عرض مشاركة واحدة
  #24  
قديم 26-01-2010, 03:26 PM
الصورة الرمزية خالد مسعد .
خالد مسعد . خالد مسعد . غير متواجد حالياً
نـجــم الـعـطــاء
 
تاريخ التسجيل: Jul 2008
المشاركات: 5,559
معدل تقييم المستوى: 21
خالد مسعد . will become famous soon enough
افتراضي

* المفاوضات :-
فاستغل مؤيد الدين العلقمي هذه الفرصة وأشار على الخليفة بطلب المفاوضات مع التتار ولكن الخليفة كان يعلم بأن التفاوض بين طرف قوي شديد القوة وطرف ضعيف شديد الضعف فإن هذا لا يعني تفاوض وإنما يعني الإستسلام وفي الإستسلام عادة ما يقبل المهزوم بشروط المنتصر دون تعديل أو إعتراض ومع ذلك وافق الخليفة الضعيف على إجراء المفاوضات مع التتار ؛ وبعث رجلين ليديرا المفاوضات مع التتار وهما مؤيد الدين العلقمي الشيعي الذي يكن في قلبه كل الحقد والغل على الخلافة العباسية وأرسل معه متيكا بطريرك بغداد النصراني ؛ فكان الوفد الرسمي الممثل للخلافة الإسلامية العباسية العريقة للمفاوضات مع التتار لا يضم إلا رجلين فقط أحدهما شيعي ولآخر نصراني ؛ ودارت المفاوضات السرية بين هولاكو وبين ممثلي الخلافة العباسية الإسلامية فأعطيت الوعود العظيمة من هولاكو لكليهما إن ساعدا على إسقاط بغداد وأهم هذه الوعود أنهما سيكونان أعضاء في مجلس الحكم الجديد الذي سيحكم العراق بعد إحتلالها من التتار ؛ وعاد المبعوثان من عند هولاكو إلى الخليفة بالشروط التترية وبعض العروض والوعود ؛ فالوعود كانت : 1- إنهاء حالة الحرب بين الدولتين وإقامة علاقة 2- الزواج بين ابنة القائد هولاكو التتري الذي سفك دماء الملايين من المسلمين وأبن الخليفة .
3- يبقى المستعصم بالله على كرسي الحكم .
4- إعطاء الأمان لأهل بغداد جميعاً .
- هذه الوعود كلها سوف تحدث في حال لو فتحت بغداد أسوارها .
الشروط كانت : 1- قمع حركة الجهاد التي أعلنت في بغداد فهذه الدعوة إلى الجهاد ستنسف كل مباحثات السلام فعلى الخليفة أن يسلم إلى هولاكو رءوس الحركة الإسلامية في بغداد وهما مجاهد الدين أيبك وسليمان شاه .
2- تدمير الحصون العراقية وردم الخنادق وتسليم الأسلحة .
3- الموافقة على أن يكون حكم بغداد تحت رعاية أو مراقبة تترية .
وختم هولاكو المباحثات مع المبعوثين بأنه ما جاء إلى هذه البلاد غلا لإرساء قواعد العدل والحرية والأمان وبمجرد أن تستقر الأمور وفق الرؤية التترية فإنه سيعود إلى بلاده ويترك العراقيين يضعون دستورهم ويديرون شئون بلادهم بأنفسهم ؛ فاقنع مؤيد الدين العلقمي الخليفة بهذه الشروط والوعود ورغبه في قبولها ح فتردد الخليفة في قبول هذه المفاوضات ولكنه مضطر إلى قبولها والشعب الضخم الذي يعيش في بغداد أيضاً متردد ونداء الجهاد لا ينبعث إلا من بعض الأفواه القليلة؛ فأراد الخليفة بعض الوقت للتفكير في هذه الشروط والوعود ولكن هولاكو لا يقوى على الإنتظار فهو يقف خارج أسوار بغداد بجيوش ضخمة تتكلف من النفقات يومياً الآلاف من الدنانير وهو شخصياً لا يقوى على الإنتظار فهو يريد أن يرى هذه المدينة العظيمة التي طالما سمع عنها كثيراً يريد أن يراها من الداخل ويريد أن يحقق الحلم الذي راود أجداده وهو يحققه الآن وهو غزو بغداد وإسقاط الخلافة العباسية الإسلامية ؛ وبالفعل بدأ هولاكو في قصف بغداد بالقذائف الحجرية والنارية ومع أول قذيفة سقط قلب الخليفة في قدمه فماذا يفعل؟ أربعة أيام متتالية من القصف المتواصل على بغداد .
* قصة غريبة:-
يذكر ابن كثير رحمه الله- في البداية والنهاية موقفاً بسيطاً لا يعلق عليه ؛ فيقول ابن كثير :وأحاطت التتار بدار الخلافة يرشقونها بالنبال من كل مكان حتى أصيبت جارية كانت تلعب بين يدي الخليفة وتضحكه وكانت من جملة حظاياه وكانت تسمى " عرفه " جاءها سهم من بعض الشبابيك ف***ها وهي ترقص بين يدي الخليفة ؛ فانزعج الخليفة من ذلك وفزع فزعاً شديداً وأحضر السهم الذي أصابها بين يديه فإذا مكتوب عليه " إذا أراد الله إنفاز قضائه وقدره أذهب من ذوي العقول عقولهم " فأمر الخليفة عند ذلك بزيادة الإحتراز وكثرت الستائر على دار الخلافة .............!!!!!!! ولا تعليــــــــــــــــــــــــق على ذلك .
رد مع اقتباس