الموضوع
:
أوراق من زهرة حياتي
عرض مشاركة واحدة
#
2
20-09-2006, 12:11 PM
محمد البري
ضيف
المشاركات: n/a
وصلنا الى بيتنا ..... ونزلنا من السيارة وصعدت الى بيتنا لالقي بجسدي على السرير .... وغرقت في نوم عميق ..... ودارت في نفسي الأحلام وانا نائم .... حلم جميل ام كابوس .....
نعم لقد كان حلما جميلا ... حلمت باني اتحدث الى جدي واحكي له ما لاقيته في سفري من عناء وما وجدته من متعة في تلك البلد الجديدة... أحببت بان اتحدث معه كثيرا وبالفعل كنا نتحدث سويا وأحكي له كل شئ لكن فجأة اختفى من امامي ... جعلت أنادي وانادي وتساقطت الدموع من عيناي وانا ابكي وانادي لا ترحل وتتركني يا جدي لا ترحل وتتركني .....
أستيقظت فاذا بي أجد ما هذا يا الله .... صوت أذان المغرب الذي احببته ولازلت أحبه حتى الأن ... كم أشعر انا بان صلاة المغرب لدي غير كل الصلوات لما لست أدري أحس بها بجو الطفولة الذي احسسته وانا لم اتجاوز السادسة من عمري ...
نظرت الى الساعة وجدت اني لي يومين نائما .... يومين من النوم نتيجة ارهاق جسدي كبير .... مرت الأيام ذهبت وزرت جدتي وبالكاد زرت قبر جدي وقرات له الفاتحة ... حتى وقتي هذا كل يوم عيد او كلما أمر من جوار قبره أذهب واقرأ له الفاتحة وأبكي عندما اتذكر يداه التي كان عندما يضعها على كتفي احس بالأمان وبالرهبة .... كم كنت أحب جدي هذا كثيرا وقد كان والد أمي ...
اما جدي وهو والد أبي لم اره فقد توفي قبل ان أولد .... وكم تمنيت ان ارى ذلك الرجل الذي كافح كثيرا من أجل ابناءه ....
مرت اللحظات ثم الدقائق ثم الساعات ثم الايام .... ها قد حان الرحيل مرة أخرى .... ولكن هذه المرة بكيت عندما غادرت مصر ... بكيت كثيرا كم سأشتاق لكي يا مصر .... نعم أحبها ولم أشعر ولن يشعر أن شخص انه يحب وطنه الا عندما يذوق مرارة الغربة والعيش بعيدا عن اهله وأقاربه ورفقاء دربه وبالأخص درب الطفولة الوردي .....
وصلنا الى مطار القاهرة ومنه صعدنا درجات سلم الطائرة ... اقلعت الطائرة ومعها اقتلعت روحي من مستقرها ... وتوقف النبض قليلا .... وأحسست بأني سألقظ انفاسي الأخيرة ... فقد رحلت عن بلدي ... ولكن هيهات بان تلاشى كل شئ وانا استمع الى الموسيقى في الطائرة بسماعة اليد او كما تسمى الهاند فري ....
أحسست بالراحة ولكني شعرت بالراحة أكثر عندما كنت أبحث في تلك الاذاعات عن القران الكريم كم سعدت بذلك ووجدت صوت جميل يقرأ القرأن ... استلقيت على الكرسي وغرقت في سبات عميق ....
وصلنا الى مطار مسقط الدولي ومنه الى البيت مرة أخرى في رحلة دامت ثلاث ساعات ونصف جوا و4 ساعات برا الى تلك المنطقة التي نعيش بها .....
لكن في نفسي دار سؤال غريب
يا هل ترى كيف سيكون شعوري هذا العام .... هل سيكون شعور مثل العام الذي سبقه خوف ورهبة ام أنني سأندمج مع من حولي لكي اكتسب قدرا من الطمأنينة .....
-
-
-
-
يتبع