الفصل الرابع : الفتن التي تغربل الامة 00
تحدثنا في الفصل الثالث ، عن الفتن التي قد تكون سمة من سمات هذه الفترة الزمنية الحالية 00
و قلنا أن هذه الفترة الصعبة عبارة عن غربلة ربانية تتطهر فيها الأمة من المنافقين، و
المخذولين، لتعود خلافة غراء على منهج النبوة
و قد بينا أن الله لن يظلم هذه الأمة
(وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ) (الزخرف:76)
(وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ لَمَّا جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَمَا زَادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ) (هود:101)
فالناس في هذه الفتنة بين مجاهد باع نفسه لله ، و ما أقلهم أمام من باع نفسه للدنيا!
فأهلكته الفتن و غره بالله الغرور00
(صحيح( (كل الناس يغدو ، فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها)
حيث يتحول الصالحون إلى أرض الجهاد و موطن الخلافة، إلى الشام
(مسند أحمد ، ج: 5 ، ص: 249)
(حدثنا عبد الله، حدثني أبي، ثنا عبد الصمد، ثنا حماد ،عن الجريري ،عن أبي المثنى، وهو لقيط بن المثنى ،عن أبي أمامة، قال: ثم لا تقوم الساعة حتى يتحول خيار أهل العراق إلى الشام، ويتحول شرار أهل الشام إلى العراق )
اللهم اجعلنا من خيار الناس و لا تجعلنا من شرارهم00
و هكذا يظهر لي أخوتي أن الأمة ستكون في وقت عصيب، و سيلهي الله النصارى بعضهم
ببعض، إلا من أبى من المسلمين و دخل في أحلافهم0
سنوات عصيبة يموت من مات على بينة، و يبقى من بقي على بينة، ليدخل الناس في خلافة
المهدي الذي سيبايع له في القدس00 في سبع أو تسع سنوات من الأمن و الرخاء، تنعم فيها
الأمة نعماء لم تنعمها من قبل 00فلقد تعبت الأمم من الحروب و انكفأت الحضارة المادية 0
ـ( سنن ابن ماجة 36- كِتَاب الْفِتَنِ- بَاب الْكَفِّ عَمَّنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ )
(4083 )( حسن)
(حدثنا نصر بن علي الجهضمي ، حدثنا محمد بن مروان العقيلي، حدثنا عمارة بن أبي حفصة، عن زيد العمي، عن أبي صديق الناجي، عن أبي سعيد الخدري، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : يكون في أمتي المهدي، إن قصر فسبع وإلا فتسع، فتنعم فيه أمتي نعمة لم ينعموا مثلها قط، تؤتى أكلها ولا تدخر منهم شيئا، والمال يومئذ كدوس، فيقوم الرجل فيقول: يا مهدي أعطني فيقول خذ ).
هذا هو حال المسلمين 00تغيير في نظام الحكم و تحول إلى الخلافة 00قلة في العدد و نقاء
في السريرة 00أموال لا تحصى و خليفة لا يمنع تعطي الأرض و تمطر السماء و تكثر الماشية 0
(ـ سلسة الأحاديث الصحيحة- المجلد الثاني )
( 711 ) (الصحيحة)
(يخرج في آخر أمتي المهدي ؛ يسقيه الله الغيث ، وتخرج الأرض نباتها ، ويعطي المال صحاحا ، وتكثر الماشية ، وتعظم الأمة ، يعيش سبعا أوثمانيا . يعني: حجة . )
- والآن سأتحدث حول الفترتين التي يحكم في كلا منهما مهديٌ، يحكم على منهاج النبوة00
و قبل البدء في ذلك أريد من الأخوة الكرام التنبه لأمر مهم، و هو عدم المغالاة في المهدي،
حتى ليضعه البعض في مصاف النبوة، و لا نقول عنه سوى أنه رجل صالح من هذه الأمة، يُمكن
له الله الحكم، فيعدل في الامة 0