليه الآن ، وإن اخترت الفريق الآخر فلا يلزمك شئ.
وأنا الآن أضرب لك مثلين لتقريب الفهم لحديث أعظم الجهاد ( كلمة عدل عند سلطان جائر ) الذي هو حجة بالغة عند الذين يرون الصدام والنزاع مع الحكام ،
فالمثل الأول للفهم الصحيح للحديث كما فهمه السلف والمثل الثاني للفهم السقيم للحديث ،أما الأول ( لرجلاً دعاه الحاكم أو مسئول كالوزير مثلا فأراد الحاكم أن يستفتيه في أمر ما ويريد منه الحاكم أن يحل حراماً أو يحرمُ حلالاً ، مثل أن يحمله على فتوى تجيز إفطار رمضان للعاملين في مصانع الدولة لزيادة الإنتاج مثلاً فيأبى الرجل أو العالم أن يقول إلا الحق وهو التحريم ، فيقتله الحاكم أو يعذبه فهذا ينطبق عليه (رجل قال كلمة عدل عن سلطان جائر)
أما الثاني الخاص بالفهم السقيم للحديث ( لرجلا قام وقال دعوني أدخل على الحاكم أريد أن أقابله فأمر الحاكم له بالدخول فقال الرجل أيها الحاكم أنت ظالم لأنك لا تحكم بالسوية ولا تعدل في القضية وأنت كذا وكذا وأنا أقول كلمة حق ولا أخشى في الله لومة لائم .. وأخذ يسرد له مساوئه ، فأمر به الحاكم فقتله، فصاحب هذا الفهم قد ألقى بنفسه إلى التهلكة التي قد نهى الله عنها ، فليس هكذا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وإنكار المنكر إذا أتي بمنكر فالناهي قد أتى بمنكر كما هو مقرر عند جمهور العلماء ،
وأُذكرك بواقعة لأحد قادة الأخوان نسأل الله له الصحة والعافية وأن يفرج كرّبه وهو الدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح ، واعلم يا أخي أننا بفضل الله لا نشمت في أحد ولا نعادي أحد لشخصه كما اتهمتنا بل نرد على الأخطاء بالحجة والدليل ولا نبعض أحد لشخصه بل نبغض فيه خطأه وبدعته إلا أن يدعوا إلى كفراً بوحاً فنبغضه جملةً ، أقول منذ أكثر من ثلاثة عقود قرر الرئيس السادات زيارة جامعة القاهرة ليستمع لمشاكل ومطالب الشباب وكان هذا اللقاء يعقد سنويا ويسمى باللقاء المفتوح بين الرئيس والشباب وكان الدكتور عبد المنعم أبوالفتوح طالب بكلية الطب جامعة القاهرة آنذاك وكان أمين عام اتحاد الطلاب على ما أظن فقام يتحدث إلى الرئيس السادات فأخذ يوجه للرئيس السادات كلام شديد اللهجة ويسير الغضب ويقول للرئيس أن الذين حواليك بينافقوك ، ولماذا يستبعد الشيخ الغزالي من الخطابة وهكذا كلام لا يليق بمقام أستاذه في الكلية فضلا عن رئيس الجمهورية ظناً منه أن هذا الذي يفعله كلمة حق عند سلطان جائر والنبي صلى الله عليه وسلم يقول ليس منا من لم يوقر كبيرنا ، فما كان من الرئيس السادات إلا أن قال له قف مكانك والزم حدك وأنظر إلى من تتحدث واسأل نفسك هل رأيت رئيس غيري أتى إلى الجامعة ليستمع إلى الشباب ؟ وقد قرر الرئيس السادات أن لا يعود إليها أبداً من جراء هذا الفكر والأسلوب ، فانظر بالله عليك يا أخي من الخسران في هذا الموقف ، الرئيس أم الشباب ؟ وهل الحدة والشدة أتت بخير؟ فاعلم أخي أن الشدة ليست محل دعوة بل اللين محل الدعوة والشدة محل القتال .
أما عن قولك ( فلم نر واحد منكم قال كلمة حق عند سلطان جائر ولم نجد شيخا يحذر الناس من الحكام بل ما وجدنا سوى تخذيل واستسلام) فهذا يا أخي والله لا يقول به أحد في قلبه مثقال ذرة من إنصاف ،فبفضل الله ما ترك علماء ودعاة السلفية قول زور ولا جور إلا وردوا عليه وحذروا منه سواء كان من أمير أو وزير ودليل ذلك لما خرج علينا الوزير (المكنوس المتعوس) وزير الثقافة بكلامه المهبول عن الحجاب لما قال أن الحجاب ليس من أركان الإسلام، فمن الذي تصدر له غير السلفيين ، وداعية أو أثنين من غير السلفيين للإنصاف، ومن الذين ردوا عليه من السلفيين على سبيل المثال لا الحصر الشيخ الفاضل أبوإسحاق الحويني حفظه الله ، رد عليه رداً ما وجدت أقوى منه على الساحة آنذاك وقال له أرجع أيها الوزير إلى مكتبة وزارة الثقافة لترى الكتب التي تسب الله ورسوله وقد طبعت تحت إشراف وزارة الثقافة ، وذكر الشيخ أسمائها والألفاظ التي تمس الذات الإلهية فيها وذكر أرقام الصفحات وكل ذلك كان في حلقة من برنامج فضفضة الذي يذاع على قناة الناس على الهواء مباشرة ويشاهده الملايين وذلك بعد أن اتصل أحد المشاهدين وأخبر الشيخ بما صدر من هذا الوزير فكان رد الشيخ حفظه الله على رؤوس الأشهاد ،فهذه واحدة ،
أما الثانية للشيخ الفاضل الدكتور محمد عبد المقصود حفظه الله واعلم أخي أنني لا أنقل شئ هنا إلا وعندي عليه دليل كما ذكرت لك في البداية وإن أردت أن تطلع على شئ من الأدلة ،أتيتك به اجميعا فقط أرسل لي وأنا مستعد ،
نستكمل ما كان من الشيخ محمد عبدالمقصود وفي الصدع بالحق ، كان الشيخ يتحدث عن مسلسل احتوى على مشاهد فيها بصليب وضع بجوار أسماء الله الحسنى ليُستهزأ بها وقال أن هذا الفعل يؤدي بمن قام على هذا المسلسل أو شارك فيه إلى الكفر والردة وأخذ الشيخ يدعوا على كل من يروج للكفر وعلى وزير الإعلام ودعا على كل طاغوت كبر أو صغر.
وموقف آخر للشيخ ، كان قد عُُرض مسلسل أجنبياً منذ بضع سنين على شاشة التلفزيون المصري أظن بعنوان
(الجرئ والجميلات ) تقريبا يدعوا ويروج للرذيلة فلما علم به الشيخ حذر الناس منه ودعا أيضا على وزير الإعلام وقتها (صفوت الشريف) وقال أسأل الله العلي القدير أن يجتثه من مكانه وقد كان ما لبس عام أو بعض عام وقد ترك وزارة الإعلام وما كان أكثر المتفائلين يظن أن صفوت الشرف يترك الإعلام ما دام حيا ، وقد اعتقل الشيخ حفظه الله أكثر من مرة أظن على أثر هذه الانتقادات.
وأختم لك بموقف قوي جداً للدكتورعبد الله بدر وقد اعتقل على خلفيته وهو انتقاده للرئيس مبارك شخصياُ لموقفه من النصارى خاصةً بعد ظهور الخنزير المسمى بزكريا بطرس على قناة فضائية على القمر الصناعي الأوروبي (ينتقد ويأتي بشبهات على الإسلام ويطعن في النبي صلى الله عليه وسلم) وهنا لي وقفة مع موقف جماعة الأخوان من النصارى ، فقد شاهدت بنفسي ياأخي برنامج على قناة الجزيرة مباشر استضافوا فيه المرشد الحالي قبل ثلاث سنوات أيام حرب اليهود ولبنان ، وسألته المذيعة عن موقف الجماعة من النصارى ، وما توقعت أن يقول أبداُ الذي قاله عن النصارى وهذا الجزء من الحلقة عندي، فقال أن النصارى إخوة لنا ولهم ما لنا من الحقوق وأننا لم نقول في يوم بدفع الجزية من النصارى أبداً أبداً ، والله تعالى يقول (حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ) قلت ولن تسقط عنهم الجزية إلا عند نزول المسيح أخر الزمان ، وقال أن موقف الجماعة من النصارى معروف منذ أيام الأستاذ حسن البنا وكان له مستشارين من خيرة النصارى، فقل لي بالله عليك أهي جماعة الأخوان المسلمون أم جماعة الأخوان المسلمون والنصارى ، أم طبق عليهم الأستاذ حسن البنا القاعدة المقدسة (نتفق فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا البعض فيما اختلفنا فيه) التي تناقض قول ربنا عز وجل{ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً } أي يُعرض هذا الآمر المختلف فيه على القرآن والسنة لنخرج بالحكم الصحيح وليس كما تقول القاعد يعذر بعضنا بعضا.
وإلى هنا قد انتهى الجزء الأول من ردي عليه إلى أن أطرح الجزء الثاني لاحقا إن شاء الله
ولا تنسانا يا درش من صالح دُعائك وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
لم ينتهي رد شيخنا الفاضل جزاه الله عنا خيراً علي باقي ما ورد في كلام القيادي من الإخون ونلتقي في الجزء الثاني قريباً
بإذن الله تعالي