المطلب السادس
الذين يعصمون من فتنة القبر وعذابه
بعض المؤمنين من الذين قاموا بأعمال جليلة ، أو أصيبوا بمصائب كبيرة يأمنون فتنة القبر وعذابه ، فمن هؤلاء :
1- الشهيد : فقد روى المقدام بن معدي كرب ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " للشهيد عند الله ست خصال : يغفر له في أول دفعة ، ويرى مقعده في الجنة ، ويجار من عذاب القبر ، ويأمن من الفزع الأكبر ، ويوضع على رأسه تاج الوقار الياقوتة منها خير من الدنيا وما فيها ، ويزوج اثنتين وسبعين زوجة من الحور العين ، ويشفع في سبعين من أقربائه " رواه الترمذي وابن ماجة (1) .
وروى النسائي في سننه عن راشد بن سعد بن رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن رجلاً قال : يا رسول الله ! ما بال المؤمنين يفتنون في قبورهم إلا الشهيد ؟ قال كفى ببارقة السيوف على رأسه فتنة " (2) .
2- الذي مات مرابطاً(3) في سبيل الله ، فقد روى فضالة بن عبيد ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : " كل ميت يختم على عمله إلا الذي مات مرابطاً في سبيل الله ؟ فإنه ينمي له عمله يوم القيامة ، ويأمن فتنة القبر " رواه الترمذي وأبو داود (4) .
3- الذي يموت يوم الجمعة ،ففي الحديث عن عبد الله بن عمرو ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : " ما من مسلم يموت يوم الجمعة إلا وقاه الله فتنة القبر " رواه أحمد والترمذي ، والحديث صحيح بمجموع طرقه أو حسن (5) .
4- الذي يموت بداء البطن ، وقد ثبت في حديث يرويه عبد الله بن يسار ، قال : " كنت جالساً وسليمان بن صرد وخالد بن عرفطة ، فذكروا أن رجلاً توفي مات ببطنه ، فإذا هما يشتهيان أن يكونا شهدا جنازته ، فقال أحدهما للآخر : ألم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم : من يقتله بطنه فلن يعذب في قبره " ؟ فقال الآخر : بلى ، وفي رواية : صدقت (6) .
--------------------------------
(1) مشكاة المصابيح : (2/358) ، وإسناده صحيح كما قال محقق المشكاة الشيخ ناصر الدين الألباني .
(2) وسنده صحيح ، انظر أحكام الجنائز للشيخ ناصر الدين الألباني : (36) وصحيح الجامع : (4/164) .
(3) الرباط : هو الملازمة في سبيل الله مأخوذة من ربط الخيل ، ثم سمى كل ملازم لثغر من ثغور المسلمين مرابطاً : فارساً كان أو راجلاً ، واللفظة مأخوذة من الرباط .
(4) مشكاة المصابيح: (2/355) ، وإسناده صحيح كما قال محقق المشكاة .
(5) رواه أحمد ، والترمذي ، والحديث بمجموع طرقه صحيح أو حسن ، أحكام الجنائز (35) .
(6) قال الشيخ ناصر في أحكام الجنائز : أخرجه النسائي : والترمذي حسنه ، وابن حبان في صحيحه ، والطيالسي ، وأحمد ، وسنده صحيح ، ( أحكام الجنائز ص38) .