رابعا : من مظاهر الغزو والأضرار الناجمة عما تعرضه الفضائيات المختلطة في جانب العقيدة ، تمييع المفاهيم والثوابت الإسلامية التي لا مجال للمساس بها ، حتى بلغ الأمر أن يعتبر بعض مقدمي البرامج وممثلوا القنوات الفضائية الرقص والخلاعة والتمثيل والغناء والباليه عملا لا يؤاخذ الله عليه حيث يندرج عندهم تحت الكسب الشريف والإبداع الفكري والأدبي والفني .
خامسا : من الأضرار الناجمة عن الفضائيات المختلطة ما يكون في الأخلاق والأمن ونحو ذلك ، فمن أبرز الأضرار التربوية والأخلاقية والاجتماعية لما تبثه كثير من القنوات الفضائية المختلطة حصول الانحراف السلوكي لدى الأطفال والشباب والفتيات ، وهكذا الكبار من الرجال والنساء،وذلك أن المشاهدالمعروضة عبر تلك الفضائيات تظهر العلاقات المحرمة بين الرجل والمرأة بأنه أنموذج لابد أن يسلكه كل رجل وامرأة وكل شاب وفتاة ، ومن العجيب حقا أن تلك المشاهد تجد الاستنكار ومحاولة التغيير من قبل عقلاء الغرب ، في حين أن بعض القنوات العربية تعزز هذا المنهج في قنواتها وتجد الاستجابة لدى كثير من متابعيها .
سادسا : الفتيات المتابعات لبرامج الإسفاف ستلحظ جنوحا مقيتا عندهن نحو أنواع من الارتكاسات الأخلاقية بما تظهر معه نذر الخطر على أخلاقيات المجتمع بأسره ، فكل فتاة وكل امرأة ، لديها استعداد فطري ككل الرجال للتفاعل مع الغرائز التي وظفتها الشريعة توظيفا حسنا ووجهتها إلى ما فيه صلاح الأمة وعمارة الأرض ، لكن الفتيات والنساء المتأثرات ببرامج وتمثيليات الانحلال الأخلاقي يظهر عليهن التبرج والسفور المحرم ، بل إنهن يتسابقن في مجاراة المذيعات والممثلات والمغنياتالانحلالياتفيقلدنهن في اللباس العاري وتقليعات الموضة المتهتكة وقد نزعن جلباب الحياء فأقحمن أنفسهن في سبل هلاكهن ، وسيجد الناظر جنوحا عندهن نحو إقامة العلاقات المحرمة،وعندها تتلقفها الكلاب المسعورة لقمة سائغة يعبثوا بها ما شاءوا ثم يرمون بها جيفة عفنة ، وماذا ينتظر من فتيات تفتحت أعينهن ومداركهن يوم تفتحت على مناظر الإسفاف والرزيلة والزنا والتهتك من تقبيل وضم ورقص وخمر وأجساد عارية وكلام في الجنس وعلاقاته ومقدماته ، فهل ينتظر منهن بعد ذلك إلا ثمارا من جنس تلك المشاهد ؟
سابعا : في كثير من المجتمعات الإسلامية المحافظة والتي غزيت بثقافة الفن الرخيص تتابعت الانتكاسات في الأفهام لدى كثير من النساء ورحن يتبارين في استحداث كل غريب ، ففي مجال الألبسة وطرق التجميل جعلن من أنفسهن ألاعيب لمصممي الأزياء في شرق الدنيا وغربها ، فهذا زي موضة ألوان حمار الوحشي ، وهذه موضة الشنبازي ، وهذه موضة حيوان الكنغر ، وهذه موضة الجرذان الهندية إلى آخر ما نرى في اللباس وتسريحات الشعر والمكياج ، وحتى في اختيار النعلين ، فتأتي تلك المسلمة العفيفة الساذجة لتتلقف هذه الأضحوكات تحت مسمى الموضة والتمدن الذي تأخذه عبر القنوات وبرامج الموضة والزينة ولمسات وتقليعة المجتمعات الشرقية والغربية ، ثم تتوالى النسوة في تقليد بعضهن البعض للخروج عن المألوف ، ولا يستحي المسئولون عن القنوات الفضائية العربية المختلطة التي ينفق عليها من دماء المسلمين وأموالهم العامة في نقل عروض الأزياء والملابس الداخلية في برامجها الثابتة ، فيا حسرة على جيل النساء وأمهات المستقبل ومن يتولى أمرهن .
ثامنا : من الأضرار والمخاطر التربوية والأخلاقية العزوف عن الزواج والاكتفاء بالمناظر المحرمة ، فالشباب الذين تأثروا بمناظر العري والفاحشة التي هي المادة الرئيسية في معظم القنوات الفضائية المختلطة ظهر من توجهاتهم عزوف عن الزواج ورغبة عنه ، فإدامة نظر الشباب إلى مناظر الفضائيات المحرمة التي تبثها الفضائيات المختلطة أحدثت عندهم خمولا نحو فرائض الله وتشريعاته وشرها نحو الفواحش المحرمة يأخذ صورا متعددة ، ولدى عزوف هؤلاء الشباب عن الزواج ، تنشأ مشكلة أخرى لدى الفتيات اللاتي لم يتقدم لهن أحد مما يزيد من عدد العوانس وفي ذلك من الأضرار ما لا يخفى .
تاسعا : من الأضرار التربوية والأخلاقية للقنوات الفضائية المختلطة التي تعرض برامج منحرفة الإخلال بهوية المجتمعات الإسلامية والقضاء على البقية الباقية مما لديها من تراثها وأخلاقياتها ، ومن محص ما تعرضه القنوات الفضائية المختلطة فإنه يلحظ أنها تقدم النموذج الغربي المتحلل من الأخلاق على أنه هو محل التقليد والإعجاب مع تنحيتها للأخلاق والآداب الإسلامية في أغلب الأحيان وبذلك دخل المجتمع المسلم في نفق التبعية والتقليد لما فيه هلاكه ، ومن الأمثلة على ذلك :
1- أن القنوات الفضائية المنحرفة تعرض العلاقة بين الرجل والمرأة على أنها علاقة جنسية ، يقتحم كل منهما الأعراف الشرعية لأجلها فيتعرف كل منهما على الآخر ويختلي ويختلط ويمارس معه ما تشاء نفسه وليس لأحد عليه أمر أو نهى كائنا من كان ، حتى ولو كانت تلك العلاقة علاقة سفاح وخدن .
2- تصوير تعاطي الخمور بأنه لا شيء فيه وأنه شيء اعتيادي يشبه شرب العصير والماء ، وتسميته بغير اسمه تلطيفا للإحساس بالجرم .
3- من الأمثلة أيضا الدعاية للتقليعات الغربية في اللباس وتطويل الشعر وحلقه وتسريحه ، فربما تجد فتاة مطروحة أما المصفف يعبث بوجهها وجسدها كما يشاء .
4- من أخطر الأضرار للفضائيات تقديمها لنماذج منحرفة باعتبارها قدوة مقتفاة ، فقد درجت معظم القنوات الفضائية على إعداد اللقاءات بنماذج سيئة من العلوج المنتسبين والمنتسبات إلى ما يسمى الفن ، وهذه النماذج عندها من السقوط الأخلاقي والتخلف الثقافي ما جعلها لا تجد غضاضة في المجاهرة بسوئها وفحشها ، ومن النماذج على ذلك أن إحدى القنوات عرضت برنامجا بعد الإفطار في رمضان يستضيف الممثلين والممثلات ، فاستضاف ذات مرة إحدى الراقصات المشاهير ، فسألتها مقدمة البرنامج : كيف وصلت إلى ما وصلت إليه من الشهرة والمجد ؟ قالت : أنا هربت من أسرتي وأنا في الثانية عشر من عمري ، ومارست حياتي حتى وصلت وأصبحت صاحبة الشهرة والملايين ، ثم سألتها المذيعة فقالت : أنت تزوجت ثلاث مرات رسميا وأربع عرفيا ؟ فقالت : لا ، بل أربع مرات رسميا وسبع عرفيا ، هكذا يقدم هذا النموذج وفي شهر رمضان بكل إسقاطاته الأخلاقية .