صاح فهد بعصبيه : لم يحدث شيء .. لحظه لحظه اللعبه تزداد سرعه .
ـ يا الهي .. ربما كان ذاك الزر الأصفر .
اما تركي فقد تعلق بصره بالقدمين المتدليتين للرجل المعلق وقد
قفزت الى ذهنه فكره ما .. يجب ان يمسك بهما يجب .. وبالفعل حرك
جسده ليقف على قدميه في منتصف العربه ثم اخرج رأسه من العربه
ممسكا بالعمود الذي يربط العربات ببعضها البعض وعيناه مثبتتان على القدمين .. القدمين .. والعربات تدور وتدور وتدور و....
( تركي ايها المجنون مالذي تظن انك فاعله ؟)
صاح بها فيصل بذعر حينما قفز تركي وجذب قدمي الرجل الميت
بقوه حتى كاد ان يفقد توازنه ويسقط لكنه اسرع في الحظه الأخيره بجذب الجثه ووضعها على ارضيه العربه ثم انحنى عليها صارخا :
انه ميت بالفعل .. لكنني لا ارى .. رباه
صاح به فيصل وهو يحاول التوازن في العربه : ما الذي حدث ؟
تمتم تركي بذهول : لقد اختفت ..
ـ اختفت؟
ـ اجل ... اختفت . .. رباه كان محقا في كل ما قاله .
شحب وجه فيصل بشده ثم نظر الى الأسفل وراعته السرعه الكبيره
التي اخذت العربات تدور بها خلف بعضها البعض .
وهنا صاح فهد بعصبيه : سلماان افعل شيئا بالله عليك
ـ انا احاول احاول .
شهقت شهد وهمست : الم تسمعي ما قاله .. اذن فالقصه كلها صحيحه
تمتمت اسيل بتوتر : هذا ما يبدو
اما سلمان فقد كان في قمه التوتر وهو يقرأ ما دون فوق كل زر
محاولا استرجاع كل معلوماته حول اللغه الأنجليزيه حتى التقطت
عيناه كلمه سلو اكت فضغطها بسرعه ثم خرج ليرى النتيجه بنفسه
قبل ان يهمس بتوتر : ارجو ان يحدث ما اظنه .
وبالفعل بدأت السرعه في الأنخفاض حتى باتت الحركه بطيئه
فصاح وليد بهما : حاولا القفز من عليها الآن .. اسرعا
تلفت فيصل حوله بتوتر قبل ان يرفع ثوبه ويمسك بالعربه جيدا
ليوازن نفسه قبل ان يقفز حالما اقتربت العربه من الأرض ولحق به تركي بقفزه بارعه .
ـ الحمدلله .
قالتها ( اسيل ) وهي تتنهد بارتياح بينما تجمهر الجميع حول تركي
وفيصل والأول يقول لاهثا : كل ما قاله ذاك المأفون كان صحيحا ..
الرجل مجرد شبح ..
شهق فهد برعب وارتج جسده بشده قبل ان يقول بصوت متحشرج : ش.. شبح ..
اما خالد فقد شحب وجهه واغرورقت عيناه بالدموع بينما اهتز جسده النحيل بين ذراعي فيصل الذي قال بحزم : يارفاق ان ما نواجهه لهو امر غريب ولصعب على التصديق لكن مصيرنا كله يتعلق به اما ان ننجح او نخسر .
( ارواحنا )
قالها سلمان وهو ينضم اليهم متنهدا بحراره ربت تركي على كتفه قائلا : سنفعل ما بوسعنا لكي نخرج من هنا .
سألت شهد بصوت متحشرج : ما هي التعليمات التي اعطاك اياها الشيخ ؟
اخرج سلمان الورقه من جيبه قائلا : كل اسماء الألعاب التي قتل فيها
فرد من شعبه وتحت كل اسم لعبه الرقم القياسي الخاص بها مع ما يجب فعله وكتب هنا ملاحظه هامه .. ان نسبه الفشل في الألعاب
ليست اكثر من ثلاث مرات .
قال عبدالله بتوتر : يعني ان امامنا ثلاث فرص لتحطيم الرقم القياسي في الألعاب .
ـ اجل هذا ما دون هنا .
اطلق تركي زفره حاره والقى بجسده على الكرسي مغمغما : دعونا اولا نستوعب كل ما حدث .
القى الجميع اجسادهم على الأرض واخذوا يسترجعون كل ماحدثهم به الشيخ لمده نصف ساعه تقريبا وبعدها نهض سلمان وهو يقول بحزم : والآن هيا بنا لنبدأ على بركه الله .
( على بركه الله )
ساروا سويا خلف سلمان الذي تابع : اللعبه الأولى هي ( حبل الساحر)
قالها ثم التفت نحو تركي الذي كان بجواره وتمتم : اظنها تناسبك .
اومأ تركي برأسه صامتا بينما حدق الجميع به في قلق شديد وسؤال يتردد في اعماقهم : هل ما يحدث حقيقي ؟..... وهل .. سينجح ؟
يتبع ....
************************************************** ****
(هاهي اللعبه )
قالها سلمان وهو يتوقف امام سياج حديدي مرتفع تتوسطه بوابه
مماثله وبداخله صندوق كبيرمفتوح يخرج منه حبل مربوط لأعلى
بعمود طويل يصل حتى الأرض وفوقه شيء ما يشبه الكوخ الصغير وقد اضيئت انواره .
تساءلت شهد بحيره : ما هذه ؟
اجابها فيصل وهو يرتكن على السياج : انها لعبه ( الحبل السحري
يجب على اللأعب تسلق هذا الحبل لوحده وان يصل الى ذاك
الكوخ وهو يحمل الكرات الثلاثه جميعها .. طبعا اذا اراد تحقيق الرقم القياسي .
سأله خالد مرتعدا : وكيف تخرج الكرات من الحبل ؟
ـ ليس من الحبل وانما من الصندوق نفسه فالحبل مقسم الى ثلاثه
اقسام ما ان يصل الى القسم الأول حتى تقفز الكره الأولى من الصندوق وعليه في هذه اللحظه تلقفها بسرعه والمحافظه عليها
حتى يصل الى الجزء الثاني من الحبل فيلتقط الكره الأخرى بعد انطلاقها من الصندوق وهكذا .
اتسعت عينا وليد هامسا : وكيف سيمسك بالكره الثانيه دون ان يتخلى عن الحبل او الكره الأولى .
هز فيصل كتفيه قائلا بتوتر قلق : هذا ما نعتمد به على تركي تماما .
خلع تركي في هذه الأثناء ( الكاب ) من على رأسه وناوله لفهد الذي تمتم بتوتر شديد : افعلها يارجل افعلها ارجوك .
ربت تركي على كتفه قائلا : بأذن الله يا فهد بأذن الله .
قالها وشمر عن ذراعيه والجميع يراقبه بحماس وخوف وشك .
سأل عبدالله وليد بعصبيه : اتظنه سيفعلها ؟
تطلع اليه وليد لحظات قبل ان يدير بصره نحو تركي مجيبا : انني .. اثق بتركي كثيرا .
اغلقت شهد عينيها لحظات قبل ان تلتفت نحو شقيقتها هامسه : يبدو لي انه قادر عليها .
رمقتها اسيل بنظره قلقه قبل ان تغمغم : ربما يا شهد .. ربما
وهنا صاح خالد : لقد وصل
رفع الجميع ابصارهم نحو تركي الذي افلت كفه اليمنى عن الحبل والتقط الكره الأولى بمهاره قبل ان يضعها في جيب بنطاله الأيمن
ويكمل صعوده بأنفاس مخنوقه . كانت عمليه الصعود مرهقه خاصه وانه لا يوجد شيء يساعده سوى قدميه وكفيه العاريتين
لكنه تجاهل كل ذلك وركز على الجزء الثاني من الحبل وهنا سمع صوت خالد وهو يقوم بتشجيعه قائلا : هيا يا تركي هيا .. حاول ارجوك .
صاح وليد بذعر : هاهي الكره الثانيه تنطلق .. امسكها .. امسكها يا تركي .
وبالفعل افلت تركي كفه مره اخرى والتقط الكره الثانيه بصعوبه ثم
ادخلها جيبه الآخرواكمل صعوده الحثيث نو الجزء الثالث . وكان يشعر بآلم عظيم في ذراعه وكتفيه وبحراره عاليه تغزو جسده وتصعد الى وجهه مطلقه زفرات لاهثه عبر انفه
تمتم سلمان بتوتر : يبدو انه مجهد تماما
اومأ فيصل برأسه في قلق مماثل بينما همس عبدالله بصوت مبحوح
: لا اصدق حتى الآن ما نحن نقوم بفعله .. انه .ز انه اشبه بفيلم من تلك الأفلام السخيفه .
تمتم خالد : اوافقك تماما ولأول مره على ما تقول .
حدجه عبدالله بنظرات ناريه بينما قالت اسيل بتوتر : دعونا من هذا ولنحاول مساعده تركي
ـ وكيف سنساعده ايتها العبق....
قاطعته صيحه عاليه انطلقت من فم فهد فالتفت بحده ليرى تركي وقد تدلى جسده بذراع واحده في الهواء ....
************************************************** **********************
ليرى تركي متدليا بذراع واحده في الهواء محاولا التشبث بالحبل مره اخرىوكان وجهه محتقنا بشده .
صرخت شهد بلوعه : رباه سيسقط
وصاح سلمان : تماسك يا صديقي تماسك لم يتبقى الا القليل وتصل .
حاول تركي ان يبتسم متمتما بشحوب : انن... انني احاول و..ولكن..
( لااااا)
صاح بها خالد بجزع عندما سقطت الكره من جيب تركي وصاحت شهد بدورها : لا مستحيل لا يمكننا ان نخسر منذ البدايه و...
قطعت عبارتها بذهول وهي تطالع جسد تركي المتدلي وقد بان الأنهاك على ملامحه الوسيمه.
( يا الهي تركي انت رائع )
صاح بها فهد وهو يحدق فيه بأنبهار فقد استوعب تركي وبسرعه قصوىسقوط الكره فضربها بطرف قدمه ليرفعها الى اعلى ويتلقفها بكفه بحرص قبل ان يعيدها الى جيبه لاهثا بعنف صفق وليد بحراره هامسا : هيا .. يا عزيزي هيا .
امال تركي جسده بقوه وامسك بالحبل بكلتا يديه ثم ثبت به قدميه واخذ يصعد الى الأعلى حتى وصل الى الجزء الثالث والأخير فانطلقت الكره من الصندوق الى الأعلى بخط مستقيم وتلقفها تركي بسرعه قبل ان يدفع جسده الى داخل الكوخ الصغير مع صرخات رفاقه المتوتره .
ووسط الكوخ استلقى غير مصدق بأنه قد فعلها وانه قد حطم الرقم القياسي بالفعل وانه قد ....
( تركي ضع الكرات في السله التي بجوارك اسرع )
قالها سلمان بتوتر فأسرع الأول بوضع الكرات الثلاث في السله وهنا تصاعد صوت معدني يقول : تم تحطيم الرقم القياسي لأول مره تهانينا .
( وااو )
قالها وليد مصفقا بحراره واخذ البعض يزفر بأرتياح بينما البعض الآخر غير مصدق لما يحدث وفجأه.. اهتزت الأرض بعنف وانطلقت صرخه عاليه اخترقت اذانهم فرفعوا اعينهم الى الأعلى ليروا ما يشبه الضباب يتصاعد مغطيا اللعبه بكاملها ثم بشيء ما يخترق ذلك كله مرتفعا الى الأعلى .
ظل الجميع مبهوتين لحظات حتى توقفت الأهتزازات وزال الضباب شيئا فشيئا .
( رباه انه مجرد حلم اليس كذلك ؟)
تمتمت بها شهد وهي تتهالك على الأرض بشحوب هائل فتطلع اليها الجميع بشرود ذاهل حينما سمعوا صوت تركي يقول : هانحن قد حررنا واحدا يارفاق .
قالها بسخريه شديده مما جعل البعض يحدق به مندهشين من هذه الروح المتهكمه في مثل هذا الوقت .
ـ مابكم ؟ .. المفترض ان تكونوا في منتهى السعاده .
صاح عبدالله بعصبيه : ايه سعاده يا استاذ تركي ؟ ايه سعاده ونحن في مثل هذا الموقف الذي يشبه الكوابيس هه؟
هز تركي كتفيه وتقدم نحو سلمان متسائلا : ماهي اللعبه التاليه ؟
ابتسم سلمان ابتسامه شاحبه وقال : ( بيت الأسرار)
ارتفع حاجبا تركي وهو يقول بحماس : رائع انها لعبتك المفضله اليس كذلك ؟
ـ صحيح انها المفضله لدي ولكنني لا اضمن نجاحي فيها اطلاقا لذلك من يرى في نفسه اهلا لهذه اللعبه فليتكلم .
تبادل الجميع النظرات قبل ان يقول فيصل بتردد : اللعبه لشخصين يا عزيزي انت احدهما والآخر انا على ما اظن .
ربت سلمان على ذراعه قائلا : هيا بنا اذن .. على بركه الله .
ساروا مره اخرى متجاوزين الممرات والألعب وكل ما حولهم نحو ( بيت الأسرار) وهناك توقفوا امام الفيلا الأنيقه وتبادل فيصل وسلمان النظرات قبل ان يتقدم الأول نحو علبه مستديره معلقه على السياج الخارجي للعبه وسحب من داخلها بطاقه مغلقه فتحها قائلا :
في كل دوره لعب هنا تتغير الجريمه التي تحدث في البيت وعلى كل اثنان محاوله فك لغز هذه الجريمه والأجابه عن ثلاث اسئله .
اومأ الجميع برؤسهم صامتين فتابع فيصل وهو يقترب من سلمان
: جريمتنا هذه تحكي عن رجل اعمال شهير اسمه اللورد ( كارل مونفيلد ) وهو الرجل الذي يمتلك هذه الفيلا الحكايه تبدأ على لسانه فيقول : في يوم من الأيام عندما كنت في فندق (مورنو ) السياحي رأيت امرأه بارعه الجمال كان اسمها على حد قول خادم الغرف ( بيوتي انجل ) وهو اسم فني فهي تعمل كراقصه محترفه في ناد ليلي شهير وبعد ان عرفت كل المعلومات الخاصه بها حاولت ان اتحدث معها وادعوها للحفل الذي سأقيمه في قصري هذا وبالفعل دار حوار بيننا ...
يتبع ... :P :P :P
|