
24-01-2010, 11:20 PM
|
 |
طالب جامعى / هندسه مدنيه
|
|
تاريخ التسجيل: Dec 2008
العمر: 33
المشاركات: 1,416
معدل تقييم المستوى: 19
|
|
- نعم , عندما أفعلُ شيئا لا يهم إن كنتُ مخطئة أم لا أحيانا أكون مخطئة و لكن لا أعلم ما الذي فعلته أو يحدث شيء فيختلقان الأسباب و يأمرانني بالذهاب إلى غرفتي و عدم الخروج منها .
- لماذا ؟
- لا أعلم ... و أحيانا بسبب الحبس لا أتناول طعاماً لعدة أيام .
- يا إلهي .
صمتنا قليلاً ثم قالت :
- أحياناً و أنا في المدرسة أتوق إلى العودة إلى المنزل لأخبر أمي بما حصل معي في ذلك اليوم و لكن تتحطم آمالي عندما أعود مسرعة أسابق أختي لأتحدث إليها قبلها و أجلس لأخبرها ما مررت به لتقول لي إني مشغولة الآن و ليس لدي الوقت لسماع المزيد من السخافات ثم تأتي أختي و تخبرها بكل ما مرت هي به و تجلس والدتي لتستمع إلى كل حرف و تعلق على كل موقف بينما أنا واقفة أراقب كل شيء بألم و حسرة ... لماذا ؟؟
صمت فلم أعرف بماذا أجيبها , أو ما الذي يجدر بي قوله لها .. بعد عدة دقائق سألتها :
- لو سألتكِ أين تظنين مكانتكِ في قلبِ والدتكِ ؟ البداية،الوسط أم في النهاية ؟
- النهاية
- و قلب والدكِ ؟
- النهاية أيضاً .
- حسناً و أين هما في قلبكِ أنتِ ؟
- في البداية بالطبع .
- حسناً أريدكِ أن تتخيلي أنني والدتكِ و أن هناك من جاء بي و شد وثاقي فلا أستطيع سوى الكلام و لا أريد سوى الاستماع إليكِ , فما الذي ستقولينه لي ؟
- لا أعلم .. الكثير .
- مثل ماذا ؟
أخفضت صوتها و تمتمت ببضع كلمات لم أسمعها فاقتربت أكثر لدرجة أنني كدت أسقط من النافذة .
- لمَ تفعلينَ بي كلُ هذا ؟ لمَ لا تحبينني ؟ ألستُ ابنتكِ ؟ و أكبرهن ايضاً؟ أنا أحبكِ و لكن لما أنتِ لا تحبينني؟ و لماذا تعاقبينني بدون سبب؟
بدأت بالبكاء فأدركتُ أنها تظنني والدتها فتظاهرت بذلك و أجبتها قائلة :
- أنني أقوم يتربيتكِ ..
قاطعتني قائلة :
- ليس هذا أسلوباً للتربية و ليست هذه الطريقة المناسبة .
- و لكنني أظن بأنها كذلك .
- أنتِ مخطئة .
- لا أعتقد ذلك فأنتِ تخطئين كثيراً.
- أعتقد أن من حقي أن أعرف فيمَ أخطأت حتى لا أرتكبه ثانية.
- سارة .. سارة ..
رفعت رأسها ثم قالت : أنا آسفة . ثم أغلقت النافذة و الستائر و تركتني غارقة في تساؤلاتي.
أويت إلى فراشي و في رأسي العديد من الأسئلة التي تبحث عن أجوبة .
فهي تبدو من الخارج فتاة مرحة تستمتع بكل لحظة في حياتها و تستهين بكل شيء بعيدة عن المشاكل و رغم أن صداقتي معها استمرت تقريباً شهر إلا أنني لم أظن أنها قد تواجه مثل هذه المشاكل , من الخراج تبدو فتاة صلبة متماسكة شجاعة مسيطرة على نفسها و لكنها تنهار من الداخل و تتحطم و تتألم و تتعذب و تعاني ... يالها من مسكينة .
في اليوم التالي عندما التقينا لم تذكر أي شيء عن موضوع ليلة الأمس البتة و تظاهرت بأن شيئا لم يحصل و عندما حان وقت ذهاب كل منا قلت لها : نصيحة مني لكِ يا سارة و أرجو أن تأخذي بها .. اصبري فإن الله مع الصابرين .
- شكراً لكِ يا مريم .
- تصبحين على خير.
أغلقت النافذة و ذهبت .
ذات ليلة و بينما نحن نتحدث سألتها :
- سارة أليس لديكِ يوميات تكتبين فيها ما يحدث لكِ كل يوم ؟
- بلى لدي .
- حقاًّ , أيمكنني قراءتها ؟
- لماذا ؟ ليس بها شيء مهم .
- حسناً إذن دعيني أقرأها .
- في الحقيقة لا تستطيعين.
- لمَ لا ؟
- لأني أكتبها بلغة لا يفهمها أحد سواي .
- لماذا ؟
- حتى لا يقرأها أحد.
- اها .. إذن إقرأيها أنتِ لي .
- لا أعلم .. حسناً لا بأس ... سأذهب و أحضرها .
- حسناً سأكون بانتظارك.
غابت قليلا ثم عادت و في يدها دفتراًعاديا كالذي يستخدم في المدرسة .
- هيا اقرأيها .
- حسناً ..
____________________________________________
أمس حاول والدي قتلي لا أتذكر الكثير , هناك من عبث بهاتفه المحمول و هو يظنني أنا دائماً يفعل ذلك يشك بي أولا و لأنه كان غاضباً من مشكل في العملو زاد هذا من غضبه , دخل غرفتي و قام بخنقي و أنا أصرخ شعرت بألم رهيب لا يمكنني أن أصفه , جاءت أختي هند و والدتي بسبب صراخي أتذكر سماع والدتي تطلب من أبي أن يتوقف و عندما لم يستجب إليها طلبت من أختي الاتصال بمركز الشرطة أتذكر رؤية شرطيين يدخلان إلى غرفتي و يمسكان أبي حتى توقف عن خنقي و لكنه ضربني ضربةً قوية أفقدتني رشدي فأغمي علي ثم أتذكر أنني أفقت من الإغماء فإذا بي بالمستشفى جاءت والدتي و أخبرتني أن أقول لهم أن والدي نسي أن يأخذ دواء ارتفاع ضغط الدم فارتفع ضغطه و غضب كثيراً بسبب عبث أحدهم بهاتفه و حدث ما حدث جاء شرطي و سأني عن الذي حدث أخبرته كما طلبت مني والدتي أن أفعل و عندما خرج سألت عن والدي فأخبرتني أمي أنه بمركز الشرطة خرجت من المستشفى في المساء و عاد أبي اليوم صباحاً.
____________________________________________
- هل حقاًّ حدث هذا .
- نعم بالطبع ماذا تظنينه مزحة ؟
- لا و لكن لا يمكنني أن أصدق أن هناك والد يفعل بابنته شيئاً كهذا .
- عليكِ ذلك .. فهي الحقيقة , حسناً علي الذهاب .
مرت عدة دقائق خيم الهدوء فيها علينا ثم قالت :
- إلى اللقاء .
- إلى اللقاء .
و روت لي العديد من الحوادث مثل تلك الحادثة و بعضها أسوأ.
مرت الأيام و نحن نتقابل كل ليلة و ذات مرة..
- هذه أول مرة أراكِ تبتسمين و تبكين في الوقت ذاته , ما السبب؟
- أنا سعيدة .
- حسناً شيء جديد .. ما الذي حصل أسعديني معكِ ؟
- أتذكرين زينب التي لطالما حدثتكِ عنها ؟
- نعم تلك التي تثقين بها و تحبينها كثيراً أليس كذلك ؟
- بلى .. اليوم في المدرسة أخبرتني جنان حدتثكِ عنها هي أيضا تذكرينها أليس كذلك ؟
- بلى .
- حسناً أخبرتني بأن زينب, تحبني و ما أقصده هو أنها معجبة بي في البداية لم أصدقها و لكن شكلها كان يوحي بأنها تقول الحقيقة بالإضافةِ إلى أنني كنت أشعر بذلك و لكن هناك عدة أشاء جعلتني أشك ..
- و ماذا فعلتِ حتى تتأكدي ؟
- لم يكن هناك فكرة برأسي و لكن كنت مصممة أن أعرف الحقيقة اتصلت بها عندما عدت و حدتثها كنت أبحث عن شيء حتى أجعلها تخبرني بذلك و لكن لم تمضِ دقائق و نحن نتحدث حتى أخبرتني بأنها مشغولة و عليها أن تذهب الآن طلبت منها الاتصال بي وافقت و لكنها تأخرت كثيراً فظننت أنها لن تتصل و لكنها فعلت قلت لها أتستطيعين أن تدخلي إلى الانترنت قالت حسنا قلت الآن قالت حسنا أغلقت السماعة و دخلت الانترنت و انتظرتها حتى دخلت تحدثنا في عدة أمور سألتني :
- أكنتِ تبكين قبل قليل عندما حدثتكِ بالهاتف؟
و كنت قد سألتها إن كان هناك شيء غريب في صوتي فقلت لها :
- ألم تقولي أنه لا شيء غريب بصوتي و كتبت هذه الجملة "أحاول أخفي دمعي عن اللي يحبوني" و كانت جزءاً من الاسم المستعار الذي أضعه فقالت:
- و الذين يحبونك يودون معرفة ما بكِ .
- قلت إذن هو حقيقي .
- قالت ما هو ؟
- قلت لها لا أستطيع إخباركِ . لأن جنان قد طلبت مني الا أخبرها .
- قالت هيا أخشى أن يكون هو ما أظنه .
- ما الذي تظنينه ؟
- لا أستطيع أخشى أن أكون مخطئة .
- و ماذا في ذلك كل أنسان يخطئ.
- كتبت أنا أحبكِ .
بكيت و بكيت و بكيت و بكيت لا أعلم لماذا و لكني أبتسم و أبكي بدون أن أعرف لماذا .
- لماذا يا سارة ؟
- ألا تعلمين ..
- لا .
- أنا أيضاً .
- ههههههههههههه.
- هههههههههههههههههه.
- حسناً ... إني سعيدة من أجلكِ .
- شكرا يا مريم .
- ألم تتصلي بها بعد ذلك ؟
- لا لقد أخبرتني أن والديها لا يسمحان بأن تتكلم في الهاتف في وقت الامتحانات .
- نعم صحيح .
- و لكني حقا أريد أن أسمعها تقول الكلمة و أعلم أنني عندما أسمعها تقولها سوف أبكي ..و لكن علي أن أنتظر فاليوم الأربعاء علي الانتظار حتى يوم السبت
- اذا اصبري و لا أعتقد أنكِ ستندمين لأن هذه الكلمة تستحق الانتظار أليس كذلك ؟
- بلى تستحق كل الوقت في العالم .
- و لكن لماذا تريدينها أن تقول لكِ الكلمة بنفسها ألم يكفي أنها كتبتها ؟
- بلى يكفي لكني لا أصدقها .. هناك شيء يشعرني بأنها تخدعني و لكنني لا أريد إخبارها أو أي أحد حتى لا أبين لجنان أنني لا أصدقها أو لا أثق بها ... و لسبب آخر و لكن لا تسألي.
- نعم , فهمت .. حتى لا تجرحي مشاعرها أحسنتِ في هذه النقطة ... و لن أسأل .
- أتمنى لو كنت أستطيع إخبار والدتي بكل ما يحصل معي لنصحتني , و علمتني كيف أتصرف .
يتبع.........
__________________
قال تعالى :(مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا)صدق الله العظيم
|