
5- الآثار الصحية على المخ والأعصاب والنظر والتفكير لمن يطيل المتابعة لتلك المحطات مما يحدث الإرهاق والكسل والخمول خاصة في النهار بسبب السهر عليها في الليل ، فيحدث ذلك خللا في التحصيل العلمي والعمل الوظيفي والقعود عن النهوض بالأمة ورعايةمصالحها والتخلف عن أداء الصلاة في أوقاتها مع جماعة المسلمين .
6- الأفلام التي تعني بالسحرة والمشعوذين والكهنة والدجالين وما فيها منالشركيات فاقت في هذه الفضائيات ما حدث في عصور الجاهلية بمئات المرات ، فهذه القنوات في الآونة الأخيرة حملت لنا أفكارا خطيرة طالما حاربها رسولالله s وحث أتباعه من تجنب الوقوع فيها أو اللجوء إليها ، فمن ذلك الكهانة والرجم بالغيب وقراءة الطالع أو ما يسمى بالأبراج ، فنرى هذه الأيام وللأسف الشديد أنالأمر أصبح موضة ومنافسة بين بعض هذه الفضائياتالتيخصصت برامج وحلقات للأبراج والتوجه للمشاهدين ومحاوراتهم ومشاركتهم لمعرفة أسماء أبراجهم وتحديد يوم وتاريخمولدهم لإعطائهم تحليلا عن أحوالهم وحياتهم والتنبؤ بمستقبل أيامهم ، بل زاد البعض بإحضار بعض السحرة المعروفين على نطاق العالم العربي ، والذين يتصلالمشاهدون بهم ويحضر هؤلاء السحرة ما يسمونها بالبلورة ، ويتحدثون مع المشاهدين ويحدثونهم عن أحوالهم وأوضاعهم من خلال البلورة التي يستكشفون بها أحوالهم ، وأنها سوف ترفع السحر عنهم وتحل مشاكلهم في أمور لا يقدر عليها إلاالله ، من رزق أو عطاء أو كشف سوء أو شفاء ، وللأسف كثير ما تنطلي هذه الخرافات على بعضالسذج من الأمة الذين لم يحصنوا أنفسهم بعقيدة سليمة .
7- الاتصال بهذه القنوات من قبل فئة مستهترة ينتمون إلى أفضل البلاد محافظة على الإسلام والعمل بأحكامه ، يقوم من خلاله المتصل بتقديم إعجابة بمقدمة البرامج وجمال شحمها وإبداع لحمها ، ويقدم إهداءاته إلى نسائه وأقاربه ، سواء كانت أسماء وهمية أو حقيقية ، هذه الاتصالات الكثيرة والمتكررة تحمل غزوا فكريا يعطى انطباعا بأن هذه البلاد المتمسكة بدينها لا يرغب شعبها في الإسلام بل يرغب في أن تكون المذيعة على هذا الأنموذج وأن ذلك هو المطلوب لبنات جنسه ، فهذه إساءة للكل عبر تصرفات البعض يجب عدم التقليل من أهميتها .
8- تغيير نمط تفكير الشباب لمفهوم الهوية والعادات والتقاليد ، فلم يعد ينظر باهتمام بالغ للهوية الإسلامية وخاصة من قبل الذكور ، بل بات الأمر الهام لدى الشاب والشابة تحقيق السعادة والمتعة ، وكيف يجاريان فتيات الفضائيات في تغنجهن وفسقهن ودلالهن ولباسهن ومكياجهن الأنيق ، وبالتالى ضعفت العلاقة بين الشباب وبيئتهم المحلية ، وباتوا ينظرون لما هو موجود في الخارج من أنواع الفساد العصري ، ويبحثون عن نمط الحياة والمعيشة والعلاقات كما تعرضه لهم الفضائيات الانحلالية وهذا كله قاد في وقت قصر إلى تبديل المستوى الفكري لرؤية المفاهيم كالهوية والقيم والأخلاق والالتزام .
9- سعت هذه الفضائيات إلى تحويل ثقافة الجيل نحو مناحي استهلاكية غير منتجة ، وذلك عبر إغراقه في بحر من الإعلانات التجارية ذات النكهة الشبقة الحارة ، وعبر تقديم نماذج سلوكية لشباب على الطراز الأوربي أو العبثي ، أو الشباب المستمتع بحياته وملذاته فقط ، مما يجعل شبابنا مقلدا ومنقادا بشكل لا شعوري نحو هذه الثقافة ، اعتقادا منه بكمالها وصحتها ومقدرتها على إسعاده بينما هو يسير نحو الهاوية .
10- من السلبيات التي تضاف إلى تأثير هذه القنوات الانحلالية إضعاف العلاقات الاجتماعية ، وانعزال الفرد وانزوائه في ركن ، ممسكا جهاز التحكم من بعد يتصفح مئات الفضائيات وما يبث فها من أنواع الخلاعة والأفلام والمسلسلات ، يبحث عن وجبة من الشهوات واللذة في رؤيته المحرمات ، فمثل هذه الممارسات جعلت الشباب أمام تناقضات اجتماعية شديدة حادة ، حيث يمارس الانضباط أمام عوام الأفراد والجماعات ويتحلل منه في عالمه الذاتي أو مع خواص الأصدقاء، فظهرت لدينا شخصية مزدوجة بسلوكين متناقضين للغاية .
11- من كثرة المتابعة وإدمان البرامج التي تبث في تلك القنوات ظهر صنف من النساء خالفن فطرة الله ، وتخلقن بصفات لا تليق بطبيعة الأنثى التي خلقها الله لتتميز بها عن طبيعة الرجل ، يحسبن بزعمهن أنهن أصبحن كالرجال بحسن التدبير وحرية التصرف ، والفردية في مواجهة الحياة ، والتنافس على الأعمال والخوض في مجالات تخص الرجال ولا تليق إلا لهم وبهم ، فواجه ذلك الصنف من النساء من العنت والضيق الشيء الكثير ، وحصلت لهن المشكلات النفسية والجسدية ومضايقة الرجال والتعدي عليهن ، وأصبحن منبوذات يمقتهن أزوجهن وأبناؤهن .
وقد بدت من تلك المظاهر التشبه بالرجال في اللباس ، وكذلك لبس أحذية تشبه أحذية الرجال ، وللأسف الشديد انتشرت في الأسواق أحذية غريبة الأشكال قبيحة المنظر ، يتنزه الرجل العاقل عن لبسها ويزعمون أنها أحذية نسائية ، ومع ذلك يوجد إقبال كبير على شرائها من قبل النساء تحت شعار الموضة ، هذا في المقابل أتى على الالتزام بالحجاب الشرعي الذي هو غطاء الوجه الساتر والعباءة الفضفاضة التي توضع على الرأس من أعلى ، ومن بقيت متمسكة بحجابها حياء من زوجها أو مجتمعها غيرت من معالمه فوضعت غطاء للوجه شفاف فاتن ، وعباءة مزركشة مطرزة توضع على الكتف ، تفتن أكثر من أن تستر ، أو تلبس ما يسمى بالكاب الذي يظهر تفاصيل جسم المرأة وكأنه ثوب رجل ويكون إما مزين أو خفيف ، ومع ذلك كله لا تهتم بستر جسمها أو تغطية وجهها عن الأجانب ، فيظهر جزء من لباسها وتكشف وجهها أحيانا دون مبالاة ، فظهر نقاب الموضة وملابس المحجبات التي تكشف عن هوية مدغدغة ، فلا هي خلعت برقعها أو ألقت البيشة عن وجهها ولا هي التزمت به كما أمر ربها بل هي في تقلب وشتات ناجم عن متابعتها لمثل هذه الفضائيات .
12- أثرت هذه القنوات بطريقة التقليد المباشر أو غير المباشر في كثرة خروج المرأة من البيت لغير حاجة ، إما مع السائق أو في سيارة الأجرة ، أو تقود السيارة بنفسها في كثير من الدول ، أو على قدميها حتى ولو كان المكان بعيدا عنها ، فهي خراجة ولاجة لا تهتم ببيت ولا أولاد ولا تقيم لذلك وزنا ، زعما أنها تحاول أن تكون امرأة عصرية متطورة تمارس الحرية بشكلها المرسوم في القنوات الانحلالية ، مع أنه يمكن لأحد من رجال الأسرة أن يقوم بعملها دون الحاجة إليها ، كل ذلك رغبة في مزاحمة الرجال ومخالطتهم في الأسواق والأماكن العامة وتتكلم مع الباعة في ميل وخلاعة وتتعامل معه كأنه أحد محارمها .