عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 10-02-2010, 02:24 AM
الصورة الرمزية د/بسمة الاسلام
د/بسمة الاسلام د/بسمة الاسلام غير متواجد حالياً
عضو قدوة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 1,471
معدل تقييم المستوى: 17
د/بسمة الاسلام is on a distinguished road
Mnn لا تخالف سنة الحياة

ما مضى فات


تذآر الماضي والتفاعل معه واستحضاره ، والحزن لماسيه حمق
وجنون ، وقتل للإرادة وتبديد للحياة الحاضرة. ان ملف الماضي عند
العقلاء يطوى ولا يروى ، يغلق عليه أبدا في زنزانة النسيان ، يقيد
بحبال قوية في سجن الإهمال فلا يخرج أبدا ، ويوصد عليه فلا
يرى النور ، لأنه مضى وانتهى ، لا الحزن يعيده ، لا الهم يصلحه ، لا
الغم يصححه ، لا الكدر يحييه ، لأنه عدم ، لا تعش في آابوس
الماضي وتحت مظلة الفائت ، أنقذ نفسك من شبح الماضي ،
أتريد أن ترد النهر إلى مصبه ، والشمس إلى مطلعها ، والطفل
إلى بطن أمه ، واللبن إلى الثدي ، والدمعة إلى العين ، إن تفاعلك
مع الماضي ، وقلقك منه واحتراقك بناره ، وانطراحك على أعتابه
وضع مأساوي رهيب مخيف مفزع.
القراءة في دفتر الماضي ضياع للحاضر ، وتمزيق للجهد ، ونسف
للساعة الراهنة ، ذآر الله الأمم وما فعلت ثم قال : { تلك امة قد
خلت } انتهى الأمر وقضي ، ولا طائل من تشريح جثة الزمان ،
وإعادة عجلة التا ريخ.
إن الذي يعود للماضي ، آالذي يطحن الطحين وهو مطحون أصلا ،
وآالذي ينشر نشارة الخشب. وقديما قالوا لمن يبكي على
الماضي : لا تخرج الأموات من قبورهم ، وقد ذآر من يتحدث على
ألسنة البهائم أنهم قالوا للحمار لم لا تجتر؟ قال : أآره الكذب.
إن بلاءنا أننا نعجز عن حاضرنا ونشتغل بماضينا ، نهمل قصورنا
الجميلة ، ونندب الأطلال البالية ، ولئن اجتمعت الإنس والجن على
إعادة ما مضى لما استطاعوا لأن هذا هو المحال بعينه.
إن الناس لا ينظرون إلى الوراء ولا يلتفتون إلى الخلف ، لأن الريح
تتجه إلى الأمام والماء ينحدر إلى الأمام والقافلة تسير إلى الأمام
، فلا تخالف سنة الحياة.
__________________
لكل من قرأ حرفا اجتهدت فى اخراجه بصورة لائقة ..استودعكم الله ..لا تنسونى من صالح دعائكم ...فانا بحاجة اليه ..سلام الله ورحمته وبركاته ..
http://www.thanwya.com/vb/showthread...91#post2171091