عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 17-08-2009, 09:25 PM
المفكرة المفكرة غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 1,413
معدل تقييم المستوى: 18
المفكرة is on a distinguished road
افتراضي كل رمضان و أنتم للطاعات أقرب

الزمن : نهار 29رمضان من العام الماضي :
يدق هاتفي بينما أنا نائمة ، أجيبه ذات وعي .
يصلني صوت إحدى مدرسات طاقمي تعلمني أنها تغيب عن عملها اليوم لظروف عائلية ، و أن لديها الحصة الأولى في الصف الأول الإعدادي .
_ لا عليك ، أين توقفت في المنهج .
_ أبدأ اليوم الدرس الخاص بالتغير الكيميائي .
_ أعتذر بشدة ، لكن حقاً الأمر طاريء .
_ لا تشغلي بالك بأمر العمل ، أراك على خير بعد الإجازة .
أقوم مسرعة ، فالطابور على وشك أن يبدأ و هو لن يتأخر قبل أن تلحق به الحصة الأولى .
كنت أنوي المزيد من النوم ، حقاً جسدي تبخر في حنايا رمضان . لا بأس . هي لا تتغيب عن العمل ، أثق في حكمها .

أسد مكانها فأشرح الدروس في فصولها و أصحح الكراسات و الكتب و أعيدها للطالبات .
تمر بنا موظفة الإستقبال فتتمنى للجميع عيداً سعيداً فغداً إجازة سواء انتهى رمضان بثلاثين يوم أو أعقب اليوم التاسع و العشرين عيداً .
ثم تهمس في أذني ، تخبرني أن أحد المدرسات تعرضت لحادث سيارة شديدة تسبب في كسر عظامها و احتياجها لعملية جراحية مكلفة .
_ ترى من تلك ؟
_ لا أرغب في إحراجها بكشف اسمها . هل بالإمكان أن تساعديها و أن تنشري الخبر في القسم ؟ لا أعرف باقي المدرسات بالتحديد . سيكون للجنيه أثر وجداني .
أقطع ما بيدي وأخبر سكرتيرة القسم بما هو مطلوب ، تحضر ورقة فارغة و تغلق أطرافها بالدبابيس فتصبح ظرفاً ثم تمر بهن واحدة واحدة تخبرهن بما حدث و ترجوهن إضافة أي مبلغ للظرف (لاحظوا أننا نتبرع لمن لا نعرف مطلقاً) .
ألاحظ الظرف و هو يمتلىء بالخمسينات (هذه قطعة لا بأس بها من الراتب و نحن آخر الشهر).
أترك الظرف مع سكرتيرة القسم فالظرف ينقصه أموال من هن في حصص . تجلس السكرتيرة إلى الحاسب تنهي ملزمة الكيمياء . يتوافدن على الحجرة بعد الإنتهاء من أشغالهن . يسلّـمن فتخبرهن الخبر و تطلب منهن التبرع . ينتهي نصف اليوم مع اكتظاظ الظرف .
تشكو زميلة أن لديها إشراف على الطالبات أثناء الفسحة ، تعقبه حصتان , تعرض السكرتيرة أن تحل محل الزميلة المثقلة في إشراف الفسحة فتنزل الدور الأرضي الذي به الملعب ثم تسلم الظرف لموظفة الإستقبال .
يطول الجدل زمناً ، ترفض المدرسة أن تثقل أحداً بأعبائها بينما تلح السكرتيرة فهي على وشك إنهاء الملزمة . أفصل الخلاف : دعيها تحل محلك فدورها في إشراف الغد قد محته الإجازة .
ينتهي اليوم و الكل يتمنى لبعض أبهج الأعياد .
بالفعل كان عيداً منيراً ككل أعياد القاهرة المجيدة .
********************